رحلة الأسرى المقدسيين الطويلة.. عقود من الصمود في سجون الاحتلال الصهيوني وأمال بالحرية في إطار صفقة تبادل تاريخية
انفوبلس/..
يقضي العشرات من أسرى القدس، سنوات طويلة رهن الاعتقال، نتيجة لأحكام محاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجائرة بحقهم، فدخل عدد منهم قائمة الأسرى القدامى؛ فمنهم من قضى ربع قرن في الأسر أو يزيد، ومنهم من أطلق سراحه، ومنهم ما زال رهن الاعتقال.
ورفضت سلطات الاحتلال، ولسنوات طويلة الإفراج عن أي منهم في إطار العملية السلمية أو عمليات التبادل، باستثناء عملية التبادل التي جرت نهاية عام 2011م، والتي شملت عدداً منهم. بعضهم أُعيد اعتقاله وأُعيد له حكمه المؤبد.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيز التنفيذ صباح غد الأحد، ستكون عشرات العائلات الفلسطينية بالقدس على موعد قريب من لقاء أبنائها المغيبين منذ أشهر أو سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال، وسيبزغ فجر الحرية على أكثر من 80 أسيرا وأسيرة من القدس ضمن المرحلة الأولى من الصفقة التي ستمتد على مدار 42 يوما.
-
رحلة الأسرى المقدسيين الطويلة.. عقود من الصمود في سجون الاحتلال الصهيوني وأمال بالحرية في إطار صفقة تبادل تاريخية
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب في حديث صحفي، إن 9 نساء و8 قاصرين، بالإضافة إلى 31 أسيرا مقدسيا سيتحررون من السجون إلى منازلهم.
أما بخصوص الأسرى الذين سيتحررون مع عقوبة الإبعاد عن القدس إلى الخارج، فقال إن عددهم 26 أسيرا جميعهم من أصحاب المؤبدات باستثناء الشاب عبد دويّات المحكوم بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما، وينحدر من بلدة صور باهر (جنوب القدس).
ويضاف إلى هؤلاء 8 أسرى تحرروا في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 والمعروفة فلسطينيا بصفقة "وفاء الأحرار"، وبعد تحريرهم من السجون أعاد الاحتلال اعتقالهم.
ويؤكد رئيس لجنة أهالي الأسرى، أن أسماء المعاد اعتقالهم أُدرجت ضمن الأسرى الذين سيتم إبعادهم، وهم: عدنان مراغة وإسماعيل حجازي وسامر العيساوي وناصر عبد ربه وعلاء البازيان وجمال أبو صالح ورجب الطحان، بالإضافة إلى أسير يحمل هوية الضفة الغربية وينحدر من بلدة بئر نبالا (شمال غربي القدس).
وتابع أبو عصب، أنه "بين الصفقة الجديدة وصفقة وفاء الأحرار سيُبعد 34 أسيرا خارج البلاد، ولا أحد من ذويهم يعلم حتى اللحظة الوجهة التي سيُبعدون إليها، لكنهم يرجحون أن تكون تركيا أو قطر، ويحمل 6 من هؤلاء الأسرى الهوية الفلسطينية (لا يُعترف بهم كمقيمين، وهي الصفة التي تُطلق على فلسطينيي القدس)".
ولا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة 3 أسيرات، هن: هديل محيي الدين من مخيم شعفاط، وتسنيم عودة من بلدة عناتا، بالإضافة إلى الأسيرة شادن قوس من البلدة القديمة في القدس.
كما لا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة الأسيرين المريضين أحمد مناصرة وأيمن الكرد اللذَين يُعدان من أصحاب الحالات المرضية الأصعب بين صفوف الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال.
440 أسيرا مقدسيا
ووفق بيانات لجنة أهالي الأسرى، يقبع في سجون الاحتلال 440 أسيرا مقدسيا بين شاب ومسن، ويضاف إليهم 12 أسيرة، و70 قاصرا، 6 منهم يقبعون في المؤسسات الداخلية الأشبه بالسجون حتى يبلغوا السن التي يسمح به القانون لنقلهم إلى السجون.
ويُعد الأسير المقدسي وائل قاسم، صاحب أطول حكم، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 3515 عاما، ولم تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة اسمه، كما يقبع في السجون 42 أسيرا محكوما بالسجن مدى الحياة.
ووفقا لمؤسسات حقوقية، يقبع أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 5150 اعتُقلوا منذ بدء الحرب على غزة.و
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
قائمة أسماء جديدة
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية، قائمة بأسماء 735 أسيرا فلسطينيا، قالت إنهم سيتحررون بموجب صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
القائمة التي ضمت عددا من أسرى المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى مجموعة من الأسيرات، كررت من خلالها مصلحة السجون الإسرائيلية أسماء عدة أسرى، أي إن العدد الفعلي أقل من 736 اسما.
