edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. اختطاف الفتاة إسلام.. القصة الكاملة للـ72 ساعة التي هزت واسط وكشفت "وكر الحرية"

اختطاف الفتاة إسلام.. القصة الكاملة للـ72 ساعة التي هزت واسط وكشفت "وكر الحرية"

  • اليوم
اختطاف الفتاة إسلام.. القصة الكاملة للـ72 ساعة التي هزت واسط وكشفت "وكر الحرية"

انفوبلس/ تقرير 

في قلب قضاء العزيزية بمحافظة واسط، حيث تتشابك العلاقات الاجتماعية وتغلب الطمأنينة على حياة الأهالي، استيقظ الجميع على كابوس لم يكن في الحسبان. طفلة في الرابعة عشر من عمرها، "لطيفة" كما يصفها جيرانها، ومتفوقة في دراستها، تختفي في وضح النهار وفي مسافة لا تتجاوز 15 دقيقة مشياً. لم تكن "إسلام كريم" مجرد رقم في سجلات المفقودين، بل كانت الشرارة التي فجرت واحداً من أخطر ملفات الاتجار بالبشر في العراق، لتكشف لنا كيف يمكن لـ "فعل الخير" أن يكون درعاً يحمي صاحبه في أحلك الظروف.

هي قصة تمزج بين "عدالة السماء" التي أنصفت رجلاً أفنى ماله وجهده لإيواء الفقراء، وبين "يقظة الصقور" التي تتبعت خيوطاً غير مرئية لتعيد ست براءات من أنياب الضياع.

الاثنين الأسود.. "درس الرياضيات" الذي لم يبدأ

تبدأ القصة مساء الاثنين، حين أوصل السيد كريم تركي، وهو ناشط إنساني معروف في واسط، ابنته "إسلام" (مواليد 2011) إلى مركز لدروس التقوية. كأي أب حريص، انتظرها حتى دخلت المبنى، ليعود إلى منزله في حي الموظفين. لم يدر في خلده أن عصابة كانت ترصد "زواغير" القضاء وزواياه الميتة.

عند وصول إسلام، تبيّن أن مدرسة الرياضيات غير موجودة، فقررت العودة للمنزل. هنا، وفي بقعة عمياء لا تغطيها كاميرات المراقبة، نُفذت الجريمة بدقة عالية. اختفت إسلام، ومعها بدأت رحلة الـ 72 ساعة من الرعب. لم تعد الهواتف ترد، ولم تظهر الطفلة في أي شارع مجاور، ليبدأ والدها رحلة البحث المريرة التي استهلت بمنشور استغاثة على "فيسبوك" هزّ أركان المجتمع العراقي.

لم تكن الضجة التي أحدثها اختفاء إسلام مجرد تعاطف عابر مع حالة خطف؛ فالوالد كريم تركي يمتلك رصيداً هائلاً من المحبة في قلوب الفقراء. هو الرجل الذي "بنى 150 منزلاً" للمحتاجين، وجمع التبرعات لعلاج الأمراض المستعصية.

هنا تجلت "قوة المجتمع"؛ فبمجرد أن نشر الوالد رقم هاتفه وتفاصيل اختفاء ابنته، تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى غرفة عمليات شعبية. كانت النية الصادقة للوالد في خدمة الناس طوال سنوات، هي المحرك الأول للضغط الشعبي الذي جعل من قضية إسلام "قضية رأي عام" عاجلة، مما وضع الأجهزة الأمنية أمام تحدٍ كبير لا يقبل التأخير.

"الصقور" تقتحم الحرية

بعد عمل استخباري دقيق استمر ثلاثة أيام، سخرت خلاله خلية الصقور الاستخبارية ومديرية مكافحة الإجرام كافة الإمكانيات الفنية والميدانية، تم تحديد الخيط الأول. تبيّن أن المختطفة نُقلت من واسط إلى بغداد، وتحديداً إلى منطقة "الحرية" شمالي العاصمة. 

في عملية نوعية وصفت بالدقيقة – بحسب مصدر أمني تحدث لشبكة "انفوبلس" - داهمت القوة داراً سكنية في المحلة 424. لم تكن المفاجأة في العثور على إسلام فحسب، بل في اكتشاف خمس فتيات أخريات من محافظات مختلفة، كنّ محتجزات في ذات المكان. 

أسفرت العملية عن إلقاء القبض على عصابة منظمة مكوّنة من 12 رجلاً و3 نساء. وكشفت التحقيقات عن أسماء المتورطين الرئيسيين، ومنهم (حسين فارس إسماعيل التميمي) و(محمد كاظم علي) وآخرون من محافظات ديالى وكربلاء والأنبار، مما يشير إلى أننا أمام "شبكة عابرة للمحافظات" متخصصة في الاتجار بالبشر. 

والأخطر من ذلك، هو ثبوت تورط أشخاص يعملون داخل قضاء العزيزية، مهمتهم كانت رصد الضحايا وتسهيل عملية الخطف، وهو ما يفسر معرفتهم بالزوايا التي لا تغطيها الكاميرات.

