عقد استثمار غاز حقل نهر بن عمر يعيد "سعدي وهيب" للواجهة عبر شركة "الحلفاية".. ماذا تعرف عن شريك العبادي الاقتصادي؟
انفوبلس/ تقرير
فازت شركة غاز الحلفاية المحدودة بعقد استثمار وتطوير ومعالجة الغاز من حقل "نهر بن عمر" في محافظة البصرة جنوبي العراق بطاقة 150 مليون قدم مكعب يومياً، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تاريخ صاحب الشركة "سعدي وهيب صيهود" شريك حيدر العبادي الاقتصادي وصاحب مكوى الرداء الأبيض سابقاً ورئيس مجموعة شركات (ربان السفينة).
وزارة النفط تعلن توقيع عقد استثمار ومعالجة الغاز من حقل "نهر بن عمر" بين شركة غاز الجنوب وشركة غاز الحلفاية المحدودة.
رعى نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، اليوم الأحد 7 كانون الثاني/ يناير 2024، حفل توقيع عقد بين استثمار ومعالجة الغاز من حقل "نهر بن عمر" بين شركة غاز الجنوب وشركة غاز الحلفاية المحدودة، مؤكدا أن هذا المشروع يدعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة إنتاج واستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وفق ما طالعته شبكة "انفوبلس".
الوزارة ذكرت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، أنه "تم اليوم التوقيع على عقد استثمار ومعالجة الغاز بحقل "نهر بن عمر" بين شركة غاز الجنوب وشركة غاز الحلفاية المحدودة برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني".
ويؤكد عبد الغني خلال حفل توقيع العقد، على "أهمية عقد استثمار وتطوير ومعالجة الغاز من حقل نهر بن عمر بطاقة (150) مقمق "مليون قدم مكعب قياسي باليوم" قابلة لإضافة (150) مقمق أخرى للمرحلة الثانية بحسب متطلبات وتوفر الكميات المطلوبة".
ويضيف، أن "هذا المشروع يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة إنتاج واستثمار ومعالجة الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وتقليل الاستيراد الخارجي، الى جانب إنشاء مرفأ لتصدير الغاز السائل والمكثفات في ميناء أم قصر، فضلاً عن إيقاف الانبعاثات الضارة، والحفاظ على البيئة"، مشيراً الى "أهمية هذا العقد الذي يوفر (5000) فرصة عمل، ويمنع طرح أكثر من (8) ملايين طن من الملوثات الى الجو".
من جانبه، يقول رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار حيدر محمد مكية: إن "هذا المشروع الاستثماري، يمثل رافداً مهماً وداعماً للاقتصاد الوطني"، معرباً عن أمله "في زيادة هذه المشاريع التي تصب في مصلحة العراق".
بدوره، يوضح وكيل الوزارة لشؤون الغاز عزت صابر، أن "هذا العقد هو بصيغة (Boot) أي بناء، تملك، تشغيل، نقل ملكية، ومدة إنجاز المرحلة الأولى هي (36) شهراً"، لافتاً الى أن "هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من العقود التي أبرمتها الوزارة وتهدف من خلالها الى استثمار جميع كميات الغاز المصاحب من الحقول النفطية، لدعم قطاع الطاقة، وتعزيزاً للإنتاج الوطني".
فيما يؤكد مدير عام شركة غاز الجنوب حمزة عبد الباقي، على أن "صيغة العقد استثماري، ويهدف الى قيام الشركة المتعاقدة باستثمار وتجميع ومعالجة كمية (150) مقمق من الغاز الذي يُحرق حالياً في حقل نهر بن عمر بمحافظة البصرة، والذي يهدف الى زيادة الإنتاج لدعم قطاع الطاقة الكهربائية، وتصدير الفائض من المكثفات والغاز السائل الى خارج العراق، وتقليص عمليات الانبعاثات الكاربونية".
ويلفت ممثل شركة غاز الحلفاية المحدودة أحمد المحسن، إلى أن "العقد يهدف الى بناء وتطوير ونقل ومعالجة الغاز المحروق لكمية (150) مقمق، قابلة للزيادة الى (150) مقمق للمرحلة الثانية"، مبيناً أن "المشروع سيوقف طرح (8) ملايين طن من الملوثات الى الجو، الى جانب توفير (5000) فرصة عمل".
يشار إلى أن العراق يخطط للتوقف عن حرق الغاز المصاحب للعمليات النفطية خلال 3 سنوات، وذلك ضمن مساعي بغداد لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الطاقة لتشغيل محطات الكهرباء.
حقل بن عمر هو حقل نفط وغاز عملاق يقع في محافظة البصرة، قرب شط العرب، ويبلغ احتياطي الحقل من النفط مليار برميل، ونحو 780 مليار متر مكعب من الغاز.
*مَن هو صاحب شركة غاز الحلفاية المحدودة "سعدي وهيب صيهود"؟
سعدي وهيب صيهود من مواليد محافظة ميسان كان صاحب مكوى "الرداء الأبيض" (أُوتجي)، واليوم هو أحد كبار رجال الأعمال في العراق والوطن العربي، حيث تربطه علاقات بشخصيات مؤثرة ونافذة في قطاعات استثمار الغاز، والكهرباء والموانئ وأرصفتها، فضلاً عن عشرات الصفقات المليارية التي تتم عبر شبكة علاقات بناها "الأوتچي" سابقا، والملياردير حالياً، مع بعض السياسيين الكبار. ويعتبر أيضاً شريك رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الاقتصادي.
وحوت الفساد "سعدي وهيب صيهود" يمكن القول بأنه الرجل الذي تم التخطيط له بهدوء ليكون المتحكم بقطاع الكهرباء والذي بإمكانه إنجاح أي حكومة وبإمكانه إسقاطها خلال ثوانٍ لأنه يتحكم بجوزة الكهرباء، وفق ما تقول مصادر حكومية لـ"انفوبلس". وتضيف، إنه "يملك القدرة على تغيير وكلاء ومديرين عاميين في وزارة الكهرباء".
كما أن "سعدي وهيب صيهود" كان يدخل للسفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، بدون موعد مسبق ويقضي أوقاتاً "طويلة" في الجلوس والتسامر مع السفراء السابقين، فيما يعتبر هو رجل أمريكا التي سلّمته ملف الكهرباء ليتغلغل فيه بشكل ناعم ويطبق السيطرة عليه بهدوء، بحسب المصادر.
وتبين المصادر، أن "كل ما تحتاجه أمريكا لاستخدام ملف الكهرباء للضغط على أي حكومة هو مجرد اتصال مع يدها الخفية داخل وزارة الكهرباء (سعدي وهيب) والتي سترفع أو تنزل جوزة الكهرباء عبر انتشاره الأخطبوطي داخل البنى التحتية لأصغر مرافق وزارة الكهرباء".
وهو أيضاً رئيس مجموعة شركات "ربان السفينة" (المتورطة بفساد كبير في العراق) التي ستجد شركة خلال دقائق لأي عقد تحتاجه وزارة الكهرباء العراقية، فهي تستورد المحولات الكهربائية ومحطات السيطرة والقابلوات وبوردات التحكم والإنارة ومجموعة الإنارة الشمسية التي تم تنصيبها في السنوات السابقة وهي مَن تتحكم بنصب محطات الشوارع في المناطق التي تم شمولها بنظام الخصخصة.
أما ابنته "غفران" (لها حصة بمصرف الاقتصاد للاستثمار والتمويل (BEFI) رفقة والدها وأخوها علي) فهي تهوى المشاريع الخيرية التي تحقق لها الشهرة المناسبة عبر تصدُّقها بقليل من الأموال التي سرقها أبوها وتنفقها أمام الكاميرات وهي تتصدق بها بطريقة مذلة على بعض الفقراء الذين يجلبهم الحراس الشخصيون لغفران من أقرب شارع خلف وزارة الكهرباء التي تعتبر دكانهم الشخصي، وفقاً لقول مسؤولين في وزارة الكهرباء العراقية لـ"انفوبلس".
وبحسب المسؤولين، فإن ابنه "علي" يدخل لوزارة الكهرباء فيتم استقباله وكأنه رئيس وزراء وليس ابن مقاول، فجميع رؤساء الأقسام ووكلاء الوزير بل الوزير نفسه يبحث عن رضاه، ورضاه يعني رضا الأب!".
وبخصوص مبنى الجامعة الامريكية في بغداد، فقد ويؤكد ناشطون، أن "مشروع الجامعة الامريكية تديره شركة اسمها "التعمير" لصاحبها سعد وهيب الصيهود"، مشيرين الى أن "فرع الجامعة الأميركية ببغداد لا يمتلك حتى الآن موافقات من أي جامعة أمريكية، سواء من داخل الولايات المتحدة أو من الجامعات الأمريكية في الدول المجاورة، ولا أساس لصحة كل ما يُشاع بخصوص ذلك".
وأوضح عدد من المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، أن "المشروع برمته صفقة فساد عفنة لنهب أموال وأراضي وعقارات الدولة بما فيها قصور رئاسية باسم جامعة أهلية".