أسماء أسرى "نفق الحرية"
وكان لافتا ورود أسماء ثلاثة من أسرى "نفق الحرية"، وهم زكريا زبيدي، ومحمود العارضة، وأيهم كممجي، وهم بالإضافة إلى يعقوب قادري، ومحمد عارضة، ومناضل نفيعات، هربوا من سجن جلبوع عبر نفق حفروه في 2021، قبل أن يُعاد اعتقالهم.
وضمت القائمة أيضا عددا من أسرى المؤبدات، ومن بينهم ثابت مرداوي، الذي اعتُقل في العام 2001، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 21 مرة، إضافة إلى 40 عاما من السجن، بعد إدانته بالتخطيط لعمليات أدت إلى مقتل العشرات من الإسرائيليين.
وضمت القائمة أسرى كان من المنوي الإفراج عنهم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لانتهاء محكومياتهم، ومن بينهم الأسير شحادة الجياوي، الذي أمضى 20 عاما في السجن، وتنتهي محكوميته خلال أيام.
وبرز في القائمة مجموعة من أسرى قطاع غزة، على غرار الأسير شادي حلاوة ابن مخيم جباليا، والمعتقل منذ 2005، علما بأنه محكوم بالسجن المؤبد أربع مرات، أُضيف عليها 40 عاماً.
وقال مكتب إعلام الأسرى في حركة "حماس"، إن "ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من نشر لقائمة الأسرى المتفق عليهم للمرحلة الأولى في صفقة التبادل ضمن وقف إطلاق النار هو إجراء يخص الاحتلال".
أبرز الأسماء
وبحسب وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي، فإن من بين أبرز الأسرىا لذين سيتم تحريرهم في الدفعة الأولى:
أحمد البرغوثي: مساعد مروان البرغوثي، وكان يعتبر "ضابط العمليات" في حركة فتح في رام الله، ويتهمه الاحتلال بالمشاركة في تنفيذ عملية في مطعم بتل أبيب، ما تسبب بمقتل مستوطنتين، إضافة إلى عمليات إطلاق نار في القدس المحتلة.
زيد عامر: عضو في خلية نفذت هجومًا بالرصاص قرب مستوطنة إيتمار عام 2015، حيث قُتل مستوطنان.
خلية سلوان (وائل قاسم ووسام عباسي): مسؤولون عن سلسلة عمليات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا، بما في ذلك تفجيرات في أماكن عامة.
ليلي أبو رجيلة: محكوم بالمؤبد لدوره في أسر وقتل الإسرائيلي إلياهو أشري عام 2006.
مازن القاضي: عضو في فتح، محكوم بالمؤبد لاتهامه بالضلوع في عملية مطعم "سي فود ماركت" بتل أبيب عام 2002.
مجدي زعتري: محكوم بـ23 مؤبدًا و50 عامًا إضافية لدوره في نقل منفذ عملية استشهادية في القدس عام 2003.
رمضان مشاهرة: اتُهم بضلوعه في تنفيذ عملية على خط الحافلة 32A في القدس، حيث قُتل 19 شخصًا وأُصيب العشرات.
رياض عرفات: محكوم بمؤبدين لضلوعه في قتل جنديين إسرائيليين في هجوم عام 2005 قرب مستوطنة تفوح.
شادي أبو شخديم: محكوم بالمؤبد لتخطيطه لعملية استشهادية في شارع يافا بالقدس عام 2002، حيث قُتل شخص وأُصيب 100 آخرين.
شادي عموري: محكوم بالمؤبد لتورطه في عملية استشهادية في مفترق مجيدو عام 2002، حيث قُتل 17 شخصًا.
ثابت مرادوي: أحد كبار قيادات الجهاد الإسلامي، مسؤول عن مقتل 21 شخصًا وإصابة حوالي 200 آخرين خلال الانتفاضة الثانية، حيث خطط لعدة تفجيرات.
وكانت وزارة عدل الاحتلال، نشرت عبر موقعها الرسمي، أسماء وبيانات 95 أسيرا وأسيرة، من المقرر أن يُفرج عنهم من سجون الاحتلال، في اليوم الأول من عملية تبادل الأسرى، التي ستبدأ الأحد وفقا للاتفاق الذي أُبرم في الدوحة.
ومن بين الأسماء التي ظهرت في الدفعة الأولى، للتبادل مع ثلاث مجندات للاحتلال بيد المقاومة، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، إضافة إلى الصحفية الفلسطينية بشرى الطويل، وشقيقة القيادي الراحل في حركة حماس صالح العاروري.
