edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. دوليات
  4. ترك وصية مؤثرة.. ذكرى استشهاد السيد هادي حسن نصر الله: رمزٌ للتضحية وصورة تتجدّد في وجدان المقاومة

ترك وصية مؤثرة.. ذكرى استشهاد السيد هادي حسن نصر الله: رمزٌ للتضحية وصورة تتجدّد في وجدان المقاومة

  • 13 أيلول
ترك وصية مؤثرة.. ذكرى استشهاد السيد هادي حسن نصر الله: رمزٌ للتضحية وصورة تتجدّد في وجدان المقاومة

انفوبلس/..

لم يكن يوم الثالث عشر من أيلول عام 1997 يوماً عادياً في مسيرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بل شكّل محطةً فارقة وراسخة في ذاكرة المقاومة الإسلامية في لبنان. ففي ذلك اليوم ارتقى السيد هادي حسن نصر الله، النجل الأكبر للأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، شهيداً على أرض الجنوب اللبناني، خلال عملية مقاومة ضد قوات الاحتلال وعملائه. استشهاده لم يكن حدثاً عابراً، بل تحوّل إلى رمز لتجذُّر ثقافة الفداء في صفوف المقاومة، وإلى دليل حي على أن قيادة الحزب لا تضع أبناءها في معزل عن ميادين الجهاد، بل تدفع بهم إلى الصفوف الأمامية جنباً إلى جنب مع أبناء عامة الناس.

من هو الشهيد هادي نصر الله؟

وُلد هادي في بيروت عام 1979 ونشأ في بيئة دينية جهادية ملتزمة، تفتّح وعيه على مشاهد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وعلى قصص القصف والاعتداءات التي لم تتوقف. منذ صغره كان قريباً من أجواء المقاومة، متأثراً بخطابات والده ورفاقه الذين شكّلوا النواة الأولى لمشروع حزب الله. درس في مدارس الضاحية الجنوبية، وكان معروفاً بانضباطه وهدوئه وابتعاده عن حياة الترف، رغم أنه نجل شخصية قيادية بارزة.

حين بلغ سنّ الثامنة عشرة، اختار طريق الانخراط في صفوف المقاومة الإسلامية، رافضاً الامتيازات الخاصة أو أي معاملة تختلف عن سائر المجاهدين. تلقّى تدريبات عسكرية وأمنية مثل أي شاب آخر التحق بالعمل الجهادي، وسرعان ما تميّز بروح المبادرة والقدرة على تحمّل المسؤوليات.

خلفية العملية التي استُشهد فيها

في منتصف التسعينيات كانت المقاومة الإسلامية قد راكمت خبرات قتالية وأمنية نوعية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. اعتمدت على أسلوب الكمائن والهجمات المباغتة ضد الدوريات الإسرائيلية وميليشيا “جيش لحد” العميلة.

وفي الثالث عشر من أيلول 1997، شارك هادي نصر الله في عملية نوعية جرت في منطقة جبل الرفيع قرب بلدة دير قانون النهر، حيث نصبت مجموعة من المقاومين كميناً لدورية إسرائيلية. اشتبك المقاومون مع القوة المعادية، وأسفرت المواجهة عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين.

وبعدما باشرت مجموعة المقاومين انسحابها دون إصابات. أرسلت القوات الإسرائيلية الطيران المروحي وقوات برية أخرى مما استدعى مواجهات إضافية وقد أُصيب في هذا الوقت هادي إصابتين قاتلتين في خاصرته وعنقه. كما أسرت القوات الإسرائيلية جثمانه، واستُشهد معه كل من هيثم مغنية وعلي كوثراني.

مأساة الجثامين وموقف المقاومة

بعد العملية، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستيلاء على جثامين الشهداء الثلاثة ونقلها إلى داخل فلسطين المحتلة، في محاولة لاستثمارها دعائياً والتأثير على معنويات حزب الله والبيئة الشعبية الداعمة له.

أعلن الاحتلال حينها أنه قتل نجل الأمين العام لحزب الله، محاولاً إظهار ذلك كـ”إنجاز استثنائي”. إلا أن السيد حسن نصر الله، وفي خطاب مؤثر ألقاه بعد أيام من الاستشهاد، قلب المعادلة رأساً على عقب، مؤكداً أن ابنه ليس أغلى من سائر أبناء الناس، وأن هذا الطريق هو خيار عائلي وشخصي قبل أن يكون خياراً حزبياً.

قال نصر الله حينها عبارته الشهيرة: “إنني أشكر الله أن اختار من عائلتي شهيداً، كما اختار من عوائل الناس جميعاً”، مضيفاً أن هذا الحدث يُثبت صدق قيادة المقاومة وأنها لا تميّز بين أبنائها وأبناء الآخرين. هذه الكلمة شكّلت لحظة مفصلية في الوجدان اللبناني، ورسّخت قناعة أن المقاومة ليست مشروعاً سياسياً فوقياً بل حركةً نابعة من الناس وإليهم.

البُعد الإعلامي والسياسي للاستشهاد

سعت إسرائيل إلى استغلال استشهاد هادي نصر الله باعتباره “ضربة معنوية” لحزب الله، إلا أن الواقع جاء مغايراً تماماً. فقد تحوّل الاستشهاد إلى نقطة قوة في خطاب المقاومة، وأدى إلى رفع معنويات الجماهير. آلاف اللبنانيين توافدوا إلى مجالس العزاء في الضاحية والجنوب، وردّدوا شعارات الوفاء للمسيرة التي ضحّى من أجلها هادي ورفاقه.

في الإعلام العربي والإسلامي، صُوّر الحدث كدليل على التزام قيادة حزب الله بالمقاومة قولاً وفعلاً. فكم من حركات سياسية في العالم العربي رفعت شعارات المواجهة بينما أبقت أبناء قادتها بعيدين عن الميدان؟ هنا تميّز حزب الله بتقديم نموذج حيّ يجعل القائد والتابع سواءً أمام امتحان التضحية.

استعادة الجثمان وتبادل الأسرى

لم تنتهِ قصة الشهيد هادي نصر الله عند لحظة استشهاده. فقد ظلّت جثته محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي لسنوات، إلى أن جاءت عملية تبادل الأسرى التاريخية في تموز 1998. 

واستُعيد جثمانه في 26 يونيو/ حزيران 1998 حين سَلَّمَت السلطات الإسرائيلية 40 جثمانا لبنانيا وإطلاق سراح 60 أسيرًا لبنانيًا (بينهم 10 معتقلين كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية و50 آخرين في معتقل الخيام)، وقد أخرجت جثامين 38 من المقابر وجثمانين من مشرحة أبو كبير هما هادي نصر الله وعلي كوثراني وبالمقابل سلّم حزب الله رفات الرقيب الصهيوني إيتامار إيليا من وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية الإسرائيلية في القسم العسكري في مطار اللد والذي قُتل مع 11 ضابط وجندي إسرائيلي آخرين في لبنان في كمين.

لحظة استعادة رفاته كانت مشهداً مؤثراً، إذ أُقيم له تشييع مهيب في الضاحية الجنوبية، شارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين. بدا واضحاً أن ذكرى استشهاده لم تبهت رغم مرور الأيام والاسابيع والشهور، بل ازدادت رسوخاً ورمزية.

أثر الاستشهاد في مسيرة المقاومة

منذ استشهاد هادي، أصبح اسمه حاضراً في كل خطاب واحتفال للمقاومة. تحوّل إلى أيقونة للشباب المقاومين الذين وجدوا في قصته تجسيداً لمبدأ المساواة والتضحية.

وفي حرب تموز 2006، استعاد الإعلام الإسرائيلي مرة أخرى قصة هادي في محاولة لإحباط معنويات الحزب، لكن الرد أتى ميدانياً من خلال صمود المقاتلين وانتصار المقاومة في تلك الحرب، وهو ما جعل صورة هادي أشبه بظلّ يرافق الحزب في كل مواجهة.

شهادات من رفاقه

رفاق الشهيد هادي ممن بقوا أحياء رَوَوا لاحقاً تفاصيل عن شخصيته. بعضهم ذكر أنه كان شديد التواضع، لا يُعرّف بنفسه أبداً على أنه “نجل الأمين العام”، بل يقدّم نفسه كمجاهد عادي. آخرون أكدوا أنه كان دائم الحرص على أن يكون في الخطوط الأمامية، وأنه كان يتمتع بشجاعة هادئة.

هذه الشهادات عززت فكرة أن استشهاده لم يكن مجرد “حدث رمزي” بل امتداداً لمسار طبيعي لشاب اختار المقاومة طريقاً وحيداً.

البُعد العقائدي والوجداني

في الوعي الديني والثقافي لجمهور المقاومة، اعتُبر استشهاد هادي نصر الله بمثابة امتحان إلهي لقيادة الحزب. كثيرون شبّهوا هذا الموقف بتجارب تاريخية في الإسلام، حيث قدّم القادة أبناءهم فداءً لقضية عادلة. ومن هنا اكتسب الحدث بُعداً عقائدياً، إذ أصبح يُستحضر دائماً للدلالة على أن المقاومة حركة ذات جذور إيمانية وليست مجرد مشروع سياسي.

إرث الشهيد في الثقافة الشعبية

تحوّل اسم هادي إلى رمز في الأناشيد والقصائد التي أُنتجت بعد استشهاده. رُسمت صوره على الجدران في الضاحية والجنوب، وأُطلق اسمه على مدارس وشوارع ومراكز شبابية.

في كل ذكرى لاستشهاده تُقام ندوات واحتفالات تؤكد أن دماءه لم تذهب هدراً، وأنها ساهمت في صناعة الوعي المقاوم. هذا الإرث الثقافي جعل من قصة هادي جزءاً من الهوية الجمعية لجمهور المقاومة، ومصدراً لإلهام الأجيال الجديدة.

الرسالة التي تركها الاستشهاد

ما يميز قصة الشهيد هادي نصر الله ليس فقط أنه ابن قائد مقاوم، بل أن استشهاده شكّل برهاناً عملياً على صدق القيادة مع جمهورها. الرسالة الأبرز التي تركها الحدث هي أن المقاومة ليست طبقة خاصة، بل مشروع جماعي يُقدَّم فيه الأبناء بلا استثناء.

هذه الرسالة كان لها أثر مباشر على تعزيز الثقة الشعبية بحزب الله، وعلى توسيع دائرة الالتفاف حوله، حتى من خارج بيئته التقليدية. كثيرون ممن لم يكونوا مناصرِين للحزب رأوا في الموقف نوعاً من النزاهة الأخلاقية النادرة في المنطقة.

الوصية

نشرت وسائل إعلام لبنانية، في وقت سابق وصية الشهيد هادي نصرالله وجاءت كالتالي: 

"إنني - وبعون الله - مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية. التحقت بالمقاومة بهدف التحرير والدفاع عن دين الله تعالى، فاخترت عملي هناك، حيث الجبال العالية - جبال مليتا وصافي وعقماتا واللويزة، أبتغي الدفاع عن رايتي وولائي، عن نهجي وعن أمتي، لأُبيد عدو الله وعدوي، جرثومة الفساد الكيان الصهيوني، راجياً الله تعالى أن يرزقني الشهادة في سبيله.‏ 

والدي العزيز: إلى سيدي ومولاي وأميني وقائدي وأستاذي ومرشدي، سلامٌ لك من عمق الفؤاد، سلام عليك وشوقاً إليك وإلى رائحتك رائحة رسول الله.‏

يا والدي، لقد ربيتني وعلّمتني وأرشدتني، وسوف أكون بإذن الله عند حسن ظنك.‏

إلى إخوتي المجاهدين في المقاومة الإسلامية: أيها المجاهدون، تمنيت أن أكون معكم وفي خدمتكم، خدمة رجال الله، السلام عليكم أيها الأبطال يوم ولدتم ويوم استُشهدتم. السلام على التراب الذي داسته أقدامكم، والذي ارتوى من دمائكم. يا صانعي المجد والعزة والكرامة لهذه الأمة، ويا رافعي راية العز والانتصار، راية الحق، راية الإسلام المحمدي الأصيل.. يطلع الفجر على زغاريد رصاصكم وصيحات نداء ثاراتكم الحسينية، نور الشمس نوركم، وجمال الطبيعة جمالكم، فسلامٌ على أرواحكم التي تعرج إلى السماء والملكوت الأعلى، وسلام على أرواحكم الاستشهادية حيث أهل بيت محمد (ص). 

إن طريقنا هو طريق ذات الشوكة وطريق شاق وصعب، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ) فأرجو منكم المثابرة على ما يحبه الله، جاهدوا ورابطوا ولا يرعبْكم علو دشمهم وقوة سلاحهم، فأنتم تمتلكون قوة "الله أكبر" وقوة ذي الفقار. 

أوصيكم بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث وبعض الآيات القرآنية كل يوم أو قدر المستطاع، وإهدائها إلى الشهداء. وأرجو منكم المسامحة والمعذرة، ولا تنسوني من الدعاء".‏

وبعد مرور أكثر من ربع قرن على استشهاد السيد هادي نصر الله، لا تزال قصته حاضرة بقوة في وجدان المقاومة وجمهورها. لقد صار اسمه مرادفاً للتضحية والصدق، ودليلاً على أن القائد الحق هو من يقدّم أبناءه في الصفوف الأولى، لا من يحصّنهم خلف جدران الامتيازات.

استشهاد هادي لم يكن نهاية، بل بداية لمسار طويل قاد إلى انتصارات كبرى، من التحرير عام 2000 إلى الصمود في حرب 2006، وصولاً إلى تثبيت معادلة الردع في السنوات اللاحقة.

إنها ذكرى تؤكد أن الدماء الزكية لا تُمحى من الذاكرة، وأن التضحية تبقى أعمق أثر من أي خطاب أو شعار. هكذا يُستعاد هادي نصر الله في كل عام، لا كَاسْمِ فَرْدٍ، بل كرمزٍ خالد من رموز المقاومة التي خطّت بدمائها طريق الحرية.

أخبار مشابهة

جميع
لغز اختفاء أمير الموسوي في القاهرة.. الدبلوماسي والإعلامي الإيراني بين دعوة رسمية وغياب يثير الهواجس الإقليمية

لغز اختفاء أمير الموسوي في القاهرة.. الدبلوماسي والإعلامي الإيراني بين دعوة رسمية...

  • 8 أيلول
إسبانيا تغلق مجالها الجوي والبحري امام الطائرات والسفن التي تحمل أسلحة وذخائر لـ “اسرائيل”

إسبانيا تغلق مجالها الجوي والبحري امام الطائرات والسفن التي تحمل أسلحة وذخائر لـ...

  • 8 أيلول
رداً على تهديد واشنطن.. فنزويلا تبدأ تدريب المواطنين على الدفاع الوطني

رداً على تهديد واشنطن.. فنزويلا تبدأ تدريب المواطنين على الدفاع الوطني

  • 6 أيلول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة