edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بعد ثمانية أعوام من التدمير.. الموصل تستعيد رمزها "منارة الحدباء" وجامع النوري

بعد ثمانية أعوام من التدمير.. الموصل تستعيد رمزها "منارة الحدباء" وجامع النوري

  • 1 أيلول
بعد ثمانية أعوام من التدمير.. الموصل تستعيد رمزها "منارة الحدباء" وجامع النوري

المدينة تنفض غبار الدمار

انفوبلس.. 

بعد سنوات من الغياب القسري عن سماء الموصل، عادت منارة الحدباء إلى شموخها مجدداً، لتعلن أن المدينة التي حاول الإرهاب محو هويتها، قادرة على استعادة ملامحها الحضارية مهما طال الزمن. ففي قلب الموصل القديمة، افتُتح الجامع النوري الكبير ومنارته الشهيرة، بعد إنجاز أعمال إعادة الإعمار التي قادتها منظمة اليونسكو بتمويل رئيسي من دولة الإمارات، وبمشاركة واسعة لخبراء محليين ودوليين.

المنارة التي صمدت تسعة قرون، وارتبطت بذاكرة الموصل كرمز معماري وديني بارز، تعرضت في 21 حزيران/ يونيو 2017 لتفجير دموي أقدمت عليه عصابات داعش، في لحظة مثّلت ذروة محاولة طمس هوية المدينة وقطع صلتها بتاريخها الممتد عبر العصور، غير أن لحظة التدمير تلك، رغم قسوتها، تحولت إلى دافع لنهضة جديدة، انتهت اليوم بمشهد مختلف تماماً: المئذنة تعود لتطلّ على الموصل، شاهدة على إرادة الحياة لدى سكانها.

رمز مدينة الموصل

جامع النوري الكبير، الذي شيّده نور الدين زنكي عام 1172م، يُعد من أقدم جوامع الموصل، ومنذ ذلك التاريخ، غدا مركزاً للتجمع الديني والاجتماعي، وارتبط اسمه بتاريخ طويل من الأحداث، أما منارته الحدباء، التي حملت اسمها بسبب ميلانها المميز، فقد صارت علامة معمارية محفورة في وجدان أهل المدينة، ورمزاً مطبوعاً حتى على العملة العراقية

حين ظهر زعيم عصابات "داعش" أبو بكر البغدادي لأول مرة في تموز/ يوليو 2014 ليعلن ما سماها "الخلافة"، اختار منبر هذا الجامع، وبعد ثلاث سنوات، لجأ التنظيم نفسه إلى نسفه، إدراكاً منه لقيمته الرمزية، ولإرسال رسالة يائسة قبيل هزيمته العسكرية، والتفجير كان صدمة لأهالي الموصل، إذ بدا أن صفحة كبرى من الذاكرة العراقية قد طُويت.

 

لحظة الإعمار والافتتاح

المشهد في أيلول/ سبتمبر 2025 حمل صورة معاكسة تماماً لتلك المأساة، فقد اكتمل ترميم الجامع والمنارة، وأُقيمت مراسم افتتاح رسمية وشعبية بحضور شخصيات حكومية ومحلية وأممية.

وعلى الرغم من الحضور الرسمي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني والوفد المرافق له، فإن ما طغى على الأجواء كان مشهد أبناء الموصل الذين تدفقوا إلى المكان، وكأنهم يستعيدون قطعة ضائعة من ذاكرتهم الجمعية.

الحفل اتسم بالرمزية، إذ أُديت صلاة الظهر في الجامع بعد غياب استمر أكثر من ثماني سنوات، وسط أجواء امتزج فيها البكاء بالفرح.

الكلمات الرسمية جاءت لتؤكد أن إعادة إعمار المنارة تمثل "علامة انتصار على الإرهاب"، غير أن الدلالة الأعمق كانت واضحة في عيون الأهالي: المدينة استعادت قلبها النابض.

 

مشروع دولي بروح محلية

إعادة بناء المنارة لم تكن مهمة سهلة. فقد استغرق العمل سنوات من الدراسات الفنية والتنقيبات الأثرية، شارك فيها خبراء عراقيون إلى جانب فرق اليونسكو، مع الحرص على الحفاظ على ما تبقى من الأساسات الأصلية. المشروع كلّف ما يزيد عن 50 مليون دولار، تكفلت الإمارات بجزء رئيسي منه، فيما قدم الاتحاد الأوروبي وجهات دولية أخرى مساهمات مالية وفنية.

ولم يكن التحدي هندسياً فحسب، بل كان نفسياً واجتماعياً أيضاً، فقد أصرّ أبناء الموصل على أن تعود منارتهم إلى موقعها الأصلي، وأن يُعاد استخدام الحجارة والقطع الأثرية التي جرى انتشالها من تحت الأنقاض. وهكذا تم جمع آلاف القطع وتنظيفها وصيانتها وإدماجها في البناء الجديد.

هذا الإصرار كان رسالة مضادة للإرهاب: إذا كان تفجير داعش للمنارة محاولة "لقتل روح المدينة"، حيث إن إعادة إعمارها إعلان عن إحياء تلك الروح، وإعادتها أكثر قوة ووضوحاً.

 

أبعاد ثقافية وحضارية

عودة الحدباء لا تتعلق بالمعمار وحده، بل تعكس صراعاً أعمق على هوية الموصل والعراق ككل. فالإرهاب سعى لطمس التنوع الثقافي والديني، واستهداف الرموز التي تجمع السكان على اختلاف طوائفهم. ومن هنا، فإن إعادة إعمار الجامع والمنارة، إلى جانب مشاريع ترميم كنائس الموصل القديمة التي تمضي هي الأخرى قُدماً، تمثل إعادة تأكيد على التعايش والتعددية التي طبعت تاريخ المدينة.

كذلك فإن المشروع ارتبط برؤية أوسع لإحياء الحياة الثقافية والفكرية في الموصل. فقد تزامن مع برامج لدعم التعليم والفنون، وإطلاق مهرجانات موسيقية وتراثية، وإنشاء مراكز للشباب والمبدعين. هذه المبادرات تعكس قناعة بأن المعركة مع الإرهاب لا تحسم عسكرياً فقط، بل تحتاج إلى ترسيخ الثقافة والوعي وإعادة الاعتبار للموروث الحضاري.

إرث معماري يُستعاد

الجامع النوري لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان معلماً حضارياً شهد أحداثاً تاريخية كبرى على مدى تسعة قرون. لذلك، فإن عودته اليوم تعني أيضاً استعادة فصل مفقود من تاريخ العراق.

خبراء الآثار الذين شاركوا في المشروع أكدوا أن إعادة البناء لم تكن مجرد عملية إنشائية، بل عملية "ترميم للذاكرة". فقد اكتُشفت أثناء الحفريات غرف أثرية تعود إلى القرن الثاني عشر، وأُدرجت في التصميم الجديد لتكون متحفاً صغيراً يعرض مراحل تاريخ الجامع. وبهذا، صار المكان يجمع بين وظيفته الدينية ودوره الثقافي، ليصبح نقطة جذب سياحي ومعرفي.

تفجير المنارة عام 2017 كان لحظة فاصلة في معركة تحرير الموصل. فقد بدا أن العصابات الإرهابية تفضّل تدمير رمز تاريخي على أن يراه يعود إلى أهله محرراً.

إعادة إعمار الجامع والمنارة تحمل أيضاً رسالة سياسية إلى الداخل والخارج: إن العراق، برغم التحديات، يسعى إلى استعادة مكانته الحضارية، وإن الموصل لم تعد مرادفاً للدمار والحرب، بل مدينة تستعيد دورها كمركز حضاري وثقافي.

 

ذاكرة الألم والانتصار

منذ تسعة قرون والمنارة الحدباء تشهد تقلبات التاريخ: غزوات، معارك، فترات ازدهار وانحسار، لكنها لم تنهدم إلا في سنوات احتلال داعش، لذلك، فإن عودتها اليوم تحمل معنى الانتصار على أكثر المراحل ظلامية في تاريخ العراق الحديث.

قد يختلف الناس حول تفاصيل المشروع، لكن ما لا يختلف عليه أحد أن المنارة عادت، وأن الموصل استعادت أحد أهم رموزها. والأهم أن هذه العودة تفتح الباب أمام مشاريع أوسع لإعمار المدينة القديمة، التي لا تزال تحمل آثار الحرب في أزقتها وبيوتها التراثية.

منارة الحدباء لم تعد مجرد مبنى مائل يزيّن صور البطاقات البريدية أو العملة العراقية، بل صارت شاهداً على معركة إرادة. تفجيرها كان إعلاناً عن محاولة قتل مدينة بأكملها، وإعادة إعمارها اليوم إعلاناً عن ولادة جديدة لتلك المدينة.

 

أخبار مشابهة

جميع
افتتاح كلية الأسباط الجامعة يرسخ دعم الأيتام بتعليم مجاني ومبانٍ أكاديمية متطورة

افتتاح كلية الأسباط الجامعة يرسخ دعم الأيتام بتعليم مجاني ومبانٍ أكاديمية متطورة

  • 2 كانون الأول
لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

  • 2 كانون الأول
قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول نموذج شيعي حوزوي داخل الذكاء الاصطناعي

قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول...

  • 2 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة