الغانمي وتُهم الفساد.. سخط واسع حيال أسلوب التعامل مع أحد أبطال التحرير

انفوبلس/ تقارير
أثار إعلان هيئة النزاهة الاتحادية، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والمتضمن صدور أمر استقدام بحق وزير الداخلية السابق عثمان الغانمي، على خلفية ارتكابه عمداً ما يخالف واجبات وظيفته لتحقيق المنفعة الشخصية على حساب الدولة، أثار سخط العديد من العراقيين لاسيما الذين عاصروا الغانمي إبان حرب التحرير وشهدوا على دوره في المعارك التي خاضها ضد عصابات داعش الإرهابية.
*من هو الغانمي؟
الفريق أول ركن عثمان الغانمي ضابط عراقي في القوات المسلحة العراقية و شغل منصب وزير الداخلية العراقية للفترة بين 7 مايو 2020 إلى 27 أكتوبر 2022، و كان يشغل قبل أن يصبح وزيرا للداخلية منصب قائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي، ثم عُيّن قائدا لعمليات الفرات الأوسط. وفي 2014 عُيّن نائباً لرئيس أركان الجيش العراقي وبعد فترة وجيزة أصبح رئيسا لأركان الجيش العراقي. حاصل على وسام الاستحقاق العالي من الولايات المُتحدة الأمريكية، ووصل إلى بريطانيا ليحلّ كضيف شرف الاستعراض العسكري الملكي. صوّت مجلس النواب العراقي في 7 مايو 2020 ليكون وزيراً للداخلية في الحكومة السابقة.
-
الغانمي وتُهم الفساد.. سخط واسع حيال أسلوب التعامل مع أحد أبطال التحرير
أسهم الغانمي خلال فترة تسلّمه رئاسة أركان الجيش عام 2015 ببناء الجيش وفق أُسس مهنية خصوصاً بعد انهيار وسيطرةعصابات داعش على أكثر من 45 في المئة من مساحة الأراضي العراقية.
كما كان له دور فعّال ومؤثّر في حلحلة الأزمة مع إقليم كردستان ونزع فتيل الاصطدام المسلّح من خلال التفاوض المباشر ومهنيته في ذلك.
*سخط شعبي واسع
لاقت الاتهامات التي وجِّهت للغانمي بالفساد سخطاً كبيراً، حيث ربط مدوّنون هذه الاتهامات وطريقة التعامل مع شخص يُعتبر أحد أبطال تحرير العراق من دَنَس داعش، بدور الغانمي في كشف الفساد وملاحقة المتورطين به، لاسيما بعد تمكن الأخير من القبض على حوت سرقة القرن المعروف بنور زهير.
سيبقى فضل الغانمي راسخاً على العراق والعراقيين والحفاظ على وحدة وأمن العراق وإعادة تشكيل المؤسسة العسكرية، هذا ما يؤكده الخبير في الشؤون السياسية سمير عبيد.
ويقول عبيد، إن المرجعية ومكتب السيد السيستاتي يشهدون للغانمي ببطولاته ونزاهته، ولن يُمسح تاريخه بشائعات السياسيين الفاسدين الذين رفض فسادهم في وزارة الداخلية ويريدون الانتقام الآن، حسب قوله.
*الغانمي ونور زهير
نائب سابق أكد، أن استقدام شخصية عسكرية كبيرة قاتلت الإرهاب ولها بصمة واضحة في تاريخ المؤسسة العسكرية العراقية أمر يبدو مستغربا، في وقت يُطلق سراح السُّراق الكبار، ومنهم نور زهير. فالوزير السابق للداخلية هو الذي اعتقل نور زهير وأنزله من الطائرة وأودعه السجن.
-
الغانمي وتُهم الفساد.. سخط واسع حيال أسلوب التعامل مع أحد أبطال التحرير
وفق مدوّنون، فإن سبب التعامل بهذه الطريقة مع الغانمي كونه اعتقل حوت سرقة القرن نور زهير وإيداعه السجن.
*دور الغانمي بعمليات التحرير
لعب الغانمي دوراً بارزاً في عمليات التحرير لاسيما تحرير الموصل، ففي 14مايو 2017، أكد الغانمي الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الجيش، على أن تحرير كامل مدينة الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية من عصابات داعش الإرهابية، سيكون قبل دخول شهر رمضان.
-
الغانمي وتُهم الفساد.. سخط واسع حيال أسلوب التعامل مع أحد أبطال التحرير
جاء ذلك في مقابلة للغانمي مع cnn حيث قال آنذاك: "سننتصر قبل شهر رمضان بحول الله وسنحرّر الموصل وأهالي الموصل من تنظيم داعش".
*الغانمي وقادة النصر
بعد إسهامه في تحرير أراضي العراق من دَنَس الإرهاب، أكد الغانمي أن الجيش العراقي سيبقى حاميا للدستور العراقي وداعما للعملية السياسية والديمقراطية في العراق، فيما أشار إلى أن القادة الشهداء كان لهم الدور الفاعل والمؤثّر في النصر على داعش الإرهابي.
وقال الغانمي في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني أُقيم في عام 2020 بمناسبة مرور 40 يوما على استشهاد القادة الشهداء أبو مهدس المهندس وقاسم سليماني، حيث قال: إن "الشهيد المهندس كان مثالا للجندي العراقي الأصيل والمطيع بكل معنى الرجولة والتضحية". مبينا، إنه "قاتلنا سوية ودمجنا ساعات الليل والنهار وكان شعارنا الأول تحرير الإنسان والأرض".
-
الغانمي وتُهم الفساد.. سخط واسع حيال أسلوب التعامل مع أحد أبطال التحرير
وأضاف الغانمي: إنه "كان للقادة الشهداء دور مؤثر في زفّ بشرى النصر على تنظيم داعش الإرهابي". لافتا إلى، أنه "لولا تضحياتهم لما بقي العراق سالما ولما عاد للصف العربي والدولي".
*الغانمي والقبض على زهير
في 24 تشرين الأول من عام 2022 أعلن الغانمي الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، أن قوة خاصة من أبطال وزارة الداخلية ألقت القبض على المتهم الأول في جريمة صرف أموال الأمانات الضريبية (نور زهير جاسم) في مطار بغداد الدولي أثناء محاولته المغادرة خارج البلاد بطائرة خاصة.
وقال الغانمي، في بيان إن العراق أمانة في أعناقنا ولن نسمح بسرقة أمواله أو التهاون في أي شيء يمسّ أمنه، مقدِّماً شكره لجهود القضاء العراقي العادل الذي أصدر الموافقات اللازمة لإنجاز هذه المهمة.
*مدوّنون.. الغانمي يدفع الثمن
بعد قرار النزاهة باستقدام الغانمي وتوجيه تُهم له تتعلق بالفساد، أثارت مُعاملة مَن تم وصفه بأحد أبطال العراق سخط العديد من المدوّنين، عادّين طريقة التعامل مع هذه الشخصية بالمُجحفة.
مدونون أكدوا أن قُرب الغانمي من القوى الشيعية ومحبّته لقادة النصر ومساهمته في تحرير العراق ومرافقته القادة الشهداء، فضلا عن ملاحقته للفاسدين جعلوه يدفع ثمن ما قام به، حتى باتت تتم معاملته بهذه الطريقة.
*الغانمي يوضّح
ردّ وزير الداخلية السابق عثمان الغانمي، على قرار النزاهة باستقدامه، وأكد أن قطعة الأرض تم شراؤها وفقا للقانون.
وقال الغانمي، إن “الموضوع يخصّ بيت قائد الفرقة العسكرية سابقاً في الديوانية والذي تم إنشاؤه ببداية الثمانينيات، وبعد سقوط النظام وتسنّمي قيادة الفرقة الثامنة تم شراؤه بالمزايدة العلنية وفق الإجراءات القانونية وهو ضمن منطقة سكنية والأرض المحيطة به تبلغ مساحتها 48 دونما مخصّصة لوزارة المالية، وللضرورات الأمنية ولعدم وجود منفذ رئيسي للدار أعلاه في حينها على الشارع العام (نجف- ديوانية)”.
وأضاف، إنه “تم تقديم طلب أصولي لشراء المساحة الواقعة بينه وبين الشارع العام وتم تأييد ذلك بمحضر مشترك من الجهات الفنية علماً أن القطعة المحيطة بالبيت تم إعطاؤها للاستثمار بعد تغيير التصميم الأساسي لها وتم طرح الموضوع بإحدى جلسات مجلس الوزراء واستحصل قرار بذلك”.
وتابع، إنه “لم يتم التمليك حتى الآن حيث تم الفرز والتثمين من قبل لجنة بأسعار عالية جداً ولا تزال المعاملة في وزارة المالية”.