مباحثات مباشرة بين ترامب وحماس.. هل تقلب المقاومة الطاولة على الكيان؟
انفوبلس/ تقارير
تحوُّل كبير لواشنطن، ومستجدات جديدة تُوحي وكأن الاحتلال بأكمله خضع للمقـ..اومة، ترامب يتباحث بشكل مباشر مع حماس، والأخيرة تُلجم تهديده على لسان "قاسم"، ماذا يحدث؟ أميركا تتفاوض مع أبناء السـنـ..وار بمعزل عن الكيان الذي بدأ يستشعر الخطر، فهل سينجح رجال الضيف بقلب طاولة المفاوضات لصالحهم؟
مباحثات مباشرة بين ترامب وحماس
يوم أمس الأربعاء، أكد البيت الأبيض، إجراء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مباحثات مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب تسريبات نشرتها وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، إن إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حماس وما زالت مستمرة.
وأضافت ليفيت "عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي تشيرون إليها أولاً وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي شارك في تلك المفاوضات لديه السلطة".
وقال البيت الأبيض رداً على سؤال عن المحادثات، إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه تفويض بالحديث مباشرةً مع حماس.
وقال مصدران أميركيان لـ"رويترز"، إن بوهلر أجرى محادثات مباشرة مع حماس في الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما لم تتضح بعد هوية الأشخاص الذين مثّلوا حماس في المحادثات.
صفعة لنتنياهو.. الموقف الإسرائيلي
من جانبه، زعم مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس، لافتا إلى إن إسرائيل أعربت للأميركيين عن رأيها بشأن تلك المباحثات.
وبهذا الصدد، قال قنصل إسرائيل في نيويورك إنه "إذا أسفرت محادثات أميركا وحماس عن عودة جميع المحتجزين فسنكون سعداء".
بدورها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس".
من جهتهم، أكد مراقبون سياسيون، أن مجرد حديث ترامب وتفاوضه مع حماس يمثل صفعة قوية لنتنياهو.
تصريح فلسطيني
في السياق ذاته، قال مصدر فلسطيني مطلع، للأناضول، إن المبعوث الأميركي لشؤون المحتجزين آدم بوهلر، التقى قبل أسابيع مسؤولين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضح المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن المباحثات جرت لاستطلاع المواقف حول صفقة لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية.
وأضاف، أن حماس أكدت للمبعوث الأميركي رغبتها في التوصل إلى صفقة شاملة لوقف الحرب، مع التأكيد على ضرورة الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما لفت المصدر، إلى أن مفاتيح الإفراج عن الأسرى العسكريين تختلف عن تلك الخاصة بالمدنيين، دون التوسع في التفاصيل المتعلقة بالمناقشات.
على ماذا ركزت مباحثات ترامب وحماس؟
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد أفاد بأن إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع حماس حول إطلاق سراح أسرى أميركيين في قطاع غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.
ونقل الموقع عن مصدرين، على دراية مباشرة بالمحادثات، بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قولهما إن المحادثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون المحتجزين آدم بولر، لم يسبق لها مثيل.
وأضاف، إن الاجتماعات عُقدت بين بولر ومسؤولي حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر سياسي قوله إن هدف اتصالات أميركا وحماس الانتقال للمرحلة 2 إذا أفرجت حماس عن أسرى.
ونقلت الصحيفة أيضا عن مصادر، أن الإدارة الأميركية مهتمة بالإفراج عن أسير حي وجثامين 4 يحملون الجنسية الأميركية، وأن إسرائيل غير متحمسة لاتصالات أميركا مع حماس، وأنها شككت في تحقيقها نتائج.
وركّزت المحادثات جزئياً على إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين، وهو أمر يقع ضمن اختصاص بولر كمبعوث للمحتجزين.
لكنها تضمنت أيضا مناقشات حول اتفاق أوسع للإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
كما أكد مسؤول في حماس لوكالة "فرانس برس" إجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، تناولت الإفراج عن رهائن أميركيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
مباحثات "إيجابية" بدأت في يناير
إلى ذلك، أعلن مصدران مصريان، اليوم الخميس، أن مناقشات جرت مساء الأربعاء بين مبعوث أميركي وقادة حركة حماس ووسطاء من القاهرة والدوحة.
وأوضح المصدران لـ"رويترز"، أن المحادثات تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وأسماء مَن سيديرون القطاع.
وأضافا، أن "المناقشات انتهت بشكل إيجابي، وتشير إلى انتقال قريب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
بدورها، ذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي مؤسسة إعلامية أميركية غير ربحية مقرها الرئيسي في واشنطن، إن هذه المحادثات بدأت في يناير الماضي، واستمرت منذ ذلك الحين.
وأشارت الإذاعة إلى أنها المرة الأولى "المعروفة" التي تتواصل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر مع حماس، منذأن صنفتها "منظمة إرهابية" في عام 1997.
تحول كبير وقلق داخل "إسرائيل"
من جانبها، كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، اليوم الخميس، تفاصيل المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وحماس، مؤكدا أن الطرفين عقدا محادثات مباشرة بشأن الرهائن في غزة، فيما أشار التقرير الى أن المحادثات كانت بمثابة تحول كبير بالنسبة للولايات المتحدة.
وذكر التقرير الذي ترجمته شبكة انفوبلس، أن "مسؤولين من الولايات المتحدة وحماس أجرَوا محادثات في قطر بشأن الرهائن المحتجزين بقطاع غزة".
وقال دبلوماسيون، إن "آدم بوهلر، مرشح ترامب ليكون مبعوثاً خاصاً لشؤون الرهائن، شارك في المحادثات هذا الأسبوع مع مسؤولي حماس، وناقش الدبلوماسيان الاجتماعات بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخوَّلَين بالتحدث علناً عن المسائل الحساسة".
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لم تنكر أن المحادثات المباشرة مع حماس جارية، وفق التقرير، وفي مؤتمر صحفي عقده البيت الأبيض مساء الأربعاء، سُئلت عن سبب تعامل الإدارة مع حماس، فقالت إن " بوهلر، "الذي يشارك في تلك المفاوضات"، لديه "السلطة للتحدث إلى أي شخص".
وبين التقرير، أنه "لم يتضح نطاق المناقشات على الفور، لكن الوسطاء كانوا يسعون إلى تمديد الهدنة الحالية بين إسرائيل وحماس وتحرير الرهائن المتبقين في غزة، ويعتقد أن حوالي 24 أسيرًا على قيد الحياة - بمن فيهم إيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي - وجثث ما لا يقل عن 35 آخرين لا يزالون محتجزين في غزة، وفقًا لإسرائيل".
وكانت المحادثات السرية بمثابة تحول كبير عن المفاوضات السابقة التي شملت الولايات المتحدة وحماس، التي اعتبرتها الحكومة الأمريكية لعقود من الزمان "جماعة إرهابية"، واعتمد المسؤولون الأمريكيون، مثل نظرائهم الإسرائيليين، بشكل عام على وسطاء - ومؤخرًا، كانت قطر ومصر الوسطاء الرئيسيين - لنقل الرسائل إلى المجموعة بدلاً من الجلوس مع قادة حماس بشكل مباشر".
إلى ذلك، استقبلت إسرائيل محادثات واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقلق شديد، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن أسباب هذا القلق، خاصة في ظل التناغم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تهديدات ترامب.. ورد حماس
في النهاية، لابد من التطرق إلى التهديدات الأخيرة لترامب، إذ رأت حركة حماس الخميس، أن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي تشجّع إسرائيل على تقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعدما توعّد الرئيس الأميركي سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ”الموت” ما لم يتم الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين فيه.
وأتى تهديد ترامب بُعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت، بالتشاور مع إسرائيل، اتصالات سرّية مباشرة مع حركة حماس تركزت على الرهائن الأميركيين في القطاع، وذلك في تغيير جذري عن سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة.
ووجّه ترامب إلى حماس “آخر تحذير” لكي تطلق الرهائن الأحياء والأموات، وتغادر قيادتها قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس عقب هجوم الحركة على الكيان المحتل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكتب ترامب على منصّته “تروث سوشل” “إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن، إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح”.
وأضاف، “إنّي أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم (…) هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة”.
وردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم، الخميس، على ذلك بالقول: بالتأكيد أن تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على “عدم تنفيذ بنود” اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
وأوضح، أن التهديدات “تعقّد المسائل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده”، مطالبا من الإدارة الأميركية “الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق الذي أُبرم بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.