العراق يستأنف برامج الابتعاث.. آلاف الطلبة سيذهبون للدراسة في كبرى الجامعات العالمية.. إليك الاختصاصات المطلوبة
انفوبلس/ تقارير
بعد أن بلغت البعثات الدراسية في العراق أوجها في أعوام 2010 إلى 2014 انحسرت لاحقا إلى مجرد أعداد ضئيلة ونادرا ما تكون موجَّهة إلى جامعات الدول الصناعية المتقدمة، لكن وبعد سنوات طويلة من التوقف والانتظار يتحقق اليوم حلم آلاف الشباب العراقيين بنيل الشهادة العليا من الجامعات العالمية وذلك بعد قرار رئيس الوزراء بابتعاث 5 آلاف منهم إلى تلك الجامعات. فما هي تفاصيل برنامج الابتعاث الجديد الذي أعلن عنه مكتب السوداني اليوم ؟ وما هي الاختصاصات المطلوبة وشروطها؟.
*5 آلاف مبتعث إلى الجامعات العالمية
وبهذا الصدد، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، البدء بإجراءات إرسال 5000 مبتعث للجامعات العالمية الرصينة.
وذكر المكتب الإعلامي في بيان، أنه "تأكيدًا لدعم السوداني لقطاعي التربية والتعليم، وانسجامًا مع التوجيهات المستمرة في أهمية النهوض بواقع التعليم وتحقيق مستوى الرصانة المطلوبة، وتنفيذًا لما جاء في المبادرة التعليمية، بدأت اللجنة العليا لتطوير التعليم في مكتب رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بإجراءات إرسال 5000 مبتعث للحصول على شهادتي الدكتوراه والماجستير من الجامعات العالمية الرصينة".
وأشار البيان إلى، أن "الإعلان عن شروط برنامج الابتعاث سيتم على الموقع الإلكتروني الرسمي للّجنة، فيما سيتم فتح التقديم على البرنامج للمدة من 15 آب/أغسطس ولغاية 15 أيلول/سبتمبر 2023.
*استراتيجية لتطوير قطاع التربية والتعليم
وفي أيار/مايو الماضي، أعلن السوداني، إطلاق استراتيجية لتطوير قطاع التربية والتعليم، وفق "الخطة المعلنة التي تمتد حتى عام 2031". كما أشار البيان وقتها إلى توجه الحكومة لابتعاث 5000 طالب للدراسات العليا إلى خارج العراق في مختلف الاختصاصات والمجالات.
وبحسب السوداني، فإن "الاستراتيجية تسعى إلى رسم خارطة طريق لإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية، بما يتطابق مع المعايير الدولية، وترفع جودة وكفاءة نظامنا التربوي والتعليمي"، مبينا أنّ "الاستراتيجية رسمها خبراء في الوزارات والقطاعات المعنية، بالتعاون مع خبراء دوليين ومؤسسات ومنظمات دولية، في مقدمتها البنك الدولي واليونيسكو واليونيسيف، وسيستعيد نظامنا التربوي والتعليمي عافيته، بعد أن اهتزَّ ابتداءً من تسعينيات القرن الماضي".
*البرزنجي: شكرا لرئيس الوزراء
إلى ذلك، قال رئيس مركز ألوان للدراسات حيدر البرزنجي، إنه "بعد سنوات طويلة من التوقف والانتظار يتحقق اليوم حلم 5000 من الشباب العراقي لنيل الشهادة العليا من الجامعات العالمية وعلى حساب الحكومة العراقية".
وتابع البرزنجي، إن "هذا سيرفد ويعزز مؤسسات الدولة بالطاقات والقدرات والخبرات والدماء الجديدة"، مردفا، "شكراً لرئيس الوزراء على هكذا مبادرات مهمة وضرورية لبناء المستقبل".
*الإجراءات اللازمة للحصول على الابتعاث
بدورها، حددت اللجنة العليا لتطوير التعليم في العراق، أبرز الإجراءات اللازمة للحصول على الابتعاث.
وذكرت اللجنة، "للحصول على فرصة الابتعاث، يجب على الطلبة تقديم طلب رسمي إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. سيتم تقييم الطلبات بعناية وفقًا للشروط المحددة، عندما يتم اختيار الطلبة المرشحين، يتم تقديم التوجيهات اللازمة لهم للمتابعة في الجامعات المختارة".
وتابعت، "تشجع الوزارة الطلبة العراقيين على الاستعانة بالمصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة والحديثة حول الابتعاث والنفقة الخاصة. يمكن العثور على دليل الابتعاث والنفقة الخاصة على الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي".
*دراسات سابقة لبرنامج الابتعاث
في آذار الماضي، أعلن وزير التعليم العالي نعيم العبودي، عن دراسة لاستئناف برامج الابتعاث.
وقالت وزارة التعليم في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن “وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي استقبل السفيرة الأسترالية لدى العراق باولا غانلي، وبحثا مجالات التعاون العلمي والأكاديمي المشترك”.
وأكد العبودي خلال اللقاء على “أهمية تعضيد مجالات التعاون والتنسيق بين الجامعات العراقية ونظيراتها الأسترالية ولاسيما ما يتعلق بالبحث العلمي في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والمياه والتخصصات التي ترتبط ارتباطا مباشرا بأهداف التنمية المستدامة”.
ودعا وزير التعليم إلى “تطوير البرامج الأكاديمية المشتركة بين البلدين”، لافتا الى “توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى دراسة استئناف برامج الابتعاث بالتزامن مع إطلاق مشروع ومبادرة (أدرس في العراق)”.
وشدد على “أهمية الإفادة من الخبرات العلمية العالمية في مؤسسات التعليم العالي وتبادل الزيارات العلمية والمنح والزمالات الدراسية والإشراف المشترك”، لافتا في الوقت نفسه الى “استعداد الوزارة لاستقبال طلبات تأسيس فروع الجامعات العالمية الرصينة في العراق”.
من جهتها أشادت السفيرة الأسترالية “بالمؤشرات الإيجابية المتحققة والقرارات المتخذة خلال المرحلة الحالية من عمر الوزارة والمضي باتجاه التطوير والتحديث على مستوى بيئة الطالب والأستاذ والمناهج”، مشيرة الى “استعداد جامعات بلادها الى التعاون الثنائي مع الجامعات العراقية على صعيد برامج التوأمة ومذكرات التفاهم وتبادل الطلبة”.
*أهمية الابتعاث
يقول أكاديميون ومتابعون للشأن المحلي، إن الحكومات السابقة لم تعي أهمية الدراسة في الدول الصناعية المتقدمة ولا إلى تأثير خرّيجي هذه الدول على التعليم والاقتصاد الوطني والتنمية البشرية.
ويكملون، "لو زرتَ الصين اليوم لوجدتَ أن معظم قياداتها الاكاديمية والعلمية هي من حملة الشهادات من جامعات الدول الغربية. فبالرغم من المزايا الفريدة التي يوفرها الابتعاث وعلى عكس سياسات بلدان كثيرة منها الصين والهند وبلدان جنوب شرق آسيا والخليج العربي انتهجت الحكومات السابقة نهجا سلبيا أمام الابتعاث مما يؤكد لنا عدم حرصها على إعداد الموارد البشرية وتأهيلها بشكل فاعل لتلعب دورها في نهضة العراق الاكاديمية والتربوية والاقتصادية، ولكي تتبوأ جامعاتنا مراكز عالية بين الجامعات والمؤسسات التربوية العالمية".
ويتابعون، "بدون سياسة جادة تتضمن ابتعاث عشرات الألوف من الطلبة ومن الجنسين خصوصا من الأطباء والمهندسين والزراعيين والاقتصاديين والإداريين والتربويين واللغويين فإن العراق سيبقى يرزح تحت وطأة التخلف وستستمر المعاناة من الحصار الذاتي وضعف الكفاءات العلمية والثقافة العالمية والأخلاقيات الأكاديمية".
من جانب آخر وتزامناً مع استئناف برنامج الابتعاث، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عن منحة لدراسة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة "أبيرتاي" البريطانية.
وذكرت الوزارة في بيان، أنها "تعلن توفر منحة دراسية للحصول على شهادة الدكتوراه في اختصاص (الذكاء الاصطناعي) مقدمة من جامعة "أبيرتاي" البريطانية".
وأضافت، أن دائرة البعثات والعلاقات الثقافية حددت آخر موعد للتقديم هو 2023/8/6 "، مردفةً، "يمكن للطلبة ممن تنطبق عليهم الشروط والضوابط المذكورة في نظام رقم (3) لسنة 2018 الاطلاع على المتطلبات التقديم والقبول".
