نزوح جماعي وتحذيرات من صيف خطير.. "كابوس" الجفاف يلاحق المزارعين في العراق

انفوبلس/..
يعاني العراق منذ 3 أعوام من أزمة مياه جراء خفض حصصه المائية من دول المنبع من خلال انشاء السدود وتغير مسار بعض الانهر الفرعية، الامر الذي ادى الى تقليص الخطة الزراعية في العراق الى 50% خلال عام 2021 ونزوح الاف من العوائل الى المدن والمحافظات الأخرى.
*صيف خطير
وحذر المهندس الاستشاري في منظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي، اليوم الاحد، من صيف خطير قادم ستواجهه وزارة الموارد المائية، فيما قال ان "كابوس الجفاف ما زال يلاحق العوائل والمزارعين في اهوار الجنوب".
وقال الاسدي، إن "وزارة الموارد المائية ستواجه صيفاً خطيراً نتيجة قلة المياه وصرف المياه على الزراعة كانت احياناً غير مجدية"، مؤكداً أن "الاهوار لم تستفيد من السيول والامطار الاخير، وما زال كابوس الجفاف يلاحق العوائل والمزارعين في اهوار الجنوب".
وأضاف إن "هناك أكثر من 1200 عائلة مزارعة نزحت من ذي قار باتجاه المدن الاخرى نتيجة قلة المياه وصعوبة وصولها الى الاهوار، فضلا عن نزوح اخر وكبير في اهوار الميلحة وام الطوس والحسيجة".
وتابع أن "المياه التي تأتي عبر سد الموصل الى نهر دجلة معقولة في الوقت الحالي ولكنها غير كافية للأغمار أو اعادة الحياة للأهوار والبحيرات التي جفت بشكل تدريجي على مدار سنة ونصف من الزراعة غير المجدية".
*تهديد أمن العراق الغذائي
وفي السياق ذاته، نشر موقع ريليف ويب تقريرا لبرنامج الغذاء العالمي تحت عنوان "للعام الثالث على التوالي.. الجفاف يهدد أمن العراق الغذائي" جاء فيه أن التنبؤات المناخية أكدت أن العراق مقبل على موسم آخر شحيح المطر بينما كان العام الجاري 2022 هو من أقسى سنوات الجفاف ف منذ العام 1930.
وقال التقرير إنه للعالم الثالث على التوالي فإن العراق سيواجه جفافا بسبب قلة هطول الأمطار في حوض نهر دجلة والفرات فضلا عن السدود التي تقيمها الدول المجاورة وسوء إدارة ملف المياه"، مبينا أن "العراق لجأ إلى خفض الخطة الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية بنسبة خمسين بالمئة خلال الموسم 2021 – 2022 بسبب قلة المياه الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي حيث أنتجت البلاد 2.7 مليون طن قمح بانخفاض مثل 36 % عن العام الماضي و56 % قبل عامين".
ويحذر خبراء من أن تضرر موسم الزراعة الشتوية، سينعكس على ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمنتجات الزراعية في الأسواق العراقية، والتي باتت تثقل كاهل المستهلكين، وبما يهدد الأمن الغذائي للبلاد ككل.
ولفت التقرير إلى أن ما يزيد من خطورة الوضع في ظل ما تعانيه البلاد من جفاف وشحة مائية واتساع لنطاقات التصحر وتراجع المساحات الزراعية والخضراء، هو أن العراق وفق تصنيفات منظمة الأمم المتحدة، هو خامس أكثر بلدان العالم تضررا بظواهر التغير المناخي.
وفي نهاية العام الماضي، حذّر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20% في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي، فيما دعت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، دول المنطقة إلى بدء حوارات حول تقاسم المياه، في ظل الأزمة المائية التي تعصف في البلاد.
وفي مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ، قالت بعثة الأمم المتحدة: "العراق خامس دولة في العالم يمكن الوصول إليها من حيث تداعيات التراجع الشامل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار والملوحة والعواصف الترابية".
وتعاني الاهوار في جنوب العراق من جفاف خطير يهدد الاهالي والمزارعين بشكل مباشر، حيث تسبب في هجرة الالف العوائل ومربي الجاموس الى المدن والمحافظات الاخرى.