بفضل مبدأ الثواب والعقاب.. تقدم ملحوظ بقطاع الصحة في العراق بعد أعوام من الفشل
انفوبلس..
بعد أعوام من الفشل في القطاع الصحي العراقي، بدأت في الآونة الأخيرة العديد من مؤشرات إصلاح هذا القطاع المهم والذي يمتلك اتصالا مباشراً بحياة المواطنين، حيث كانت الحادثة الأولى عندما زار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مستشفى الكاظمية واطلّع على واقعها البائس ووجّه بالبدء بحملة تأهيل المستشفيات، وكان آخرها تطبيق إجراءات عقابية في مستشفى اليرموك في العاصمة بغداد.
وكيل وزارة الصحة، خميس السعد، قرر، يوم أمس، نقل 21 طبيباً من مستشفى اليرموك وسط بغداد الى أطراف العاصمة.
وبعد معايشته بالمستشفى قرر إجراء نقل جماعي لأطباء اختصاص (21 طبيباً) وعدد من المنتسبين من المستشفى إلى أطراف بغداد.
وكان الوكيل الإداري بوزارة الصحة، خميس السعد، قد تولى قبل يومين إدارة مستشفى اليرموك التعليمي من موقع أدنى بتوجيه وزير الصحة صالح الحسناوي.
وواصل السعد متابعته اليومية لسير العمل والخدمات الصحية المقدَّمة للمرضى والمراجعين للمستشفى ولساعات متأخرة من الليل.
واقع مستشفى اليرموك
مصادر من داخل المستشفى كشفت أن الإجراء جاء بسبب الإهمال الطبي في المستشفى المذكورة، فضلا عن ورود عشرات الشكاوى من المراجعين كشفوا فيها سوء تعامل الملاكات الطبية مع المرضى ومرافقيهم بالإضافة إلى قيام بعض عناصر الكوادر الطبية باستغلال القوانين الموضوعة لحمايتهم من الاعتداء واستخدامها ضد كل من يعترض على تقصيرهم بواجباتهم.
وقبل نحو أسبوع، استضافت لجنة الصحة والبيئة النيابية مدير عام صحة الكرخ، ومدير مستشفى اليرموك التعليمي، لمناقشة تقرير زيارة نائب رئيس اللجنة الدكتور مقدام الجميلي للمستشفى.
وتم خلال الاستضافة مناقشة السلبيات الموجودة في مستشفى اليرموك وخاصة قسم الطوارئ، وكذلك عدم وجود أطباء الخفر، بالإضافة إلى مستوى النظافة والنقص الحاد في أدوية التخدير.
وتركّزت أسئلة السادة النواب واستفساراتهم حول مستوى الخدمات وعمليات تدوير النفايات الطبية، وقِدَم بناية المستشفى وإمكانية هدمها وبناء مستشفى حديث بالإضافة الى مواضيع أخرى مهمة.
وقد إجاب مدير عام دائرة صحة الكرخ بخصوص قسم الطوارئ إذا أكد أن الطوارئ الحالية غير نظامية وغير ملائمة لاستقبال الحالات الطارئة، كما تطرق إلى النقص الشديد في بعض أدوية التخدير وعدم إمكانية شرائها من الأسواق المحلية.
وفي عام 2016 تعرضت مستشفى اليرموك لحريق كبير أدى إلى مقتل 12 طفلاً حديث الولادة، ما أشعل موجة غضب شعبي كبير وكشف عن حجم التآكل في القطاع الصحي العراقي.
وخلال العام ذاته، ذكرت عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية النائب منال المسلماوي، أن الأموال الطائلة التي صُرفت على مستشفى اليرموك خلال الفترة الأخيرة، كانت تكفي لبناء أربع مستشفيات جديدة.
وأضافت المسلماوي، أنه "بالرغم من هذه الأموال، فإن مستشفى اليرموك ماتزال تعاني من واقع متردٍّ في الخدمات المقدَّمة للمواطنين"، متسائلة "أين ذهبت تلك الأموال التي كان من المقرر لها أن تطوّر مستشفى اليرموك؟".
السوداني ومستشفى الكاظمية
بتاريخ 13/11/2022 أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارة مفاجئة لمستشفى الكاظمية في بغداد للاطلاع على واقعها ومستوى سير العمل فيها.
ما وجده السوداني في المستشفى أثار غضبه بشدة، وانتشرت مقاطع فيديوية لتلك الزيارة لمواطن قال للسوادني "الله يوفقك"، فردّ عليه رئيس الوزراء: لا وفقني الله إن كانت الخدمات الطبية بهذا المستوى.
المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ذكر في بيان، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أجرى زيارة تفقدية مفاجئة لمستشفى الكاظمية التعليمي في بغداد، واطلع على ردهات المستشفى وواقع الخدمات المقدَّمة فيها ومستوى وفرة الأدوية والمستلزمات الطبية، كما التقى بالعاملين من الكوادر الطبية والخدمية، وتفقد عددا من المرضى الراقدين، واستمع إلى شكاوى المرضى والمراجعين بشأن الخدمات المقدمة".
تلك الزيارة ومقاطعها المنتشرة حرّكت المياه الراكدة منذ سنوات في هذا القطاع، وبدأت عمليات تأهيل لمستشفيات العراق، وخلال شهرين عاد السوداني وافتتح بنفسه مستشفى الكاظمية بعد إعادة تأهيله حيث أصبح على مستوى عالٍ من الجودة.
السوداني أكد خلال الافتتاح، جدّية الحكومة بكامل قدراتها على تقديم الخدمات للمواطنين في مختلف المجالات الصحية والاجتماعية والبلدية بما يلبّي متطلبات المنهاج الوزاري.
وأشار السوادني بحسب بيان لمكتبه الإعلامي إلى أن الزيارات الميدانية، سواء من قبله أم من قبل المسؤولين، يجب أن تقترن بتحقيق الفارق، وأن تلحقها متابعة دقيقة لتحقيق الغرض وتشخيص التعثر وإصلاح العملية الخدمية على كل المستويات وصولاً إلى تلبية طموحات المواطنين وحقوقهم الخدمية.
المباشرة بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب مثّل بارقة أمل للمواطنين الذين عانوا كثيرا من تراجع قطاع الصحة بالعراق واستهتار بعض منتسبيه بحياتهم واحتياجاتهم، كما لاقى استحساناً من قبل طيف واسع من الكوادر الطبية كونه يميّز المُجِد عن المُسيء ويمكن من خلاله الارتقاء بالواقع الطبي للوصول إلى مستوى يُليق بما يستحقه الشعب العراقي.
