edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. إقتصاد
  4. عسل البصرة على حافة الانقراض.. أزمة ملوحة المياه والجفاف تهددان إرثاً عمره قرون

عسل البصرة على حافة الانقراض.. أزمة ملوحة المياه والجفاف تهددان إرثاً عمره قرون

  • 25 أيلول
عسل البصرة على حافة الانقراض.. أزمة ملوحة المياه والجفاف تهددان إرثاً عمره قرون

انفوبلس/ تقرير

تواجه محافظة البصرة العراقية أزمة بيئية واقتصادية غير مسبوقة، إذ يهدد الجفاف وارتفاع ملوحة مياه شط العرب حياة النحل، ما انعكس بشكل مباشر على تراجع إنتاج العسل الذي اشتهرت به المنطقة لعقود طويلة. 

هذه الأزمة ليست مجرد مسألة تتعلق بالنحل أو العسل وحدهما، بل هي جزء من مشهد أوسع لتدهور النظام البيئي الزراعي في جنوب العراق، وتكشف هشاشة الاقتصاد الزراعي أمام التغيرات المناخية والسياسات المائية الإقليمية.

لطالما شكلت البصرة مركزاً زراعياً مميزاً، بفضل وفرة المياه من شط العرب، وغنى بساتينها بالنخيل والحمضيات وغيرها من المزروعات. هذه البيئة الغنية لم تكن مصدراً للتمور فقط، بل كانت الحاضنة الأساسية لتربية النحل وإنتاج العسل البصري الذي تميز بجودته العالية وقيمته الغذائية.

لكن السنوات الأخيرة حملت معها تحولات قاسية. الجفاف، ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مناسيب المياه العذبة، ترافق مع تدفق مياه البحر من الخليج العربي إلى شط العرب، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في نسبة الملوحة. ونتيجة لذلك، ذبلت آلاف الأشجار، واختفى جزء كبير من الغطاء النباتي الذي كان يشكل المصدر الأساسي لغذاء النحل.

عسل البصرة

يواجه مربو النحل، الذين يحافظون على تقاليد عريقة في إنتاج العسل منذ قرون، أزمة ارتفاع ملوحة المياه في شط العرب، إلى جانب الحرارة الشديدة والجفاف المستمر، وهي عوامل أثرت بالنظام البيئي الحساس للنحل.

ويقول محمود شاكر (61 عاماً)، أستاذ في كلية الزراعة بجامعة البصرة، ومالك لأحد المناحل إن "النحل يحتاج إلى مياه نظيفة، غير راكدة ونقية. عدم توافر هذا الماء يؤدي بالتالي إلى هلاكه". وأضاف شاكر: "ضفاف شط العرب كانت غابات من البساتين المتنوعة، وكان مربو النحل يعتمدون عليها بتأجير قطع من الأرض. هذه البساتين دُمرت بفعل تغير خواص المياه، وخصوصاً بعد ارتفاع نسبة الملوحة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل". وأضاف أن النحل يعاني أيضاً من الحرارة الشديدة، وخصوصاً في فصل الصيف، موضحاً أنه "في البصرة تصل درجات الحرارة إلى 50 مئوية".

  • البصرة تشكو نقص النخيل وترجع السبب للإهمال الحكومي

من جانبه، صرّح محمد مهدي مزعل الديراوي، معاون المدير في مديرية زراعة البصرة التابعة لوزارة الزراعة العراقية، أن هناك أكثر من أربعة آلاف خلية نحل موزعة على ما لا يقل عن 263 منحلاً في أنحاء المدينة. وأضاف أن الصراع والظروف البيئية القاسية أضرّت بنحو 150 منحلاً، ما أدى إلى هلاك ما لا يقل عن ألفي خلية نحل.

وتابع قائلاً: "النحل يتضرر من الظروف البيئية كأي كائن حيّ. ونتيجة للمد الملحي والحرارة، حدثت هلاكات كبيرة بأعداد الخلايا. بعض النحالين خسروا مناحلهم بالكامل". وأضاف: "نتوقع أن تنخفض إنتاجية العسل هذا الموسم بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالعام السابق، بسبب تأثير المد الملحي مباشرةً في النحل، وبشكل غير مباشر عبر تأثيره في الغطاء النباتي".

وأشار إلى أن إنتاج العسل في منطقة البصرة بلغ في ذروته نحو 30 طناً سنوياً، لكنه بدأ يتراجع منذ عامي 2007 و2008، وانخفض بشكل حاد في السنوات الخمس الماضية إلى 12 طناً سنوياً فقط. ومن المتوقع أن يتراجع هذا الموسم إلى ستة أطنان فقط.

وقال الديراوي إن ارتفاع ملوحة مياه شط العرب يهدد بقاء النحل، مشيراً إلى أن بعض المناطق على ضفاف النهر في جنوب البصرة توقفت بالفعل عن الإنتاج. وأضاف: "أتوقع إذا استمرت أزمة المياه بهذا الشكل خلال العام القادم، وخصوصاً إذا وصلت المياه المالحة إلى شمال البصرة، فسيتوقف إنتاج العسل بشكل كامل".

حروب وأزمة مياه

كانت ضفاف شط العرب في السابق غنية بأشجار وفيرة يتغذى عليها النحل، منتجاً عسلاً عالي الجودة، شكل مصدراً مهماً لدخل مربّي النحل العراقيين. غير أن هذه المساحات الخضراء تقلصت تدريجياً نتيجة عقود من الصراع وتغير المناخ، ما يهدد أعداد النحل. ولم ينجُ سوى أقل من ربع أشجار النخيل على ضفاف شط العرب، إذ بقي أقل من ثلاثة ملايين نخلة من أصل 16 مليوناً في ذروة ازدهارها.

عانى العراق من عقود من الحروب بدأت بالصراع مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي، مروراً بحرب الخليج في التسعينيات، ثم غزو عام 2003 وما أعقبه من عنف وتمرد وصعود وسقوط تنظيم "داعش". غير أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل بنقص المياه الذي يعرّض بيئة البلاد بأكملها للخطر.

فالأمن المائي أصبح قضية ملحّة في الدولة الغنية بالنفط، حيث انخفضت منسوبات المياه في نهري دجلة والفرات بشكل حاد، وهو ما تفاقم بسبب السدود المقامة في أعالي النهرين، ومعظمها في تركيا. أما في شط العرب، فقد أدى تدفق مياه البحر من الخليج إلى المجرى المائي إلى رفع نسبة الملوحة إلى مستويات غير مسبوقة.

تربية النحل

تُعد تربية النحل وإنتاج العسل جزءاً من النشاط الزراعي والاقتصادي في محافظة البصرة، ليس فقط لكونه مصدراً مهماً للدخل لمئات الأسر، بل أيضاً لأنه يرتبط مباشرةً بصحة المنظومة البيئية الزراعية. ويُعتبر العسل البصري منتجاً محلياً مميزاً يجذب الأسواق العراقية ويملك قدرة تنافسية، إلا أن تراجع الإنتاج ينعكس سلباً على سلاسل القيمة الزراعية في المنطقة، من الفلاحين إلى التجار والمستهلكين.

اقتصادياً، يمثل تدهور البيئة الحاضنة للنحل مؤشراً خطيراً على هشاشة القطاع الزراعي أمام التغيرات المناخية والبيئية. فارتفاع الملوحة في شط العرب نتيجة السدود المقامة في أعالي دجلة والفرات، وتراجع الإمدادات المائية، كلها عوامل تحدّ من التنوع الزراعي، وتقلل من فرص الاستثمار في الأنشطة المرتبطة بالزراعة كالعسل والتمور والخضروات.

وتفاقم الأزمة يهدد الأمن الغذائي المحلي، إذ يؤدي تراجع إنتاج العسل إلى ارتفاع أسعاره وفقدانه تدريجياً من الأسواق، ما ينعكس على المستهلكين. كذلك إن انهيار أعداد النحل قد يؤثر في عملية التلقيح الطبيعي للمحاصيل الزراعية، وهو ما يُضاعف الخسائر الاقتصادية ويزيد من مخاطر الاعتماد على الاستيراد لتغطية الطلب المحلي.

من زاوية أوسع، تُظهر هذه الأزمة التداخل بين التغير المناخي والسياسات المائية الإقليمية والاقتصاد المحلي. فالعراق، رغم كونه دولة نفطية، يبقى اقتصاداً هشاً في قطاعاته الزراعية والغذائية، ما يجعل صغار المزارعين والنحالين الأكثر عرضة للخسائر. أزمة النحل في البصرة تعكس صورة أوسع لانكشاف الاقتصاد العراقي أمام تحديات المياه والتغير المناخي. فارتفاع الملوحة، وتراجع الغطاء النباتي، والجفاف، عوامل تهدد ليس فقط إنتاج العسل، بل النظام الزراعي برمته. وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، قد لا يقتصر الانخفاض على 50% هذا الموسم، بل يتطور إلى انهيار شبه كامل للقطاع في السنوات المقبلة.

الحاجة إلى حلول "عاجلة"

أمام هذه التحديات، يؤكد الخبراء أن إنقاذ النحل في البصرة يحتاج إلى مجموعة من الإجراءات العاجلة:

إدارة أفضل للمياه: عبر تعزيز التعاون الإقليمي مع دول المنبع للحد من آثار السدود.

إعادة تأهيل الأراضي المتضررة: من خلال مشاريع تشجير واسعة، وزراعة نباتات تتحمل الملوحة والحرارة.

دعم مباشر للنحالين: عبر توفير قروض ميسرة، وتقديم أعلاف ومياه بديلة للنحل في المواسم الصعبة.

استخدام تقنيات حديثة: مثل أنظمة الري بالتنقيط، وتوفير مصادر مياه اصطناعية قريبة من المناحل.

التوعية المجتمعية: بأهمية النحل في التوازن البيئي، وحماية الغطاء النباتي المحلي.

وفي النهاية يمكن القول، ان أزمة النحل في البصرة ليست قضية معزولة، بل هي جرس إنذار لمستقبل العراق البيئي والزراعي. فالمياه، النخيل، العسل، والتمور، كلها حلقات مترابطة في منظومة واحدة، وأي خلل فيها ينعكس على الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي.

وفي حال لم يتم التحرك سريعاً، فإن المشهد المستقبلي سيكون أكثر قتامة: انهيار شبه كامل لقطاع العسل، وتراجع خطير في الزراعة المحلية، وزيادة الاعتماد على الاستيراد، وهو ما يضاعف المخاطر على الاقتصاد الوطني.

ولذلك، تبدو الحاجة ملحة إلى سياسات مائية أكثر فاعلية، وإلى دعم مباشر لمربي النحل والمزارعين عبر حلول مستدامة كإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، وتحسين شبكات الري، وإيجاد بدائل للتنوع الزراعي. فالمحافظة على نشاط تربية النحل ليست مجرد حماية لمنتج غذائي، بل هي ركيزة لحماية الأمن البيئي والاقتصادي لجنوب العراق.

أخبار مشابهة

جميع
العراقي يُكلّف الدولة نصف مليار دينار من الولادة إلى الممات.. هل أصبح السكان عبئاً لا يمكن تمويله؟

العراقي يُكلّف الدولة نصف مليار دينار من الولادة إلى الممات.. هل أصبح السكان عبئاً لا...

  • 29 تشرين ثاني
كيف تحولت الموازنة العراقية إلى "آلة نزيف" تهدد الحكومة المقبلة وسط 150 ألف ملف فساد ومليارات ضائعة؟

كيف تحولت الموازنة العراقية إلى "آلة نزيف" تهدد الحكومة المقبلة وسط 150 ألف ملف فساد...

  • 29 تشرين ثاني
أسواق النفط على حافة اختبار جديد.. هل ينجو العراق من صدمة ما بعد الـ60 دولاراً؟

أسواق النفط على حافة اختبار جديد.. هل ينجو العراق من صدمة ما بعد الـ60 دولاراً؟

  • 27 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة