عاصمة عسكرية لواشنطن في الشرق الأوسط.. تحركات أمريكية لبناء قاعدة جديدة قرب حقول غاز تسعى السعودية للاستثمار فيها
انفوبلس..
انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء أمريكية حول وجود نيّة بانسحاب فعلي وكامل من العراق، ولكن يبدو أن هذه الأنباء كاذبة كغيرها، حيث اتضح وجود مخطط أمريكي لتوسيع قاعدة عين الأسد وبناء قاعدة كبيرة أخرى في محافظة الأنبار، يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات سعودية ودخولها على خط الاستثمار بحقل عكاز الغازي في المحافظة، ما يؤشر وينذر بعودة التوتر إلى المنطقة.
صحيفة ذا كرايدل الأمريكية، كشفت في تقرير أنه "وفقا لمصدر أمني عراقي لم يتم الكشف عن هويته فإن الجيش الأمريكي يسعى لبناء قاعدة عسكرية ثانية في محافظة الأنبار غربي العراق". وبحسب ما ورد، ستكون القاعدة العسكرية للجيش الأمريكي مكمِّلة لقاعدة عين الأسد التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد.
قاعدة قرب البترول
وأضاف التقرير، أن "الجيش الأمريكي اختار منطقة الجزيرة لبناء قاعده العسكرية بسبب ضخامة حقول النفط والغاز في المنطقة، فيما كشفت مصادر عراقية مطلعة في وقت سابق أن القوات الأمريكية لا تخطط للانسحاب من العراق وترغب في توسيع قاعدة عين الأسد بشكل أكبر".
وأوضح التقرير، أن "المسؤولين الأمريكيين يسعون إلى توسيع وجودهم العسكري في العراق بذريعة داعش للبقاء في العراق وشمال سوريا على الرغم من حقيقة أن التنظيم الإرهابي هُزِم إلى حد كبير في المنطقة ".
وكان خبير في الشؤون الأمنية العراقية قد أشار في وقت سابق إلى أن "استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق يهدف إلى دعم مصالح واشنطن ودعم الإرهاب وليس محاربته".
وبيّن التقرير، أن "غزو داعش للموصل قدّم لتركيا أيضا ذريعةً لإنشاء قواعد جديدة في العراق، حيث أنشأ الجيش التركي قاعدة في بلدة بعشيقة شمال العراق لتدريب عناصر مما يسمى بالحشد الوطني، وهي جماعة مسلحة أنشأها محافظ نينوى آنذاك أثيل النجيفي بهدف مزعوم هو تحرير الموصل، ومع ذلك، يرى العديد من العراقيين أن النجيفي ساعد في تسهيل سقوط الموصل في نينوى، بينما يُنظر إلى تركيا على نطاق واسع على أنها دعمت داعش لوجستيًا وعسكريًا".
قاعدة أخرى في نينوى
في الأثناء، كشف مصدر أمني عن تحركات أمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة الحضر بمحافظة نينوى.
وقال المصدر، إن "تحركات أمريكية تجري بصورة سرّيّة وغير مُعلنة لإنشاء قاعدة عسكرية لقواتها في منطقة الحضر بمحافظة نينوى بعد ساعات من كشف معلومات تُفيد بنيّة قواتها أيضا إنشاء قاعدة عسكرية ثانية بعد قاعدة عين الأسد الجوية شمال قضاء حديثة غربي الأنبار ".
وأضاف، إن "اتخاذ القوات الأمريكية لقواعد عسكرية جديدة تندرج ضمن خططها الرامية لبقاء قواتها إلى أمد طويل في تلك المناطق"، مؤكدا أن "القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية والتنف السوري بدأت بالتحرك لتأمين تلك المناطق من خلال تكثيف عمليات الاستطلاع الجوي".
السعودية تدخل على الخط
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني الاتفاق على مساهمة "أرامكو" السعودية بتطوير حقل عكاز الغازي.
وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني في كلمة له خلال مشاركته في المجلس التنسيقي العراقي - السعودي، إنه "تم الاتفاق مع الجانب السعودي على قيام شركة أرامكو بالاستثمار وتطوير حقل عكاز الغازي بمحافظة الأنبار".
وأضاف، إن "الهدف من استثمار وتطوير حقل عكاز الغازي هو الوصول إلى طاقة إنتاجية تصل إلى (400) مليون قدم مكعب قياسي باليوم".
وأشار إلى "الاتفاق المبدئي مع المملكة العربية السعودية على المساهمة في الاستثمار بمشروع نبراس الذي يُعد أحد أهم المشاريع الاستراتيجية الواعدة في الصناعات البتروكيمياويات في العراق والمنطقة".
مراقبون أكدوا وجود صلة وثيقة بين السياسات السعودية الجديدة ودخولها على خط استثمار الغاز العراقي، مع المخططات الأمريكية بتوسيع رقعة التواجد والنفوذ داخل الأراضي العراقية، ما يؤكد بشكل لا يقبل الشك بأن التوترات ستعود إلى المنطقة وأن الخطوات الأمريكية بمساعدة حلفائها لن تمر مرور الكرام.