حلم “قطار بغداد المعلق” حبيس الأدراج.. مادة دسمة للفاسدين
إنفوبلس/..
منذ سنوات طوال، وحلم “قطار بغداد المعلق” حبيس الأدراج، حيث بدأت فكرة إنشاء قطار بغداد المعلق منذ عام 2010، وانطلقت المباحثات مع شركة “ألستوم الفرنسية” التي استمرت على مدار عامين، حيث تخللتها عمليات فساد تم فضحها في وسائل الإعلام، ثم تجددت الآمال عام 2020 وتم تخصيص 50 مليون دولار لتنفيذ المشروع، ولكن وزارة النقل العراقية عجزت عن إتمام المهمة بسبب عدم جدية الحكومة الحالية لتنفيذ المشروع.
50 مليار دينار تم صرفها على المخططات الخاصة بالمشروع وتبيّن فيما بعد ان تلك الأموال صرفت على مخططات تم استنساخها من قبل حكومات بغداد طيلة فترة حكم خمسة محافظين، حيث كان المبلغ في عهد صلاح عبد الرزاق الذي صرف على الرسوم المستنسخة “7” مليارات دينار، ومن ثم تطور المبلغ ليصل الى 50 ملياراً، دون محاسبة حكومية لهؤلاء المحافظين، بسبب حمايتهم من قبل أحزابهم، وعُطِل العمل بالمشروع لأكثر من عشر سنوات، حيث تم التجاوز على الأراضي، بسبب افتقاد الخطة الاستراتيجية الخاصة بالمشروع.
حكومة الكاظمي وقعت اتفاقاً مع الرئيس الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون لتنفيذ المشروع وتم تخصيص ملياري دولار من قبل بغداد، إلا ان تلك الاتفاقات تبخرت بسبب عدم جدية الحكومة العراقية في تنفيذ المشروع، كما صرّح الأمين العام لمجلس الوزراء بتصريحات تفيد بتذليل العقبات أمام تنفيذ قطار بغداد المعلق، وهي تصريحات تُعد للاستهلاك الإعلامي، هدفها تلميع صورة حكومة الكاظمي التي منعت انشاء المشروع.
رئيس المهندسين لدى شبكة سكك الحديد العراقية صبار علاوي قال، إن القطار المعلق، هو أول مشروع من نوعه في العراق، لو تم إنجازه فعلياً، اذ لدينا سكك حديد مختلفة، ولكن ليس بهذا الشكل، ولهذا ستكون تجربة جديدة بالنسبة لنا.
وتحدّث علاوي، عن تكليف شركة هندسية للبحث بتصاميم ائتلاف شركة (الستوم) الفرنسية بالشراكة مع شركة (هونداي) الكورية للهندسة والاعمار، وذلك بعد تسلّم شبكة السكك المشروع.
وأوضح علاوي، أن الحكومة وشبكة السكك، منذ ذلك الوقت، تقومان بمناقشة تفاصيل العقد مع ائتلاف الشركة المنفذة والتي وصلت الآن لمراحلها الأخيرة. ولفت الى أن المشروع الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار مُحدد بإطار زمني لإكماله لمدة خمس سنوات، وإذا ما بوشر بالعمل قبل نهاية هذا العام، فقد يشهد أول دفعة مسافرين يتم نقلهم عبر العاصمة بنهاية عام 2027.
ويرى المختص بالشأن الاقتصادي جاسم الطائي: “يبدو ان مشروع القطار المعلق، أصبح مادة دسمة للفاسدين، فطيلة أكثر من عشرة أعوام ومحافظو بغداد يتلاعبون بالمال العام بحجة إعداد رسومات للمشروع، وقد تم صرف 50 مليار دينار، وتبيّن انها مستنسخة من الانترنت، والأغرب لم نجد حكومة ما قد فتحت هذا الملف لمعرفة ظروف سرقة المال العام، أما حكومة الكاظمي فهي الأخرى لم تنفذ المشروع، برغم انها وقعت اتفاقات مع الحكومة الفرنسية وشركاتها وتخصيص أكثر من ملياري دولار لهذا المشروع، إلا انها نكثت بوعودها ولم تنفذ المشروع”.
وكانت النائبة عالية نصيف، قد طالبت في وقت سابق اللجان المختصة، بالتحقيق في قضايا الفساد والجرائم المهمة، بفتح تحقيق في قضية قطار بغداد المعلق ومحاسبة الأشخاص الذين حاولوا التلاعب بالمشروع، لتحقيق مكاسب مادية تشبع فسادهم، مبينة أن الملف مزوّد بالوثائق المتعلقة بالمشروع، هو ثاني ملف فساد أضعه أمام اللجنة.