edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. "الدرون الإيراني في السماء الروسية: سلاح الصمت الذي غيّر وجه الحرب"

"الدرون الإيراني في السماء الروسية: سلاح الصمت الذي غيّر وجه الحرب"

  • 4 تشرين اول
"الدرون الإيراني في السماء الروسية: سلاح الصمت الذي غيّر وجه الحرب"

لم يكن التعاون بين الطرفين صفقة عابرة بقدر ما كان ولادة لعهد جديد من التكامل العسكري؛ فإيران، التي راكمت خبرات من ساحات مثل اليمن وسوريا والعراق، نقلت إلى روسيا جوهر تكنولوجيا قادرة على تحويل الطائرة الصغيرة إلى صاروخ صامت، إلى عينٍ تحلّق فوق السماء بلا طي

 

كتب /  رسول حمزاتوف

 

إيران قدّمت لروسيا معروفًا لا يمكن إنكاره حين وضعت بين يديها خبرتها في إنتاج طائرات "شاهد"، فكانت الشرارة التي أطلقت سباقًا تقنيًا جعل من الدرونات سلاح موسكو المفضل في حربها الطويلة ضد أوكرانيا.

 

لم يكن التعاون بين الطرفين صفقة عابرة بقدر ما كان ولادة لعهد جديد من التكامل العسكري؛ فإيران، التي راكمت خبرات من ساحات مثل اليمن وسوريا والعراق، نقلت إلى روسيا جوهر تكنولوجيا قادرة على تحويل الطائرة الصغيرة إلى صاروخ صامت، إلى عينٍ تحلّق فوق السماء بلا طيار، وإلى ذراعٍ تضرب بلا مقدمات.

 

روسيا، بدورها، لم تكتفِ باستيراد الدرونات بل استنسختها وطوّرتها حتى غدت مرعبة في مداها ودقتها، وأقامت مصانع في تتارستان لتصنيع نسخ محلية من "شاهد 136" تحت اسم "غيران-2"، في خطوة تمثل انتقالها من التبعية إلى الاكتفاء، ومن الحاجة إلى الصنعة. ومع هذا التحول، تغيّرت معادلة الحرب؛ فلم تعد موسكو مضطرة إلى المجازفة بمقاتلاتها في سماءٍ مشبعة بالدفاعات الأوكرانية، ولا إلى استخدام صواريخ "إسكندر" باهظة الثمن ضد أهداف متواضعة كالمحطات والسكك الحديدية.

 

أصبحت الطائرة المسيرة هي السلاح الذكي الفقير: تضرب بدقة، وتغيب بخفة، وتُرهق العدو بتكرارها. ومن تجلّيات هذا التحول ما حدث في مدينة شوستكا الأوكرانية حين سقطت طائرة روسية مسيرة على محطة قطار، فأشعلت النار في العربات وأوقعت عشرات الجرحى من الركاب والعاملين. مشهد الدخان المتصاعد من عربات القطار المحترقة كان صورة مكثفة لما آل إليه الصراع: حرب تُخاض من وراء الأفق، بلا طيارين ولا ضمير. زيلينسكي وصف الهجوم بأنه إرهاب متعمد، ودعا أوروبا والولايات المتحدة إلى الكف عن الخطابات وإلى الفعل، لأن الكلمات وحدها لا توقف المسيرات.

 

والحقيقة أن هذا النوع من الهجمات، الذي يستهدف البنية المدنية، ليس انفعالًا لحظة بل استراتيجية مرسومة تستهدف كسر العصب اللوجستي لأوكرانيا وتعطيل قدرتها على التحرك والإمداد. فكل محطة تُقصف، وكل سكة تُقطع، هي جرح في شريان الدولة. لكن في العمق الأبعد، تتجلى فلسفة جديدة في الحرب الحديثة: حيث تتقدم التكنولوجيا على الإنسان، ويُستبدل الجندي بالشيفرة، وتصبح الحرب صناعة ذكية أكثر منها بطولة ميدانية. في هذا المشهد، تظل إيران حاضرة كالأب المؤسس لهذه التقنية الروسية، وروسيا تمضي في استثمارها حتى النهاية، بينما أوكرانيا ومعها الغرب يسابقان الزمن لتطوير مضادات لهذه الموجات المتطايرة من الحديد الصغير والموت الخفيف.

 

إنها حرب بلا موسيقى ولا مجد، حرب يشنها الذكاء الاصطناعي وتديرها الحسابات الباردة، حرب لا تُرى فيها الملامح بل تُسمع فيها الأصداء. وإذا كانت روسيا قد كسبت من إيران سرّ السلاح الصامت، فإنها بالمقابل منحت طهران مكانة اللاعب الخفي في ميدانٍ يغيّر موازين القوة. هكذا تنسج السياسة خيوطها بين النيران، وتعيد الجغرافيا رسم حدودها بيد التكنولوجيا، في زمنٍ صار فيه الصمت أكثر فتكًا من الرصاص، والدرون أشدّ تأثيرًا من القنابل، والسماء ميدانًا للهيمنة لا تقلّ شأنًا عن الأرض.

 

#شبكة_انفو_بلس 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
الحرب العالمية الثالثة  حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

الحرب العالمية الثالثة حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

  • 21 تشرين اول
العراق... حين يُنكَر المبتدأ ويُجهَل الأصل

العراق... حين يُنكَر المبتدأ ويُجهَل الأصل

  • 16 تشرين اول
الأعور والتومان الإيراني مسحة واقعية لخبراء الشاشات

الأعور والتومان الإيراني مسحة واقعية لخبراء الشاشات

  • 16 تشرين اول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة