السلامي أعلن وانفوبلس تفصّل.. قصة اعتقال "زعيم أكبر اقتصاديات في العراق" بوزارة الإعمار

انفوبلس/ تقرير 

أثارت تغريدة النائب المستقبل وعضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي، حول القبض على زعيم أكبر اقتصاديات في العراق، الجدل داخل الأوساط الشعبية والسياسية، فماذا الذي تعرفه عن "كامران دلشاد علي"، رجل الأعمال الكردي المقرب من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وهل تم اعتقاله داخل وزارة الإسكان؟

السلامي يعلن

كشف النائب هادي السلامي، يوم أمس الجمعة 7 آذار/مارس 2025، عن إلقاء القبض على ما وصفه بـ "زعيم أكبر الاقتصاديات" في العراق أثناء وجوده بوزارة الإعمار والإسكان. إذ قال السلامي في منشور على (فيسبوك) تابعته شبكة "انفوبلس"، إنه "تم إلقاء القبض على زعيم أكبر الاقتصاديات في العراق أثناء وجوده بوزارة الإعمار والإسكان "هيئة تنظيم المدن". 

وبحسب مصدر نيابي رفيع تحدث لشبكة "انفوبلس"، فإن "المعتقل هو كامران دلشاد علي والذي أُلقي القبض عليه في مقر تنظيم المدن داخل وزارة الإعمار"، وذلك تعقيبا على تغريدة النائب هادي السلامي.

وعبارة المكاتب أو اللجان الاقتصادية ظهرت بعد العام 2003 في العراق، وهذه التسمية مرتبطة بالأحزاب في مناطق وسط وجنوب البلاد، ويعمل المسؤولون الحكوميون التابعون لتلك الأحزاب على تأمين الحصص المالية لكياناتهم السياسية من العقود والصفقات التي تبرمها الوزارات ودوائر الدولة ومؤسساتها من خلال تلك المكاتب واللجان.

وبات هذا المصطلح سيئ الصيت بمجرد إطلاقه يتبادر الى أذهان العراقيين الفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة.

كما أرفق السلامي وثيقة تظهر إجراء تغييرات في مناصب إدارية داخل الوزارة، من بينها إنهاء تكليف "حامد عبد حمد" من مهام هيئة تنفيذ المدن الجديدة، وتكليفه بمهام معاون مدير عام شركة حمورابي العامة. كما أظهرت الوثيقة، تكليف الخبير نهلة كامل علوان معاون مديرية التخطيط العمراني، بمهام مدير هيئة تنفيذ المدن الجديدة. وكتب السلامي تعليقاً مع الوثيقة المنشورة يحمل تساؤلات: ما هو سبب التغيير؟

وفي 12 من شهر شباط فبراير الماضي، استضافت لجنة الاستثمار والتنمية رئيس هيئة تنفيذ المدن الجديدة في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة. وأكدت اللجنة على أهمية ضمان الشفافية في الإجراءات، ومعالجة التحديات التي تواجه تنفيذ مشاريع المدن الجديدة، مشددين على ضرورة الإسراع في تنفيذ الخطط الحكومية المتعلقة بالبنى التحتية والإسكان.

كما أصدرت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، أمس الجمعة، توضيحا بشأن اعتقال هيئة النزاهة الاتحادية لـ"مستثمر". إذ ذكرت الوزارة في بيان، أنه "بخصوص الخبر الذي انتشر حول إلقاء القبض على أحد المطلوبين لدى هيئة النزاهة، نود بيان أن الشخص المعني هو مستثمر وقد راجع مقر هيئة تنفيذ المدن السكنية حاله حال أي مستثمر يقوم بمراجعة الهيئة للاطلاع على الفرص الاستثمارية".

وأضافت، "يبدو أن لديه ملفا في هيئة النزاهة حيث قاموا بنصب كمين له لإلقاء القبض عليه وهذا ما تم بالفعل ونشير هنا أنه ليس موظفا في الوزارة"، مبينة أن "عملية تدوير المديرين هي سياق متبع في أغلب الوزرات وأن تغيير مدير هيئة تنفيذ المدن السكنية ليس له علاقة بالموضوع أعلاه".

من هو "كامران دلشاد علي"؟ 

"كامران دلشاد علي"، هو رجل أعمال كردي الأصل مقرب من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، يمتلك مجموعة شركات أبرزها شركة الأسطورة للخدمات النفطية، كما يملك مول زهور كركوك.

ورغم أن محل إقامته كان مبهما وغير معروف، إلا أن مصادر رجّحت أن يكون قابعا في أربيل لاسيما بعد إدانته بالتزوير. كما أثار كامران الجدل في أكثر من مناسبة، كان آخرها حصوله على مشروع استثماري ضخم جدا في العامرية رغم إدانته بالتزوير.

في قادم الأسطر، ستستعرض شبكة انفوبلس، تفاصيل المشروع الذي حصل عليه كامران مدعم بالوثائق، وكذلك الإدانة والاستقدام من قبل محكمة استئناف كركوك الاتحادية.

تفاصيل مشروع العامرية وعلاقة السوداني

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بوثيقة رسمية، تثبت حصول كامران دلشاد على قطعة أرض بمساحة 18 دونما في منطقة العامرية. 

وأظهرت وثيقة وردت لشبكة انفوبلس، موافقة مكتب السوداني على منح قطعة الأرض التابعة إلى وزارة الدفاع، إلى دلشاد رغم إدانة الأخير بالتزوير.

المشروع الذي حصل عليه دلشاد كما ذكرنا، قطعة أرض تابعة لوزارة الدفاع تبلغ مساحتها 18 دونما، يروم دلشاد إنشاء مجمع سكني فيها لصالح شركته ـ شركة الأسطورة.

وجاء في نص مخاطبة دلشاد للسوداني، "تهديكم شركتنا أطيب التحية والسلام، إشارة الى بيان الرأي المرقم (٥٤٦٦) في ۲۰۲/۱۰/۱٦) الخاص بشركة الأسطورة للخدمات النفطية وشركة الأسطورة لنقل المنتجات النفطية استثمار القطعة المرقم (۱۸۱۲٥۱٠/٣ م عامرية) العائدة الى وزارة الدفاع لبناء مجمع سكني وبمساحة (۱۸) دونما وحسب الضوابط وما تطلبه دائرة التصاميم ووفق أحكام قانون الاستثمار المـ رقم (۱۳) لسنة (٢٠٠٦) حيث تم إكمال جميع الموافقات القطاعية والجهة المالكة من قبل شركتنا ، يرجى من معاليكم الموافقة على استثناء المشروع أعلاه من قرار (٢٤٥) لعام (٢٠١٩) كون شركتنا تمتلك كفاءة مالية ممتازة ولها عدة اعمال مماثلة ضمن مجال الأبنية العمودية والافقية السكنية والاستثمارات الصناعية الكيميائية مع امتلاك كافة الخبرات الهندسية والفنية اللازمة وان شركتنا تتعهد في حال تم استثمار المشروع من قبلها ببيع الوحدات السكنية لموظفي ومنتسبي وزارة الدفاع بالسعر المدعوم وبالتقسيط المريح لمدة (٥) سنوات راجين قبول طلبنا هذا خدمة للصالح العام هذا ولكم الأمر بما تنسبون".

وأدناه الوثيقة التي وافق عليها السوداني بالتوقيع الأحمر:

*مزوّر وملاحق من القضاء

بعد موافقة السوداني على منح المشروع لدلشاد، احتدم الجدل وكثرت الاعتراضات، والسبب هو ظهور وثيقة رسمية من مجلس القضاء الأعلى تدين دلشاد بالتزوير.

وجاء في الوثيقة التي وردت لشبكة انفوبلس والصادرة من محكمة استئناف كركوك وموجهة لدلشاد، "حكمت هذه المحكمة عليك غيابيا وغرامة مالية، وعند عدم الالتزام بذلك سيتم حبسك حبسا بسيطا لمدة ستة أشهر استنادا لأحكام المادة ١٣٥ من قانون العمل رقم ۳۷ لسنة 2015".

وتابعت الوثيقة، "ولمجهولية محل إقامتك تقرر تبليغك بالحكم الغيابي الصادر بحقك عن طريق الإعلان المحلي بوجوب حضورك او من ينوب عنك خلال المدة القانونية لغرض الاعتراض والتمييز على الحكم الغيابي وبعكسه سيعتبر الحكم الغيابي بمثابة الحكم الوجاهي". كما قررت المحكمة، إصدار أمر قبض بحق دلشاد وتعميمه على جميع نقاط التفتيش ومراكز الشرطة بغية إحضاره أمامها".

ما علاقته ببارزاني وحزبه؟

بعد أن شاع قرب كامران دلشاد من مسعود بارزاني وحزبه، تقصّت انفوبلس عن طبيعة تلك العلاقة وتواصلت مع مصدر موثوق من داخل كركوك شرح لها علاقة كامران ببارزاني.

وقال المصدر لشبكة انفوبلس، إن "كامران وشركاته هما واجهة من واجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن أهم ممولي الحزب الاقتصاديين"، مضيفا، إن "واجهة كامران في بغداد والشخص الذي استحصل له استثناء الحصول على المشروع في العامرية هو وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني" مؤكدا أن "شركة كامران كانت تعمل في أربيل ثم دهوك ثم دخلت بغداد للعمل عن طريق ريكاني".

وأكد المصدر، إن "الاستثناء لكامران بالحصول على هذا المشروع من قبل ريكاني هو مجاملة سياسية وباب لتمويل الأحزاب السياسية"، مشيرا الى أن "أي مشروع يظفر به كامران يخصص من أرباحه حصة للحزب الديمقراطي الكردستاني مقابل توفير الحزب الحماية الكاملة له لاسيما وأن ثقل عمله يتركز في أربيل ودهوك".