الاحتلال يُقر بفشله والمقاومة تحتفل بانتصارها بعد أن أجهضت أحلام الصهاينة في غزة

شهدت الساحة في الكيان الإسرائيلي، اعترافات متتالية بفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية أمام صمود المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث أكد مسؤولون عسكريون وسياسيون أن الحرب لم تُفضِ إلى النتائج المرجوّة، بل أثمرت عن تعزيز مكانة حماس وتحقيقها لأهدافها.

وأشارت مصادر صهيونية، إلى أن الاتفاق الحالي لا يمنع حماس من تعزيز قدراتها، مما يعكس إخفاقًا للكيان الإسرائيلي استراتيجيًا يستمر في صداه في التردد بالأوساط السياسية والعسكرية.

فشل صهيوني وفرح فلسطيني

معلّق الشؤون العربية الصهيوني "تسفي يحزقيلي" انتقد نتائج المعركة في قطاع غزة ومظاهر فرح الفلسطينيين والاحتفالات بدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

وفي مقابلة مع موقع "معاريف" الصهيوني، قال يحزقلي: "لم تسلّم حماس القوائم لتظهر لكم ما الذي تعتقده عن الاتفاق ولكنها ستنقلها، وهي الآن تقيم احتفالات بهيجة في غزة منذ الآن، أصعب شيء بالنسبة لي هذا الصباح هو رؤية هذه المشاهد، رجعت قوات النخبة الى العربات، وهي نفس العربات التي ذبحتنا نفس الناس الذين ذبحونا"، حسب تعبيره.

وأضاف يحزقلي: "هذا في الواقع يخبرني بشيء واحد، 15 شهرًا من القتال فشلت في تغيير معادلات الحرب في غزة.. أنا أسأل نفسي في واقع الأمر، ماذا فعلنا هنا لمدة عام وخمسة أشهر؟ لقد دمّرنا العديد من المنازل، و"ضحّينا" بأفضل "أبنائنا"، وفي النهاية، نفس الصيغ. حماس سعيدة، والمساعدات تدخل، وقوات النخبة يعودون".

وأردف يحزقيلي: "بناءً على معرفتي بالشرق الأوسط لمدة 25 عامًا، أو أكثر، أو حتى 30 عاماً، أقول لكم إن ما لا تنهونه الآن، سوف تضطرون إلى إنهائه لاحقاً، والسؤال هنا هو كم من الدماء سوف تُراق، للأسف، سواء في غزة أو في الضفة الغربية؟".

وختم يحزقلي: "لقد كان لزامًا عليّ التحدث معكم عندما رأيتُ هذه الصور التي تظهر عودة النخبة وسكان قطاع غزة إلى ديارهم سعداء. وهو أمر يتعارض تمامًا مع أهداف حربنا والهدف الذي نريد أن نصل إليه في قطاع غزة".

حماس انتصرت وأفشلت أهداف الكيان

وعن فشل الكيان الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية، أكد اللواء في الاحتياط الصهيوني غيورا آيلاند، أن الحرب في غزة انتهت ولن تُستأنف، واصفًا إياها بأنها فشل إسرائيلي يتردّد صداه، حيث تمكنت حركة حماس من تحقيق كل أهدافها، بينما فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية.

قال غيورا آيلاند في مقابلة متلفزة بالإعلام الصهيوني، إن "الحرب انتهت ولن تُستأنف"، مؤكدًا أن "هذه الحرب هي فشل "إسرائيلي" في غزة يتردّد صداه". 

وأضاف آيلاند: "هذه الحرب فاشلة لسبب بسيط للغاية، وهو أن حماس، لم تنجح فقط في منع إسرائيل" من تحقيق أهدافها،  بل حققت أهدافها التي هي البقاء في السلطة".

ورأى آيلاند أن "الاتفاق لا يمنع حماس من تعزيز قدراتها، فهي تستطيع تعظيم قدراتها. وإذا فعلت ذلك وتحركت "إسرائيل" ضدها، فإن "تل أبيب" تكون قد انتهكت الاتفاقات"، وتابع "عندما نسأل أنفسنا لماذا حدث هذا، فعندئذ نرى ثلاثة أخطاء لا تغتفر ارتكبتها "إسرائيل" قبل 15 شهرًا".

يذكر أن اللواء آيلاند هو أحد المشاركين في "خطة الجنرالات"، التي اقترحت قبل عدة أشهر مخططًا تفصيليًا لمواصلة القتال في غزة، والذي تضمن خطة لإضعاف حماس من خلال حرمان المنظمة من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وتأليب سكان غزة ضدها، وفق الاعتقاد "الاسرائيلي".

استقالة 3 وزراء 

أعلن حزب عوتسماه يهوديت، الذي يترأسه وزير الأمن للكيان الصهيوني المنتمي إلى أقصى اليمين إيتمار بن غفير، استقالة زعيمه ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ولم يعد حزب عوتسماه يهوديت، ضمن الائتلاف الحاكم لكنه قال إنه "لن يحاول إسقاط حكومة نتنياهو". 

وكان وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير هدد سابقا، بالخروج من حكومة نتنياهو الائتلافية، إذا وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ثمن تحرير الأسرى باهظ

وزير خارجية العدو، جدعون ساعر، أكد أيضا في تصريحات صحفية، إن "تحرير الأسرى كلّف ثمنًا باهظاً"ا، مشددًا على أن "إسرائيل" ستبذل كل ما في وسعها "لتحرير المحتجزين" (الأسرى) جميعًا.

وأضاف ساعر في تصريحات عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إنه "لا مستقبل للاستقرار والأمن للجانبين ما دامت حماس في السلطة بغزة".

وكان ساعر قد قال أول أمس، إن "إسرائيل" لم تحقق أهداف الحرب بالرغم ممّا وصفها بالضربات القوية التي وجّهتها لحماس، وفق ما نقله الإعلام الصهيوني. 

وتابع، "طوال شهور لم نتمكّن من إعادة محتجز (أسير) واحد حيًا لذلك مسؤوليتنا ثقيلة كحكومة"، في إشارة إلى ضرورة قبول اتفاق التبادل، ووقف إطلاق النار.