صُنّاع المحتوى في العراق.. أرباح خالية من الضرائب ومواد "هابطة": ما موقف الجهات المختصة؟

انفوبلس/..
تشكل مواقع التواصل الاجتماعي على امتداد فضاءاتها الواسعة أرضية خصبة للتعبير عن الإثراء ووجهات النظر، ومنصّة هامة للتأثير بين مساحاته الإيجابية والسلبية على حد سواء، فالتصاعد اللافت في التعاطي مع الـسوشيال ميديا، وتحديداً من فئة الشباب، أوجد الفُرص أمام الكثير من الأشخاص للتعبير عن مواهبهم وقدرتهم على طرح أفكار جديدة ووفق أساليب مبتكرة تعتمد على مزايا الجذب ولفت الانتباه، ما ساهم في بروز العديد من صُنّاع المحتوى الذين بلغ الكثير منهم حدود واسعة من الشُّهرة.
ويركّز صُنّاع المحتوى على فئات محدّدة من المتابعين وفقاً لاهتماماتهم وما يثير فضولهم، فمنهم من يهتم بالجانب الفني وشؤونه وتفاصيله، ومنهم من يذهب نحو الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية وهناك من يركز على الرياضة ونجومها وإثارة منافساتها، مع الإشارة إلى أن كل صانع للمحتوى يمتاز بأسلوبه الخاص الذي يؤهله لجذب أكبر فئة من المتابعين.
عوائد مالية وأرباح
عدد المتابعين لدى الكثير من صنّاع المحتوى يتجاوز رقم المليون إلى أكثر من ذلك، ما يؤكد النجاح الكبير في القدرة على التأثير والجذب، وهذا بات ينسحب على جوانب ربحية من خلال ارتفاع نسبة المشاهدة ورواج الإعلانات، فباتت صناعة المحتوى تشكل مهنة تدرّ الدخل المالي الكبير، وتصاعد مؤشرات الأرباح من المتابعة والإعلانات، وبات لدى صنّاع المحتوى فِرق عمل خاصة مسؤولة عن إدارة العملية برمّتها من الألف إلى الياء.
وتتراوح نسب الفائدة التي تعود بها المواضيع التي يطرحها صنّاع المحتوى، وتبرز الجوانب العلمية بصورة لافتة، من خلال تقديم معلومات قيّمة وفي كثير من الأحيان تكون جديدة، لكن يشدّد خبراء ومعنيون على أهمية التأكّد من المعلومات التي يتم تناولها عبر العودة إلى المصادر الموثوقة، لا أن يكون المشهد وفق مقولة «سياسة القطيع»، وأن كل ما يُذكر ويتم طرحه هو بالضرورة صحيح.
وفرضت بعض الدول ضرائب على صافي الدخل السنوي (الإيرادات ـ المصروفات) لمن يقوم بممارسة نشاط التجارة الإلكترونية، أو صنّاع المحتوى (البلوغرز – اليوتيوبرز)، تصل لربع الربح لمن يزيد دخله نحو 26 ألف دولار سنويا، فيما لم يضع العراق أي ضوابط ضريبية على صنّاع المحتوى العراقيين.
موقف نقابة الفنانين
أمين سر نقابة الفنانين العراقيين فاضل وتوت، أكد أن نقابة الفنانين لم تعطِ هوية لأي "بلوكر" أو صانع محتوى، حيث ذكر أن "النقابة اعتمدت النظام الحقيقي لإصدار الهوية، بأن يكون الحاصل عليها إما أن يكون خريج معهد، أو كلية الفنون الجميلة، أو المعاهد الموسيقية"، موضحا أن "هناك وثيقة تصدر عن النقابة وهي هوية ممارسة المهنة بعد اختبار لممارسة المهنة"، مؤكدا أن "النقابة لم تعطِ هوية لأي بلوكر أو صانع محتوى".
وأضاف، "النقابة منعت بث أو نشر الفيديوهات من داخل النوادي الليلية أو الغناء بكلمات نابية فيها، ومواقع التواصل هي من شجّعت على نشر تلك الفيديوهات".
وأشار وتوت إلى أن "هناك إجراءات اتخذها القضاء والقوات الأمنية ونقابة الفنانين لمراقبة عمل صنّاع المحتوى ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ودور نقابة الفنانين يتلخص في مراقبة من يمنحون هويات ممارسة المهنة أو هوية النقابة"، مبينا أنه "تم فرض عقوبات على بعض الفنانين وصنّاع المحتوى وصل بعضها إلى إصدار أوامر إلقاء القبض بالإضافة إلى الإيقاف".
لجنة متابعة "المحتوى الهابط"
وأثارت هيئة، شكّلتها وزارة الداخلية العراقية، لمتابعة المحتوى المنشور في شبكات التواصل، جدلا واسعا في البلاد، فبينما لاقى الإعلان استحسانا من طرف البعض، خاصة أولياء الأمور، عارضه آخرون على اعتبار أنه يمسّ الحريات العامة والخاصة على حد سواء.
حيث أعلنت وزارة الداخلية العراقية، مباشرة لجنة متابعة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي أعمالها، فيما توعّدت بمحاسبة صانعي المحتوى الذي وصفته بـ(الهابط)، موضحة أن "القضاء دعم مقترحات الأجهزة الأمنية حول ملف المحتوى في السوشيال ميديا"، وباشرت اللجنة عملها وحققت عملا في الوصول إلى صنَّاع المحتوى الهابط والقبض عليهم.
وكانت الداخلية العراقية قد أطلقت قبل أيام تحت مسمى خدمة "بلّغ"، وهي منصّة إلكترونية خاصة بالإبلاغ عن المحتويات الإعلامية المنشورة في مواقع التواصل، وتتضمن القائمة بالمحتوى المتضمن إساءة للذوق العام، ورسائل سلبية تخدش الحياء، وتزعزع الاستقرار المجتمعي.