من الدباغ إلى رسول وملا طلال ومعن.. تخبط وصفقات فساد وعلاقات شائنة
أزمة المتحدثين الرسميين بعد 2003
من الدباغ إلى رسول وملا طلال ومعن.. تخبط وصفقات فساد وعلاقات شائنة
انفوبلس/..
منذ 2003 وحتى 2024، واجهت العراق أزمة كبيرة تمثلت بالمتحدثين الرسميين، إذا طالت الكثير منهم أزمات وملفات فاسدة وأخرى شائنة تمثلت بعلاقات مع مشاهير أدت لسقطات "فظيعة"، بدءاً من علي الدباغ وصولاً إلى يحيى رسول ومن قبله أحمد ملا طلال وسعد معن.
في هذا التقرير، تسلط شبكة انفوبلس الضوء على أبرز الملفات التي أُثيرت حول هذه الشخصيات وانعكاساتها على واقع الدولة العراقية.
*علي الدباغ
تورط علي الدباغ بشكل مباشر في إعاقة تكامل بناء الجيش العراقي، وسعى لإضافة مئات الملايين من الدنانير إلى أرصدته على حساب أمن البلد واستقراره.
عبرت روسيا عن استيائها، على لسان رئيس الجمهورية فلاديمير راسبوتين، من طريقة مطالبة علي الدباغ، برشوة تبلغ 200 مليون دينار، نظير إتمام صفقة شراء أسلحة روسية، من الدرجة الثانية، على أنها من الدرجة الأولى، في العام 2012، عندما توجه الى موسكو بتكليف شخصي من نوري المالكي رئيس الوزراء حينها، وكان يشغل منصب الناطق الرسمي، عن الحكومة، الذي أُقيل منه؛ على أثر تلك الفضيحة، مع صدور أمر قضائي بالقبض عليه.
اكتفت الحكومة بإنهاء عقده من وظيفة الناطقية ومنعه من دخول مجلس الوزراء، في تشرين الثاني 2012، كعقاب وافٍ على جريمة، هزت العراق وروسيا.
وبهذا فإن الدباغ بطَمَعه المهووس بالمال أفشل صفقة تسليح الجيش العراقي، التي أبرمتها الحكومة مطلع شهر تشرين الاول 2012 مع دولتي روسيا والتشيك خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي إليهما، وقررت الحكومة إعادة التفاوض مع موسكو بشأن صفقة الأسلحة والبالغة قيمتها 4.2 مليار دولار أُلغيت إثر ثبوت فساد الدباغ الذي ضغط على وزارة الدفاع الروسية، مطالباً برشوة، بصفاقة فجة.
*أحمد ملا طلال
لم يكن أحمد ملال طلال الإعلامي والناطق باسم حكومة مصطفى الكاظمي بعيداً عن هذه السقطات، فدائماً ما كان ينتقد عمل الحكومات وأحد المؤججين للتظاهرات التي اندلعت 2019 وأخذ يطبّل لها ضد النظام، إلى أن أصبح أحد أفراد النظام بصفة متحدث باسم الحكومة العراقية.
كان لـ"ملا طلال" دوراً في جريمة سرقة القرن، فقد طلب مبالغ مالية تقدر بـ3 ملايين دولار من أحد المتهمين بالقضية.
وبحسب محكمة تحقيق الكرخ، فإن "هناك إجراءات قانونية اتُخذت بحق إعلامي (في إشارة إلى أحمد ملا طلال) وشخص يرتبط بمؤسسة إعلامية لطلبهما مبالغ مالية تُقدر بـ 3 ملايين دولار من أحد المتهمين بسرقة القرن".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر خاصة أن ضياء الموسوي ـ وهو مسؤول سابق بجهاز المخابرات العراقي والمتهم في سرقة القرن ـ تعهد للجهات التحقيقية بكشف كل المتورطين في سرقة أمانات الضرائب وملفات فساد أخرى كثيرة.
وبحسب تسريبات فإن بحوزة الموسوي، معلومات عن أسماء مهمة في جهاز المخابرات العراقي، وضباط كبار في المؤسسة الأمنية، ومصارف أهلية محلية وخارجية، فضلاً عن نواب سابقين.
ووفق المعلومات الأمنية الأولية فإن المتورطين، هم أعضاء في شبكة فساد داخل حكومة الكاظمي وكذلك في عدد من الوزرات والمؤسسات والبرلمان.
وللموسوي علاقة بدفع نحو الثلاثة ملايين دولار، إلى سرمد الخنجر (ابن السياسي العراقي خميس الخنجر) والإعلامي أحمد ملا طلال وسعد البزاز مالك قناة الشرقية لقاء التغطية على سرقة القرن.
*سعن معن
سعد معن الذي كان ناطقاً باسم وزارة الداخلية ومديرا لدائرة الإعلام والعلاقات فيها، تورط وسقط بشكل فظيع عندما جرى اكتشاف إقامته شبكات ابتزاز، لتتم إحالته إلى التحقيق بهذه القضية.
وأعلن اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، تحديد عناصر شبكة داخل المؤسسة تعمل على استخدام صفحات بأسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، لابتزاز المؤسسة الأمنية والإساءة إلى رموزها، فضلاً عن ابتزاز الضباط والمنتسبين ومساومتهم، مؤكداً صدور توجه من رئيس الوزراء بإحالتهم إلى الإمرة.
وقال رسول في بيان، "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، ومن خلال المتابعة الدقيقة لأي عمل يمسّ سمعة المؤسسة العسكرية والأمنية، وبعد تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وزير الداخلية وعضوية رئيس جهاز الأمن الوطني والمفتش العسكري لوزارة الدفاع، فقد توصلت التحقيقات إلى تحديد عناصر شبكة داخل المؤسسة تعمل على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (صفحات بأسماء مستعارة) لابتزاز المؤسسة الأمنية والإساءة إلى رموزها، فضلاً عن ابتزاز الضباط والمنتسبين ومساومتهم".
وأضاف، "وعليه قررت هذه اللجنة إحالة الضباط المتورطين بهذا الفعل غير القانوني إلى الإمرة، واستمرار الإجراءات القانونية اللازمة وإكمال التحقيقات بحقهم".
وأتم: "إننا ندعو جميع العاملين في المفاصل والتشكيلات العسكرية والأمنية إلى الابتعاد عن هكذا أفعال تُسيء إلى العمل في هذه المؤسسات العريقة، وإلى تاريخهم وعوائلهم، وعدم الانجرار بتصرفات وأفعال بعيدة كل البُعد عن جوهر عمل القوات الأمنية وواجباتها التي أُوكِلت إليها".
وأفاد مصدر أمني في (20 آذار 2024)، بأن الفريق الركن سعد العلاق واللواء سعد معن يتصدران قائمة الضباط المحالين للآمرة بسبب "فضيحة ابتزاز ضباط كبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال المصدر، إن "المتصدرين لقائمة الاحالة الى الآمرة، هما الفريق الركن سعد العلاق الى امرة الدفاع، واللواء سعد معن الى امرة الداخلية، ورتب اخرى من الداخلية والدفاع تقدر بـ 14 ضابطًا برتب نقيب ومقدم وعقيد ولواء".
*يحيى رسول
أما الناطق الاعلامي لرئيس الوزراء يحيى رسول، فأخذ يميل إلى مصاحبة "الفاشنيستات".
واصطحب يحيى رسول إحدى "الفاشينستات" إلى سرب الطائرات أف 16 وأمر قائد السرب بأن تطير الطائرات وتحلق في الجو حتى تقوم الفتاة المشهورة بتصوير مقطع مع الطائرات الحربية وتنشره على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، أشار مراقبون، الى أن "الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول وهو من اصطحب هذه الشخصيات للتصوير في قاعدة جوية، لكونه هو المسؤول الأول عن إعداد برنامج الحفل الخاص بالذكرى الـ 93 لتأسيس القوة الجوية، وغيره من المحافل التي تقيمها وزارة الدفاع".
وتساءل المراقبون، عن "وجود الفتاة الناشرة، وسط قاعدة جوية عسكرية تابعة للقوة الجوية، من المفترض أن تحيطها السرّية والخصوصية"، وامتدت التساؤلات "عمّن سمح لها بالدخول وسهّل عبورها الى هذه النقاط".
كما استقبل يحيى رسول، مؤخراً، الفنانة شذى حسون، في مبنى تابع لوزارة الدفاع وقام بتكريمها بـ"درع" لم تعرف أسبابه وتفاصيله.
وقال مراقبون: "في كل دول العالم تعتبر الأماكن العسكرية محظورة وعالية السرية لا يدخلها من هبَّ ودَب إلا في العراق، متسائلين: "ماذا تفعل مغنية لا يربطها بالعراق سوى الاسم وسط دائرة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع".
وأضافوا، "هل يرضى القائد العام للقوات المسلحة بتصرفات ناطقه العسكري وهو يشرح ويتحدث عن تأسيس الجيش العراقي لمغنية لم تزُر العراق إلا مرتين فقط؟".