edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. إدراج قصة العراقية "نجلة عماد" في المناهج الدراسية.. ما دلالات وأبعاد وآثار القرار التربوي؟

إدراج قصة العراقية "نجلة عماد" في المناهج الدراسية.. ما دلالات وأبعاد وآثار القرار التربوي؟

  • 20 أيلول
إدراج قصة العراقية "نجلة عماد" في المناهج الدراسية.. ما دلالات وأبعاد وآثار القرار التربوي؟

انفوبلس/ تقرير

يمر التعليم العراقي منذ سنوات بمرحلة تجديد مستمرة تهدف إلى ربط المناهج الدراسية بواقع المجتمع وتطلعاته المستقبلية. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة التربية العراقية عن خطوة استثنائية ذات بُعد إنساني ووطني وتربوي، تمثلت في إدراج قصة البطلة البارالمبية نجلة عماد ضمن منهج اللغة الإنجليزية للصف السادس الإعدادي وكتاب "الأخلاقية" للصف الثاني المتوسط.

لم يكن القرار مجرد تكريم فردي لبطلة حققت إنجازاً رياضياً غير مسبوق للعراق، بل يمثل أيضاً إعادة تعريف لمفهوم القدوة في المدرسة العراقية، وربطاً بين معاني التضحية والإصرار والهوية الوطنية في أذهان الطلبة.

تسعى هذه الخطوة إلى أن تكون قصة نجلة جزءاً من الذاكرة الجماعية للأجيال الجديدة، ليس فقط لكونها أول عراقية تحصد ذهبية بارالمبية في تاريخ البلاد، بل لأنها جسّدت بإرادتها معاني التحدي والإصرار على تحويل الألم إلى أمل، والإعاقة إلى دافع للنجاح.

لنعرف أولاً من هي نجلة عماد؟

وُلدت نجلة عماد في 1 ديسمبر/كانون الأول عام 2004 في بعقوبة بمحافظة ديالى، لكن في عمر الثالثة - صباح يوم 19 أبريل/نيسان عام 2008 - تعرضت لحادث مأساوي إثر تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة والدها العسكري المتقاعد، لتفقد ساقيها وذراعها. كانت تلك اللحظة بداية رحلة مليئة بالألم والحرمان، لكنها لم تستسلم لليأس، بل واجهت قدرها بشجاعة استثنائية.

في طفولتها، كان تركيزها منصباً على التعليم، إلا أن نقطة التحول جاءت حينما التقت مدرباً رياضياً شجعها على دخول عالم كرة الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة. وبعد ستة أشهر من التدريب الجاد، استطاعت أن تحقق أول فوز لها في بطولة محلية ببغداد. ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرتها نحو البطولات الإقليمية والدولية، لتتوج مسارها بالمجد الأكبر في بارالمبياد باريس 2024.

في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، كتبت نجلة عماد صفحة جديدة في تاريخ الرياضة العراقية. فقد تفوقت على منافستها الأوكرانية ماريانا ليتوفشينكو بثلاثة أشواط مقابل واحد، محرزة الميدالية الذهبية الأولى للعراق في تاريخ الألعاب البارالمبية.

هذا الإنجاز لم يكن عادياً؛ فقد جعلها تتصدر التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لتنس الطاولة (ITTF) في فئة السيدات، وأعاد اسم العراق إلى واجهة الرياضة العالمية. كما منحها مكانة رمزية في الوعي الجمعي العراقي باعتبارها مثالاً حيّاً على أن الإعاقة ليست نهاية المطاف، بل قد تكون بداية لمسيرة مجيدة.

اليوم، وبينما تواصل تدريباتها اليومية، لا تخفي نجلة أن الطريق ما زال طويلا أمامها، وتؤكد أنها تسعى لتطوير مستواها باستمرار والحفاظ على إنجازاتها وتحقيق بطولات جديدة.

قرار وزارة التربية

اليوم السبت، أعلنت وزارة التربية، إضافة قصة البطلة "نجلة عماد" في منهج اللغة الانكليزية للصف السادس الاعدادي وكتاب الاخلاقية للثاني المتوسط. وذكرت الوزارة في بيان، أنها "رفضت أن تجعل البطلة نجلة عماد من ذوي الاحتياجات الخاصة، حكاية عابرة، فعززت قصتها بإدراجها في منهج اللغة الانكليزية للصف السادس الاعدادي وكتاب الاخلاقية للثاني المتوسط، لتكبر معها قلوب الطلبة، وتغدو درساً حيّاً في الشجاعة والإصرار، ورسالة خالدة تهزم الاعاقة وتلهم الأجيال".

 

بدورها، قالت البطلة عماد إن "إدراج قصتي في المناهج الدراسية في العراق ليس شرفاً شخصياً فحسب، بل هو مسؤولية ورسالة للأجيال القادمة، ورسالة أمل لكل طالب وطالبة بأن الإرادة قادرة على صنع المستحيل".

وأضافت، إن "هذا الاعتراف يمثل حافزاً إضافياً لمواصلة العطاء وتحقيق إنجازات أكبر"، موجّهة شكرها لوزارة التربية على مبادرتها التي ربطت الرياضة بالعلم في صورة مؤثرة وهي حالة إيجابية يجب إشاعتها في صفوف المجتمع في جميع القطاعات.

من جانبه، أعرب مدربها حيدر سليم عن مشاعر الفخر والاعتزاز قائلاً: "حينما علمنا بإدراج اسم نجلاء في المناهج الدراسية، شعرنا بفرحة لا توصف، لأنها لحظة تتويج لسنوات طويلة من العمل والجهد والتضحيات. هذا التكريم لا يخص البطلة وحدها، بل يشمل الكادر التدريبي والاتحاد والأسرة الرياضية بأكملها". وأكد أن "رؤية ثمرة الجهد تتحول إلى قصة تُدرّس للأجيال يعدّ ذروة النجاح ودافعاً للمضي في صناعة أبطال آخرين يكتبون أسماءهم في سجل التاريخ".

ويرى مختصون في الشأن التربوي أن إدراج قصص شخصيات عراقية بارزة مثل نجلة عماد في المناهج الدراسية من شأنه أن يربط الطالب ببيئته ومجتمعه، ويغرس في داخله معاني التضحية والاعتزاز بالهوية الوطنية، مضيفين ان قصص النجاح الوطنية تشكّل عنصراً محورياً في بناء الهوية الوطنية. فالهوية لا تُبنى عبر التاريخ البعيد وحده، بل أيضاً عبر شخصيات حاضرة تعيش بين الناس. إدراج قصة نجلة في المناهج يعني أن الطالب العراقي سيكبر وهو يحمل صورة إيجابية عن قدرات أبناء بلده.

والعام الماضي 2024، وجه وزير التربية إبراهيم الجبوري، بإدراج قصة نجاح البطلة البارلمبيّة نجلة عماد ضمن مُفردات المناهج الدراسيّة. وقال المُتحدّث باسم الوزارة كريم السيّد في بيان وقتها إنه "تقديراً لإنجازها التاريخي، وجه وزير التربية المديرية العامة للمناهج بإدراج قصة نجاح البطلة البارلمبيّة نجلة عماد الفائزة بالميدالية الذهبية في نهائيات باريس 2024 كأول امرأة عراقية تُحرز ميدالية ذهبيّة بتاريخ العراق، بالرغم من إعاقتها وفقدانها ثلاثة أطراف بحادث إرهابي، وذلك ضمن مُفردات المناهج الدراسيّة، لتكون أنموذجاً للتحدّي والنجاح، ودليلاً على ثبات العراقيين وانتصارهم بالأمل والحياة".

إلى جانب إدراج قصتها في المناهج، قرر وزير التعليم العالي نعيم العبودي مؤخراً، قبول نجلة عماد في كلية التربية البدنية، اعترافاً بإنجازها التاريخي، مما يؤكد تكامل الجهود الحكومية لدعمها.

وتُضمن مناهج التعليم العراقية شخصيات عراقية بارزة في مجالات مختلفة، مثل علي الوردي كأول عالم اجتماع عراقي يدرس المجتمع العراقي، ورفائيل بطي رائد الصحافة العراقية، والشخصيات التاريخية مثل الملك فيصل الأول، والشخصيات الأدبية، وشخصيات وطنية معاصرة كالبطلة نجلة عماد، مما يساهم في بناء الهوية الوطنية وربط الطلاب بتاريخ بلادهم وثقافتها.

أما بالنسبة لأهمية إدراج الشخصيات العراقية في المناهج، فيقول مشرف تربوي، إن الأهمية تمكن في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تربط قصص هذه الشخصيات الطلاب بتاريخ بلادهم وثقافتها، وتعزز شعورهم بالانتماء إلى هذا التاريخ. وكذلك بناء الثقة بالنفس لدى الشباب، حيث تقدم هذه الشخصيات نماذج واقعية وقادرة على مواجهة الصعاب والتحديات، مما يساهم في بناء ثقة الشباب بقدرتهم على تحقيق النجاح. وتقديم نماذج مُلهمة، إذ توفر قصص الشخصيات العراقية نماذج مُلهمة في مختلف المجالات، مما يشجع الشباب على السعي نحو التميز والإبداع.

من المتوقع أن يترك إدراج قصة نجلة عماد في المناهج الدراسية – بحسب باحثين - أثراً تربوياً كبيراً: على الصعيد النفسي، حيث إن الطلبة سيشعرون بأن قصص النجاح ليست بعيدة عنهم، بل موجودة بين أبناء بلدهم. أما على الصعيد الاجتماعي، فسيزداد احترام المجتمع لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم جزءاً فاعلاً وقادراً على الإنجاز. بينما على الصعيد الأكاديمي، فربط المنهاج التعليمي بشخصيات وطنية معاصرة يعزز من حيوية الدرس ويجعل الطالب أكثر ارتباطاً بالمادة.

  • بنت ديالى تُفرح العراقيين بيد واحدة.. اللاعبة نجلة عماد تؤكد تفوقها عالمياً برياضة تنس الطاولة وتحرز بطولة العالم المصغّرة.. تعرف على القصة المُلهمة

ويقول معلمون إن إدراج قصة نجلة عماد في المناهج الدراسية لم يكن قراراً تعليمياً فحسب – وفق الباحثين - بل يحمل رسائل عديدة، أولها غرس قيم التحدي والإصرار، إذ تُظهر القصة أن النجاح لا يرتبط بالظروف المثالية، بل بالإرادة والعزيمة. هذا الدرس يزرع في أذهان الطلبة قناعة بأن بإمكانهم تجاوز العقبات مهما كانت قاسية وكذلك إبراز دور المرأة العراقية، حيث ان إدراج سيرة امرأة عراقية معاصرة في المناهج يفتح آفاقاً جديدة أمام الطالبات، ويعزز قناعتهن بقدرتهن على تحقيق إنجازات كبرى في شتى المجالات. بالإضافة الى ربط العلم بالرياضة، إذ ان الخطوة دمجت بين المجال التربوي والرياضي في مشهد مؤثر، لتقدم نموذجاً عملياً على أن الرياضة ليست نشاطاً ثانوياً بل جزءاً من بناء الشخصية الوطنية.

وفي المحصلة، فإن إدراج قصة البطلة البارالمبية نجلة عماد في مناهج التعليم العراقي ليس مجرد إجراء تربوي، بل هو فعل وطني بامتياز. فهو يجمع بين التكريم والاعتراف والرسالة التربوية، ويمنح الأجيال الجديدة مثالاً حيّاً على أن العراق بلد قادر على إنجاب أبطال يتجاوزون الجراح ليصنعوا المجد.

إن قصة نجلة ليست مجرد قصة رياضية، بل هي سيرة أمل وانتصار على الإعاقة والإرهاب واليأس. وبذلك، فإن وزارة التربية لم تُدرج قصةً في كتاب، بل أدرجت درساً خالداً في الإرادة الإنسانية.

أخبار مشابهة

جميع
فضيحة الأسماء الغريبة في تعيينات بغداد.. “نننن” و”لبلبايا” يشعلان الشارع

فضيحة الأسماء الغريبة في تعيينات بغداد.. “نننن” و”لبلبايا” يشعلان الشارع

  • 1 كانون الأول
جيل يشتري بلا تفكير.. أثر السوشيال ميديا على القرارات الاقتصادية للأسر.. الأقساط السريعة تقود إلى الاستنزاف

جيل يشتري بلا تفكير.. أثر السوشيال ميديا على القرارات الاقتصادية للأسر.. الأقساط...

  • 30 تشرين ثاني
الرشوة الحديثة.. من السيارات الفاخرة والعقارات إلى الوظائف والهدايا الرقمية

الرشوة الحديثة.. من السيارات الفاخرة والعقارات إلى الوظائف والهدايا الرقمية

  • 30 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة