مطار كربلاء الدولي.. مواصفات عالمية ومراحل إنجاز متطورة.. ماذا أرادت أمريكا من قصفه؟
انفوبلس/ تقارير
مشروع عملاق وفريد من نوعه في العراق يُظاهي في حداثته أنظاره العالمية، ذلك هو مطار كربلاء الدولي الذي تجتمع فيه خبرات عالمية من ثماني جنسيات لها باع طويل في مشاريع بناء المطارات في العالم، انصهرت جميعها في تصاميمها ومعداتها وأجهزتها وتقنياتها، لتكمل إنجاز مراحل عدّة من مشروع يتضمن برجاً ومدرجاً وشبكة من طرق حركة الطائرات وساحة لوقوفها وخمسة عشر مبنى ساند وخدمي ومدينة ترفيهية وتسويقية، مراحل إنجاز متعددة في مباني متفرقة توزّعت بين (50 ــ 80) بالمئة وما زالت عجلة العمل تدور ليلا ونهارا لإكماله وفتح أبوابه أمام المسافرين.
*تفاصيل المطار
يُعد مطار كربلاء الدولي مطارا قيد الإنشاء، ومن المُتوقع عند اكتماله أن يأخذ الصدارة كأكبر مطار في العراق، حيث سيُسهِّل وصول الزائرين إلى كربلاء من أنحاء العالم كافة.
-
مطار كربلاء الدولي
يقع مطار كربلاء الدولي على بعد 32 كيلومتر من الجنوب الشرقي من مدينة كربلاء المقدسة، ويُعد المطار ذو موقع استراتيجي مميز كونه سيشكل جسرا يربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى تسهيل حركة الترانزيت ونقل البضائع، ويعتبر كذلك مشروعا استثماريا ضخما للعراق ورئة تنفّس لمحافظة كربلاء والمحافظات الوسطى، لذا يتوقع بأن يكون المطار الأهم في العراق.
*حجر الأساس والشركات المنّفذة
وضع حجر الأساس للمطار الشيخ عبد المهدي الكربلائي في شهر يناير عام 2017، حيث تم اعتماد مدة 18 شهراً لإنجازه، لكن تم زيادتها نتيجة صعوبة في التنفيذ، وقد تم تصميم المُخطّطات من قبل شركة Groupe ADP الفرنسية، أما عملية التشييد والتنفيذ فتجري بواسطة شركة كوبرشيس المحدودة من المملكة المتحدة ومجموعة (الرضا) للاستثمارات وذلك وفق المواصفات العالمية.
-
مطار كربلاء الدولي.. مواصفات عالمية ومراحل إنجاز متطورة.. ماذا أرادت أمريكا من قصفه؟
تم الاتفاق كذلك مع شركة تركية لتنفيذ وإنشاء صالات المسافرين، بينما أُسندت مهمة البرج إلى إحدى الشركات الفرنسية لتجهيزه بأحدث أجهزة الملاحة الجوية بالإضافة إلى إرسال كوادر مُتخصّصة لتدريب كادر العمل.
*القصف الأمريكي للمطار
بتاريخ 2020/3/1، تعرض مطار كربلاء الدولي إلى اعتداء أمريكي بالطائرات أدى إلى استشهاد عامل وأضرار جسيمة بالمنشآت.
-
القصف الأمريكي على مطار كربلاء
وأعلنت العتبة الحسينية، عن شروعها بأولى الإجراءات لرفع دعوى أمام المحاكم الأمريكية في قضية قصف موقع مطار كربلاء الدولي، مؤكدة أن عزيمتها لن تنثني أمام العقبات الأمريكية لتنفيذ هذا الصرح الكبير.
*تأخر العمل جرّاء القصف الأمريكي
العتبة الحسينية أكدت، بأن القصف الأمريكي الذي طال مطار كربلاء الدولي أدى الى تأخير العمل ستة أشهر، مبينة أن العمل لا زال مستمراً وأن العقبات التي تضعها واشنطن أمام تنفذ هذا الصرح الكبير لم ولن تُثني من عزيمتنا في إنجازه.
-
آثار القصف الأمريكي على المطار
*مراحل إنجاز المطار
شبكة انفو بلس، سلّطت الضوء على آلية سير الأعمال في المطار، وسنُدرج لكم فيما يأتي مراحل إنجازه وهي:
-
مطار كربلاء الدولي.. مواصفات عالمية ومراحل إنجاز متطورة.. ماذا أرادت أمريكا من قصفه؟
ـ ينقسم إنجاز المطار إلى قسمين، يتعلق القسم الأول بالمجال الجوي ويتمثّل بإنشاء مدرج المطار والذي يُعد أهم جزء في المطار، أما القسم الثاني يتعلّق بالمجال البري والمُتمثّل ببرج المراقبة، والأبنية المُحيطة الأخرى، بالإضافة إلى طريق المطار.
