منظومة الغاز في مركبات.. تكاليفها وفوائدها ومشروع المنظومة الإجباري
انفوبلس/..
بعد أن أصبح الغاز مصدراً بديلاً للنفط ومشتقاته في الكثير من الاستخدامات وازدياد التوجّه العالمي نحوه في الاستخدامات التقليدية بالمنازل والمصانع والمؤسسات، اتجهت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز في وزارة النفط العراقية إلى استثمار الغاز السائل (LPG) وقوداً للسيارات بديلاً عن البنزين، وهو النّوع نفسه المعدّ للاستخدام المنزلي، وشرعت الوزارة بوضع استراتيجية وخطط كاملة للمضي قدماً بهذا المشروع، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء بقرارها المرقم 360 لسنة 2017 الذي يُلزم سيارات الأجرة بإضافة منظومة الغاز.
ولم يجد المشروع الذي أطلقته الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز، تجاوباً من قبل المواطنين في العراق، بعد انطلاقته في عام 2017، خاصة سائقي سيارات الأجرة، بسبب عدم وجود توعية إعلامية وثقافية بالمشروع، ما خلق مخاوف لدى بعض المواطنين، إضافة إلى قلّة عدد ورش منظومات الغاز حين إطلاق المشروع، وقلّة عدد المنافذ لتعبئة خزانات السيارات بالغاز.
وتم فتح ورش كبيرة لإضافة منظومات الغاز في كل محافظات العراق، وليس في بغداد فقط كما كانت سابقاً، وعملت هذه الورش بحسب المعايير العالمية وبكوادر كفؤة ومدربة، إضافة إلى فتح 50 منفذاً لتعبئة الغاز في جميع المحافظات، ليزداد إقبال المواطنين على تحويل السيارات لمنظومة الغاز بدلًا من منظومة البنزين، فيما لفتت وزارة النفط إلى أن عدد السيارات التي تعمل بمنظومة الغاز تجاوز 17 ألف سيارة لغاية آذار 2021 وما يقارب من 80 إلى 100 سيارة تُضاف لهذا العدد شهريًا.
ويتمثل المردود الاقتصادي للمواطن بسعر الغاز المنخفض، إذ يتم بيع سعر اللتر الواحد بـ200 دينار فقط، بينما يتم بيع سعر لتر البنزين غير المحسن بـ 450 ديناراً والمحسن بـ650 ديناراً، إضافة إلى وفرته، فالغاز غير قابل للاحتكار مثل البنزين ومتوافر بكثرة، ويحافظ على الأجزاء الداخلية للمحرك ويطيل عمره، وبذلك تقل تكلفة الصيانة واستهلاك زيت المحرك أيضاً.
وعلى المستوى البيئي، يُعتبر الغاز من مصادر الطاقة النظيفة، أي إنه ليس له تأثير سلبي على البيئة لعدم احتوائه على مركّبات الرصاص والشوائب الكبريتية الأخرى، ويحافظ على نقاوة الهواء خلافاً للبنزين الذي يعتبر ملوثاً للبيئة بفعل الغازات الضارة التي يطلقها في الجو، مثل ثاني أوكسيد الكاربون الذي تولّده عملية الاحتراق الداخلي غير الكاملة للوقود في المحرك.
من ناحية الكفاءة والفاعلية، يمتاز الغاز بنقاوة عالية، إذ إن مستوى الأوكتان فيه 110، بينما يتراوح في البنزين العادي بين 80 و83، وفي البنزين المحسن بين 94 و95، ما يقلل من عملية الفرقعة داخل المحرك (الدوانز) ويزيد من كفاءته.
ويزيد نجاح تجربة استخدام الغاز السائل، وقوداً للسيارات، إيرادات البلاد المالية ويقلل من عملية استيراد البنزين من الخارج، وبذلك توفر الأموال لخزينة الدولة، وتعتبر منظومة الغاز السائل آمنة 100%، فقد أثبتت إضافة هذه المنظومات جدارتها وكفاءتها منذ سنوات.
تكلفة التحوير الى منظومة الغاز
وكشفت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز في وقت سابق، عن استحداث أربع ورش نموذجية، حيث ذكر وكيل مدير عام الشركة عبد الله أحمد، إن "الورش التابعة للشركة في غالبية المحافظات تعمل على إضافة منظومة الغاز إلى السيارات، وفقاً للحجز المُسبق وسط إقبال من المواطنين". مشيراً إلى أن "هذه الورش تتباين في طاقتها، لذلك يتم العمل على استحداث ورش نموذجية بطاقة إنتاجية عالية تلبّي الإقبال الموجود".
وأضاف، أن "هناك ورشة نموذجية في التاجي وأخرى في الدورة وسيتم إنشاء أربع ورش نموذجية جديدة في المحافظات". مشيراً إلى أن "الشركة تعمل على تطوير الورش لزيادة الإنتاج، من خلال استيراد المنظومات النموذجية كالخزان وبقية أجزائها".
وتابع، أنه "لا توجد أي خطورة من إضافة المنظومة إلى السيارات حيث يكون محرك السيارة مرتاحاً جداً وصديقاً للبيئة والسيارة تكون عملية والأمان عالياً". منوّهاً بأن "كُلفة التحوير تصل إلى 500 ألف دينار ".
مدير عام الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز السابق، علي عبد الكريم الموسوي، أشار إلى "استعداد الشركة لإضافة منظومة الغاز لجميع السيارات التي تعمل بمنظومة البنزين في العراق، حيث بلغ عدد الورش 24 ورشة، بالإضافة إلى وجود من 45 إلى 50 منفذًا منتشرًا في بغداد والمحافظات".
وفيما يتعلق بمخاوف المواطنين من انفجار المنظومة، بيّن الموسوي، أن "هذه المخاوف دخيلة وليس لها أي صحة، خاصة وأن المنظومة تتحمل درجة حرارة 70 درجة مئوية ولا تشكل ضررًا، والدليل السيارات الحكومية التابعة للوزارة والتي تعمل منذ ثلاث سنوات، خاصة في سيارات (البيك آب) التي توضع المنظومة في حوض السيارة المكشوف والذي يتعرض للحرارة بشكل مباشر، ولم يحدث أي خطر مما ذُكِر من شائعات".
ويستهدف العراق التوسع في استعمال غاز النفط المُسال وقودًا للسيارات بدلًا من البنزين والديزل، ضمن استراتيجيته لخفض فاتورة استيراد المشتقات النفطية وتقليل معدل الانبعاثات، حيث أكدت وزارة النفط المُضي قُدُماً في خططها الرامية إلى زيادة استعمال منظومة الغاز السائل في المركبات.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، إن الوزارة وضعت اللمسات النهائية لمسودة عقود المشاركة مع شركات القطاع الخاص العاملة في تصنيع منظومات غاز النفط المُسال للمركبات. مضيفاً، إن وزارة النفط ستعمل وتُسهم -بالتعاون مع شركة تعبئة وخدمات الغاز- في زيادة أعداد الورشات الفنية لإضافة المنظومة في المحافظات العراقية كافة.
فوائد وقود غاز النفط المُسال
أشار المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، إلى أهمية توسيع استعمال منظومة غاز النفط المسال للمركبات من قبل المواطنين، لمردوداته الاقتصادية والبيئية الكبيرة التي تتمثّل في تحويل الوقود المستعمل في المركبات إلى وقود نظيف أقل تكلفة وضررًا على سلامة المجتمع.
وأوضح أن الغاز السائل يُعد صديقًا للبيئة ويخفّف عن كاهل المواطن النفقات المالية الباهظة من استعمال وقود البنزين.
ويعاني العراق (ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك) عجزًا شديدًا في المنتجات النفطية المكرّرة، التي تكلّف البلاد نحو 5 مليارات دولار سنويًا ضمن فاتورة الاستيراد، من بينها نحو 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين والديزل.
من جانبها، أكدت مديرية المرور العامة، في وقت سابق، أن دورها في إضافة وربط منظومة الغاز السائل للسيارات المشمولة، هو تنفيذي وليس لها أي علاقة بإصدار القرار (360) لسنة 2017 , الخاص بهذا الشأن.
وذكرت المديرية في بيان، أن "إصدار القرار (360) لسنة 2017 تمّ بناءً على مقترح قدّمته وزارة النفط إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهو يتضمن إضافة منظومة الغاز السائل لسيارات الأجرة". مبيناً، أن "مديرية المرور العامة ليس لها علاقة بالموضوع، لا من حيث المقترح أو إصدار القرار".
وتابع البيان، أن "دور المرور ضمن القرار هو عدم منح أي سيارة مشمولة بربط منظومة الغاز السائل سنوية وعدم إجراء أي عملية عليها، ما لم تُضِف منظومة الغاز".

