ياسين مجيد يسرد حقبة المالكي بكتاب تصدّر مبيعات معرض النجف الدولي.. ماذا جاء فيه؟
انفوبلس/ تقارير
من إعدام الطاغية صدام مرورا بصولة الفرسان وصولاً لاتفاقية سحب القوات الأجنبية من البلاد عام 2011، يستعرض ياسين مجيد مستشار زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي منجزات وحقبة رئيسه عندما حكم العراق لدورتين متتالين 2006 – 2014 وذلك عِبر كتاب "الثمان الصعبة" الذي استغرق بتأليفه ثلاث سنوات. "انفوبلس" سلّطت الضوء على الكتاب وستسرد بالتفصيل أبرز ما جاء فيه.
*الثمان الصعبة.. ثلاث سنوات في التأليف
في مايو الماضي، صدر للسياسي والإعلامي ياسين مجيد كتاب (الثمان الصعبة عهد نوري المالكي ٢٠٠٦-٢٠١٤) .
استغرق مجيب ثلاث سنوات لتأليف الكتاب وجاء نتيجة اطلاع الكاتب على معلومات خاصة بسبب عمله مستشارا إعلاميا للمالكي في حكومته الأولى وكذلك متابعته القريبة لعمل الحكومة الثانية للمالكي بالرغم من انشغاله بمجلس النواب عن محافظة ميسان وكذلك اطلاعه على جميع الأسرار والخفايا لعهد المالكي ومرافقته له في جميع سفراته إلى خارج العراق واطلاعه أيضا على خطاباته وبياناته.
*استقلالية المالكي في "الثمان الصعبة"
ويشير الكاتب إلى أن "الثمان الصعبة" شهدت للمالكي باستقلاليته في القرار الوطني المتعلق بأدائه السياسي وجرأته في اتخاذ القرارات المصيرية في اللحظات الحاسمة حتى مكَّنته من تجاوز جميع التحديات الخارجية والداخلية.
ويتابع، أن "من أبرز القرارات التي اتخذها المالكي، هو قرار إعدام الطاغية صدام، والذهاب إلى مدينة كربلاء المقدسة في الزيارة الشعبانية عام ٢٠٠٧ بعد محاولة أنصار التيار الصدري السيطرة على مرقدي الإمامين الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، مرورا بعملية صولة الفرسان في آذار ٢٠٠٨ بالبصرة والتي يصفها الأمريكيون والبريطانيون "بالعملية المجنونة"، إلى اتفاقية سحب القوات الأجنبية عام ٢٠١١ وطرح مشروع البنى التحتية الذي كان سيضع أساس العلاقة مع الصين لولا رفضه في مجلس النواب. وكذلك قراره بتسريع تنويع مصادر تسليح الجيش الذي أثار عاصفة محلية وإقليمية ودولية" .
*المالكي والربيع العربي
ويشير الكاتب إلى أن المالكي كان شاهدا على المواقف الثابتة والمستقلة التي التزمها أثناء ما عُرِف بالربيع العربي وتداعياته المتمثلة بالحرب على سوريا على الصعيد الإقليمي . والاعتصامات في الأنبار وصلاح الدين على الصعيد الداخلي.
*ماذا يُعد الكتاب؟
يُعد هذا الكتاب وفق كُتّاب وصحفيين مصدراً معلوماتياً لأنه جاء إثر تجربة عملية توثيقية قام بها الكاتب ياسين مجيد اتسمت بالحيادية والمهنية لتكون شاهداً تاريخياً تستفيد منه الأجيال المقبلة في معرفة أهم حقبة زمنية بعد التغيير السياسي عام ٢٠٠٣ .
*الأكثر مبيعاً في معرض النجف
الكتاب لاقى استحساناً كبيراً من القُرّاء والنُّقاد، حتى تصدّر الكتب الأكثر مبيعاً في معرض النجف الدولي للكُتّاب، وسط إشادات بسلاسة كتابة الأحداث ومهنية التناول.