ـ بلغت نسبة الإنجاز 90% للأعمال الترابية في المطار عام 2018 بالرغم من العديد من المُعوّقات، حيث فوجئ فريق التنفيذ أثناء قشط التربة بأنّها مشابهة في بنيتها للرمال المتحركة وتحوي مادة الجص وهي غير مُلائمة لقاعدة المطار، لذا تم رفع بين 2.5 -4.5 متر وذلك حسب المنطقة، كان من المقرر إكمال هذه المرحلة في أربعة أشهر إلّا إنّها تأخرت شهرين، وتم استخدام 500 آلية لإكمال أعمال قشط وتسوية التربة بأكملها.
ـ تمت المباشرة بالأعمال فوق سطح الأرض بعد الانتهاء من الأعمال الترابية، حيث تم البدء بصبّ الركائز لكل من صالة الوصول، وبرج المراقبة، وصالة الركاب، وذلك بتكلفة تتراوح بين 250-500 مليون دولار أمريكي.
ـ تم إسناد تنفيذ كل من برج المراقبة والمعدات الملاحية ومرافق الأرصاد إلى شركة صرح البلاد للمقاولات وتحالف يضم شركة Pöyry Finland Oy الفنلندية وشركة ADECO البحرينية، حيث وصلت نسبة التنفيذ في البنى التحتية داخل المطار إلى 40%، ونسبة الأعمال في الطرق المؤدية للمطار 100% وذلك في أواخر عام 2019.
ـ تم إسناد مهمة الإشراف ومراقبة استكمال تنفيذ المشروع عند إعادة العمل في المطار في 15 تشرين الأول عام 2020 إلى خمس شركات مُتعدّدة الجنسية بين الفرنسية، والأمريكية، والبرتغالية.
* الطاقة الاستيعابية لمطار كربلاء
تبلغ مساحة المطار 18 ألف دونم، ويُتوقّع أن تكون القدرة الاستيعابية 2.5 مليون مسافر، ثم تم تعديلها لتصل إلى 6 مليون مسافر سنويا، وذلك عند اكتمال المرحلة الأولى وبتكلفة أولية تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي.
-
مطار كربلاء الدولي.. مواصفات عالمية ومراحل إنجاز متطورة.. ماذا أرادت أمريكا من قصفه؟
*مرافق مطار كربلاء الدولي
- برج المراقبة للحركة الجوية والذي يُماثل بطوله مبنى مُكوناً من 18 طابقًا، ويبلغ ارتفاعه نحو 65 مترًا، وقد تمت الأعمال في البرج باستخدام قوالب ألمانية المنشأ.
- المباني الثانوية التابعة لبرج المراقبة من مبنى مراقبة الإرصاد الجوية، والمعدّات الملاحيّة اللازمة له محطة راديوية، ومبنى راديو الأرصاد، والاستشعار الجوي، بالإضافة إلى مُجمّع مُراقبة الحركة الجويّة، ومرافق الدعم الفني، والميكانيكي، والكهربائي.
- بلغ طول مدرج المطار حوالي 4.5 كيلومتر، أي ما يُعادل 2.8 ميل. وقد تم تنفيذ 2 كيلومتر منه والذي سيُعدّ الأطول من نوعه في العراق.
ـ تم تعبيد جميع الطرق في المطار مع تأمين الإنارة الكافية.
ـ تم تجهيز المطار بمنشآت خدمية أخرى مثل المراكز الإطفائية، ونقاط التفتيش، ومركز للشرطة، ومركز اتصالات، ومركز صحي إسعافي.
*مواصفات عالمية
يصف الخبير الإسباني المهندس براندن كين الذي يمتلك خبرة كبيرة في مشاريع إنشاء المطارات في عمان والسعودية وأوروبا وإنكلترا ومهمته موائمة أجهزة الملاحة الجوية والاجهزة الخاصة بالمطارات ويعمل بشركة مختصة بأنظمة المطارات والملاحة الجوية عمله في المطار بالقول: "حاليا أتابع الاجهزة والمعدات التي يتم استخدامها في برج المراقبة الجوية بمطار كربلاء الدولي وحسب رأيي أن معدات الملاحة الجوية والاختصاص بمطار كربلاء الدولي تعتبر من الاجهزة الحديثة والمتقدمة والمتطورة، بل من آخر ما توصّلت إليها التكنولوجيا العالمية في هذا المجال".
ويؤكد كين، أن مستوى العمل في مشروع إنشاء المطار أفضل بكثير مما تصورتُه قبل أن التحق بالعمل، والذي أرآه في المطار أن جودة المعدات والعمل فيه تجعله من أفضل المطارات من جميع النواحي، وحاليا نعمل على إكمال التصاميم للأنظمة التي اُختيرت لنصبها في برج الملاحة الجوية وتركيبها يتم بعد الانتهاء من الاعمال الانشائية والبنى التحتية التي أوشكت على الانتهاء، ووجودنا من الآن وفي بداية العمل سيجعل عملية التشغيل آمنة وصحيحة، ولا توجد أي معوقات في العمل وإن وجدت فهو دورنا الرئيسي في العمل وسيكون العمل بجميع الانظمة متكاملا ومنسقا وجاهزا بأفضل ما يكون لأننا سنذلل كل صعوبة قد تعتري العمل للوصول الى يوم الافتتاح وتدشين المطار.
*يُظاهي المطارات العالمية
يؤكد الخبير البرتغالي المهندس انطويو الكسندر والذي يعمل في شركة (GEG) العالمية الاستشارية التي تمثل الهيئة الوطنية للاستثمار ومهمتها مراقبة جودة العمل ومراجعة التصاميم، أن "مطار كربلاء الدولي يُظاهي المطارات العالمية من ناحية التصاميم العالمية النوعية وجودة العمل الممتازة التي شاهدها في موقع هذا المشروع واختلافها عن مشاريع آخرى شاهدها ووتائر الإنجاز متصاعدة في برج الملاحة ومسار الطائرات والحقل الجوي وبجودة ممتازة".
ويوضح الكسندر، أن "الشركات المساهمة في إنشاء المشروع لديها كوادر عاملة في أكثر من مطار ولديها خبرات عالية في مجال إنشاء المطارات وكل شركة تنجز ما عليها بحسب الاختصاص، ووتائر العمل تجري وفق المخطط له في كل مفاصل المشروع".
*جودة عالية في التنفيذ
الخبير التركي المهندس محمد شريف والذي جاء من تركيا حاملا خبرة كبيرة تمتد لسبعة عشر عاما ويعمل في مطار كربلاء الدولي ومهمته الإشراف على تنفيذ الحقل الجوي حسب التصاميم المصادَق عليها ومطابقتها مع المواصفات العالمية الخاصة بالمطارات، يؤكد أن "مهمة الإشراف على الحقل الجوي هي للمحافظة على تنفيذ المواصفات العالمية والتنفيذ الأمثل لكل الانشاءات، وحاليا كتقييم وصلت جودة العمل الى درجة عالية في التنفيذ ومن ناحية المعدات والمواد فإن المعدات من أحدث ما موجود في العالم وأبرزها الفارشة التي تُستخدم في صب المدارج ونشر الكونكريت وفيها دقة عالية جدا والمواد المستعملة خاضعة لفحص دقيق ومطابقة للمواصفات.
*خدمات المطار وبناه التحتية
يتكون المطار من الحقل البري الذي يتعلق بحركة المسافرين قبل وصولهم الى الطائرات ويشمل الطرق الرئيسة وخدمات البنى التحتية، والحقل الجوي المتعلق بحركة الطائرات وهي المدارج وساحة وقوف الطائرات، وفق المهندس مصطفى إبراهيم عجينة مدير المشروع من جانب العتبة الحسينية المقدسة وعضو مجلس الادارة في شركة طيبة كربلاء المالكة للمطار.
ويبيّن عجينة، أن "صالة المسافرين تنقسم إلى نصفين، الأول: قبل عبور المسافر مكان الجوازات وهي تابعة للحقل البري وبعد عبوره الخط الأصفر لضابط الجوازات فيدخل في الحقل الجوي، والحقل البري في مطار كربلاء الدولي فيه طرق رئيسة تبدء من الشارع العام المؤدي الى محافظة النجف الاشرف وصولا إلى صالة المسافرين وبرج المراقبة وطولها اكثر من (7) كيلومترات والطرق الخدمية للبنايات الساندة لعمل المطار وهي شبكة عنكبوتية تصل أطوالها الى (10) كيلومترات ووصلت نسب إنجازها الى نسب متقدمة، وفي الحقل البري بنايات خدمية تصل الى (15) بناية مثل المباني الساندة لبرج المراقبة ومساحتها (2600) متر مربع وبنايتي معدات الملاحة ومركز الأنواء الجوية ومركز الصحة والشرطة والإطفاء ونقطة تفتيش ومركز الاتصالات ومحطة تعبئة الوقود وبنايات محولات الكهرباء ومحطتي معالجة المياه ومياه الشرب وإدارة الخدمات والمساحة الكلية لجميع تلك البنايات تصل الى (15) الف متر مربع بشكل متفرق بطبقات مختلفة، وفيها مساحات خضراء تصل الى (120) دونما على طول طريق المسافرين.
ويؤكد، أن "مطار كربلاء الدولي سينفرد بميزة إنشاء مدينة المطار التي لا توجد في أي مطار بالعراق بمساحة كلية تبلغ (مليون متر مربع) وستُفتح الى المسافرين وباقي المواطنين وفكرتها تشبه مدن الزائرين التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
*موعد التشغيل التجريبي
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن العبايجي، أكد أن التشغيل التجريبي لمطار كربلاء الدولي، سيكون قريبا.
وأشار العبايجي خلال استقباله رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار حيدر مكية إلى أن "المشاريع التي تنفذها العتبة الحسينية المقدسة ليست الهدف منها تحقيق الأرباح وأنها تصبّ في خدمة الزائر والمواطن العراقي".
وبين، أن "مشاريعنا هي لخدمة المواطن والزائر في جميع المحافظات العراق وليس في كربلاء فقط، وهي مشاريع هدفها خدمة المواطن والزائر وليس الربح".
وأضاف، "قريبا سيتم التشغيل التجريبي لمطار كربلاء الدولي الذي نُفِّذ بمواصفات عالمية، وبما سيُسهم في انسيابية حركة الزائرين".