الإعلام العراقي يفقد أيقونته.. انفوبلس تسلط الضوء على سيرة الراحلة "ابتسام عبدالله"
انفوبلس/..
في ظهر يوم أمس الثلاثاء، 7 آذار 2023، أُعلن عن وفاة ابتسام عبد الله، الروائية والمترجمة ومقدِّمة البرامج الثقافية العميقة، وأيقونة التلفزيون العراقي، عن عمر ناهز 80 عاماً.
ابتسام عبد الله هي زوجة الإعلامي العراقي المعروف أمير الحلو، وبعد وفاته اعتزلت العالم، وساءت حالتها الصحية، وغادرت الحياة يوم أمس في شهر ميلادها نفسه.
*مَن هي؟
ولِدت ابتسام عبد الله في كركوك عام 1945، ولكنها عاشت معظم حياتها في بغداد، وتنقلت بحكم عمل والدها العسكري بين الموصل وكركوك، وتلقت دراستها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ثم دخلت معهد المعلمين العالي ببغداد، قسم اللغة الإنكليزية، وتخرجت منه عام 1964 لتعمل في المؤسسة العامة للصحافة سنة 1968، وتولّت مسؤولية قسم المتابعة كما انتقلت للعمل في تلفزيون العراق وشغلت مناصب مهمة وتدرجت من مترجمة إلى رئيسة قسم الأخبار والترجمة، ومسؤولة عن قسم الأفلام، وكانت دؤوبة في عملها الذي يتطلب متابعة جادة وترجمة للأفلام الأجنبية التي كان يعرضها تلفزيون العراق.
*أول ظهور
أول ظهور لها على شاشة التلفزيون كان عام 1964 في برنامج (نافذة على العالم) الذي كان يُتيح للمشاهدين فرصة للاطلاع على الأخبار المصوَّرة في العالم، و(مجلة المرأة)، ثم انشغلت بإعداد وتقديم البرنامج الذي اقترن باسمها (سيرة وذكريات) حيث كانت تستضيف شخصيات ثقافية وفكرية وفنية عراقية وغير عراقية لسرد سيرتهم الذاتية بأسلوب مُحبَّب وبعيد عن الرتابة بفضل تحضيرها المتميز لسيرة مَن تلتقي بهم والأسئلة التي تفاجئهم بها، وأيضا بأسلوب تقديمها السَّلس والهادئ مع ابتسامتها التي عُرفت بها دائما، حتى أنها صارت أحد أعضاء أية عائلة عراقية تتابعها، والبرنامج كان أحد ركائز تلفزيون العراق، مثل (الرياضة في أسبوع) الذي كان يعدّه ويقدِّمه مؤيد البدري، و(العلم للجميع) من إعداد وتقديم كامل الدباغ، وكل مَن شاهدها في هذا البرنامج ما زالت ذاكرته الصوريّة تحتفظ به.
وحاورت ابتسام عبد الله قامات كبير، مثل: عالم الاجتماع علي الوردي، الشاعر مصطفى جمال الدين، اللواء راجي عباس التكريتي (نقيب الأطباء)، الفنان راسم الجميلي، الإذاعي والصحافي والناقد الموسيقي سعاد الهرمزي، الفنان التشكيلي سعاد سليم، العالم في الآثار طه باقر، وغيرهم من القامات الكبيرة.
للكاتبة والمترجمة ابتسام عبد الله عدد من المجاميع القصصية والروايات والكتب المترجمة، أهمها: رواية (فجر نهار وحشي) و(ممر إلى الليل) و(مطر أسود.. مطر أحمر) ومجموعة قصصية صدرت عام 1999 بعنوان (بخور) وكتاب (بستان الهمسات) بالاشتراك مع المصور الفرنسي بان لام دوك، صدر في عام 1999 أيضاً وترجمت (يوميات المقاومة في اليونان) وصدر في بيروت، و(مذكرات انجيلا ديفز) و(في انتظار البرابرة). إضافة إلى عدد كبير من المقالات التي نشرتها في الصحف والمجلات العراقية والعربية. وترأست تحرير مجلة (الثقافة الأجنبية) التي أصدرتها وزارة الثقافة والإعلام العراقية. وبعد الاحتلال الأميركي للعراق عملت ككاتبة ومترجمة في صحيفة (المدى) الصادرة عن مؤسسة المدى للثقافة والنشر.
وتُعد من أبرز وأقدم أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق، وهي عضو في الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين العراقيين ولثلاث دورات متتالية امتدت من سنة 1984 وحتى 1990.
*"مبدعة لا تتكرر"
كتبت الصحفية نرمين المفتي على صفحتها في الفيسبوك: "ابتسام عبدالله أو كما كنتُ أُناديها (بسمة)، مبدعة لا تتكرر، خاصة في مجال التلفزيون والترجمة وإن كانت رواياتها ومقالاتها لا تقل إبداعاً".
وكتب الإعلامي والناقد السينمائي صفاء صنكور: "لو طُلب مني أن أُعرّف الطيبة والنقاء، فلن أتردد في أن أقول سوى كلمة واحدة (ابتسام عبدالله). لقد أحبّني الله وكنتُ محظوظا في التعرّف على هذه الإنسانة النبيلة، فرأيتُ فيها مثال الطيبة والوفاء والنقاء".
أما الصحفي ومدير تحرير جريدة المدى الكاتب علي حسين، فقال "ابتسام عبد الله نموذج للصحفية والكاتبة التي تملأ المكان حيوية وأناقة ومحبّة، أنظر إلى مكتبها الملاصق لمكتبي في صحيفة المدى حيث قضينا سنوات نتحاور عن الكتب وجديدها وأتذكر تلك الابتسامة التي لا تزال تطوف في المكان".

