بغداد تتنفس بعد عقود من الفوضى والاختناقات.. ماذا عن نقل الوزارات خارج المدن؟
انفوبلس/ تقارير
ترتبط معضلة الزُّحامات في بغداد بوجود أعداد مهولة من السيارات فيها، وتوافد آلاف السيارات عليها من محافظات أخرى يومياً، فضلاً عن سوء التخطيط، إلا أن الإجراءات الحكومية الأخيرة جعلتها تتنفس شيئا فشيئا، ظهر ذلك بعد فتح طريق مطار بغداد ورفع آلاف القطع الكونكريتية. "انفوبلس" سلّطت الضوء على مشاريع فكّ الاختناقات المرورية التي أطلقها السوداني مؤخرا وستفصِّل لكم إلى أي مرحلة وصلت وماذا شملت، مع بيان وتوضيح كامل لملف نقل الوزارات خارج العاصمة بغداد.
*مشاريع فكّ الاختناقات
في الشهر الماضي، أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ما وصفها بأنها "حُزمة أولى لفكّ الاختناقات المرورية في بغداد عبر 16 مشروعاً تتعلق باستحداث طرق وجسور". مؤكداً، أهميتها في معالجة المشكلة باعتبارها "الأولى من نوعها في البلاد".
*أنفاق وجسور
مصدر حكومي قال، إن فكّ الاختناقات المروريّة يُمثِّل أولوية في العمل الحكوميّ الذي تضمَّن مشروعاً كاملاً مُمثَّلاً بإنشاء أنفاقٍ ومُجسَّرات وجسور وتأهيل الطرق السريعة بالإضافة إلى فتح الشوارع المُغلقة.
*بغداد تتنفس.. خارطة العمل كاملة
أصدرت الحكومةُ 4 توجيهاتٍ رئيسية مثّلت خارطةَ عملٍ لفكّ الاختناقات المروريّة:
ففي 1 تشرين الثاني 2022 تمّ التركيز على إنجاز المشاريع البالغ نسبة إنجازها 70% وغالبيتها مرتبطة بالطرق والجسور والنقل العام.
وفي 7 تشرين الثاني 2022 تمّ تكليفُ فريقٍ مُختصٍ لدراسةِ المشاريع المُتوقِّفة وتحديد مشاكل الزخم المروريِّ في بغداد والعمل على مُعالجتها.
وفي 8 تشرين الثاني 2022 كلَّفت الحكومةُ فريقاً فنياً لإعدادِ كشوفاتٍ تتعلَّق بطرقِ الموت والعمل على إصلاحها في مرحلة ثانية.
وفي 15 تشرين الثاني 2022 سحب مجلس الوزراء مشروع قانون التَّعديل الثاني لقانون الطرق العامة رقم 35 لسنة 2002 من مجلس النواب، لغرض تعديله بما يتناسب ومُتطلبات المرحلة.
*فصل الطرق الرئيسية والثانوية
واستكمالاً للتَّوجيهات التي أصدرتها الحكومةُ في تشرين الثاني 2022، ألزم مجلسُ الوزراء، وزارةَ الإعمار والإسكان في كانون الثاني 2023 بتقديمِ دراسةٍ مُفصَّلة عن مُعالجة مشاكل تفعيل عمل المحطات الوزنيّة وفصل الطرق الرئيسية والثانويّة خلال مدةٍ زمنية لا تقلُّ عن 30 يوماً.
ثمارُ توجيهات رئيس مجلس الوزراء أتت أُكلها أيضاً في 7 كانون الثاني 2023 حين قرَّرت قيادة عمليات بغداد رفع 42 سيطرة في جانبي الكرخ والرصافة من مدينة بغداد، وفتح عدة طرق وأنفاق داخل المنطقة الخضراء.
*إجراءات تنفيذية
10 كانون الثاني 2023 – تخويل وزارة الإعمار والإسكان صلاحية إجراء التَّعاقدات بسقفٍ لا يتجاوز ترليون وخمسمائة مليار دينـار للمشروعات المُتعلقة بالبنى التحتيّة والطرق والجسور.
15 كانون الثاني 2023 – التأكيدُ على إدامة عملية صيانة الطرق وفكّ الاختناقات المروريّة، وتهيئة مسارات مفتوحة وصالحة من شبكات الطرق للنقل بين المُحافظات.
27 كانون الثاني 2023 – الاتفاق على تفعيل مشروع قطار بغداد المُعلَّق.
1 شباط 2023 - افتتاح طريق الدورة - اليوسفيّة للمرور السريع، بطول 14.5 كيلو متراً، وتقاطع جنوبي بغداد ومقترباته التي تشتمل على مجسّرين.
12 شباط 2023 – إقرار 17 مشروعاً خدمياً مع منح الأولوية لمناطق الزخم المروريّ وأبرزها (جسر الجادرية، وساحة عدن، والطرق المؤدية إلى مدينة الصدر، ومداخل بغداد، وساحتي النسور وقرطبة، ومُقتربات بناية البنك المركزي الجديدة).
متابعة تنفيذ الطريق الحلقيّ الرابع لمدينة بغداد، وضرورة البدء بتنفيذه.
*150 مشروعاً خدمياً
في 23 شباط 2023 – أطلق رئيس مجلس الوزراء حزمة من الأعمال التنفيذيّة بواقع 150 مشروعاً تطويرياً وخدمياً.
من بين الـ 150 مشروعاً، خَصَّصتْ الحكومةُ 35 مشروعاً للجسور والأنفاق والمُجسَّرات والنقل العامّ.
*ماذا شملت الحزمة الأولى
الحزمةُ الأولى شملت 16 مشروعاً مُتعلِّقاً بتطويرِ واستحداث الطرق والجسور وأبرزها:
حسب توجيهات رئيس الوزراء فإنَّ دوائر مشاريع الطرق والجسور، ستبدأ بتنفيذ 16 مشروعاً كحزمة أولى.
▪الطريق الرابط بين سريع محمد القاسم وطريق كركوك - بغداد مروراً بحيِّ البساتين والسريدات.
▪مُجسَّر ربط سريع محمد القاسم بطريق قناة الجيش من جهة الرُّستميّة وتوسعة الشوارع المُحاذية ضمن المسار.
▪إنشاء مُجسَّر على قناة الجيش لربط شارع الداخل باتجاه شارع فلسطين (حيّ المُهندسين).
▪إنشاء مُجسَّر على قناة الجيش لربط منطقة جميلة مع امتداد شارع الجهاد - باب المُعظَّم.
▪إنشاء مُجسَّر لربط شارع (77) تقاطع القدس - العبور.
▪إنشاء جسر الزعفرانية ومُقترباته لربط منطقة الزعفرانية بطريق دورة – يوسفية للمرور السريع ابتداءً من شارع الشركات إلى شارع حارث بن كلدة.
▪تطوير تقاطع قرطبة (شارع بور سعيد).
▪إنشاء مُجسَّر في تقاطع المصافي وربط جسري الطابقين بالمُعلَّق وإنشاء نفق في تقاطع ساحة أحمد عرابي.
▪إنشاء مُجسَّر لتطوير تقاطع دورة – سيدية على طريق بغداد – حلة.
▪إنشاء جسر البنك المركزيّ الجديد الذي يربط شارع زُها حديد من جانب الرصافة بمُقتربات ساحة النسور من جانب الكرخ.
▪تطوير ساحة النسور وإنشاء مُجسَّر فوق السّكة باتجاه تقاطع أم الطبول.
▪تطوير ساحتي عدن وصنعاء.
▪تطوير تقاطع الشالچيّة والطوبچي.
تنفيذ مُجسَّر الطلائع وربطه بشارع البيجيّة (شارع 80) قرب كلية التراث مروراً بمقبرة الشيخ معروف الكرخي ومطار المثنى.
▪تطوير تقاطع معسكر الرشيد مع سريع الدورة (مُجمّع المشن).
▪تطوير تقاطع الفنون الجميلة.
*فتح طريق مطار بغداد
يوم أمس، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بفتح طريق مطار بغداد الدولي أمام المواطنين، بُغية التقليل من الزحامات في العاصمة وتسهيل مرور المواطنين.
*إشادة بفتح طريق المطار
ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي جليل اللامي، إن "طريق مطار بغداد الدولي سيُفتح أمام المواطنين قريباً، من أجل التخفيف عن كاهل المسافرين وتأمين جميع السبل أمامهم للوصول بسهولة ويُسر من وإلى صالات مطار بغداد وكذلك من أجل تقليل الزخم والاختناقات المرورية وانسيابية حركة عجلات المسافرين، ما يعني إلغاء الوسائط الأخرى وتعطيل الساحة الخارجية، والسماح بالحركة المباشرة للمسافرين إلى صالات المطار".
ويضيف اللامي، إن "هذا الإجراء سيكون الطريق الأقصر للقضاء على الفساد والمحسوبية المتَّبعة في دخول المطار، وكذلك للحيلولة دون المخاطر الأمنية التي قد تهدد مطار العاصمة، لذا فإن فتح هذا الطريق أمام المسافرين من دون الدخول في السيطرات الأمنية السابقة سيولِّد صورا إيجابية عن البيئة الأمنية العراقية، ما ينعكس إيجابا أمام المستثمر الأجنبي الذي يبحث عن البيئة الآمنة لاستثمار أمواله".
*بغداد تتنفس.. رفع 35 سيطرة
في مطلع العام الحالي، وضمن خطة الحكومة لفكّ الزحامات المرورية في بغداد، أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن رفع 35 سيطرة خلال كانون الثاني فقط في العاصمة، لافتة إلى فتح العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية المغلقة.
وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم، للوكالة الرسمية، أنه "أحد أسباب الزحامات المرورية وجود عدد كبير من السيطرات". مبينا، إن "قيادة عمليات بغداد باشرت منذ سنتين بوضع خطة لرفع السيطرات تدريجياً".
وأردف سليم، إن "القائد العام للقوات المسلحة أكد على الاستمرار بعملية رفع السيطرات، إذ تم رفع أكثر من 35 سيطرة بجانبي الكرخ والرصافة، وما تبقى سيتم رفعها بالمستقبل القريب".
وتابع، إن "رفع السيطرات يسبقها خطط موضوعة لتغطية المناطق بالجهد الاستخباري، إذ إن هناك أجهزة ووكالات استخبارية تعمل على تغطية المناطق من أجل الاستغناء عن السيطرات". لافتا إلى، "فتح العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية المغلقة".
وبيّن، إن "مناشدات عديدة ترد من المواطنين بشأن رفع السيطرات أو افتتاح الطرق عبر الخط الساخن أو على مواقع التواصل الاجتماعي، تتم الاستجابة لها مباشرة عبر تشكيل لجنة لتقييم المكان والحراك بشأنه".
*نقل الوزارات خارج بغداد
في الشهر الماضي، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وزارات النفط والتجارة والصناعة إلى نقل مقراتها خارج العاصمة بغداد.
وذكرت وثيقة صادرة من مكتب السوداني، أنه "على ضوء التوسع السكاني والعمراني في العاصمة بغداد وبغية إعادة استثمار الأراضي فيها، وجه رئيس مجلس الوزراء اتخاذ ما يلزم لإنجاز دراسة إيجاد مواقع بديلة خارج الحدود الإدارية لمحافظة بغداد، لمواقع وزاراتكم التي تشغل مساحات كبيرة والقريبة من المراكز التجارية في العاصمة مثل معرض بغداد، مصفى الدورة ... الخ)". وكما موضح في الوثيقة أدناه:
*نقل مقرّات حكومية جديدة
بعد حوالي أسبوع من توجيه السوداني نقل الوزارات خارج بغداد، أظهرت وثائق، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وافق على نقل المقرات الحكومية من مدينة الكاظمية شمالي بغداد،
وبحسب الوثائق الصادرة من مكتب رئيس الوزراء والموجهة إلى مكاتب الوزراء وأمانة بغداد والمحافظين بتاريخ 22 شباط/ فبراير الماضي، أنه "استناداً إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء بالاهتمام في إعمار وتطوير مدينة الكاظمية وإظهارها بما يُليق بمكانتها ورمزيّتها الدينية والتاريخية، وبالإشارة إلى مخرجات اجتماع الفريق المكلَّف المنعقد في 2023/1/31 وبمشاركة الجهات المعنية كافة، وجه رئيس مجلس الوزراء بالموافقة على إجراء اللازم أصوليا بشأن توصيات الفريق المكلف".
وتضمنت توصيات الفريق "نقل مقرات الدوائر الحكومية إلى خارج الطوق الأمني للمدينة آنفاً، وإجراء جرد الأراضي غير المستغلَّة داخل المدينة آنفاً وبيان عائديّتها لإمكانية تخصيصها لأمانة بغداد لأغراض النفع العام وفق القانون، وإيلاء المدينة آنفاً الاهتمام المناسب في برامج الوزارات كافة ورصد التخصيصات والإمكانيات اللازمة".
كما وجّه السوداني على "إمكانية نقل سجون العدالة 1 و 2 والقصوى (الشعبة الخامسة سابقاً) إلى خارج مدينة الكاظمية".
