اليمن تفرض واقع المعركة.. المياه الدولية تشهد انسحاباً تدريجياً للقوات الغربية وسفنها ودّعت البحر الأحمر خشية الاستهداف.. المحيط الهندي هو القادم
انفوبلس..
أوجز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إنجازات قوات أنصار الله في فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني وتقويض القدرات العسكرية والمحاولات الأمريكية والبريطانية لحماية الكيان في البحر الأحمر، ليكشف عن فتح جبهة جديدة في المحيط الهندي فضلاً عن انكماش وانسحاب تدريجي للقوات الغربية من المياه الدولية نتيجة لنجاح المقاومة الإسلامية اليمنية.
السيد الحوثي قال في كلمة له بتاريخ 25/4/2024، إن جبهة اليمن وعملياته العسكرية البحرية مستمرة مع السعي لتقويتها في مسرحها الجديد في المحيط الهندي، وإن هنالك سعي مستمر في توسيع وتقوية العمليات في المحيط الهندي بما لم يكن واردا أبدا في ذهن وحسابات العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي كلهم وربما كل دول العالم.
وأضاف، إن السفن المستهدفة بلغت 102 سفينة خلال 200 يوم ويومين من العدوان على غزة، وإن معدل عملياتنا في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي بلغ سفينة كل يومين وذلك يعتبر إنجازا مهما ورقما كبيرا ودليلا على مدى الفاعلية والنجاح بتأييد ومعونة من الله سبحانه، لافتاً إلى أن العدو الأمريكي والبريطاني ومن يتعاون معهم رغم الرصد المستمر والمكثف عجزوا عن تأمين الحماية لحركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.
وتابع السيد الحوثي، إن ميناء أم الرشراش "إيلات" تعطل بشكل تام باعتراف من يصف نفسه بأنه المدير التنفيذي لذلك الميناء الإسرائيلي، ما أدى إلى انكماش صادرات العدو بنسبة 22% ووارداته بأكثر من 40% من تأثيرات التعطل التام للميناء، مشيراً إلى أن الصهاينة اعترفوا بتوقف نشاط ميناء "إيلات" بسبب إغلاقه من قبل "الحوثيين" حسب تسميتهم، وأكدوا أن "إيلات" لا يمكنها العيش بدون البحر الأحمر، ويعترفون بتأثير الهجمات بالصاروخية والمسيرات.
وكشف، إن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن أثّر عليهما في مستوى الانتشار العسكري وطبيعته في البحر الأحمر، وطوال العقود الماضية كان العدو الأمريكي يعربد في البحار وهو آمن ومطمئن بأن أحدًا لن يجرؤ على استهدافه حيث اعتاد على إخافة الآخرين عبر مشاهد لبوارجه العسكرية، لكنه قوبل بموقف مختلف من قبل شعبنا وقواته المسلحة.
وأكد السيد الحوثي، إن الحضور البحري الأمريكي انكمش، وغابت كثير من قطعه الحربية لتنتشر في أطراف البحر الأحمر، والبارجات الأمريكية والبريطانية لا تجرؤ على أن تستقر في مناطق تتوقع أن يتم استهدافها بالصواريخ، مبيناً إن المواجهة البحرية مع العدو الأمريكي والبريطاني تمثل انتصارا كبيرا لبلدنا، حيث أصبح العدو الأمريكي يعتمد في حركته بالبحر على التخفي والتمترس بالأوروبيين ودفعهم إلى مناطق لا يجرؤ على التواجد فيها.
وتابع: نأمل انسحاب ما تبقى من القطع البحرية الأوروبية من البحر الأحمر بعد انسحاب البعض منها، خصوصاً وإن حركة السفن الأمريكية التي كانت تمر عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 80% وهذا انتصار وإنجاز كبير بعون الله، حيث استبدل العدو الأمريكي حركته إلى طرق بعيدة مثل المحيط الهندي، ورغم ذلك يواجه خطرا متزايدا يوما بعد آخر، مع الأخذ بعين الاعتبار إن اللجوء إلى طرق بحرية بعيدة تؤثر على الاقتصاد الأمريكي في تأخر البضائع وكلفة الشحن وتأمين النقل البحري وارتفاع الأسعار حيث بلغت كلفة عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا نحو 50 مليون دولار وهذا غير مسبوق ويمثل مشكلة حقيقية لهم.
السيد الحوثي أكد أن العدوان الأمريكي على اليمن يستنزف واشنطن ماليا ويؤثر عليها اقتصاديا في سياق عملياتنا البحرية التي لم تنخفض كما يزعم العدو الأمريكي لتقديم ذلك كإنجاز، بل حركة سفنه البحرية هي التي انخفضت بنسبة 80%، أما العدو الإسرائيلي فقد حاول أن يعتمد على تكتيكات أخرى لنقل البضائع عبر إيصالها إلى بلدان أخرى ثم شحنها إليه، لافتاً إلى إن أنصار الله تسعى لطمأنة بقية البلدان طالما لم تكن لدعم العدو الإسرائيلي وليسوا متورطين في العدوان على اليمن.
وأشار إلى، أنه بالنسبة للعدو البريطاني فإن هناك انخفاض في حركته بشكل كبير، أما العدو الأمريكي فيسعى إلى توريط الآخرين عندما يتحدث عما يجري في البحر الأحمر، ينبغي على العالم أن يتعامل مع العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على أنهم يعتمدون الكذب والافتراءات حيث يحاولون أن يدفعوا ببعض الدول العربية إلى مواقف سلبية.
وبيّن، إن خسائر العدو البريطاني مستمرة بسبب عدوانه على اليمن وهذا يكبده الخسائر دون نتيجة كما هو الحال بالنسبة للعدو الأمريكي، لافتاً إلى إن الخسائر الاقتصادية البريطانية متصاعدة وتقاريره الداخلية تكشف مستوى الخسائر حيث بينت غرفة التجارة البريطانية أن العمليات اليمنية أدت إلى أضرار طالت 55% من المصدرين في بريطانيا وهذا انتصار كبير بسبب حماقة العدو البريطاني.
وأضاف، إن العدو الأمريكي والأوروبيون يعتمدون على نهب ثروات الآخرين بشكل جائر ويفرضون سياسات اقتصادية تدميرية ومضرة بالشعوب الأخرى، وإن الأعداء يجوعون الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ويحاولون ألا يصل إليه ما يسد جوعه من الخبز والغذاء الضروري.
عمليات اليمن، وبحسب السيد الحوثي أدت إلى ارتفاع تكاليف شحن الحاويات في بريطانيا بنسبة 300% وتأخيرات كبيرة في تسليم البضائع، كما أدت إلى صعوبات التدفق النقدي في بريطانيا وفق غرفة التجارة البريطانية، مضيفاً إن بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة أثبتت فشلا ذريعا في محاولة إيقاف الهجمات اليمنية أو الحد منها، وكبار ضباط البحرية البريطانية اعترفوا لوسائل إعلامهم بصعوبة مواجهة الأسلحة اليمنية الفتاكة والسريعة، لافتاً إلى إن طول أمد العدوان والحصار على غزة سينعكس بتأثيرات على وضع الأعداء الاقتصادي، وإن الإصرار على السياسة العدوانية ليست في صالح شعوب الأعداء بل من أجل الصهاينة وهي أيضا ظلم للشعب الفلسطيني.
وختم السيد الحوثي كلامه بهذا المضمار بالقول: لا جدوى من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لإسناد العدو الإسرائيلي واستمرار جرائم الإبادة في غزة، الحل هو وقف جرائم الإبادة الجماعية وإنهاء الحصار ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً إن انكماش انتشار العدو الأمريكي في البحر واعتماده على التخفي وتمترسه بالأوروبيين وتأثيره على البريطاني هو انتصار لعمليات اليمن المساندة للشعب الفلسطيني.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، بدأ تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا بشكل رئيسي، باستهداف معاقل جماعة أنصار الله في اليمن، مما أدى لتوسيع نطاق عمليات الجماعة لتشمل السفن المرتبطة بواشنطن ولندن أيضًا.
شكل هذا التصعيد محل اهتمام وقلق لأغلب الجهات الفاعلة في المنطقة والعالم، من دول ومنظمات وشركات نقل، فمضيق باب المندب والبحر الأحمر يُعدان عقدة رئيسية في طرق الشحن البحرية العالمية، ويؤدي استمرار هذه الهجمات إلى تحويل حركة المرور البحرية عن البحر الأحمر إلى أفريقيا.
وتباينت وجهات النظر الأميركية تجاه سبل ردع أنصار الله، فتحالف "حارس الازدهار" يضم 24 دولة بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، لكن بريطانيا وحدها هي التي شاركت أميركا في استهداف مواقع أنصار الله في اليمن، حيث شنتا ضربات أبرزها في يومي 11 و22 (يناير/ كانون الثاني) 2024، ويومي 3 و24 (فبراير/ شباط) 2024.
ومن خلال ذلك، تسعى واشنطن، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس، لتجنب مزيد من التورط المباشر في اليمن خشية اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وتحرص على الحفاظ على الهدنة في اليمن وتعزيز جهود السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، واستعادة الأمن البحري في المنطقة.
لكن في المقابل، فأمام هذه المخاطر المتزايدة، تبرز في أروقة واشنطن دعوات لتوجيه ضربات أكبر ضد أنصار الله واستئصالهم، ما حدا بلجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لعقد اجتماع في 14 فبراير/ شباط 2024 لمناقشة هذه القضية.
خلال الاجتماع، قدم مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان طرحا مغايرا، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري ضد الحوثيين قد يعزز الأهداف الإيرانية وينعكس سلبًا على الاستقرار اليمني، والذي "قد يدفع العديد من الحلفاء إلى التشكيك في قيمة الدعم الأميركي".
وأشار ألترمان إلى أن سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تنجح، وأن الردع المطلوب لن يتحقق ما لم يشعر قادة الحوثيين ومن ورائهم إيران أن لديهم خيارا مريحا في مقابل خيارات التصعيد المؤلمة، "وليس مجرد السعي إلى هزيمتهم في ساحة المعركة".