استفتاء انفوبلس.. الجمهور يحسم صدارة البودكاست العراقي ويعيد رسم المشهد الصوتي
انفوبلس..
في وقت يشهد فيه المحتوى الصوتي ازدهاراً ملحوظاً في العراق، أعلنت شبكة انفوبلس نتائج استفتائها الجماهيري لاختيار أفضل بودكاست عراقي لعام 2025، بعد مشاركة واسعة من المتابعين على منصاتها الرقمية. وجاءت النتائج لتكشف بوضوح عن اتجاهات الذائقة العامة، وحجم التأثير الذي باتت تمارسه برامج البودكاست في تشكيل الوعي، وصناعة النقاش، ومنافسة الإعلام التقليدي.
كشفت النتائج النهائية لاستفتاء “أفضل بودكاست عراقي لعام 2025” الذي أجرته شبكة انفوبلس عن تفوّق لافت لبرنامج جيم سين الذي يقدمه الإعلامي ثائر جياد الحسناوي، حيث تصدّر قائمة الخيارات بنسبة 46% من مجموع الأصوات، مبتعداً بفارق كبير عن بقية المنافسين، في مؤشر واضح على رسوخ حضوره في المشهد الصوتي العراقي، وقدرته على جذب جمهور واسع ومتفاعل.
وشهد الاستفتاء مشاركة 533 مصوّتاً، وهو رقم يعكس تنامي الاهتمام بالبث الصوتي كوسيلة إعلامية بديلة، خصوصاً بين فئة الشباب، الذين باتوا ينظرون إلى البودكاست بوصفه مساحة أكثر حرية وعمقاً لطرح الأفكار، ومناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية.
وجاء في المرتبة الثانية بودكاست بتوقيت النجف بنسبة 31% من الأصوات، مؤكداً حضوره القوي وقدرته على بناء علاقة وثيقة مع جمهوره، عبر محتوى يتقاطع مع الشأن العام والهمّ المحلي، ويعكس خصوصية المكان والبيئة الاجتماعية التي ينطلق منها.
أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب بودكاست قصص الذي يقدمه المصور والإعلامي علي كيتو، حيث حصل على 11% من الأصوات، مستفيداً من ميل شريحة من الجمهور إلى السرد والحكاية، والبحث عن محتوى إنساني وثقافي بعيد عن الإيقاع السريع للأخبار اليومية.
وفي المراتب التالية، حلّ بودكاست شي منسي الذي يقدمه الإعلامي صلاح منسي بنسبة 9%، فيما توزّعت النسب المتبقية على برامج أخرى، أبرزها اكتشف بنسبة 3%، في حين جاء بودكاست تجارب بنسبة هامشية لم تتجاوز 0%، وفق ما أظهرته نتائج الاستفتاء.
وتشير هذه الأرقام إلى فجوة واضحة بين البرامج المتصدّرة وبقية المنافسين، وهي فجوة لا تعكس بالضرورة جودة المحتوى فقط، بل ترتبط أيضاً بعوامل أخرى، مثل الانتشار الرقمي، والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستمرارية الإنتاج، والقدرة على ملامسة اهتمامات الجمهور اليومية.
وتؤكد شبكة انفوبلس أن هذا الاستفتاء يأتي ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى قياس نبض الشارع، وتسليط الضوء على الظواهر الإعلامية الصاعدة، وفي مقدمتها البودكاست، الذي تحوّل خلال السنوات الأخيرة من تجربة فردية محدودة التأثير إلى صناعة قائمة بذاتها، تمتلك جمهوراً واسعاً وتؤثر في النقاش العام.
ويرى متابعون للشأن الإعلامي أن تصدّر “جيم سين” بهذه النسبة المرتفعة يعكس نجاحه في بناء هوية واضحة، وخطاب متماسك، وأسلوب تقديم قادر على الجمع بين العمق والبساطة، وهو ما جعله قريباً من جمهور متنوع، لا يقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية واحدة.
في المقابل، يعكس الحلول المتقدم لـ“بتوقيت النجف” المكانة المتنامية للبودكاست المحلي المرتبط بالمدينة والبيئة، والذي يستثمر الخصوصية الثقافية والاجتماعية ليقدّم محتوى يتجاوز الجغرافيا، ويصل إلى جمهور وطني أوسع.
ويشير مختصون إلى أن تنوّع البرامج المشاركة في الاستفتاء، من حيث الشكل والمضمون، يعكس ثراء التجربة العراقية في مجال البودكاست، ويؤكد أن الجمهور لا يبحث عن نمط واحد، بل يتفاعل مع محتوى متعدّد، يتراوح بين التحليل، والسرد، والتجربة الشخصية، والحوارات المفتوحة.
كما يلفت مراقبون إلى أن النتائج، رغم طابعها الجماهيري، تمثل مؤشراً مهماً لصنّاع المحتوى الصوتي، إذ توفّر لهم قراءة مباشرة لانطباعات الجمهور، وتساعدهم على فهم نقاط القوة والضعف، في سوق بات أكثر تنافسية، وأعلى سقفاً من حيث التوقعات.
وتحرص شبكة انفوبلس على التأكيد بأن هذا الاستفتاء لا يندرج ضمن تصنيف مهني أو تقييم أكاديمي، بل هو نشاط تفاعلي إعلامي، يهدف إلى إشراك الجمهور في صناعة المحتوى، وتحويله من متلقٍ سلبي إلى شريك في توجيه الضوء نحو البرامج الأكثر تأثيراً وانتشاراً.
وتندرج هذه الفعالية ضمن مشروع أوسع تعمل عليه الشبكة، يقوم على اختيار “الأفضل” في مجالات مختلفة، وطرحها لاحقاً في استفتاءات عامة، في محاولة لربط الإعلام بالجمهور، وبناء محتوى يستند إلى التفاعل الحقيقي، لا إلى الأرقام المجردة فقط.
وفي المحصلة، تعكس نتائج استفتاء “أفضل بودكاست عراقي لعام 2025” حقيقة أن المحتوى الصوتي بات لاعباً أساسياً في المشهد الإعلامي العراقي، وأن المنافسة لم تعد محصورة في جودة الصوت أو الفكرة، بل تشمل القدرة على التأثير، والاستمرارية، وبناء الثقة مع الجمهور. وبينما تتجه الأنظار إلى تجارب جديدة قادمة، يبقى صوت الجمهور هو العامل الحاسم في رسم خريطة التفوق، وصناعة النجومية في عالم البودكاست العراقي.
