الموت يُغيّب الدكتور حامد اللامي.. ماذا تعرف عمّن اشتهر بعلاج المصابين بكورونا في العراق؟
انفوبلس/ تقرير
غيّب الموت، اليوم الثلاثاء 18 شباط/ فبراير 2025، الدكتور العراقي حامد اللامي، اختصاصي الجراحة المشهور بمحاربة فايروس كورونا والذي لاقى شُهرة "واسعة" عبر التواصل الاجتماعي في العراق والعالم العربي حينها بسبب رفضه اللقاحات المعتمدة في العاصمة بغداد، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الذاتية وأبرز محطات حياته.
انتشرت جائحة فيروس كورونا في العراق، ابتداءً من 24 شباط 2020 في محافظة النجف، عندما فُحصت عيّنة من طالب دين إيراني الجنسية وكانت النتيجة إيجابية لإصابته بمرض فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع (2 (SARS-CoV-.
*نعي الدكتور حامد اللامي
ونعت عائلة وقبيلة اللامي في محافظة البصرة، الطبيب الراحل، وموعد تشييع جثمانه واستقبال المعزين يوم غدٍ الأربعاء، في مدينة بغداد التي كان يعيش ويعمل فيها.
لقد أثار خبر وفاته ردود فعل متباينة، حيث عبّر العديد من متابعيه عن حزنهم لفقدان شخصية طبية بارزة في العراق، بينما عبّر آخرون عن تحفظاتهم بسبب مواقفه المثيرة للجدل. وبحسب مراقبين تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، فإن رحيل الدكتور حامد اللامي يشكل خسارة للمجتمع الطبي العراقي ولعالم الطب بشكل عام، مؤكدين أنه "رغم الجدل الكبير الذي أثارته مواقفه الطبية، فإنه لا يمكن إنكار الدور الذي قام به في وقت عصيب على مستوى البلاد. قد يظل إرثه الطبي موضع جدل ولكن على الأرجح سيبقى أحد الأسماء البارزة في ذاكرة جائحة كورونا في العراق".
ورغم أن الطبيب الراحل ضيف دائم في وسائل الإعلام ومحطات التلفزة العراقية، إلا أن شهرته الأكبر جاءت مع انتشار جائحة كورونا مطلع العام 2020، حيث رفض اللامي بشكل علني، عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بروتوكولات العلاج واللقاح التي أقرّتها وزارة الصحة العراقية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
من هو حامد اللامي؟
يشتهر الطبيب العراقي حامد اللامي كأحد أبرز الشخصيات الطبية المثيرة للجدل في العراق والعالم العربي، وذلك بسبب موقفه "الشرس" ضد لقاحات كوفيد 19 ودوره في محاربة الإجراءات الحكومية المعتمدة في التعامل مع جائحة كورونا.
سطع اسم اللامي في وسائل الإعلام في فترة انتشار الوباء، حيث أصبح معروفًا بتقديمه طروحات مثيرة للجدل حول الفيروس وطرق علاجه. رغم أن مواقفه جلبت له معارضة شديدة من قبل السلطات الطبية والدولية، إلا أنه استمر في التأكيد على أفكاره بشأن علاج كورونا واللقاحات. وفي هذا التقرير، نستعرض قصة حامد اللامي، من هو، وما الذي جعل منه شخصية مثيرة للجدل في العراق.
*حياته المهنية
حامد اللامي هو طبيب جرّاح من البصرة في جنوب العراق، ينحدر من قبيلة بني لام. على الرغم من أنه حظي بسُمعة جيدة في مجال الطب والجراحة في البداية، إلا أن شهرته الكبرى بدأت عندما ارتبط اسمه بمواقف مثيرة للجدل، خاصة خلال جائحة كورونا. عمل اللامي في العديد من المستشفيات الخاصة والعامة في العراق، وكان له حضور إعلامي كبير في وسائل الإعلام المحلية، حيث كان يظهر بشكل دوري لتقديم نصائح طبية وعلاجية للمواطنين.
عام 2020، ومع انتشار جائحة كورونا في العراق والعالم، بدأ حامد اللامي في نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شكّك في أصل الفيروس وأكد أنه "فيروس مصنوع"، لا أنه قد تطور بشكل طبيعي كما يدَّعي العلماء في مختلف أنحاء العالم. كان اللامي يروّج لفكرة أن الفيروس تم تصنيعه لأغراض سياسية واقتصادية، وأن ما يحدث في العالم ما هو إلا جزء من خطة للسيطرة على العالم بأسره.
وعلاوة على ذلك، قدّم اللامي نفسه كأحد الأطباء الذين يمكنهم معالجة الفيروس دون الحاجة إلى الأدوية الكيميائية أو اللقاحات التي بدأت تتوفر في السوق. وقد استخدم في فيديوهاته أساليب علاجية بديلة، مثل الخلطات العشبية والعقاقير التي كان يعدها بنفسه، مؤكدًا أنها أكثر أمانًا وفعالية من اللقاحات التي كانت توصي بها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية.
وساهم في علاج العديد من المصابين بالفيروس في بغداد، حيث كان يمتلك عيادة كبيرة يُشرف عليها. وكانت له مواقف قوية حيال بروتوكولات العلاج واللقاح الخاصة بكورونا، ما جعله شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الصحية.
أثارت مواقف حامد اللامي ضد اللقاحات موجة من الانتقادات في العراق والعالم العربي. وفي وقت كان العالم يتجه نحو تلقي اللقاحات كأحد الحلول لإنهاء جائحة كورونا، تمسّك اللامي برؤيته الخاصة ورفض التطعيمات التي بدأت تصل إلى العراق في أواخر 2020 وأوائل 2021. وتسبب هذا الموقف في حدوث خلافات كبيرة بينه وبين السلطات الصحية ونقابة الأطباء، حيث تم فصله من النقابة ومنعه من ممارسة مهنة الطب نتيجة لمواقفه المتشددة ضد اللقاحات.
نتيجة لمواقفه المعلنة ضد اللقاحات ورفضه التام للسياسات المتبعة من قبل السلطات الصحية، تم شطب اسم حامد اللامي من سجلات نقابة الأطباء في العراق. وفرضت عليه الحكومة عقوبات "صارمة"، تمثلت في منعه من ممارسة مهنة الطب، ما أدى إلى تدهور سمعة اللامي الطبية بشكل كبير، على الرغم من أن البعض كان يرى أنه كان يحاول حماية صحة المواطنين وفقًا لرؤيته الخاصة.
في مايو 2021، تم اعتقال الدكتور حامد اللامي من عيادته في العاصمة بغداد بعد أن قررت نقابة الأطباء إيقافه عن مزاولة المهنة بسبب آرائه المثيرة للجدل حول اللقاحات. وقد أسفر هذا عن صدمة في الوسط الطبي والعراقي بشكل عام.
في 2024، وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن قرار إعادة حامد اللامي إلى مهنة الطب، بعد أن تم فصله من النقابة لعدة سنوات. جاء هذا القرار بعد ضغط كبير من جانب بعض وسائل الإعلام ومجموعات من الجمهور الذين اعتبروا أن اللامي قد خدم المجتمع في وقت من الأوقات وأنه يجب أن يُسمح له بالعودة إلى عمله الطبي.
كما في عام 2023، أصدر اللامي كتابه "قصتي مع كورونا"، الذي كان بمثابة محاولة لشرح موقفه الشخصي تجاه فيروس كورونا ولقاحاته. في الكتاب، أكد أن الفيروس مُصنّع وأنه استطاع علاج المرض باستخدام طرق علاجية مختلفة غير معترف بها من قبل المنظمات الصحية العالمية. وأثار الكتاب الكثير من الجدل، حيث وجد فيه البعض دليلًا على الجوانب السلبية التي تسببت في تراجع الثقة في السلطات الصحية، بينما اعتبر آخرون أن الكتاب يُعتبر خروجًا عن التقاليد الطبية.
وعلى الرغم من انتقاداته اللاذعة ضد اللقاحات والإجراءات الرسمية المتعلقة بكورونا، إلا أن حامد اللامي حظي بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان لديه جمهور واسع من المتابعين الذين اعتبروا مواقفه صادقة ويعمل من أجل مصلحة الشعب. وكانت مقاطع الفيديو الخاصة به تحصد ملايين المشاهدات، ما جعله من الشخصيات التي تثير الكثير من النقاشات في الساحة العراقية والعربية.
وتوفي الدكتور حامد اللامي اليوم الثلاثاء في العاصمة بغداد، ما ترك فراغًا كبيرًا في المجال الطبي في العراق، إذ كان يُعتبر شخصية مثيرة للجدل في مجاله، سواء من حيث مواقفه الطبية أو الإعلامية. نعت عائلته وقبيلته في البصرة وفاته، وأُعلن عن موعد تشييع جثمانه في بغداد يوم الأربعاء.
وفي الخاتمة، فإن حامد اللامي، هو شخصية طبية أثارت الجدل في العراق والعالم العربي، حيث كان يشكل تحديًا حقيقيًا للمفاهيم الطبية السائدة. من خلال رفضه اللقاحات وتقديمه بدائل علاجية لم توافق عليها الجهات الصحية، أصبح محط أنظار الجمهور والإعلام. ورغم الخلافات والتحديات التي مرّ بها، فإن مسيرته الطبية كانت مثيرة للجدل، ولها تأثير كبير في العراق خاصة وفي الشرق الأوسط عمومًا.
يذكر أنه خلال فترة كورونا في العراق تعطلت الحياة اليومية للعراقيين أجمع بعد إغلاق المطارات والمنافذ والمولات والأسواق التجارية ومنع كل التجمعات البشرية وفرض حظر التجوال الشامل.
واستمر العراق خلال فترة انتشار كورونا في تسجيل ارتفاع لعدد المصابين، الأمر الذي أربك وزارة الصحة التي تعاني من نقص في عدد المستشفيات والمختبرات والمعدات مع انتشار الفرق الطبية لفحص المصابين وحجرهم بما هو متوفر، ما أدى إلى إصابة العشرات من الكوادر الصحية بالفيروس وكذلك استعانت وزارة الصحة بمعرض بغداد الدولي والجوامع والقاعات الكبرى لاستيعاب مرضى كورونا آنذاك.
*إحصائيات فيروس كورونا في العراق:
-مجموع الإصابات: 2.465.545
-نسبة الإصابات: 6.01%
-مجموع الوفيات: 25.375
-نسبة الوفيات: 1.03%
-مجموع حالات الشفاء: 2.439.497
-نسبة الشفاء: 98.94%
-أجمالي الفحوصات: 19.455.451 (47.6% من أجمالي سكان العراق البالغ عددهم 41.042.701)
-الحالات المستبعدة: 17.078.906 (87.4% من إجمالي الفحوصات)
-الحالات المؤكدة 2,465,545 (12.6% من إجمالي الفحوصات)
*إحصائيات التلقيح ضد فيروس كورونا في العراق:
-مجموع الجرعات: 19.534.812
-الجرعة المدعمة: 272.585
-الجرعة الثانية: 7.938.409
-الجرعة الأولى: 11.323.818
كما جاء العراق في المرتبة الـ 39 عالمياً من حيث عدد الوفيات بفيروس كورونا، وذلك بحسب الشركة الألمانية "ستاتيستا" المختصة في الإحصائيات الدولية.




