ليس عمرانياً.. المخدرات تُفجر التطور الحقيقي بالانبار: "الحشيش" بات يُزرع والحلبوسي بدائرة الأتهام

انفوبلس/..
يبدو أن تناحر الكتل السنية فيما بينها، لم ينتج إلا صراعات اعتادت تلك الكتل على ان يذهب ضحيتها المواطن السني أولا وآخرا، لاسيما الذي يقطن داخل المحافظات الغربية كالأنبار، فبعد الكوارث الأمنية التي اشتعلت في تلك المحافظات خلال السنوات السابقة، وما أعقبها من دخول جماعات “داعش” الاجرامية على خلفية الصراع السني السابق وخِيام ساحات الاعتصام أو ما تسمّى بـ”ساحات العز والكرامة”، عاد هذا الصراع من جديد عبر بوابة “الموت الابيض” أو المخدرات وسط اتهامات تمارسها “العائلة الكربولية” تُجاه نظيرتها “الحلبوسية” وعلى وجه الخصوص رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ودوره في زراعة المخدرات بمحافظة الانبار.
هذه التهمة وبشكل علني اتهم فيها رئيس حزب الحل السني جمال الكربولي، الحلبوسي بعد أن رد بتغريدة ساخرة على تقرير لوزارة الداخلية أفادت به بأن الانبار هي الأكثر انتشاراً للمخدرات وتشهد عمليات لزراعتها على أراضيها.
وجاء في تغريدة الكربولي، أنه بحسب الداخلية، فان الانبار من المحافظات المتصدرة بتجارة وتعاطي المخدرات، وهناك خشية حقيقية على طلبة المدارس، ومن زارعة النباتات المخدرة.. فهل يندرج ذلك ضمن إطار اعمار المحافظة وتطوير مواردها البشرية، فيما اختتم التغريدة بعبارة “مخدرات بالدهن الحر” في إشارة منه الى الحلبوسي.
هذا الأمر، حذر منه مراقبون للشأن السياسي والأمني ومن إمكانية تأثيره على المشهد الأمني في المحافظات الغربية، لكن في الوقت نفسه، رأى مراقبون، أن هذا الصراع انطلق فور اعلان حكومة محمد شياع السوداني وعمليات تقاسم السلطة ومناصب الوزارات وبالأخص التربية والصناعة والمعادن.
فضلا عن ذلك نتيجة الخلاف على منصب رئيس ديوان الوقف السني الذي يتنافس عليه 19 مرشحاً من كتل الحلبوسي والكربولي والخنجر، ليصل هذا الصراع بين العزم والسيادة وداخل السيادة الى مراحل كشف الفساد عن ملفات خطيرة وحتى ملفات لدعم الإرهاب، كما تم في قضية رئيس الوقف السابق عبد الخالق العزاوي.
وبدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الخفاجي، أن “تغريدة رئيس حزب الحل جمال الكربولي المتصاعدة ضد رئيس مجلس النواب وحزب تقدم محمد الحلبوسي، والتي دائما ما يختمها بوسم “الدهن الحر”، بأنها تؤشر تصاعداً كبيراً في الخلاف والصراع بين القوى السنية، سيما المنحدرة في محافظة الانبار”، محذراً من “انعكاساتها الخطيرة على الملف الأمني وقوت وخدمات المواطنين”.
وقال الخفاجي، إن الكتل السنية وعلى رأسها الحلبوسي، متهمة بالفساد وبسرقة أموال محافظة الانبار، لكن في حال حصول اختلافات على أقل ملف أو صفقة، فأن الخلافات تبرز الى الواجهة”.
وأضاف، أن “الحلبوسي سيحاول جاهداً امتصاص أية تهمة تثار ضده، كونه الراعي الرسمي لفساد محافظة الانبار، خشية من اثارة هذه الملفات ضده داخل البرلمان وانتزاع منصبه الرئاسي منه”. وأشار الى أن “الخطر الأكبر يكمن بتسويف تقارير وزارة الداخلية الخاصة بزراعة المخدرات في الانبار والذي ستكون له تداعيات مستقبلية”.