edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. عن الانتماء الحضاري .. أليست "الوطنية" ابنة الاستعمار؟

عن الانتماء الحضاري .. أليست "الوطنية" ابنة الاستعمار؟

  • 22 تشرين اول
عن الانتماء الحضاري  .. أليست "الوطنية" ابنة الاستعمار؟

حين يجري الحديث عن إعادة رسم الخرائط ينبغي على العواصم الحضارية استعادة دورها، والخروج من حالة الدويلات المؤقتة، وتشكيل محور على أساس الذاكرة والهوية وليس النفط والمال

 

 

كتب / سلام عادل

 

منذ أن اخترع الغرب مصطلح “الوطنية”، في مطابخ الإمبراطوريات ما بين الحربين العالميتين، جرى تسويقها كقيمة عليا، بينما كانت في حقيقتها أداة لضبط الشعوب داخل خرائط مرسومة حديثاً، فالوطنية ليست ابنة التاريخ، بل ابنة الاستعمار، وُلدت قبل 100 عام فقط لتصبح شعاراً يُستخدم لترويض الشرق وإقناعه بأن حدود الاستعمار هي حدود الانتماء.

 

وفي الغرب، تعني الوطنية الحفاظ على النفوذ؛ يعني أن تكون تابعاً لمشروع الهيمنة الكونية باسم “المصلحة القومية”، أما في الشرق، فقد تحولت الوطنية إلى ردّ فعل أخلاقي ضد هذا المشروع، فصار معناها “الاستقلال”، وهنا يكمن الفارق الجوهري بين من يملك الأرض ومن يسكنها؛ بين من يكتب التاريخ ومن يُكتب عليه.

 

ومن هنا جرى تثقيف الشرق، بذكاء استعماري، بأن “الوطن” هو الخريطة، التي رسمها المحتل، وأن الدفاع عنها هو ذروة الشرف، ولكن الحقيقة الأعمق أن الانتماء الأصيل في الشرق لم يكن يوماً جغرافياً بل حضارياً، فالأمم لا تُقاس بخطوط الحدود، بل بعمق الذاكرة وبذور الوعي الممتدّة عبر القرون.

 

ولهذا برز الشيعة في الشرق الممزق بوصفهم جماعة تمتلك عبر التاريخ القوة الحضارية الأعمق، فمن الكوفة، التي أسّست أول مدرسة عقلية في الإسلام، إلى القاهرة الفاطمية، التي مزجت الدين بالعلم، جعل الشيعة عبر 1400 عام يشكلون العمود الفقري للحضارة الإسلامية، وهم اليوم يسعون إلى إعادة تعريف مفهوم “الحضارة” لا كماضٍ متحفي، بل كمشروع مستقبلي يستعيد روح الكوفة وجرأة الفاطميين وطموحات الصفويين.

 

وبالتالي لا يتحرك الشيعة اليوم ككتلة طائفية، بل كامتداد تاريخي لمنظومة قيمية ترى العدالة والعقل والكرامة مرتكزات لوجود الإنسان الشرقي، ويظهر ذلك في وعيهم الجديد، الذي يتجاوز فكرة الدولة الحديثة – التي لا يتعدى عمرها في المنطقة 100 عام – نحو وعي حضاري يرى بغداد وقم وصنعاء وبيروت والقاهرة ودمشق كعواصم أصيلة، في مقابل “دويلات نفطية” وُلدت من رحم الاستعمار وتعيش على هوامش التاريخ.

 

ولعل هذا ما يميز نظرة الروس والصينيون والهنود إلى الشرق الأوسط، حين يدركون أن الشيعة هم “السكان الأصليون” للمنطقة، حَمَلةُ ذاكرتها وحرّاس توازنها التاريخي، مقابل نظرة الغرب بعقليته السطحية، التي لا ترى سوى النفط والممرات والمصالح، ولذلك يعجز عن فهم لماذا تتحول جغرافيا صغيرة مثل اليمن إلى عقدة إقليمية، ولماذا يربك حزب الله توازن الشرق، ولماذا يُعدّ الحشد الشعبي في العراق جزءًا من معادلة الردع في المنطقة.

 

وهذه ليست مصادفات عسكرية، بل مخرجات حضارية، فأنصار الله في اليمن ليسوا ظاهرة مسلحة بل تجسيد لإرادة شعبية متجذرة في التاريخ، وحزب الله ليس فصيلاً لبنانياً بل تعبير عن روح حضارية ترى المقاومة شرطاً للوجود، والحشد الشعبي في العراق ليس ميليشيا ظرفية، بل عودة الجغرافيا إلى هويتها التاريخية بعد قرن من التغريب السياسي.

 

وفي الختام .. إن الانتماء الحضاري أوسع من الانتماء الوطني، لأنه لا يقف عند حدود الجغرافيا بل عند حدود الوعي، ومن هنا يمكن القول إن المستقبل في الشرق لن يكون لمن يملك الأرض، بل لمن يملك المعنى، وأن الحضارة هي الوطن الأكبر.

 

#شبكة_انفو_بلس 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
الحرب العالمية الثالثة  حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

الحرب العالمية الثالثة حين تصبح الإنسانية هي الجبهة

  • 21 تشرين اول
العراق... حين يُنكَر المبتدأ ويُجهَل الأصل

العراق... حين يُنكَر المبتدأ ويُجهَل الأصل

  • 16 تشرين اول
الأعور والتومان الإيراني مسحة واقعية لخبراء الشاشات

الأعور والتومان الإيراني مسحة واقعية لخبراء الشاشات

  • 16 تشرين اول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة