الحُمّى الفيروسية تجتاح العراق بأرقام مخيفة.. تعرّف عليها وطرق الوقاية والعلاج

انفوبلس/..

تتسارع وتيرة انتشار "الحُمّى الفيروسية" في الأوساط العراقية، خاصة بين فئات صغار السن ومن هم في رياض الأطفال وطلبة المدارس، إذ تشبه إلى حد ما الانفلونزا الموسمية ولا تختلف كثيراً عن متحور (أوميكرون) من فيروس كورونا.

*ما هي الحمى الفيروسية؟

تنجم الحمى الفيروسية عن عدوى فيروسية أكثر شيوعاً خلال الرياح الموسمية. أي درجة حرارة أعلى من متوسط درجة حرارة الجسم البالغة 98.4 درجة فهرنهايت (37.1 درجة مئوية). ويؤدي أي نوع من الحمى إلى زيادة درجة حرارة الجسم، ويمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار.

الحمى الفيروسية ليست مرضاً، ومع ذلك، يمكن أن تكون مؤشراً على وجود عدوى فيروسية كامنة. إنها تؤثر على الأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة كما أنها شائعة أيضاً عند الأطفال، إذا تُركت دون علاج فقد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

*الأعراض

قد يواجه المصابون بالحمى الفيروسية، أعراضاً تتمثل بـ(آلام العضلات والمفاصل، الصداع، التعب، احتقان في الحلق، جريان الأنف، ارتفاع درجة حرارة الجسم، تورم في الوجه، جفاف، قشعريرة عرضية، احمرار العين، والطفح الجلدي).

*أرقام مخيفة

ربما الأمر المقلق يكمن في الأرقام القياسية التي يسجلها العراق نتيجة الإصابات بـ"الحمى الفيروسية"، فيوم أمس، 18 كانون الثاني 2023، أكّدت وزارة الصحة، تسجيل أكثر من ألف إصابة يومية بهذا النوع من الحمى، بين الأطفال، وفي طبيعة الحال هذا الرقم يُعد "مهولاً" ويتطلب إيجاد حلول لضعف الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الموجودة في البلاد.

ووفقاً لرئيس مركز أمراض الدم في مستشفى الطفل المركزي التعليمي في العاصمة بغداد، عبد الستار إبراهيم محمد، فإن "هناك انتشاراً للأمراض التنفسية، ومنها الحمى الفيروسية الوبائية، وهو مرض سريع العدوى بين التجمعات ومنها الأطفال، وخصوصا طلبة المدارس"، مبيناً أن "المستشفى تستقبل أكثر من ألف طفل مصاب يومياً غالبيتهم دون سن السنتين".

*مشكلة كبيرة

ويوضح محمد، في حديث للصحيفة الرسمية، أن "المستشفى تواجه مشكلة تتمثل في عدم استيعاب الأعداد الكبيرة من الإصابات، مما أسفر عن رقود كل ثلاثة أطفال على سرير واحد، بسبب الزخم الهائل وانتشار العدوى، بينما تم تحويل عدد منهم إلى الأقسام الخاصة بالأمراض التنفسية"، لافتاً إلى أن "وزير الصحة وجّه بتحويل أعداد من الأطفال إلى أقسام خاصة في مستشفى الكاظمية التعليمي".

*عقبة التشخيص

تعاني الكوادر الطبية والصحية - والكلام لرئيس مركز أمراض الدم في مستشفى الطفل المركزي التعليمي - من صعوبات في تشخيص المرض، إذ إن التفريق بين الحمى الموسمية والحمى الفيروسية والمتحور "أوميكرون" صعب، إذ تتميز هذه الأمراض بأعراض مماثلة تقريباً، وهي الحمى والسعال والصداع الشديد وصعوبة التنفس وألم في الصدر والبطن واحمرار وحرقة في العين، فقدان الشهية، إلى جانب عدم تحديد واكتشاف نوع الفيروس بالتحاليل؛ لأن مدة حضانة الحمى الفيروسية تستغرق بين سبعة وعشرة أيام في بعض الحالات، وقد تصل إلى 15 يوماً إذا كانت العدوى شديدة، علماً أن جهاز المناعة الخاص بالطفل ضعيف وغير قادر على مواجهة العدوى.

*اتهام للصحة

تتهم نقابة الأطباء العراقيين، وزارة الصحة بإهمال الجانب الوقائي والتثقيفي داخل المدارس العراقية للحد من انتشار الأمراض "إذ يتحتم عليها أن توفر فحوصات دورية على المدارس، وأن تُلزم إداراتها التلاميذ بارتداء الكمامات يوميا، للحد من انتشار العدوى".

يقول عضو النقابة، عامر حسين، "هناك تقصير بهذا الملف، بما فيه نشر الوعي الثقافي بخطورة الأمراض الانتقالية بين الأطفال، وهو ما يتطلب ندوات وورشاً وحملات إعلامية تتوزع على مدارس البلاد"، مشدداً على أن "الإهمال انعكس سلباً وتسبب بحالات الإصابة الكبيرة".

ومنذ بداية العام الدراسي الجديد، تصاعدت حدّة الإصابات بالأمراض الانتقالية، ومنها أمراض الإنفلونزا، ونزلات البرد وغيرها بين الأطفال، والتي بدأت تنتشر بشكل متسارع، وتنتقل من المدارس إلى العوائل، فيما لا تتوفر أي إحصائية رسمية عن تلك الأعداد.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت في وقت سابق، أن فرقها الصحية تقوم بجولات على المدارس وإجراء الفحوصات الدورية، لمتابعة الأمراض الانتقالية والحد من انتشارها.

*العلاج

يتم تحديد علاج الحمى الفيروسية من خلال شدة المرض. عادة ما يعطي الأطباء أدوية للتخفيف من أعراض الحمى الفيروسية وخفض درجة الحرارة. يمكن أن يؤدي العلاج الذاتي إلى تفاقم مشكلة قائمة. نتيجة لذلك، يجب دائمًا طلب العلاج من الطبيب.

*الوقاية

هذه الخطوات تساعد الجميع على تجنب الإصابة بـ"الحمى الفيروسية"، وهي: (غسل اليدين بشكل متكرر، تعقيم اليدين، تجنب لمس الأنف والفم بشكل مباشر، تجنب مشاركة الأكواب أو الأواني الخاصة مع الآخرين، تخلّص من القمامة بانتظام، الابتعاد عن المياه الملوثة والتي تعد مصدراً رئيسياً للمساهمة في الإصابة بالحمى الفيروسية وخاصة عند الأطفال، بالمقارنة مع درجات الحرارة العادية والمعتدلة، يتباطأ التطور الفيروسي في درجات الحرارة المرتفعة؛ نتيجة لذلك، حاول أن تأكل الطعام وهو لا يزال دافئاً؛ لمنع خطر الإصابة بالعدوى، قم بتغيير ملابسك على الفور بعد زيارة المستشفى سواء للفحص أو لمقابلة مريض".