*أبرز ما جاء في الكتاب
يذهب الأستاذ ياسين مجيد إلى تأشير وتثبيت عدد من النقاط والملاحظات المهمة التي يعتقد أنها كانت بمثابة سياسة استراتيجية غربية معتمدة من التحالف الغربي عامة وأمريكا خاصة باعتبارهما وجوهاً لمصالح مشتركة بأساليب متنوعة وأهداف واحدة .. تسعى دوما للوصول إلى روما كوجهة مشتركة لابد من بلوغ عتبتها وطرق بابها سرّاً وجهراً طوعاً أو قسراً .. ومن هذه النقاط : -
أولا – إقامة نظام المحاصصة على أُسس طائفية عِرقية كأحد أهم عمليات الاختراق الأمريكي لمنظومة الحكم ومستقبل العراق .
ثانيا – إن الحاكم الأمريكي بريمر أصدر خلال مدة حكمه القصيرة والتي كان فيها الحاكم الناهي الأوحد بالساحة ما يقرب من (200) قانون وتشريع خلال ثلاثة عشر شهراً شملت مختلف القطاعات ومناحي الحياة، وشلّت جميع مؤسسات الدولة .. كونها لم تكن ارتجالية أو لحظية بل هي نقاط متفق عليها مسبقا ومُعدّة سلفا وتمثل استراتيجية لتحقيق أهداف عُليا بعيدة الهدف .
ثالثا –الحرب الطائفية التي صنعتها أمريكا كنتيجة حتمية لنظام المحاصصة قد قضى على إمكانية بناء الدولة على أُسس صحيحة .
ثالثا – ما لم يقوله بوش حينها استدركه بايدن حينما قال إن الولايات المتحدة لم تذهب إلى أفغانستان لبناء دولة .. وهو ذات الهدف بالعراق .
رابعا – نجحت سياسة الترهيب والترغيب والمحاور وزناد الاحتلال وشرعيته ومظلّته الدولية ... بتوهيم المكونات الأكثر تأثيرا وتمثيلا في العراق من خلال لعبة الحلوى للشيعة والسراب للسُنة ورومانسية الحلم للأكراد .
خامسا – إن النموذج الذي صنعته الولايات المتحدة في العراق ما هو إلا نموذج لصناعة الدولة الفاشلة الذي سيُبقي العراق ضعيفا لسنوات قادمة مع خلق وضع إقليمي يُضعِف المنطقة عامة ويقود تبعتها باتجاه خدمة مشاريعهم الاستراتيجية .
سادسا – يقول ياسين، طرحت سؤالا على السفير الأمريكي ديفيد ساترفيليد مفاده: (إن العراقيين عامة يستغربون عن عدم بناء الولايات المتحدة الأمريكية لأي منظومة كهرباء أو منظومة تحلية مياه أو أي بنى تحتية أو تقديم خدمات عامة .. كما يُلاحظ عدم مساهمتهم بأي مؤشر يمكن أن نشمّ منه موافقتهم أو رغبتهم بإعادة بناء العراق الذين سبق أن أعلنوا على أغلب السُنة سياسييهم وقادتهم أنهم سيصنعون نموذجا ديمقراطيا يمكن أن يُحتذى به في الشرق الأوسط ) .
*خلاصة
إن منظومة الحكم الطائفية والعِرقية والمحاصصاتية والتوافقية التي صنعتها واشنطن بالعراق لا تقل خطورة عن نظام الحكم الدكتاتوري الذي أسقطته. مما يعني - وفقا لمجيد – أن الولايات المتحدة الأمريكية أسقطت الدولة العراقية مرّتين؛ الأولى بعد سقوط النظام الذي ربط الدولة ومؤسساتها ومصيرها به فانهارت بسقوطه .. والثانية بعد نجاحها بإصرار متعمَّد تأسيس دولة المكونات .