وفاة الطفل "كرار" في المستشفى بعد أن رماه والده بآثار اغتصاب وتعذيب وهرب.. تعرف على التفاصيل الكاملة

انفوبلس/.. 

طفل معنف، جسمه يحمل علامات ضرب وحرق قديمة وجديدة، يحمله شخص يدّعي إنه والده، يدخل في مستشفى ابن البلدي في مدينة الصدر شرقي بغداد، وبعد تجمع الناس حول الطفل هرب الرجل الذي يرافقه، دون معرفة أسباب الحالة او تفاصيل، حول الطفل الذي لم يعرف عنه في بداية الامر سوى أسمه (كرار)، وبقي يعاني من ُار التعذيب حتى فارق الحياة.  

مصادر مطلعة ذكرت ان الطفل يعاني من نزيف في الكلى قبل وفاته، وتمت إحالته إلى وحده الانعاش في مستشفى الشهيد الصدر، فيما لم يتخذ أي إجراء بحق الاب الذي رماه وهرب برفقه والدته الى خارج العاصمة، وتم تخصيص منتسبين لمرافقة الطفل بعد ان اكتسب تحسن صحي بسيط، واستعاد وعيه بعد التعرض للتعذيب والاغتصاب. 

وأثارت حادثة تعنيف الطفل (كرار) من قبل ذويه بطريقة وحشية، موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، وسط دعوات منظمات حقوقية لتشريع قانون العنف الأسري، حيث رصدت منظمات حقوقية حالة الطفل الذي دخل المستشفى فاقدا للوعي، جراء تعرضه للضرب الوحشي والكي من قبل والده، بحسب ما نقلته تلك المنظمات.

آثار جديدة وقديمة

ونشرت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يُظهر حالة الطفل كرار "الكارثية" فور وصوله إلى المستشفى، ويظهر الفيديو فقدان الطفل كرار للوعي مع وجود كدمات زرقاء اللون على وجهه ومنطقة العينين، بالإضافة إلى آثار حروق جديدة وقديمة في أجزاء واسعة من جسم الطفل، فضلا عن علامات واضحة تؤكد تعرضه للضرب الشديد بآلات حادة، حيث ودونت منظمات حقوقية تفاصيل على الفيديو حول حالة الطفل الصحية، مؤكدة أن "كرار يعاني من صدمة شديدة منعته من الحديث أو الإدلاء بأي معلومات باستثناء الكشف عن اسمه". 

وقالت المنظمة إن "التعنيف الشديد الذي تعرض له الطفل، أدى لإصابته بنزيف في الكُلى، نُقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى الشهيد الصدر".

وذكرت المنظمة الحقوقية أن الكشف الطبي على حالة الطفل كرار أثبت تعرضه للاغتصاب بالإضافة إلى سلسلة الضرب والكي التي وثقها المقطع المصور وأكدتها التقارير الطبية.

واستهجنت المنظمة عدم ملاحقة الجهات الرقابية أو الطبية داخل مستشفى ابن البلدي والد الطفل أثناء هروبه، مناشدة وزارة الداخلية العراقية متابعة حالة كرار الصحية والقانونية بحق والديه.

في الأثناء، أكد الأطباء المشرفون على حالة الطفل في تصريح صحفي تعرضه للتحرش الجنسي، بالإضافة إلى التآم كسور سابقة تعرض لها بسبب الضرب المبرح، لافتين إلى أن الطفل مجهول الهوية لغاية الآن.

الشرطة تبحث عن والد الطفل

وقال مدير الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية العميد غالب العطية، أثناء زيارته للطفل كرار، إن الأجهزة الأمنية تبحث عن والد الطفل الذي لاذ بالفرار بعد إيصاله إلى المستشفى، مؤكدا في تصريح متلفز أن القانون سيأخذ مجراه مع ذوي الطفل بعد العثور عليهما.

وأضاف العطية في منشور أرفقه عبر حسابه في فيسبوك أن "الطفل برعاية أحد منتسبي الشرطة المجتمعية لغاية إكمال مراحل العلاج، وذلك لضمان عدم تعرضه لأي شكل من أشكال الأذى حتى وصول ذويه إليه".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب عراقيون الجهات المعنية بإنزال أشد العقوبات بحق أسرة الطفل كرار، وعدم التهاون مع القضية أو السكوت عنها لأي سبب من الأسباب.

وطالب نشطاء وحقوقيون، كل من يتعرف على الطفل للإدلاء بمعلومات عن ذويه لكي يتم الإبلاغ عنهم، وتحقيق العدالة في قضية الطفل كرار، سعياً لعدم تكرار هكذا حالات بسبب التهاون في تشريع قانون رادع يحد من العنف الأسري ويحمي الطفل خصوصا من أي مظهر من مظاهر العنف". 

وأكدت الأجهزة الأمنية تواجد منتسبين من الشرطة قرب الطفل للتأكد من سلامته وضمان عدم تعرضه لأي شكل من اشكال الأذى لحين وصول ذويه إليه، في حين كثفت الأجهزة الأمنية إجراءاتها للوقوف على حيثيات القضية وإلقاء القبض على الجناة لتقديمهم للعدالة.

وفاته في المستشفى

وتوفي الطفل كرار نتيجة المضاعفات التي لحقت به بسبب العنف والاغتصاب، بعد هروب أهله دون معرفة القاتل، حيث هرب والده الى جهة مجهولة، وذهبت والدته تجاه البصرة حيث سكنة أهلها، ولا تزال التحقيق مفتوح في الشرطة المجتمعية، ليسجل رقم آخر يضاف لقائمة ضحايا العنف والاعتداء الجنسي في العراق، وأقيمت وقفة حداد واستنكار على مقتله والمطالبة بحماية الأطفال من العنف،