الفيس بوك يتدخل بفضح طرق الفساد في الانبار.. إعلانات بيع لمدارس كرفانية تبرعت بها الأمم المتحدة للمحافظة!
انفوبلس/ تقارير
حتى الفيس بوك بات يتدخل في فضح طرق الفساد بمحافظة الأنبار، ربما لكثرتها وعدم امتلاك هيئة النزاهة "أذرع الأخطبوط" للسيطرة عليها، أو لأن حبل الفساد بات قصيرا كالكذب. سلسلة عمليات الفساد المدوّية في المحافظة التي بدأت من سرقة الأراضي ومرّت بتورط قيادات وأسماء كبيرة بغسيل الأموال، وصلت الآن لبيع المدارس!. هذا ما كشفته إعلانات بيع في مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت شخصا "حلبوسيّاً" وهو يروّج لمجموعة "كرفانات" بغية بيعها، ليتبين لاحقا أنها مدارس تبرعت بها الأمم المتحدة للمحافظة!.
*إفرازات حزب تقدّم
يقول المختص بالشأن الأمني والسياسي أزهر الجميلي، إن "إفرازات حزب تقدّم في الانبار بعد عزله من المنصب أدت لمباشرة أحد أقارب الحلبوسي ببيع المدارس الكرفانية التي جهّزتها الأمم المتحدة للطلاب لحل مشكلة المدارس المزدحمة".
*مزاد لبيع المدارس
ويكمل الجميلي، "بدأ قائم مقام الرمادي (إبراهيم العوسج الجنابي) بدمج المدارس وبيع جميع الكرفانات عن طريق مزاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، حيث تُقدر المدارس بحوالي ٥٠ مدرسة بعدد كرفانات بلغت 500.
*من المسؤول عن البيع واستلام المبالغ؟
يوضح الجميلي، بأن "المسؤول عن البيع واستلام المبالغ هو (محمد عبود محمد الحلبوسي) وهو أحد زبانية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في قانونية قائم مقامية الرمادي المسؤول عن ابتزاز الناس أيضا".
*تواطؤ من نزاهة الأنبار
يتوعد الجميلي بكشف أمور جديدة بالقول: "هناك أمور سوف أكشفها لكم لاحقا وكيف يتواطأ معه مدير النزاهة ومكتب التحقيقات في الانبار بعدما تم القبض عليه متلبس سابقاً، بقضايا ابتزاز المواطنين".
تحالف الانبار: الفساد في المحافظة يختلف عن كل المحافظات الأخرى
بدوره، قال تحالف الانبار الموحد، إن المبالغ المالية التي استردّتها هيئة النزاهة من رئيس هيئة التقاعد بمحافظة الانبار “لا تساوي شيئاً” لحجم السرقات الأخرى.
وقال القيادي بالتحالف، محمد دحام، في حديث صحفي، إن “قضية الفساد في الانبار تختلف عن كل المحافظات العراقية الأخرى، باعتبار أن هناك أرقاما فلكية وسرقات لا تُقدر بثمن”.
وأضاف، إن “المبلغ المالي الذي تم استرداده من رئيس هيئة التقاعد السابق بالأنبار، والذي يُقدر بـ5 ملايين دولار وإن كان كبيراً، إلا أنه لا يساوي شيئا لحجم الأموال الأخرى المسروقة في الانبار”.
وطالب القيادي بتحالف الانبار، هيئة النزاهة بـ”الكشف عن إيرادات الانبار منذ عام 2018 ولغاية اللحظة لاسيما الداخلة الى المحافظة، وتتبّع هذه الأموال وتحديد الجهات التي حصلت عليها”.
وبين دحام، أن “هناك شراكات وتخادما وأحزابا سياسية وشخصيات نافذة هي من رتبت لهذه السرقات، فمن المستحيل أن يقوم رئيس هيئة تقاعد بدرجة رئيس قسم بسرقة مبلغ بهذه القيمة".
*الخالدي: حجم الفساد في الانبار يفوق "سرقة القرن" بثلاثة أضعاف!
من جانبه، أكد رئيس تيار بيارق الخير محمد الخالدي، أن حجم الفساد في محافظة الأنبار يزيد "ثلاثة أضعاف" عن مبالغ الأمانات الضريبية المعروفة بـ"سرقة القرن".
وقال الخالدي، إن "ما كُشف حتى الآن من ملفات فساد كبيرة في الأنبار ما هو إلا جزءاً محدوداً وما تبقى مهول بحكم التحقيقات الأولية"، مؤكدا بأن "حجم الفساد في لغة الأرقام يعادل 3 أضعاف صفقة القرن".
وأضاف، إن "مكافحة الفساد في دوائر الانبار سيزيد من استقرارها وليس العكس والأهالي متفقون بأن العودة للمربع الأول من خلال أي تصعيد سياسي مرفوضة، لأن الجميع يدرك بأن الأمن خط أحمر وهناك دعم لإنهاء إمبراطوريات مالية أُنشِئت بأموال منهوبة متورطة بها قوى سياسية متعددة".
وأشار الخالدي إلى أن "ما حدث في الأنبار من فتح ملفات حساسة جداً، يجب أن ينتقل الى محافظات أخرى تَئِنُّ من الفساد الذي نخر المؤسسات ونهب أموالا كبيرة مخصصة للإعمار" لافتا إلى أنه "ليس من المعقول أن تعاني مناطق من سوء الخدمات رغم إنفاق تريليونات الدنانير".
وتابع، إن "أي تغيير في أي مؤسسة أمنية أو حكومية هو إطار طبيعي لا يعني منه الاستهداف خاصة وأن جميع من جرى تغييرهم هم بالأساس من أبناء المحافظة".
