edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. المدارس الكرفانية في الأنبار.. حل مؤقت تحوّل إلى واقع دائم ومستقبل معلّق بين الحرّ والبرد

المدارس الكرفانية في الأنبار.. حل مؤقت تحوّل إلى واقع دائم ومستقبل معلّق بين الحرّ والبرد

  • اليوم
المدارس الكرفانية في الأنبار.. حل مؤقت تحوّل إلى واقع دائم ومستقبل معلّق بين الحرّ والبرد

انفوبلس/ تقرير

لم تكن "المدارس الكرفانية" في العراق مشروعًا تربويًا طويل الأمد، بل وُلدت كحلٍّ إسعافي مؤقت في زمن الحرب والانهيار، لتصبح اليوم واقعًا مزمنًا يفرض نفسه على آلاف الطلبة في محافظة الأنبار. هذه المدارس، المصنوعة من هياكل حديدية ومواد عازلة، والتي تُعرف أيضًا بالبناء الجاهز المؤقت، كان يُفترض أن تكون جسرًا عابرًا نحو مدارس نظامية حديثة، لكنها تحوّلت مع مرور السنوات إلى عنوان لأزمة تعليمية مستمرة.

في الأنبار، لم يعد هذا الملف مجرد قضية خدمات، بل بات “جرحًا مفتوحًا” في جسد العملية التربوية، يهدد مستقبل جيل كامل نشأ بين الجدران المعدنية والأسقف المتآكلة.

بيئة لا تصلح للتعلّم

تحت أسقف تُسرّب مياه الأمطار شتاءً، ووسط جدران حديدية لا تقاوم لهيب الصيف، يقضي آلاف التلاميذ أيامهم الدراسية. غالبية هذه الصفوف تعاني من ضعف التهوية، وغياب الأبواب والنوافذ، ما يحوّل القاعات إلى صناديق مغلقة في الصيف، وبرك رطوبة في الشتاء.

هذه الظروف القاسية دفعت الكثير من أولياء الأمور إلى وصف الملف بـ"وصمة عار"، مطالبين بتدخل فوري لإنهاء هذا الواقع. حسين عايد، ولي أمر أحد التلاميذ، عبّر عن غضبه قائلًا: "إلى متى تبقى مدارس الأنبار بهذا الشكل؟ المفروض أن تُشيد مدارس نظامية متعددة الطوابق". ويضيف بمرارة: "هذه ليست بيئة تعليمية.. تعالوا وشاهدوا بأنفسكم، هل يُعقل أن يدرس أبناؤنا في هذه الظروف؟".

المعاناة ذاتها ينقلها التلميذ أحمد منير، الذي يختصر مشهد يومه الدراسي بعبارات مؤلمة: "مدرستنا لا تصلح للدراسة، لا توجد نوافذ، والسقف يقطر علينا ماء المطر". ويتابع بلهجة تملؤها الحسرة: "نحن نرفض هذا الواقع، كيف لنا أن نتعلم ونحن في كرفانات؟".

هذه الشهادات تعكس واقعًا يوميًا يعيشه آلاف الطلبة، حيث يتحوّل التعليم من حق أساسي إلى معركة يومية للبقاء وسط ظروف غير إنسانية.

من جانبه، حذر المرشد التربوي د. جمال ذويب من التداعيات النفسية والتعليمية لاستمرار هذه الظاهرة. وأوضح ذويب أن "المدارس الكرفانية أُنشئت كحل طارئ لأشهر أو لعام واحد فقط، لكن استمرارها لسنوات يتناقض جذرياً مع العملية التربوية".

وأضاف: "من المعيب أن العراق، الذي علّم العالم الكتابة قبل سبعة آلاف عام، لا يزال يعتمد في القرن الحادي والعشرين على الكرفانات لتعليم أبنائه"، مطالباً بتدخل حكومي عاجل لإنهاء هذه الحقبة.

تعود جذور الأزمة إلى حقبة الحرب ضد تنظيم "داعش" الارهابي، التي تسببت بتدمير نسبة كبيرة من الأبنية المدرسية، مما دفع الجهات المحلية لاعتماد الهياكل الجاهزة كبديل سريع. إلا أن تأخر مشاريع إعادة الإعمار وشح التخصيصات المالية والفساد حوّل هذا البديل المؤقت إلى واقع دائم، مما تسبب -بحسب مراقبين- في تراجع جودة التعليم وزيادة نسب التسرب المدرسي.

دوام مزدوج ومعاناة مضاعفة

لا تقف المشكلة عند رداءة الأبنية فقط، بل تمتد إلى نظام الدوام المزدوج الذي تعاني منه غالبية هذه المدارس. أحد المواطنين عبّر عن استيائه قائلًا: "لا تزال هناك مدارس كرفانية في محافظة الأنبار بصورة عامة، وهذه المدارس عبارة عن دوام مزدوج. نطالب بأن تكون هناك مدارس حضارية والإسراع في إنجاز ما تبقى من المدارس حتى يداوم الطالب في صف نموذجي". وأضاف أن الظروف داخل الكرفانات صعبة للغاية من حيث درجات الحرارة وانتشار الأمراض، مجددًا مطالبته بضرورة الإسراع في بناء مدارس نموذجية.

من جانبها، أقرت مديرية تربية الأنبار بالوضع الحالي، مؤكدة أنها خطة مؤقتة تم وضعها بعد عودة النازحين. وصرح مسؤول في المديرية قائلاً: "بالنسبة للمدارس الكرفانية، هي خطة مؤقتة أُعدت بعد العودة من النزوح، لأن هناك مدارس كانت مهدمة وغير صالحة للعمل". 

وأشار المسؤول إلى وجود مشاريع قائمة من قبل الوزارة لبناء وترميم المدارس، ووعد بأن هذا الملف "سيكتمل بالكامل على نهاية هذا العام إن شاء الله". لكن الواقع على الأرض لا يزال يُظهر فجوة كبيرة بين الوعود والتنفيذ.

الأرقام الصادمة: أزمة وطنية لا محلية

الأزمة لا تقتصر على الأنبار وحدها. لجنة التربية البرلمانية أكدت أن العراق بحاجة إلى أكثر من 15 ألف مدرسة جديدة للتخلص من ظاهرة المدارس الكرفانية.

وقال عضو اللجنة سالم العنبكي، إن "العراق يعاني من نقص حاد في الأبنية المدرسية، والبلاد بحاجة إلى أكثر من 15 ألف مدرسة جديدة لسد الفجوة الحالية، خاصة وإن المدارس الكرفانية لا تزال تشكل حلاً مؤقتاً لمشكلة الاكتظاظ الطلابي، إلا أن استمرار استخدامها يشكل تحدياً كبيراً للمنظومة التعليمية في العراق".

وبين العنبكي أن "عدد المدارس الكرفانية في العراق يقدر بحوالي ألف مدرسة، وتعمل وزارة التربية على استبدالها تدريجيا بمبان ثابتة وحديثة ضمن مشاريع جديدة، والمدارس الكرفانية تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة العامة، وتؤثر سلباً على صحة الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى تأثيرها على مستوى التحصيل الدراسي".

وأضاف أن "لجنة التربية البرلمانية تتابع باهتمام مشاريع بناء المدارس الجديدة، وتحث وزارة التربية على تسريع وتيرة العمل لإنهاء أزمة المدارس الكرفانية، والوزارة تعمل على تنفيذ مشاريع جديدة تشمل الأراضي التي تم اختيارها بالقرب من المواقع التي تضم مدارس كرفانية، مما يعزز من خطة الوزارة لاستبدال هذه المدارس بمبان ثابتة وحديثة".

وختم عضو لجنة التربية البرلمانية بالقول إن "القضاء على المدارس الكرفانية يتطلب جهوداً مشتركة بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانيات كافية لتنفيذ المشاريع المطلوبة، ولجنة التربية ستواصل الضغط على الجهات المعنية لضمان تنفيذ هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن".

أما الباحث الاجتماعي محمد الفخري قدم قراءة أعمق للمشكلة، معتبرًا أن المدارس الكرفانية هي نتيجة مباشرة لأزمة أكبر تتعلق بنقص المدارس الحكومية. 

بين الباحث الفخري أن "هذا النوع من المدارس هو جزء من حلول مؤقتة لتجاوز أزمة مهمة وحيوية اسمها نقص المدارس الحكومية". وأضاف أن "الانفجار السكاني العمراني غير المنضبط، والمشاريع الوهمية التي تسببت بعدم الشروع بإنجاز الإعداد المطلوبة من المباني بسبب استشراء الفساد والهدر والمغالاة في سعر إنشاء الأبنية المدرسية، جميعها عناصر أجبرتنا على التوجه إلى الحل البديل المطروح حالياً وهو المدارس الكرفانية".

وذكر الفخري أن "عدداً من المدارس أنشئت عبر تبرعات فردية أو من قبل مؤسسات وأحياناً مناطقية مشتركة"، معتبراً أن "الحل الوحيد هو تضافر جهود المتخصصين بهذا الملف، مع الجهات ذات العلاقة كالمؤسسات والمنظمات والهيئات والشخصيات الرسمية، وغيرها".

بين الوعود والواقع.. مستقبل معلّق

رغم التصريحات الرسمية المتفائلة، لا يزال مشهد الأطفال وهم يتجهون نحو صفوف حديدية خانقة حاضرًا بقوة في الأنبار. في عام 2025، لا تزال "المدارس الكرفانية" جزءًا من المشهد اليومي، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول جدّية الخطط الحكومية ووتيرة تنفيذها.

الهوة بين الواقع والوعود تتسع، والطالب يبقى الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.

وفي المحصلة، فإن المدارس الكرفانية في الأنبار لم تعد مجرد صفوف مؤقتة، بل أصبحت رمزًا لأزمة أعمق في التخطيط والإدارة والتمويل. وبين حرارة الصيف وبرد الشتاء، يقف آلاف الأطفال في صفوف من الصفيح، يحلمون بصف حقيقي، وبنافذة، وبمقعد لا ينهار تحت أجسادهم الصغيرة.

الصوت اليوم واحد بين الأهالي والكوادر التربوية: "مدارس نظامية تحفظ كرامة التلميذ وتعيد للأنبار مكانتها العلمية". وحتى يتحقق ذلك، ستبقى هذه القصة مفتوحة.. جرحًا تربويًا ينتظر من يداويه بالفعل لا بالشعارات.

أخبار مشابهة

جميع
أكبر مفارقات العراق: حكومة تبحث عن الإعمار بلا سيولة ومقاولون يبنون المشاريع من جيوبهم.. أين تبخرت الترليونات؟

أكبر مفارقات العراق: حكومة تبحث عن الإعمار بلا سيولة ومقاولون يبنون المشاريع من...

  • 7 كانون الأول
الاعتماد على الآبار يفاقم أزمة المياه ويهدد الأمن الصحي والبيئي في العراق

الاعتماد على الآبار يفاقم أزمة المياه ويهدد الأمن الصحي والبيئي في العراق

  • 6 كانون الأول
من 2014 حتى اليوم.. مخيم بزيبز يفضح فشل الخطط المحلية في الأنبار وشهادات جديدة تضعه أمام كارثة إنسانية

من 2014 حتى اليوم.. مخيم بزيبز يفضح فشل الخطط المحلية في الأنبار وشهادات جديدة تضعه...

  • 6 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة