الطاغية صدام بالذكرى الـ17 الهجرية لإعدامه.. إليك سلسلة لأبرز الأحداث الأمنية التي تزامنت معه
انفوبلس/ تقارير
حكم الطاغية صدام حسين العراق لما يقرب من الربع قرن، ولعب قبل توليه رئاسة البلاد في 17 يوليو/ تموز 1979، دورًا متناميًا في الحياة السياسية وداخل حزب البعث.
أُسقط صدام ونظامه بعد دخول الاحتلال الأميركي إلى العراق عام 2003، ونُفذ حكم الإعدام بحقه عقب إدانته بارتكاب القتل العمد كجريمة ضد الإنسانية.
وما بين يوليو 1979، تاريخ وصوله إلى الحكم، وديسمبر 2006، تاريخ إعدامه، طبعت مجموعة من الأحداث السياسية عهده، لتترك ندوبًا لا تُمحى في ذاكرة العراق والعراقيين.
*يوليو/ تموز 1979: أحداث قاعة الخُلد
عقد صدام حسين فور وصوله إلى قمة السلطة مؤتمرًا حزبيًا بعثيًا أعلن فيه تورّط دمشق بمؤامرة ضد حزب البعث العراقي.
وفيما عُرف بأحداث قاعة الخُلد، تمت تصفية عدد كبير من قيادات حزب البعث لاتهامهم بالتعامل مع حزب البعث السوري.
*سبتمبر/ أيلول 1980: حرب إيران
نشبت أشهر حروب القرن العشرين بين العراق وإيران في سبتمبر/ أيلول 1980. والحرب التي كانت قد سبقتها اشتباكات متقطعة بين القوات العراقية والإيرانية، أطلق عليها العراقيون اسم "قادسية صدام"، وسمّاها الإيرانيون "الدفاع المقدس".
استمرت الحرب 8 أعوام وخلّفت أكثر من مليون قتيل من الجانبين، وألحقت أضرارًا بالغة في اقتصادهما.
*يوليو/ تموز 1982: مجزرة الدجيل
تعرّض صدام حسين أثناء زيارة إلى مدينة الدجيل في 8 يوليو 1982 لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين.
اتهم النظام المُباد حينها حزب الدعوة الإسلامي المقرّب من إيران بالوقوف وراء العملية. وكانت حصيلة التحقيقات وما تلاها من أحكام قضائية إعدام 148 شخصًا صدرت الأحكام بحقهم من مجلس قيادة الثورة، التي كان يرأس محكمتها عواد البندر، فيما تم نفي بقية المعتقلين من النساء والرجال والأطفال إلى صحراء السماوة لأربع سنوات.
*مارس/ آذار 1988: هجوم حلبجة الكيماوي
مع اشتعال فتيل الحرب العراقية الإيرانية، قرّر الأكراد الاصطفاف إلى جانب إيران. وقبيل انتهائها، تعرّضت مدينة حلبجة الكردية لهجمات بالسلاح الكيماوي ذهب ضحيتها من 3200 إلى 5000 شخص، وأطلق صدام حسين على العملية حملة "الأنفال".
*أغسطس/ آب 1990: اجتياح الكويت
اقتحم 20 ألف جندي من الجيش العراقي فجر 2 أغسطس 1990 الحدود مع الكويت من 4 محاور، بأمر من صدام حسين.
فأعاد ذلك اليوم رسم الخريطة في الشرق الأوسط، وفرضت الحرب قواعد جديدة ما زال أثرها ماثلًا حتى اليوم.
وعلى أثر احتلال العراق للكويت شُنت عملية "عاصفة الصحراء"، التي خاضها التحالف الدولي ضد العراق.
*أغسطس/ آب 1990: الحصار والعقوبات
بعد تحرير الكويت، فُرض حصار اقتصادي على العراق. والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ظل منذ العام 1991 يطالب بتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل والصواريخ بعيدة المدى ثمنًا للسلام.
رُفعت العقوبات عن العراق في مايو/ أيار 2003، عقب الغزو الأميركي للعراق، بموجب قرار اعتمده مجلس الأمن، منح الولايات المتحدة وحلفاءها سلطات واسعة مؤقتة لإدارة العراق.
*مارس/ آذار 1999: انتفاضة البصرة
أشعل اغتيال المرجع الديني السيد الشهيد محمد صادق الصدر وولديه برصاص مجهولين في 19 فبراير 1999، احتجاجات ضد النظام المُباد في عموم البصرة، أو ما عُرف بـ "انتفاضة البصرة".
وبعدما شنّ آلاف المحتجين المسلحين هجومًا على مسؤولين ومقرات حكومية في المدينة، أحكمت القوات العراقية سيطرتها عليها، ونفذت إعدامات واعتقالات بحق المشتبه بهم.
وبعد ذلك، وجدت عائلات الضحايا مقابر جماعية لإعدامات نُفذت بعد الانتفاضة قُدّر عددها بأكثر من 120.
*مارس/ آذار 2003: غزو العراق
خاضت الولايات المتحدة في 20 مارس 2003 آخر معاركها الكبرى في العقود الأخيرة، حيث شارك مئات الآلاف من جنود وضباط الجيش الأميركي مدعومين بقوات دولية بغزو العراق.
كانت مهمتهم جميعًا إسقاط النظام العراقي والحصول على أسلحة الدمار الشامل. وبينما تحققت الأولى دون عناء كبير، مر عام تلو آخر ولم يعثر أحد إلى اليوم على تلك الأسلحة.
وبعد مضي أعوام أعلن قادة الحرب الأميركية وبشكل واضح: "كنا مخطئين"، ولم تكن هناك أسلحة نووية في العراق.
*ديسمبر/ كانون الأول 2006: إعدام المقبور صدام
عقب احتلال الولايات المتحدة للعراق أُلقي القبض على المقبور صدام حسين. وكانت أولى جلسات المحاكمة العلنية عن مجزرة الدجيل.
صدر حكم الإعدام شنقًا حتى الموت بحقه لارتكابه القتل العمد باعتباره جريمة ضد الإنسانية. وأُعدم صباح الثلاثين من ديسمبر 2006.
*تفاصيل إعدام صدام وكم استغرت مدة شنقه
قبل 17 سنة، وفي الساعة 06:30 من صباح يوم 30 كانون الأول، شهد القاضي منير حداد في قاعة معتمة بمنطقة الكاظمية المقدسة على واحد من الأحداث الهامة التي وقعت خلال العقدين الأخيرين، وهو شنق المقبور صدام حسين، ويقول: "استغرقت عملية الإعدام بالكامل 35 دقيقة".
يوم (30 كانون الأول 2006) الذي وافق أول أيام عيد الأضحى، نُشر خبر إعدام صدام حسين شنقاً، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إلقاء القبض عليه.
كان منير حداد حينها رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ حكم الإعدام ونائباً لرئيس محكمة الاستئناف في المحكمة العراقية العليا للجرائم.
وعن عملية تنفيذ حكم الإعدام يقول حداد، إنها "استغرقت 35 دقيقة. امتنع عدد من القضاة عن التوقيع على تنفيذ حكم الإعدام فأرسل مجلس القضاء الأعلى من يمثله".
ويقول منير حداد: "تم نقل صدام حسين إلى سجن لغرض تنفيذ حكم الإعدام فيه. السجن المذكور، كان مقر مديرية الاستخبارات العسكرية في السابق، وكان نظام صدام حسين ينفذ فيه أحكام الإعدام بحق المناوئين له".
وبيّن حداد، إن المقبور صدام كان الشخصية السياسية الأولى التي جرى إعدامها في ذلك المكان بعد 2003، والشخص الرابع والستين الذي يجري إعدامه هناك فقد تم قبل ذلك إعدام 63 من أعضاء تنظيم القاعدة بتهمة الإرهاب في ذلك الموقع.
ويمضي منير حداد في رواية القصة ويقول: "كانت الساعة 10:00 من ليلة (29 كانون الأول) كنت أعرف أنه سيجري إعدام صدام. أُبلغت في الساعة 12:00 بالاستعداد للتوجه إلى موقع تنفيذ الإعدام. توجهنا إلى منزل نوري المالكي، رئيس الوزراء حينها، في المنطقة الخضراء وانتظرنا حتى الفجر ثم اتجهنا إلى موقع التنفيذ بواسطة مروحية".
يكشف محضر تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين عن حضور خمسة أشخاص، كانوا مكلفين بمهام وواجبات رسمية عند تنفيذ الحكم، كما يكشف عن توقيت التنفيذ ومدته.
المحضر الرسمي لتنفيذ حكم إعدام صدام حسين يروي تفاصيل العملية، كما يكشف عن هويات الخمسة الحاضرين عند التنفيذ والذين وضعوا تواقيعهم على المحضر، وهم إلى جانب منير حداد كل من: مدير السجن حسين الكرباسي، والمدعي العام منقذ آل فرعون، وممثل رئيس الوزراء العراقي طارق نجم عبدالله، وطبيب السجن مهدي عبدالجاسم.
وحسب المحضر، تم إعدام صدام حسين شنقاً في الساعة 06:10 من صباح يوم السبت (30 كانون الأول 2006)، ويشير المحضر في جانب آخر منه إلى أنه أُغلق بتوقيع كل الحاضرين بعد التأكد من موت صدام حسين.
وأوضح منير حداد، إنه "في وقت تنفيذ الإعدام كان عددنا 14 شخصاً بضمنهم الخمسة الموقعون على المحضر، وكانوا جميعاً من حزب الدعوة ومن مكتب المالكي".
*محاولة التمرد وتهريب صدام
القاضي حداد، قال أيضا، إنه بالرغم من أن القانون العراقي لا يجيز إعدام أي شخص يوم عيده وأنه عندما تصادف الحكم مع عيد الأضحى أوقف الحاكم المدني الأمريكي آنذاك، بول بريمر، عقوبة الإعدام لكن "نحن الذين أعددناها بسبب معلومات وصلتنا عن محاولة تهريبه".
وأكد، بحسب معلومات حصل عليها أن "الرئيس الليبي السابق معمر القذافي كان يسعى إلى رشوة الحراس الأمريكيين بمبالغ طائلة لتهريب صدام حسين".
وشدد على أنه بسبب هذه المعلومات صدر الحكم بالإعدام على صدام ورفاقه من دون علم المستشارين الأمريكيين، خاصة أنهم كانوا يماطلون وحاولوا إرجاء الحكم 14 يوما.
ولفت إلى أنه لو استطاع صدام حسين الهرب لكانت كارثة، خاصة أن له أتباعاً كثيرين.


