edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. النخلة التي لم تغادر أرضها وماتت وهي واقفة.. ما لا تعرفه عن الفنانة الكبيرة سليمة خضير

النخلة التي لم تغادر أرضها وماتت وهي واقفة.. ما لا تعرفه عن الفنانة الكبيرة سليمة خضير

  • 28 اب
النخلة التي لم تغادر أرضها وماتت وهي واقفة.. ما لا تعرفه عن الفنانة الكبيرة سليمة خضير

انفوبلس / تقرير 

بقلب يعتصر حزناً، نعت الأوساط الفنية والثقافية في العراق والعالم العربي، الفنانة الكبيرة سليمة خضير، التي رحلت عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق 26 آب 2025، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. 

كان رحيلها بمثابة خسارة فادحة لا يمكن تعويضها للساحة الفنية، فقد كانت سليمة خضير أكثر من مجرد ممثلة؛ كانت "أُم المسرح العراقي"، اللقب الذي استحقتّه بجدارة، ليس فقط لمسيرتها الفنية الحافلة، بل لدورها الحقيقي كأم لكل الممثلين الشباب في الفرقة الوطنية للتمثيل، حيث كانت تستقبلهم بعبارتها البصراوية الأصيلة "هلة يمة"، فكانت بمثابة جناح احتوى أجيالاً من الفنانين، وشعورهم بأمومتها كان يسبق كل شيء.

من بصرة النخيل إلى عاصمة الفن

وُلدت سليمة خضير في مدينة البصرة الفيحاء، مدينة الشعر والأدب، حيث كانت موطناً لأكبر غابات النخيل وتجري بين بساتينها عشرات الأنهار المتفرعة من شط العرب. كانت تتميز بجمالها البصراوي الأصيل، بعينيها الواسعتين وشعرها الأسود وملامحها التي لا تُنسى.

في بداياتها، لم يكن التمثيل هو شغفها الأول، بل كان اهتمامها منصباً على الكتابة والشعر، وكانت تقرأ بنهم كل ما يقع تحت يدها من كتب المسرح والأدب. لكن سحر السينما، التي كانت تزدهر بها البصرة في تلك الفترة، خطف قلبها واجتذبها إلى عالم التمثيل.

في حديث صحفي أجرته في سنوات تقاعدها، اعترفت سليمة خضير دون أي ندم: "لو أنني استمررت بالكتابة ككاتبة أو صحافية لكنت اليوم نجمةً كبيرة في عالم الأدب، ولكن التمثيل أخذ جهدي ووقتي وكل حياتي، وبالذات التمثيل المسرحي". 

ورغم أن عملها في الإذاعة والتلفزيون كان مهماً، إلا أنها كانت تعتبره ثانوياً بالنسبة لحبها الأول: المسرح. كانت سليمة خضير خريجة قسم اللغة العربية في كلية الآداب، وشغفها بالمسرح كان قد بدأ مبكراً، لتصبح مسرحياتها لاحقاً جزءاً من مكتبتها الفنية الغنية التي تركتها للأجيال القادمة.

مسيرة فنية من القمة إلى القمة

في نهاية الخمسينيات، وبالتحديد عام 1959، بدأت سليمة خضير مسيرتها الفنية مع فرقة "هواة الفن" في البصرة. ومن هناك، لفتت الأنظار بعبقريتها الفذة، مما جعل كبار المخرجين في العاصمة بغداد يتسابقون للعمل معها. 

كان لا بد من خطوة الانتقال الكبرى إلى بغداد، خاصة بعد أدائها لدور البطولة في مسرحية "أنتيغونا" للمخرج سامي عبد الحميد، والذي كان بمثابة جواز سفرها إلى عالم الفن الاحترافي الأوسع. انتقلت سليمة إلى بغداد، لكنها لم تنسَ يوماً رائحة أرضها البصراوية التي كانت تحملها في أعماقها.

استهلت مسيرتها في بغداد بالعمل كمذيعة ومقدمة برامج في الإذاعة العراقية، لكنها لم تتوقف عن التمثيل على خشبة مسرح بغداد، حيث عملت مع فرقة المسرح الفني الحديث، وتعاونت مع كبار الممثلين والمخرجين. ثم كان قرارها بالانضمام رسمياً إلى الفرقة القومية للتمثيل في منطقة كرادة مريم، التي كانت حينها المؤسسة الفنية الأكثر أهمية في البلاد.

كانت بداية سليمة خضير المسرحية من القمة، حيث شاركت في مسرحية "النخلة والجيران" المأخوذة عن رواية الكاتب الكبير غائب طعمة فرمان وإخراج قاسم محمد. في هذا العمل، وقفت جنباً إلى جنب مع عمالقة التمثيل أمثال خليل شوقي وزينب ويوسف العاني. بعد ذلك، قدمت أدواراً بطولية في أعمال خالدة مثل مسرحية "البيك والسايق" للمخرج إبراهيم جلال.

كانت سليمة خضير قد ترسّخت بالفعل في القمة الفنية، ولم تتنازل عن مكانتها. وقد كانت تجربتها مع مسرحية "الأشجار تموت واقفة" تأليف اليخاندرا كاسونا وإخراج بدري حسون فريد، واحدة من أهم المحطات في مسيرتها. وكان هذا العمل من الصعوبة بمكان، لكنه أثبت قدرتها على أداء الأدوار المعقدة، وشاركها في بطولته الفنانة الراحلة سعاد عبد الله. ثم تألقت في المسرحية الشعبية "بيت وخمس بيبان" إلى جانب بهجت الجبوري وسناء عبد الرحمن.

ومن الذكريات التي بقيت محفورة في ذاكرتها، تجربتها مع مسرحية "الثعلب والعنب" التي كان عليها إنقاذها والفرقة في غضون 20 يوماً فقط للمشاركة في مهرجان دمشق للمسرح العربي. كان النص معقداً وفلسفياً، لكنها تمكنت من إتقانه، لتقدم مع الفنان سامي قفطان عملاً أذهل الفرق المسرحية العربية وحاز على جوائز كبيرة، مما جعل الصحف العربية والعراقية تكتب عنه بلا توقف.

أعمال خالدة في الذاكرة العراقية

لم يقتصر إبداع سليمة خضير على المسرح فحسب، بل امتد ليشمل السينما والتلفزيون. فقد قدمت أعمالاً سينمائية خالدة مثل "التجربة"، "الحارس"، و"حمى الأبطال". أما في التلفزيون، فقد أثرت الشاشة العراقية بعشرات المسلسلات التي لا تزال تُعرض وتُشاهد حتى اليوم، ومن أبرزها: "برج العقرب"، "هذا هو الحب"، "البيت الكبير"، "أبو طبر"، "شناشيل حارتنا"، "مملكة الشر"، "الثانية بعد الظهر"، و"بيوت باردة جداً". ساهمت هذه الأعمال في ترسيخ مكانتها كأيقونة درامية أحدثت نقلة نوعية في الفن العراقي.

رحيل موجع ووصية خالدة

في عام 2011، تلقت سليمة خضير صدمة قاسية تمثلت في وفاة نجلها وسام في حادث مؤسف، مما نال من روحها وطاقتها الإبداعية بشكل كبير. هذه الفاجعة دفعتها إلى اتخاذ قرار الاعتزال الفني، لتلزم بيتها في بغداد. وفي هذه المرحلة الصعبة، كانت شقيقتها، المطربة المعروفة أمل خضير، السند الوفي الذي وقف إلى جانبها ودعمها بكل حب.

ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها، كانت سليمة خضير هي النخلة التي ماتت وهي واقفة. لم تترك العراق رغم كل المغريات التي عرضت عليها، وبقيت متمسكة بانتمائها لبلدها حتى آخر رمق. ففي آخر كلماتها التي وثّقتها في تسجيل مصور، قالت: "أرادوا مني الخروج من العراق، لكني لم ولن أخرج أبداً".

تأبين يليق بقامة فنية

فقدان سليمة خضير كان بمثابة خسارة فادحة للوسط الفني في العراق. ونعتها نقابة الفنانين العراقيين ببيان رسمي عبر صفحتها على "فيسبوك"، عبرت فيه عن بالغ الحزن والأسى.

من جانبه، أكد نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي أن رحيلها "يمثل خسارة فادحة لا يمكن تعويضها"، ووصفها بأنها "نجمة رائدة وأيقونة فنية قديرة قدمت الكثير للمسرح والسينما والتلفزيون". وشدد على أنها "كانت تاريخاً عريقاً ومحترماً في المشهد الفني العراقي". وأعلن جودي أن النقابة ستعمل على تخليد ذكراها العطرة من خلال إقامة حفل تأبيني يليق بمكانتها، سيتم خلاله عرض أبرز أعمالها لتعريف الأجيال الجديدة بإرثها الفني الغني.

بدوره، أكد الكاتب المسرحي العراقي محمود أبو العباس أن رحيلها يمثل فقداناً لإحدى أهم أيقونات الدراما العراقية. ووصفها بـ "ابنة العراق والبصرة، صاحبة القلب الطيب التي منحت شبابها وحياتها للمسرح والتلفزيون والسينما". وأشار إلى دورها كأم جمعت تحت جناحيها الكثير من الفنانين القادمين من المحافظات وبغداد على حد سواء.

واختتم أبو العباس حديثه بمناشدة للدولة العراقية بضرورة أرشفة أعمال الفنانين وتجاربهم الفنية، مشيراً إلى أن هذا التراث هو "أمانة في أعناقنا يجب أن نُسلمها للأجيال المقبلة". فمن خلال هذه الأرشفة، يمكن للمجتمع العراقي تقديم حصيلة متكاملة عن رموزه الذين قدموا الكثير لبلدهم، وضمان عدم ضياع هذا الإرث الفني العظيم الذي تركته سليمة خضير وزملاؤها.

كانت سليمة خضير هي الشجرة التي ماتت واقفة، والرحيل الذي لا يُعوض، لكن أعمالها ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال كبصمة فنية لن تمحى.

أخبار مشابهة

جميع
لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

  • 2 كانون الأول
قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول نموذج شيعي حوزوي داخل الذكاء الاصطناعي

قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول...

  • 2 كانون الأول
بين القبول والتحفظ.. خدمة الكوبون النفطي الإلكتروني في العراق: نقلة نوعية أم تحديات تقنية تعرقل التطبيق؟

بين القبول والتحفظ.. خدمة الكوبون النفطي الإلكتروني في العراق: نقلة نوعية أم تحديات...

  • 2 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة