edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. ازدواجية الهيمنة البيضاء في أمريكا: من جماجم الهنود الحمر إلى ترحيل المهاجرين

ازدواجية الهيمنة البيضاء في أمريكا: من جماجم الهنود الحمر إلى ترحيل المهاجرين

  • 29 أيلول
ازدواجية الهيمنة البيضاء في أمريكا: من جماجم الهنود الحمر إلى ترحيل المهاجرين

في عام 1995، عبّر الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون عن هذا الانحياز التاريخي بوضوح حين تحدث عن المهاجرين غير الشرعيين: "الأمريكيون يشعرون بالانزعاج من الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير الشرعيين.

 

كتب /  رسول حمزاتوف

 

الولايات المتحدة الأمريكية، تلك "أرض المهاجرين"، لم تُبْنَ على أسس العدالة والمساواة كما تروّج شعاراتها، بل على جماجم الهنود الحمر ودماء الشعوب الأصلية. المهاجر الأوروبي الأبيض الذي أسس هذه الأمة لم يأتِ بحثًا عن الحرية أو المساواة، بل لإحكام سيطرته الاقتصادية والاجتماعية، مستخدماً القتل والإبادة ونهب الأرض وسلب الهوية الثقافية للشعوب الأصلية. هذا العنف الاستعماري لم ينتهِ مع الزمن، بل استمر بصيغ قانونية وسياسية جديدة، تتجلى اليوم في ازدواجية التعامل مع الهجرة.

 

في عام 1995، عبّر الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون عن هذا الانحياز التاريخي بوضوح حين تحدث عن المهاجرين غير الشرعيين: "الأمريكيون يشعرون بالانزعاج من الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير الشرعيين… الوظائف التي يشغلونها كان من الممكن أن يشغلها المواطنون أو المهاجرون الشرعيون… والخدمات العامة التي يستخدمونها تُشكّل عبئًا على دافعي الضرائب." ولم يكتفِ بالكلام، بل اتخذ خطوات حازمة: تعزيز حراسة الحدود، ترحيل ضعف عدد المهاجرين مقارنة بالسابق، التشديد على توظيف العمالة غير الشرعية، ومنع المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على مزايا الرعاية الاجتماعية. لقد أراد كلينتون بذلك أن يذكّر الأقليات بأن القانون يُصاغ لحماية مصالح الأغلبية البيضاء، وأن المهاجر غير الأبيض هو دائماً المستضعف تحت حماية الدولة.

 

ومع وصول ترامب إلى السلطة، تحولت هذه السياسة إلى وحشية مفتوحة على الأرض. حملات الترحيل القسري طالت مئات الآلاف من المهاجرين، بمن فيهم الأطفال والعائلات، في مشاهد احتجاز مهينة، وانتهاكات ممنهجة للكرامة الإنسانية. وكما فعل المستوطنون البيض بحق الهنود الحمر، جرى إخضاع الأقليات القانونية وغير القانونية لقوانين صاغها التاريخ لحماية البيض. كل عملية ترحيل، كل معتقل، كل ضرب أو إهانة كانت رسالة مفادها: أنت هنا مؤقت، حياتك وحقوقك لا تحميها الدولة، وأنت أدنى منزلة في سُلّم الإنسانية.

 

في المقابل، تُرحب أمريكا بالمهاجرين الأوروبيين، خاصة الأوكرانيين وغيرهم، رغم أن سياساتها الخارجية وحروبها الاقتصادية هي السبب الرئيس في نزوح شعوبهم. هذا التناقض الصارخ يفضح الوجه الحقيقي للعنصرية البنيوية في أمريكا: دولة تنظر إلى القانون كأداة لترسيخ الهيمنة البيضاء، وليس لتحقيق العدالة، وتعيد إنتاج العنف التاريخي في كل معتقل وكل حملة ترحيل.

 

الهجرة ليست مجرد مسألة أرقام أو قوانين؛ إنها اختبار أخلاقي للكيان الأمريكي. وعندما تتحول الحدود والقوانين إلى أدوات قمع عنصري، تتحول الدولة إلى مرآة لانتهاك حقوق الإنسان. التاريخ الأمريكي، الذي يُحاول البعض طمسه أو تزيينه، يظل شاهداً على أن الهيمنة البيضاء لم تُلغَ، بل أخذت أشكالاً جديدة: ترحيل، تهميش، تهجير قسري، واستقبال مميز لمن يشاركهم اللون والثقافة.

 

إن نسيان التاريخ أو تزيينه بشعارات العدالة لا يغير الحقيقة: أمريكا قامت على العنف الاستعماري، واليوم تُكرّس العنف ذاته بصيغ قانونية ضد غير البيض، فيما تمنح الحصانة للمهاجرين الأوروبيين. الدرس واضح: القانون ليس وسيلة للعدالة، بل أداة للحفاظ على الهيمنة البيضاء، وإعادة إنتاجها جيلًا بعد جيل.

 

#شبكة_انفو_بلس 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
السلبية  عندما يأكل المثقف من نفايات أفكاره

السلبية عندما يأكل المثقف من نفايات أفكاره

  • 15 تشرين ثاني
فائق زيدان … قاضي القضاة على خط النار

فائق زيدان … قاضي القضاة على خط النار

  • 13 تشرين ثاني
(كلاوات) .. إلزابيث تسوركوف  الباحثة التي رسبت في علم الاستخبارات

(كلاوات) .. إلزابيث تسوركوف الباحثة التي رسبت في علم الاستخبارات

  • 8 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة