"حسين فياض" يظهر بعد أشهر من إعلان اغتياله.. صدمة وغضب في "إسرائيل" واعتراف بالفشل الاستخباري
انفوبلس/ تقرير
تسبب ظهور حسين فياض "أبو حمزة" قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بمقطع فيديو بعد اتفاق وقف إطلاق النار، تسبب في غضب داخل "الكيان الصهيوني"، حيث كان جيش الاحتلال يتباهى منذ أشهر بمقتل قيادات الفصائل في شمال قطاع غزة، فمن هو؟ وكيف كانت ردة فعل جيش الاحتلال وقياداته؟
والأحد الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و"الاحتلال الإسرائيلي"، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة قطرية مصرية مع الولايات المتحدة.
*ظهور بعد 8 أشهر من إعلان اغتياله
نشرت منصات فلسطينية، أمس الأربعاء، مقطع فيديو لحسين فياض (أبو حمزة) قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام يظهر فيه حيًا وبكامل صحته، بعد 8 أشهر من إعلان "جيش الاحتلال الإسرائيلي" اغتياله شمال قطاع غزة.
وكما بث "إعلام المقاومة الفلسطينية" عبر تليغرام أمس، الفيديو، معلّقًا: "ظهور القائد ذو الأرواح السبع، حسين فياض (أبو حمزة)، قائد كتيبة بيت حانون، متحدثًا عن مفهوم النصر في الحرب. مع العلم أن المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري أعلن عن اغتياله في 23 مايو 2024، إثر اشتباك معه وجهًا لوجه في نفق في جباليا".
وفي الفيديو الذي لم يتم تحديد تاريخ تسجيله، ظهر فياض خلال لقائه مع مواطنين بقطاع غزة، وسط مشاهد الدمار الذي خلّفته الإبادة الإسرائيلية بالقطاع. وتحدث القيادي عن الحرب، مشيرًا إلى الخسائر التي تكبدها "الجيش الإسرائيلي" وفشله في هزيمة غزة، مؤكدا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه التي أعلنها، مما يظهر فشله الاستراتيجي.
وقال فياض، "اليوم خضنا معركة، وقد يتساءل البعض ممن تعرضوا لخسائر: أين النصر؟"، وأضاف أن "المعارك لها أهداف، وإذا لم يحقق صاحب الهدف هدفه، فهو مهزوم. ووفق القواعد العسكرية وغير العسكرية، فإن القوي إذا لم ينتصر فهو مهزوم، والضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر". وأشار فياض، إلى أن "الاحتلال لم ينَل إلا من الحجارة وبعض الأشلاء والدمار"، مشددا على أن "غزة خرجت عصية على الانكسار، كريمة، منتصرة، ورافعة رأسها".
*اعتراف بالفشل
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بأن بيانا كان قد أصدره ونشره قبل نحو 8 أشهر وزعم فيه تصفية قائد كتيبة بيت حانون، في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "غير صحيح".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جيش الاحتلال قوله، إن "معلوماتنا الاستخباراتية عن مقتل قائد كتيبة بيت حانون غير دقيقة". وبحسب الصحيفة، فإن ظهور فياض جاء في منطقة شهدت خسائر فادحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تكبّدت قواته عشرات القتلى والجرحى خلال المواجهات، وهذا ما يزيد من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه انتقادات شديدة بسبب إخفاقاتها العسكرية والاستخباراتية.
وتعليقاً على مقطع الفيديو، اعتبر أور بيالكوف، الذي يُقدم في بعض الصحف "الإسرائيلية" كباحث، أن ظهور القيادي الفلسطيني فياض في بيت حانون "عار" على الجيش الإسرائيلي الذي أعلن عن اغتياله سابقا. وأضاف بيالكوف، ساخرا، بعد ظهور فياض "من الواضح أن الجيش الإسرائيلي قتل شخصا آخر".
وتسبب ظهور حسين فياض "أبو حمزة" حيًا وبكامل صحته في غضب داخل "الكيان الاسرائيلي"، حيث كان جيش الاحتلال يتباهى منذ أشهر بمقتل قيادات الفصائل في شمال قطاع غزة. ولم يكن حسين فياض الوحيد الذي ظهر حيًا بعد إعلان الاحتلال عن مقتله، ففي وقت سابق، ظهر محمود حمدان، قائد الفصائل في تل السلطان في رفح، حيًا بعد أن زعم "جيش الاحتلال الإسرائيلي" تصفيته.
* فشل استخباري
يكشف ظهور حسين فياض -قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام– حجم الفشل الاستخباري الذي عانته "إسرائيل" خلال حربها على قطاع غزة، كما يقول الخبير العسكري إلياس حنا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها "إسرائيل" خبرا بشأن مقتل أحد قادة المقاومة خلال الحرب، كما يقول حنا، مشيرا إلى أن محمود حمدان قائد كتيبة تل السلطان الذي استُشهد مع زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، كانت "إسرائيل" أعلنت قتله في وقت سابق لهذه العملية.
وعندما دخلت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء، أعلنت قائمة تضم قادة من حماس بعضهم كان ميتاً وبعضهم الآخر خارج القطاع، وقالت إنها اعتقلتهم خلال العملية. وآنذاك، خرج الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري معلناً عدم صحة البيان ووصف الأمر بأنه خطأ تقني.
عندما تعلن مقتل قائد بعينه لا بد وأن يكون لديك معلومات دقيقة عن حياته وتحركاته فضلا عن أمور أخرى مثل تحليل "دي إن إيه"، وبالتالي فإن ما حدث يؤكد غياب الكثير من المعلومات عن "إسرائيل"، برأي حنا.
وكان إعلان الاحتلال مقتل فياض -وفق حنا- مبنياً على تأكده من وجوده في المكان الذي تم استهدافه دون وجود أدلة أكيدة على مقتله، كما يقول حنا، ويؤكد أن المقاومة لم تؤكد مقتل كثير من القادة الذين أعلن الاحتلال تصفيتهم خلال الحرب حتى لا تمنح جيش الاحتلال مزيدا من وضوح الرؤية ودقة قياس المعلومات.
وتعكس هذه الأخطاء غياب الاستعلام التكتيكي اليومي لجيش الاحتلال الذي سبق أن أعلن وجود 250 كيلومترا من الأنفاق في غزة، ثم خرجت تحقيقات تُقدر حجم الأنفاق بـ750 كيلومترا، كما يقول حنا، ويضيف، أن تنقل المقاومة من الشمال إلى الجنوب والعكس رغم حجم الدمار والقصف، يؤكد وجود الكثير من الأنفاق التي لا تزال تعمل في غزة.
والشيء المهم الذي يمكن فهمه من هذه الأخطاء -كما يقول حنا- هو أن "إسرائيل" لا تمتلك فعليا عملاء على الأرض يجعلونها قادرة على التوصل للمعلومة الدقيقة.
ويتم استهداف القادة اعتمادا على برامج الذكاء الاصطناعي مثل الخزامى وهاسوراه، التي تعمل على قصف هؤلاء القادة وفق المعلومات التي تمت تغذيتها بها مسبقا، مما يعني أن كثيرا من المعلومات لم تكن دقيقة، وفق تعبير الخبير العسكري.
وحتى استشهاد السنوار، الذي حدث بالمصادفة، عكس غياب القوة الاستخبارية الإسرائيلية حيث كان جيش الاحتلال يحاول قصفه داخل الأنفاق بينما هو يتحرك على الأرض ويشارك في المعارك، مما يعكس جرأته وقدرته على التخطيط، حسب حنا.
وختم حنا بالقول، إن ما يجري هو تبعات انحسار غبار المعركة والذي سيكشف كثيرا من الأمور التي ربما تكون هي السبب في موجة الاستقالات التي بدأها قادة جيش الاحتلال بعد وقف إطلاق النار.
وفي مايو/أيار الماضي 2024، ادعى "جيش الاحتلال الإسرائيلي" أنه تمكن من اغتيال "حسين فياض" الذي قال إنه "قائد كتيبة بيت حانون بمخيم جباليا (شمالي قطاع غزة)".
وآنذاك، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن قواته قامت بـ"تصفية حسين فياض". وأضاف "قامت قوات الفرقة 98 وقوات خاصة من سلاح الجو بالقضاء داخل نفق تحت الأرض على المخرب المدعو حسين فياض".
وأوضح "جيش الاحتلال الإسرائيلي" في حينه، أن "فياض كان مسؤولًا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو إسرائيل خلال الحرب وعن الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة". وشن الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه العديد من الهجمات على مدنيين عزل في غزة ولبنان، زاعما أنهم "أهداف عسكرية".
وبدعم أميركي، ارتكبت "تل أبيب" بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

