سوريا تشكر العراق على الكثير والسوداني مدعو لزيارة دمشق.. حديث عن اتفاقات أمنية واقتصادية
انفوبلس/..
لم تكن طبيعة العلاقات الجيدة بين العراق وسوريا وليدة اللحظة بل هي متجذرة منذ سنوات طوال، وزاد عمق هذه العلاقات في الفترة الاخيرة خاصة بعد تعاون البلدين في محاربة تنظيم داعش الارهابي، في ما يدور حديث حالي عن وجود اتفاقات أمنية واقتصادية بين بغداد ودمشق.
وقف العراق كثيرا مع الجانب السوري وقدم له المعونة في أكثر من مناسبة بدءاً من الحرب ضد الإرهاب وصولاً إلى إغاثة منكوبي الزلزال الأخير الذي تعرضت له سوريا واوقع خسائر بشرية هائلة ناهيك عن الخسائر التي لحقت البناء التحتية في ذلك البلد الذي مزقته الحرب.
ووصل وزير الخارجية السوري مساء الثالث من حزيران الجاري، إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء مباحثات مع مسؤولين هناك.
*انتشال سوريا
وخلال مؤتمر مشترك عقد في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة بغداد مع نظيره السوري فيصل المقداد، 4 حزيران الجاري، دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إلى التحرك على المستويين الإقليمي والدولي لانتشال سوريا من الوضع الإنساني الصعب الذي تمر به وخاصة ملف اللاجئين في الدول المجاورة لهذا البلد.
وقال حسين، إن "موقف العراق واضح إزاء سوريا في جميع المحافل سواء العربية والأوروبية والدولية"، مردفا بالقول إن "الوضع الأمني في سوريا يؤثر مباشرة على الأوضاع الأمنية في العراق والعكس صحيح".
وأضاف أن "موقف الحكومة العراقية الحالية والمتعاقبة منذ 2005 يدعم الشعب السوري"، مبينا: "نحن كنا من المبادرين في اجتماعات الجامعة العربية، وطلب العودة السورية الى مقعدها، ونحن سعداء بعودتها".
وتطرق إلى الوضع الانساني في سوريا، وقال حسين إن سوريا تمر بـ" ظرف صعب جدا، ويحتاج الى التحرك على المستوى الإقليمي والدولي، مؤكدا أن قضية اللاجئين السوريين جزء مهم من هذه المسألة وخاصة في الدول المحيطة بسوريا"، مؤكداً: "إننا استقبلنا 250 ألف لاجئ سوري".
وأكد حسين أنه: "ستكون هناك مباحثات مستمرة في الإطار الخماسي" تجمع وزراء خارجية العراق والأردن ومصر والسعودية ولبنان، استكمالا للقاءات أطلقت في عمّان مطلع مايو/أيار الماضي بشأن "كيفية التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا".
وشدد على " العمل مع الدول المحيطة لمحاربة تجارة المخدرات"، لافتاً إلى أن "العراق ممر لهذه الحركة، وبدأ الاستهلاك لهذه المخدرات".
*شكراً على كل شيء
بدوره، قدم الوزير السوري، الشكر للعراق "على كل شيء"، داعياً في الوقت ذاته إلى التعاون من أجل "تصفية الإرهاب"، وكذلك لإنهاء العقوبات الاقتصادية على دمشق.
وقال المقداد خلال المؤتمر، إنه ناقش مع نظيره العراقي العلاقات الثنائية، "ووجدنا أنها تتقدم في مختلف المجالات وأن السعي يجب أن يبقى مستمراً في تحقيق المزيد".
وتابع "يبقى علينا أن نعمل سوياً كما نعمل الآن على محاربة الإرهاب وتصفية الإرهاب والقضاء على خطر المخدرات بالتعاون فيما بيننا وبين الآخرين"، كما حث على التعاون من أجل "إنهاء العقوبات الاقتصادية التي يتعرض لها الشعب السوري".
وأكمل: "نحن نؤمن بالتنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي"، مشدداً على ضرورة "إنهاء الاختلالات التي نواجهها خاصة في الوجود الإرهابي في الشمال الغربي في سوريا وتحديدا بمحافظة أدلب المتمثلة بتنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى، وفي الجانب الشمال الشرقي".
وأضاف "نحن نريد حل هذه المشاكل بما يؤدي إلى احترام، وتعزيز سيادة البلدين الشقيقين"، مردفا بالقول إن "هذه السيادة يجب أن نحرص عليها لأن ما يؤذي سوريا يؤذي العراق والعكس صحيح أيضا".
واستدرك المقداد، "أشعر بالاعتزاز في بغداد عمق التأريخ والحضارة، حيث نبذل كل الجهود لتعزيز أواصر العمل مع العراق".
وأكد، أن "هناك تقدماً في المباحثات مع العراق"، منوهاً الى، أن "المحادثات مع الجانب العراقي كانت بناءة، حيث نعمل على تعزيز سيادة العراق وسوريا".
وأتم وزير الخارجية السوري: "شكراً لكم أيها العراقيون على ما قدمتموه لإخوتكم السوريين خلال الزلزال المدمر".
وقتلت سلسلة من الزلازل المدمرة في شباط الماضي أكثر 4,500 شخص وأصابت أكثر من 8,700 بجروح في شمال غربي سوريا، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فيما سارع العراق منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال إلى تقديم يد العون إلى دمشق.
*دعوة للسوداني
إلى ذلك، تلقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 4 حزيران الجاري، دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دمشق، وأكد أن الأمن الوطني العراقي مرتبط بأمن سوريا.
جاء ذلك خلال استقبال السوداني لوزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد، بحسب بيان لمكتب السوداني. وشهد اللقاء التباحث في مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها.
ونقل الوزير السوري تحيات الرئيس بشار الأسد الى السوداني، كما نقل دعوة الاسد الى السوداني لزيارة دمشق من أجل البحث في مزيد من آفاق التعاون الثنائي وتنسيق العمل المشترك، نحو ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية وحدة الأراضي السورية بالنسبة للعراق، وترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سوريا، كما أكد الاستعداد التامّ لمساعدة الشعب السوري في تجاوز معاناته وأزماته.
من جانبه أعرب المقداد عن دعم بلاده خطوات العراق، ودوره المحوري في المنطقة، وجهوده لتوطيد العلاقة بين الأشقاء العرب وبين دول المنطقة، مؤكداً الرغبة في العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، وتبادل المعلومات في ما يتعلق بمكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب، ورعاية ملف اللاجئين.
وأعرب أيضاً عن تقدير حكومة بلاده لمواقف العراق الداعمة لسوريا في مواجهة الأزمات، وفي استضافته عدداً كبيراً من المواطنين السوريين.