رغم أن المعلومات الأمنية أكد أن الفتيات "بخير ولم يتعرضن لأذى جسدي"، إلا أن المختصين النفسيين يؤكدون أن 72 ساعة في "وكر للاتجار بالبشر" كفيلة بترك ندوب نفسية لا تندمل بسهولة. هؤلاء الفتيات بحاجة إلى برنامج تأهيلي مكثف لإعادة دمجهن في المجتمع وحمايتهن من "نظرة المجتمع" القاسية التي قد تلاحقهن رغم براءتهن.

كيف أنقذت إسلام خمس ضحايا؟

توقفت الكثير من المدونات والمحللين الاجتماعيين عند نقطة جوهرية؛ لولا مكانة والد إسلام والضجة الإعلامية التي أثيرت حوله، لربما بقيت الفتيات الخمس الأخريات مجهولات المصير.

تلك الفتيات، اللواتي يُرجح أن أهاليهن فضلوا "الصمت" خوفاً من الفضيحة أو اليأس من الوصول لنتيجة، وجدن طريق الحرية بفضل "خيط إسلام". هنا نجد رباطاً وثيقاً بين فعل الخير الذي قدمه الوالد طوال حياته وبين النتيجة؛ فالله الذي حفظ إسلام وسخر لها كل هذا التعاطف، جعلها سبباً لفك أسر خمس عوائل أخرى كانت مفجوعة بصمت. 

الثغرات الأمنية.. الأسئلة الصعبة

رغم نجاح العملية الأمنية الباهر، إلا أن الحادثة فتحت الباب على تساؤلات ملحة تطرحها الشارع العراقي: كيف عبرت المختطفة السيطرات؟ تقع العزيزية على الطريق الرابط بين واسط وبغداد، وهو طريق مليء بالسيطراتالأمنية الثابتة. كيف تمكنت عصابة من نقل فتاة قاصرة لمسافة تزيد عن 80 كيلومتراً دون أن تُكتشف؟.

ويرى خبراء أن العصابات تستخدم سيارات خصوصية ونساءً (العضوات الثلاث في العصابة) للتمويه وتجاوز التفتيش بدعوى أنها "عائلة".

كما كشفت الحادثة عن ضرورة تعميم منظومات الكاميرات الذكية ليس فقط في مراكز المدن، بل في الأزقة والمناطق المحيطة بالمراكز التعليمية، حيث تنشط عصابات الرصد. بالإضافة الى ذلك فان وجود أفراد من العصابة داخل نفس القضاء (العزيزية) يقرع ناقوس الخطر حول "الأمن المجتمعي" وضرورة تدقيق سجلات الوافدين والعمال في المناطق السكنية. 

رسالة إلى الأسر.. الوعي قبل فوات الأوان

وجهت الحادثة رسائل تحذيرية شديدة اللهجة لكل العائلات العراقية – بحسب مدونين – ان الدنيا لم تعد كما كانت؛ حتى في المناطق الصغيرة "الأمان" يحتاج إلى حذر، ويجب تنبيه الفتيات والفتيان إلى عدم الوثوق بالغرباء، وعدم ركوب سيارات الأجرة (التكسي) بمفردهم في مناطق غير مزدحمة، وكذلك أثبتت قضية إسلام أن "الضجة الإعلامية" والإبلاغ السريع هما السلاح الأقوى ضد الخاطفين، فكلما زاد الوقت، زادت فرصة العصابة في "تغييب" الضحية أو نقلها لمكان أبعد. 

وفي النهاية، عادت إسلام إلى حضن والدها "باني البيوت"، وعادت معها خمس فتيات أخريات إلى كنف عوائلهن. انتهى "جحيم الـ 72 ساعة"، لكن المعركة القانونية بدأت. الضحايا الآن تحت رعاية أمنية ونفسية للتأكد من تجاوزهن صدمة الاحتجاز، بينما ينتظر المتهمون الـ 15 محاكمات وفق المادة 421 من قانون العقوبات العراقي (الخطف)، وقد تصل العقوبات إلى الإعدام في حال ثبتت تهم الاتجار بالبشر.

إن قصة إسلام كريم تركي ستبقى محفورة في ذاكرة العراقيين كدرس في "العدالة الإلهية" التي أنصفت رجلاً أفنى عمره في خدمة الناس، فأنقذت ابنته وأنقذت معها براءات أخرى كانت تائهة في دهاليز "منطقة الحرية". 

أخبار مشابهة

جميع
مئوية محكمة التمييز محطة وطنية لتجديد الثقة بالقضاء وترسيخ استقلاله الدستوري

مئوية محكمة التمييز محطة وطنية لتجديد الثقة بالقضاء وترسيخ استقلاله الدستوري

  • اليوم
استفتاء انفوبلس.. رأي الجمهور يحسم سباق شركات الإنترنت و"الوطني" يكتسح الجميع

استفتاء انفوبلس.. رأي الجمهور يحسم سباق شركات الإنترنت و"الوطني" يكتسح الجميع

  • 24 كانون الأول
بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

بين النفي الرسمي وصيحات الناشطين.. هل تحولت أهوار العراق إلى "أفخاخ موت" للطيور المهاجرة؟

  • 24 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة