انطلاق أعمال تشجير طريق "يا حسين" بمشاركة فرق فنية ومؤسسات محلية مختصة

انفوبلس.. 

في إطار جهودها المستمرة لتحسين الخدمات المقدّمة للزائرين، أطلقت العتبة العباسية المقدسة مبادرة بيئية واسعة تهدف إلى تشجير “طريق يا حسين” الرابط بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وذلك بالتعاون مع الحكومة المحلية.

وتمثل هذه الخطوة إحدى أهم المبادرات الخدمية التي تراهن على تحسين البيئة المحيطة بمسار المشاة خلال الزيارات المليونية، التي تتزامن غالبًا مع ظروف مناخية قاسية وارتفاع كبير بدرجات الحرارة.

انطلاق المشروع بهدف إنساني وخدمي

بدأ المشروع رسميًا بغرس أول شجرة على الطريق، بمشاركة الأمين العام للعتبة العباسية، مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ونائبه وعدد من أعضاء مجلس الإدارة ومسؤولين محليين.

وأكد رئيس اللجنة المشرفة على المشروع، جواد الحسناوي، أنّ هذه المبادرة تأتي لتحقيق هدف إنساني يتمثل في تخفيف معاناة الزائرين أثناء سيرهم لساعات طويلة في ظروف مناخية صعبة. 

كما أوضح أنّ المتولي الشرعي للعتبة، العلامة أحمد الصافي، وجّه بتنفيذ حملة تشجير شاملة تستهدف جانبي الطريق بين كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، وذلك لتوفير مساحات ظل واستراحة تعزز راحة الزائرين.

المرحلة الأولى… من شارع المهندس حتى خان النص

وانطلقت المرحلة الأولى من المشروع على امتداد الطريق الحولي في كربلاء المقدسة، المعروف باسم "شارع أبو مهدي المهندس"، وصولاً إلى منطقة خان النص.

وبيّن الحسناوي أنّ العتبة وفّرت جميع إمكاناتها اللوجستية والفنية لإنجاح أعمال التشجير، بالتنسيق مع الحكومة المحلية. 

ويتولى قسم الخدمات العامة في المحافظة الإشراف المباشر، بينما تشارك عدة دوائر خدمية في تنفيذ الأعمال، من بينها دائرة الموارد المائية التي تشرف على توفير المياه وإدارة عمليات الري.

جهود فنية وهندسية على مدار الساعة

من جانبه، أوضح المهندس المقيم للمشروع، أحمد نور مهدي، أنّ الأعمال تشمل مسافة 35 كيلومترًا تمتد من الحدود الفاصلة بين كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وصولًا إلى الطريق الحولي.

وأشار إلى أنّ فرق العمل باشرت بزراعة الأشجار، وحفر الآبار، وتنصيب منظومة ريّ بالتنقيط بهدف الحفاظ على المياه الجوفية وضمان استدامة المشروع. كما أكد استمرار العمل في تشجير طريقي "يا حسين" و"يا علي"، ولكل منهما 35 كيلومترًا، بهدف تحسين المشهد البيئي ودعم الخدمات المقدمة للزائرين.

وتعكس هذه الجهود، بحسب مهدي، حرص الجهات المختلفة على توفير بيئة أكثر راحة لجموع السائرين، وضمان استمرارية العطاء الخدمي الذي يرافق الزيارات المليونية سنويًا.

ضرورة لمواجهة الحرارة وتخفيف المشقة

وفي السياق نفسه، أكد عضو مجلس إدارة العتبة العباسية، الدكتور أفضل الشامي، أنّ مشروع التشجير يحمل أهمية كبيرة نظرًا للظروف المناخية التي ترافق الزيارات الأربعينية في السنوات الأخيرة، حيث تتزامن مع أشهر الصيف شديدة الحرارة.

وأوضح الشامي أنّ توفير الظل والمساحات الخضراء على طول الطريق يعدّ حاجة ملحّة حتى يتمكن الزائرون من مواصلة المسير بظروف إنسانية أفضل.

كما نوّه إلى أنّ الأعمال تنفّذ بالتعاون مع الجهات المختصة في المحافظة، وأنّ أجزاءً من الطريق ستكتمل لاحقًا بعد إنجاز المراحل الحالية.

وشدّد على أنّ هذه المبادرة ستسهم مباشرة في دعم الزائرين وتخفيف معاناتهم، داعيًا إلى مواصلة التعاون بين الجهات الرسمية والخدمية لضمان نجاح المشروع على المدى البعيد.

آبار جديدة لضمان استدامة التشجير

وفي محور دعم الموارد المائية للمشروع، كشف مدير الهيأة العامة للمياه الجوفية في كربلاء، المهندس حيدر صاحب عبود، عن مباشرة الهيأة بحفر خمس آبار جديدة لخدمة مشروعي "يا حسين" و"يا علي"، وذلك استجابة لطلب العتبة العباسية ومحافظة كربلاء المقدسة.

وبيّن عبود أنّ هذه الخطوة تأتي استكمالًا لحفر 25 بئرًا سابقًا على طول الطريقين، مما يوفر مصدرًا مستدامًا للمياه الضرورية لري الأشجار والمساحات الخضراء.

وأكد أنّ الهيأة مستمرة في تقديم خدماتها لدعم المشاريع البيئية والزراعية المحيطة بكربلاء المقدسة، بما يضمن توسيع الرقعة الخضراء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للزائرين.

رؤية بيئية لخدمة المجتمع والزائرين

وتحرص العتبة العباسية على توسيع المساحات الخضراء داخل محافظة كربلاء المقدسة وخارجها، تعزيزًا لرؤيتها في دعم البيئة المحلية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقليل درجات الحرارة في محيط الطرق الحيوية.

ويُتوقع أن يسهم المشروع، بعد اكتماله، في تحسين المشهد العام للطريق، وتوفير الظل وتخفيف مشقة المسير على الزائرين القاصدين إلى زيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، بما يجعله واحدًا من أهم المشاريع الخدمية المستدامة خلال السنوات المقبلة.