عباس البغدادي يرحل.. مَن هو؟ وما هي أعماله؟ هكذا كتب القرآن بدم الطاغية صدام

انفوبلس/ تقارير

كاتب ومؤرخ عراقي لم يكتب بخلفية أكاديمية، بل كان يستند إلى أسلوب التاريخ الشفاهي الذي اعتمد الحادثة وروّاتها وذاكرة الناس التي حفظتها، يُعد الخطاط الخاص لصدام حسين وآل زايد وكتب القرآن الكريم بدم الطاغية، كما يُعد المصمّم الأول لغالبية الأوراق الثبوتية والعُملات في العراق، فمَن هو عباس البغدادي.. الخطاط الذي غيّبه الموت اليوم؟.

*عباس البغدادي

يعتبر البغدادي واحدًا من أبرز الخطاطين في العراق والعالم العربي، قدّم العديد من الأعمال الفنية في مجال الخط العربي والخط الإسلامي، يتميز أسلوبه بالدقة والتفاني في التفاصيل، وقد قدّم أعمالًا تنوعت بين الأساليب التقليدية والحديثة في فنّ الخط العربي. 

حقق البغدادي شهرة واسعة وتقديرا كبيرا في المجال الفني، وعُرف بموهبته وإبداعه في فن الخط العربي. تم عرض أعماله في معارض فنية داخل العراق وخارجه، وقد حاز على عدة جوائز وتكريمات على مستوى العالم العربي.

*مصحف صدام

في العام 1998 انتهى الخطّاط عباس الجبوري من إتمام المصحف الذي خطّه بدم صدام حسين، وتم منحه مكافأة قدرها 3000 دولار بعد أن استغرقت عملية إتمام هذا المصحف عامين و27 لتراً من دم الطاغية صدام!.

في العام 2004 وبعد سقوط نظام الطاغية، قال الجبوري إنه كتب القرآن الكريم كاملا بدم صدام الذي نذر ذلك بعد تعرّض ابنه عدي لمحاولة اغتيال جرت عام 1998.

ويروي الجبوري تفاصيل ذلك قائلا، "لقد استدعاني صدام حسين إلى مستشفى ابن سينا في بغداد حيث كان يزور ابنه عدي الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل أيام وطلب مني أن أخط القرآن بدمه، كان الأمر عبارة عن نذر" بالنسبة إليه.

ويقول الجبوري، إنه بدأ مباشرة العمل لكتابة السور الـ114 من القرآن في مهمة استغرقت سنتين، وقد عُرِض العمل بعد الانتهاء منه في متحف أم المعارك ببغداد.

*قارورة من دم صدام

وأضاف، إن "المهمة لم تكن سهلة.. لقد تم إعطائي أول قارورة من دم صدام وبدأتُ العمل مباشرة.. وقدّمت بعد أسبوع نموذج صفحة لكي توافق عليها لجنة شُكِّلت خصيصا لذلك". وكان دور لجنة الخبراء يقوم ليس فقط على درس دقّة النص وإنما "التأكد من أن الدم سيقاوم مرور الزمن".

ويتابع الخطاط العراقي قائلا، "لم يكن الأمر سهلا.. إن الدم كان كثيفا جدا ولم أتمكن من العمل به.. لقد نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زوّدني به ويشبه الغلوكوز.. وقد نجح ذلك".

وقال، "في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام كنت أطلب المزيد.. وكان حراس يقومون آنذاك بجلب "قمع" عليه ملصق مستشفى ابن سينا، مستشفى عائلة الرئيس". 

وأضاف، إنه كان في بعض الأحيان ينتظر عدة أيام أو حتى أسابيع "لأن صدام حسين كان مشغولا ولأنه كانت هناك تهديدات أميركية".

*الجبوري: لقد فقدتُ نظري تقريبا!

وذكر "لقد فقدتُ نظري تقريبا في هذا العمل.. كانوا على عجلة ولقد عملتُ ليل نهار لإكماله". وأضاف، "لم يكن لديّ حتى جواز سفر.. لقد مُنِعت من اقتنائه لأن السلطات كانت تريد التأكد من بقائي في العراق".

وقال، إن راتبه كان يبلغ 54 ألف دينار عراقي (24 دولارا آنذاك) وأنه تلقى مقابل إنجاز القرآن أقل من 3000 دولار، وهو المبلغ نفسه الذي تلقاه كل عضو من لجنة المراقبة.

وتابع "كانوا يقولون إنني كنز وطن، ولقد طلبوا منّي كتابة كل أنواع المخطوطات، كل الوثائق الرسمية للوزارات والمحاكم والوثائق التي ترافق الأوسمة، لكنني لم أُكافأ بشكل منصف".

*من أهم أعماله

ــ تصميم شهادة الجنسية وهوية الأحوال المدنية وجواز السفر العراقي والعملة العراقية وشعار الدولة العراقية.

ــ مصحف الدولة العراقية سنة 1998.

ــ كرّاس ميزان الخط العربي سنة 1986 وكراسة تحفة الميزان سنة 1990.

ــ كتابة العديد من اللوحات الخطية على جدران المساجد العراقية وبعض الدول العربية.

ـــ إضافة إلى تدريس مادة أصول وقواعد الخط العربي.

*رحلته مع الخط العربي

ــ نال جائزة بغداد أفضل الرسامين الشباب عام 1969.

ــ عمل كخطاط في الدار العربية للطباعة والنشر ودار الحرية للطباعة والنشر ببغداد 1975 - 1980.

ــ عمل في وظيفة رئيس الخطاطين في الدولة العراقية 1988 - 2003.

ــ شغل منصب رئيس جمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق 1999 - 2003.

ــ أستاذ الخط العربي لجمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق 1975 - 1990.

ــ خطَّ العديد من أغلفة الكتب العلمية والأدبية والثقافية والدينية.

ــ قام بتدريس مادة الخط العربي في عمان الأردن عام 2003 - 2008.

ــ صمّم بعض أعمال الخط العربي للعائلة المالكة الأردنية.

ــ خطَّ عناوين كتاب الكسوة الشريفة، مكة المكرمة، السعودية عام 2006.

ــ شارك في المعرض الخاص للخط العربي في إمارة الشارقة بالإمارات عام 2007.

ــ صمّم العملة الخاصة بإمارة أبو ظبي عام 2007.

ــ تدريس مادة الخط العربي بمعهد الفكر الإسلامي في هرندن فرجينيا 2009.

ــ إقامة ورشة عمل في متحف ريجموند, فرجينيا 2009.

ــ إقامة ورشة عمل في المتحف الإسلامي في جورجيا 2009.

ــ استشارة في إنشاء متحف للمخطوطات العربية والإسلامية في مركز كندي، واشنطن العاصمة 2009.

ــ المشاركة في المعرض العالمي للفنون العربية والإسلامية 2009.

*وفاته

توفي البغدادي اليوم الثلاثاء 2 أيار/ مايو 2023 إثر صراع طويل مع المرض.

ونشر "تجمع فنّاني العراق" على الـ (فيس بوك) منشورا جاء فيه: بمزيد من الأسى والحزن ننعى خبر وفاة الخطاط العراقي الأستاذ عباس البغدادي، سائلين العلّي القدير أن يتغمّد روحه بواسع رحمته وأن يُلهِم أهله ومُحبّيه الصبر والسلوان".