edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

  • 4 كانون الأول
الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

انفوبلس/ تقرير 

لم يعد قرار الإنجاب في العراق شأنًا عائليًا بسيطًا كما كان في السابق. ففي ظل التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية العميقة التي يشهدها المجتمع، صار التفكير بإنجاب طفل أو اثنين – أو أكثر – خاضعًا لميزان دقيق يجمع بين كلفة المعيشة، وفرص العمل، والاستقرار الأسري، والضغط النفسي، وتوقعات المستقبل.

لم يعد الأمر رغبةً أو تقليدًا عائليًا فقط؛ بل أصبح خيارًا استراتيجيًا يعكس حجم التحديات التي تواجه الأسرة العراقية في عصر يتغير بسرعة غير مسبوقة. 

في المدن كما القرى، باتت الأحاديث اليومية حول خطط الإنجاب مرتبطة بارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتقلّب الدخل، وغياب ضمانات الاستقرار المهني. ومع أن فكرة "الأسرة الكبيرة" بقيت حاضرة في الذاكرة الشعبية، إلا أن الجيل الجديد يجد نفسه أمام واقع مختلف، يدفعه إلى إعادة تعريف الأبوة والأمومة، ليس من زاوية العدد، بل من زاوية الجودة.

من التجربة الشخصية إلى القرار المصيري: نموذج محمود

محمود العزاوي، الشاب البغدادي ذو الـ29 عامًا، يعترف بأن قرار الإنجاب بالنسبة إليه لم يعد تلقائيًا. فقبل دخوله القفص الزوجي، بدأ يعيد دراسة كل خطوة، مستشهدًا بمعاناة أخيه الأكبر علي الذي يواجه صعوبة في إدارة مسؤوليات أربعة أطفال في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية.

يقول محمود: "أشعر أن إدارة أسرة كبيرة تتطلب قدرات لا أمتلكها بعد، خاصة في ظل الأعباء الاقتصادية والحياة العملية. ربما طفلان فقط سيكونان كافيين، أو حتى طفل واحد في البداية".

قصة محمود ليست حالة فردية، بل تعبّر عن نمط واسع بين شباب المدن العراقية، الذين يوازن معظمهم بين الرغبة في تكوين أسرة وبين مخاوفهم من عدم القدرة على تلبية احتياجاتها المتزايدة.

تحولات اجتماعية وثقافية واسعة: من الأسرة الممتدة إلى الأسرة الصغيرة

تشير الباحثة الاجتماعية الدكتورة ريا قحطان أحمد إلى أن التحولات الجارية في العراق ليست فجائية، بل هي نتيجة تراكمات طويلة. وتقول أحمد، إلى أن "المجتمع العراقي يعيش مرحلة انتقالية في مفهوم الأسرة، إذ كانت العائلة الممتدة ذات العدد الكبير من الأطفال معيارًا للقوة الاقتصادية والاجتماعية، بينما أصبح التركيز اليوم على جودة التربية أكثر من العدد" موضحة أن "الأسرة الصغيرة باتت جزءًا من ثقافة الجيل الجديد، وهي ترتبط أحيانًا بالرغبة في محاكاة أنماط الحياة الغربية، أو كمحاولة للظهور بمظهر العائلة المتعلمة والمتمدنة، فضلًا عن تخفيف الأعباء النفسية والاقتصادية". 

    وتضيف قحطان أن "ثقافة تقليص عدد الأطفال لم تبدأ حديثًا، بل لها جذور قديمة، لكنها ارتبطت في السنوات الأخيرة بالوضع الاقتصادي الصعب، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحرص الأهل على توفير حياة كريمة لأبنائهم. فالتركيز اليوم ليس فقط على العدد، بل على قدرة الأسرة على تلبية احتياجات الطفل من تعليم وصحة واهتمام نفسي". 

كما تؤكد أن "المرأة العراقية اليوم أصبحت أكثر وعيًا بحقوقها وقدراتها، ما دفعها إلى التفكير بشكل جدي في تنظيم الإنجاب بما يتناسب مع وضعها المهني والاجتماعي. فارتفاع نسب التعليم بين النساء، جعل قرار الإنجاب مرتبطًا بالاستقرار النفسي والوظيفي، وليس مجرد التزام بالعادات والتقاليد".

الحذر الإنجابي: قلق المستقبل يعيد تشكيل ثقافة الإنجاب

الباحث الاجتماعي وعالم النفس الدكتور عدي عبد شمخي يقدم تفسيرًا نفسيًا لهذا التحول، مستخدمًا مفهوماً يصفه بـ"الحذر الإنجابي". 

ويقول شمخي، إن "المخاوف المستقبلية أصبحت أحد أبرز المحددات النفسية والاجتماعية لقرار الإنجاب في العصر الحديث"، مشيرًا إلى أن "بيئة العمل المضطربة، والتغيرات التكنولوجية المتسارعة، وضغط المنافسة التعليمية والمهنية، تجعل الأبوين يعيدان تقييم مسؤولياتهما قبل اتخاذ قرار الحمل". 

ويضيف عبد شمخي، أن "الشعور بالغموض تجاه المستقبل يفعّل ما يسميه (الحذر الإنجابي)، إذ يطرح الفرد أسئلة جوهرية: هل سأتمكن من توفير تعليم جيد للطفل؟ هل سأملك الوقت والطاقة لتنشئته في عالم متغير؟ وهل يمكن للأسرة تحمّل الأعباء المالية المتزايدة؟ حيث إن الأفراد اليوم يعتمدون على تقديرات واقعية للمستقبل، وليس فقط على الرغبة التقليدية في تكوين الأسرة".

ويفسّر عبد شمخي أن "تصاعد القلق المرتبط بالاستقرار الوظيفي وتكاليف التعليم ومتطلبات جودة الحياة يولد ما يعرف بـ(الضغط الاستشرافي)، وهو نوع من القلق المستقبلي، الذي يجعل الأبوين يقوّمان مسؤوليات الأبوة في ضوء سيناريوهات غير مؤكدة"، لافتا الى أن "هذا القلق يظهر عبر آليتين أساسيتين، الأولى ارتفاع الحساسية تجاه المخاطر، ما يجعل الأفراد أكثر ميلاً لتأجيل الإنجاب، والثانية تضخم الشعور بالمسؤولية، إذ يزداد إدراك الأبوين لثقل الالتزامات التربوية، فيمتنعان أو يقلّلان من الإنجاب رغبة في الحفاظ على قدرتهما على الضبط النفسي والسيطرة على ظروف الحياة".

ويؤكد أن "ارتفاع عدد الأطفال يرتبط غالبًا بزيادة التوتر اليومي نتيجة تراكم المسؤوليات، من رعاية وتعليم ومتابعة صحية، إذ إن المنافسة غير المقصودة بين الأبناء على اهتمام الوالدين تستهلك الطاقة العاطفية وتزيد الضغط النفسي، خاصة في البيئات التي تعاني من قيود مادية"، منوها بأن "قدرة الأسرة على التنظيم هي العامل الفاصل بين بيئة صحية وأخرى مثقلة بالتوتر، فمع كل طفل إضافي تتوسع دائرة المتطلبات ويزداد الحمل الإدراكي والوجداني على الوالدين".

ويشير عبد شمخي إلى أن "الجيل الجديد يتعامل مع الأبوة والأمومة كمشروع تربوي كامل يتطلب استثمارًا ذهنيًا وعاطفيًا واقتصاديًا كبيرًا، مع التركيز على جودة التربية والتعليم والدعم النفسي والأنشطة التنموية، وليس فقط على عدد الأطفال، ما يجعل فكرة إنجاب أكثر من طفلين مصدر ضغط نفسي حقيقي. ويخلص إلى أن المخاوف المستقبلية لم تعد مجرد حالة طارئة، بل تحولت إلى عامل نفسي بنيوي يعيد تشكيل الثقافة الإنجابية في العراق".

الاقتصاد يرسم حدود العائلة: بين الكلفة والقدرة

الجانب الاقتصادي حاضر بقوة في معادلة الإنجاب. الخبير الاقتصادي ضياء المحسن يرى أن العلاقة بين الاقتصاد والإنجاب أصبحت مباشرة وواضحة: "ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الدخل الحقيقي للأسر جعل قرار الإنجاب مرتبطًا بحسابات دقيقة. لم تعد الأسرة الكبيرة قوة اقتصادية كما في الماضي، بل أصبحت عبئًا يحتاج إلى موارد إضافية". 

ويضيف المحسن، أن "النمو السكاني المرتفع يفرض تحديات كبيرة على الاقتصاد، بما في ذلك الضغط على الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وزيادة الإعالة على الأسر والدولة، كما يؤدي إلى بطالة الشباب إذا لم يتم توفير فرص عمل كافية، ويقلل من نصيب الفرد من الموارد الاقتصادية". 

ويشير المحسن إلى أن "انخفاض معدلات الخصوبة الحالية، ينقل العراق إلى مرحلة (الهبة الديموغرافية)، التي تحمل فرصًا وتحديات في الوقت ذاته، إذ تتأثر تكلفة الطفل الواحد بعدة عوامل اقتصادية، مثل التضخم، وتغير أسعار الصرف، ونوعية التعليم والخدمات الصحية، والموقع الجغرافي للأسرة، مع مراعاة المرحلة العمرية للطفل التي تحدد حجم الاستثمار المطلوب في التربية والرعاية".

غياب سياسة سكانية واضحة: دولة بلا بوصلة سكانية

على الرغم من أهمية الموضوع، إلا أن العراق لا يمتلك حتى اللحظة سياسة سكانية متكاملة. ويشير المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي إلى أن الوزارة وضعت وثيقة وطنية تشمل 11 محورًا، تتناول مراحل الحياة المختلفة، من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة.

ويضيف الهنداوي أن "المجتمع العراقي يتميز بتركيب ديموغرافي شاب، إذ يشكل النشطون اقتصاديًا بين 16 و63 سنة أكثر من 60 بالمئة من السكان، بينما يمثل الأطفال من 1 إلى 15 سنة حوالي 36 بالمئة، ما يجعل العراق قادرًا على المنافسة في مجال رأس المال البشري والتنمية البشرية"، مشيرا الى أن "ارتفاع أو انخفاض معدلات الإنجاب يؤثر مباشرة على سوق العمل ومعدلات الإعالة، ويعكس الحاجة إلى دعم الأسر ذات الدخل المحدود عبر تحسين التعليم والصحة والخدمات الأساسية والسكن، بما يتوافق مع رؤية التنمية المستدامة في العراق".

مواقف متباينة بين المواطنين: بين البركة والحسابات

وعلى المستوى الشعبي، تختلف نظرة العراقيين للإنجاب بين من يرى الأطفال "بركة من الله لا تُحسب"، وبين من يعتبر الإنجاب مسؤولية ضخمة تتطلب تخطيطًا ماليًا ونفسيًا وصحيًا. ففي مناطق الريف لا يزال الاعتقاد بأن "كثرة الأولاد عزوة" حاضرًا، بينما في المدن يتراجع هذا المفهوم لصالح التفكير العصري بحجم المسؤوليات والتحديات المستقبلية.

يخلص الخبراء إلى أن قرار الإنجاب في العراق لم يعد قرارًا تلقائيًا، بل أصبح معتمدًا على مزيج معقد من الضغوط الاقتصادية، والمخاوف النفسية، والتغيرات الاجتماعية، والالتزامات التربوية، والوعي النسوي، وتغير أنماط الحياة. إنه قرار لم يعد يحكمه العرف فقط، بل تحكمه الحسابات الدقيقة ومحاولة إيجاد توازن بين الرغبة في بناء أسرة وبين الواقع الاقتصادي والنفسي الذي لا يمكن تجاهله.

بهذا، يتحول الإنجاب من مجرد حدث بيولوجي أو اجتماعي، إلى قرار استراتيجي يرسم شكل الأسرة العراقية ومستقبلها لعقود قادمة.

أخبار مشابهة

جميع
الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

  • 4 كانون الأول
ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

  • 4 كانون الأول
صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

  • 3 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة