edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. خرائط بغداد تضلّ الطريق: تشويش غامض يحوّل GPS إلى لعبة حظ ويضع حياة العراقيين واقتصادهم في دوامة...

خرائط بغداد تضلّ الطريق: تشويش غامض يحوّل GPS إلى لعبة حظ ويضع حياة العراقيين واقتصادهم في دوامة فوضى رقمية

  • 27 تشرين اول
خرائط بغداد تضلّ الطريق: تشويش غامض يحوّل GPS إلى لعبة حظ ويضع حياة العراقيين واقتصادهم في دوامة فوضى رقمية

انفوبلس/..

تشهد العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية منذ أكثر من أسبوع اضطرابات متصاعدة في نظام تحديد المواقع العالمي GPS، ما خلق حالة من الارتباك في حركة التنقل والتوصيل، وتسبب بتعطل التطبيقات الذكية على غرار “ويز” و”خرائط غوغل”، ليجد العراقيون أنفسهم فجأة في مواجهة واقع رقمي مرتبك لا يمكن الثقة فيه حتى لمعرفة الطريق إلى المنزل. هذا الخلل غير المسبوق، الذي يرجحه مختصون إلى إجراءات أمنية مرتبطة بمواجهة خطر الطائرات المسيّرة “الدرون”، بدأ يكبر ككرة ثلج، متجاوزاً حدود المزعج اليومي إلى أزمة تمس القطاعات الاقتصادية والخدمية وحتى الأمنية.

خرائط تتلاعب بالأعصاب

يسود الشعور بين العاملين في مجال التوصيل بأنهم عالقون في منطقة مجهولة جغرافياً وتقنياً. فالسائقون الذين اعتادوا على الاعتماد شبه الكامل على الأنظمة الذكية لإدارة وقتهم ومسارات عملهم، وجدوا الخرائط تتلاعب بأعصابهم قبل أن تتلاعب بخطوط السير. يعبّر أحد سائقي التوصيل في منطقة الكرادة عن معاناته قائلاً: “التطبيق يرسلني إلى شارع غير الشارع، والمطعم يصبح في عالم افتراضي. أحياناً اضطر للاتصال بالزبون عشر مرات حتى أصل إليه. الخسائر تتضاعف والزمن يتبخر على الطرقات”.

الحكاية لا تتوقف عند “ضياع الطلبية”. فكل دقيقة تأخير تعني وقوداً مهدوراً، وتكاليف إضافية، وتراجعاً في الأرباح، وضغطاً نفسياً على السائقين الذين يعمل أغلبهم بنظام القطعة. سائق آخر روى تجربته بلهجة ساخرة ممزوجة بالتعب: “اليوم الواحد نخسر أكثر من ساعة بسبب الأخطاء في الاتجاه. بالنسبة للتطبيق، كل بغداد صارت مثل لعبة المتاهة”.

شركات التوصيل الكبرى ليست بمنأى عن الضجيج الرقمي. الأنظمة التي تدير عملياتها تعتمد على تتبع مواقع السائقين لحساب السرعة والأوقات والكلف بشكل دقيق. وكل انحراف في الإشارة يعني خللاً في الحسابات، واضطراباً في جداول العمل، وفقداناً لثقة الزبائن الذين يراقبون الطلبية عبر شاشة هاتفهم منتظرين نقطة صغيرة تتحرك بثبات، فإذا بها تختفي أو تقفز من حيّ لآخر بشكل عبثي.

العودة للطرق التقليدية

لا يتوقف الأمر عند التطبيقات التجارية. مواطنون عاديون يشكون من أنهم أصبحوا “غرباء” في مدنهم، وكأن بغداد توسّعت فجأة بينما هم غافلون. فمنهم من قرر العودة إلى الطرق التقليدية: سؤال الناس في الشارع. وهنالك من اتخذ من “الضحك” سلاحاً في مواجهة الواقع، فوسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى مساحة لتبادل النكات والسخرية من الوضع، بين من يقول إنه وقع في نهر دجلة بسبب التطبيق الذي أصر أن الجسر ما زال موجوداً، وآخر يؤكد أنه كل يوم يجد نفسه بشارع حيفا وهو أصلاً في منطقة الدورة، في صور تختصر التحول المذهل من “مدن ذكية” إلى “مدن متخبطة”!

ما سبب التشويش؟

وسط هذه الصورة الساخرة، يبرز سؤال ثقيل: ما سبب التشويش؟ رغم غياب بيان رسمي واضح من قيادة العمليات المشتركة أو وزارة الاتصالات، تتداولت منصات عدة أن السلطات الأمنية فعّلت أنظمة تشويش لمنع الطائرات المسيّرة من التحليق خلال فترة حساسة تشهد انتخابات واستنفاراً أمنياً. الخبير التقني عثمان أحمد أكرم يشرح أن التشويش يتم ببث إشارات أكثر قوة مما يجعل المستقبلات الذكية تتلقى معلومات مشوشة، وأن “التزييف” قد يدفع الجهاز لحساب موقع غير حقيقي، ما يجعل الهاتف يظن أنه في مكان آخر تماماً. يشير أيضاً إلى أن التداخل الكهرومغناطيسي قد يلعب دوراً إضافياً في زيادة الضوضاء الرقمية.

هذا التشويش الذي يهدف في الأصل إلى حماية الأجواء من تهديدات أمنية محتملة، يخلق مفارقة مؤلمة: حماية السماء قد تنتج فوضى على الأرض. الدقة في ضبط هذا النوع من الإجراءات مسألة معقدة، فالمجال الترددي الذي يعمل عليه GPS واسع ومفتوح بطبيعته، ما يجعل التأثيرات الجانبية محتملة دائماً.

حتى داخل “المنطقة الخضراء” التي تعد أكثر مناطق بغداد تحصيناً وتشدداً في الإجراءات الأمنية، سجل مستخدمو التطبيقات توقفاً شبه كامل للخدمات. أما هواة الطائرات المسيّرة فقد أعلنوا عجزهم التام عن تشغيل المعدات التي تعتمد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية. هذه الشريحة بدت في الواجهة كأول ضحايا القرار الأمني، لكن الانعكاسات اتسعت لاحقاً لتطول الجميع.

المواطن العراقي، الذي اعتاد مواجهة الأزمات المتلاحقة من كهرباء وماء وازدحام وارتفاع أسعار، يجد اليوم نفسه أمام عائق جديد لم يكن في الحسبان: التكنولوجيا التي يبني عليها يومه تنهار فجأة، ليعود إلى الطرق التقليدية التي ظن أنه تجاوزها إلى غير رجعة. في المقابل، تتحرك الشركات بخطوات مرتبكة بحثاً عن حلول مؤقتة مثل زيادة التواصل الهاتفي مع الزبائن أو الاعتماد على السائقين المخضرمين الذين يحفظون شوارع بغداد “عن ظهر مخنثة” كما يقال في المزاح الشعبي.

هذا الاضطراب يكشف أيضاً هشاشة البنية الرقمية في البلاد. فغياب بنى احتياطية وأنظمة دعم تقني متقدمة يعني أن أي إجراء أمني طارئ يمكن أن يشل جزءاً مهماً من الاقتصاد المحلي. خبراء الاتصالات يرون أن العراق بحاجة إلى سياسات توازن بين الأمن الرقمي والوظائف اليومية للخدمات المدنية، وإلا فإن التكنولوجيا قد تتحول إلى عبء بدلاً من أن تكون رافعة تنموية.

أسئلة كثيرة تنتظر إجابة. متى ينتهي التشويش؟ ما مدى تأثيره في حال استمر؟ هل هناك خطة حكومية للتخفيف من هذه التداعيات؟ الأهم: هل يجري التفكير جدياً في بناء منظومة رقمية عراقية قادرة على الصمود أمام المتغيرات الإقليمية، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار الخدمات الحيوية للمواطن؟

العراقيون اليوم يراقبون هواتفهم، يحدّقون في الخريطة، ثم يضحكون بمرارة أو يسألون عابري الطريق. السخرية تبقى وسيلة نفسية لمواجهة واقع ثقيل، لكن الأزمة التي تقف خلفها أبعد من أن تكون مجرد عطل تقني عابر. فالعراق، في زمن تتشابك فيه الأقمار الصناعية مع السياسة، يجد نفسه في قلب صراع صامت حول من يملك القدرة على تحديد الاتجاه. في نهاية المطاف، GPS ليس مجرد سهم صغير على الشاشة، بل مؤشر على أن البلد يسير في الطريق الصحيح. عندما يضيع الاتجاه، تضيع معه الثقة.

أخبار مشابهة

جميع
قرار تحويل الأراضي الزراعية يفضح المتاجرين.. 40% من الشاغلين غير مستحقين للتمليك

قرار تحويل الأراضي الزراعية يفضح المتاجرين.. 40% من الشاغلين غير مستحقين للتمليك

  • 3 كانون الأول
ذوو الإعاقة في العراق.. مناسبة عالمية تتكرر وواقع مرير لا يتغيّر

ذوو الإعاقة في العراق.. مناسبة عالمية تتكرر وواقع مرير لا يتغيّر

  • 3 كانون الأول
انتظار مقلق للرواتب:  أرقام النفط مقلقة وتريليون ونصف بلا مخرج واضح.. أزمة سيولة تشلّ رواتب المتقاعدين والرافدين أول المتعثرين

انتظار مقلق للرواتب: أرقام النفط مقلقة وتريليون ونصف بلا مخرج واضح.. أزمة سيولة تشلّ...

  • 3 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة