edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. بيجي.. "إمارة الوقود" تموت بالسرطان: كيف حوّل مصفى النفط حياة العراقيين إلى جحيم؟

بيجي.. "إمارة الوقود" تموت بالسرطان: كيف حوّل مصفى النفط حياة العراقيين إلى جحيم؟

  • 24 اب
بيجي.. "إمارة الوقود" تموت بالسرطان: كيف حوّل مصفى النفط حياة العراقيين إلى جحيم؟

انفوبلس/ تقرير 

ينهش السرطان أجساد أهالي بيجي بصمت قاتل، في مشهد يلخص معاناة مدينة عراقية كان يفترض أن تكون مركزًا للثروة الوطنية، لكنها تحولت إلى بؤرة للتلوث والأمراض المزمنة. على ضفاف نهر دجلة شمال محافظة صلاح الدين، تقف "إمارة الوقود" كما يصفها أهلها، شاهدة على مفارقة قاسية: أكبر مصفى نفطي في العراق، لكنه في الوقت ذاته مصدر الخطر الأكبر على حياة سكانه.

مع كل سحابة دخان تتصاعد من مداخن المصفى، ومع كل لتر نفط مكرر أو مشتق، تترسب ذرات سامة في الهواء والماء والتربة. وبينما يفتقر القضاء إلى مراكز طبية متخصصة، يضطر مئات المصابين إلى قطع مئات الكيلومترات بحثًا عن علاج، يثقل كاهلهم ماديًا وصحيًا ونفسيًا. إنها حكاية بيجي التي تَئنّ منذ عقود تحت وطأة الإهمال، فيما تتقاذفها وعود الحكومات المتعاقبة.

اليوم، تتعالى أصوات الأهالي والمسؤولين المحليين مطالبةً بإنقاذ المدينة من موتها الصامت، لكن الاستجابة الرسمية لا تزال بطيئة، وسط تضارب بين البيانات الحكومية والتقارير الطبية والبيئية.

تصاعد إصابات السرطان في بيجي

طالب قضاء بيجي شمال غربي محافظة صلاح الدين، الحكومة العراقية، بخطط إنقاذ عاجلة للسكان ومعالجة الأمراض السرطانية التي يسببها "مصفى بيجي" جراء الملوثات البيئية التي فتكت بآلاف الأرواح بالقضاء ومحيطه.

وبهذا الشأن، قال قائممقام القضاء عادل القيسي، اليوم الأحد 24 آب 2025، إن "معدل الإصابات بالأمراض السرطانية المتنوعة في تزايد مخيف بسبب الأدخنة الصناعية والمحروقات البتروكيمياوية التي يسببها مصفى بيجي، والذي حوّل بيجي ومحيطها إلى بيئة سرطانية سامّة، وسط غياب المراكز الطبية المتخصصة لعلاج الأمراض السرطانية المتفشية واختلاط مياه المجاري الثقيلة بمصادر مياه الشرب، ما جعل صحة الأهالي في خطر دائم". 

وأكد القيسي أن "معدّل الإصابات بالأمراض السرطانية في بيجي لم يتعدّ 100 إصابة قبيل عام 2010 إلا أن المعدل تفاقم بشكل مخيف ليصل إلى 1460 إصابة حتى العام الحالي". وشدد القائممقام على ضرورة إنشاء مركز طبي خاص لمعالجة أهالي بيجي المصابين بالسرطان، بدلاً من السفر إلى أربيل أو السليمانية أو كربلاء لتلقي العلاج، وهو ما يثقل كاهلهم ويؤّخر فرص شفاءهم، لافتاً إلى أن "أهالي بيجي التي تعد (إمارة الوقود) في العراق يتوارثون (الموت الصامت) جراء الأمراض السرطانية والجلدية والأوبئة التي يسببها مصفى بيجي".

بيجي لم تكن ضحية التلوث الصناعي فقط، بل أيضًا مسرحًا للحرب. فقد سيطر تنظيم "داعش" على القضاء عام 2014، وحوّله إلى ساحة قتال شرس مع القوات العراقية التي استعادته بعد أكثر من عام. خلال تلك الفترة تعرضت المنشآت النفطية للقصف والدمار، ما زاد من انبعاث السموم.

إلى جانب ذلك، لا تزال مخلفات الحروب السابقة منذ الثمانينيات تثقل العراق كله. استخدام اليورانيوم المنضب والأسلحة المحرمة دوليًا عام 2003، خلّف تلوثًا إشعاعيًا واسعًا، اعترفت به وزارة البيئة، مؤكدة وجود 300 موقع ملوث في العراق، بينها 63 موقعًا عسكريًا.

هذه الخلفية تجعل من بيجي ومحيطها بيئة مزدوجة التلوث: صناعي وحربي، ما يفسر معدلات الإصابة المتزايدة.

ويقع قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين، ويبلغ سكانه نحو 175 الف نسمة. أما "مصفى بيجي" من أكبر مجمعات تصفية وتصنيع النفط في العراق، يقع بقضاء بيجي شمال بغداد، وينتج ثلث إنتاج المصافي العراقية. وتبلغ طاقته الإنتاجية 15 مليون طن سنوياً من المشتقات النفطية.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن بيجي تعاني من تراكم الأثر البيئي للنشاط الصناعي منذ عقود، الأمر الذي يفسر المخاوف المستمرة من ارتباط هذه الأنشطة بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية. ورغم أن التقارير الأولية حول جودة المياه الخارجة من المصافي أشارت إلى سلامتها، إلا أن تواصل تسجيل عشرات الحالات في المناطق القريبة يثير تساؤلات حول عوامل أخرى محتملة، مثل الانبعاثات الغازية والجسيمات الملوثة في الهواء.

وتفتقر محافظة صلاح الدين إلى مستشفى متخصص في علاج الأورام، ما يجبر المرضى على التنقل إلى محافظات أخرى مثل كركوك وأربيل وبغداد وكربلاء، الأمر الذي يزيد الأعباء المادية والمعنوية ويؤخر الحصول على الرعاية المطلوبة. 

ومع استمرار تسجيل إصابات جديدة، تتزايد المطالبات بإنشاء مركز متطور للأورام في بيجي أو تكريت لتخفيف الضغط على المراكز الطبية في المحافظات الأخرى، وضمان وصول المرضى للعلاج في الوقت المناسب.

وحذر مختصون بشؤون البيئة، مؤخرا، من مخاطر ارتفاع معدلات التلوث البيئي، في ظل عجز حكومة السوداني عن معالجة التخلف البيئي المتفاقم في العراق، والذي تسبب بتفشي الأمراض المزمنة، لا سيما السرطانية منها، فضلا عن تهديد السلامة العامة للعراقيين، منتقدين في الوقت ذاته انعدام التخصيصات المالية الكافية لمعالجة مشاكل البيئة في العراق، مشيرين إلى أن حكومة السوداني تخالف برنامجها في القضايا البيئية التي لها تأثير مباشر على صحة الناس.

ويعد السرطان أحد مسببات الوفيات العشر الأولى في العراق، وكذلك في الشرق الأوسط، بحسب متحدث وزارة الصحة سيف البدر، الذي أكد في تصريح سابق، أن السرطان مشكلة عالمية، ونسب الإصابة به في العراق دون 80 حالة لكل 100 ألف عراقي في العام الواحد، وهي ضمن المعدل العالمي، لكنه يشير إلى أن أكثر الحالات تكتشف متأخرة من المرحلة الثالثة والرابعة من المرض بعد أن يكون قد انتشر إلى أعضاء الجسم ويكون علاجه أكثر صعوبة وتعقيدا.

ويعاني مرضى السرطان في العراق، (57 بالمئة منهم نساء)، من نقص كبير في الأجهزة والأدوية والخدمات الطبية والمراكز التخصصية لعلاجهم ويشكون الإهمال الحكومي.

يجدر بالذكر أن جلسة العلاج بالإشعاع في المستشفيات العراقية خلال الدوام الصباحي مجانية في حين تكلف الجلسة الواحدة 40 ألف دينار (نحو 28 دولارا) في الدوام المسائي، وعدد الجلسات يقدرها الأطباء بحسب كل حالة مرضية.

ويحذر المختصون من أن الأزمة ليست محصورة في بيجي فقط، بل تهدد مدنًا مجاورة مثل تكريت والشرقاط والحويجة، بسبب حركة الرياح وانتقال الملوثات. إذ ان خبراء البيئة يرون أن الوضع في بيجي "إنذار مبكر" لبقية المناطق العراقية. ويؤكدون أن استمرار الانبعاثات من المصافي ومحطات الطاقة دون معالجة بيئية سيؤدي إلى تكرار سيناريو بيجي في مدن أخرى.

وليست الصناعات النفطية وحدها سببًا لتفشي السرطان في العراق. تقارير رسمية ودولية تشير إلى أن الحروب التي مرت على البلاد منذ ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة حرب 2003، ساهمت في تفاقم الأزمة. 

وأهالي بيجي يشعرون بأنهم ضحايا "عدالة مفقودة"، وأن مدينتهم التي أغنت العراق لعقود بالنفط، تُجازى اليوم بالتلوث والسرطان. يرى مختصون أن إنقاذ بيجي يتطلب إنشاء مركز سرطاني متخصص داخل القضاء لتخفيف معاناة المرضى، وتخصيص صندوق مالي طارئ لمعالجة التلوث البيئي والصحي، وإعادة تأهيل مصفى بيجي وفق معايير البيئة العالمية، بالإضافة الى تعزيز الرقابة الشعبية وضمان مشاركة الأهالي في القرارات البيئية.

يقول أحد سكان المدينة: "نحن نمنح العراق الوقود، لكنه يمنحنا الموت في المقابل". هذه الصرخة تلخص حجم الفجوة بين مساهمة بيجي في الاقتصاد الوطني، وحجم الإهمال الذي تعانيه.

والخلاصة، فإن بيجي اليوم ليست مجرد قضية محلية، بل مرآة تعكس معاناة آلاف العراقيين مع السرطان والتلوث والإهمال. هي مدينة تدفع ثمنًا باهظًا للثروة التي كان يفترض أن تجعلها رمزًا للرخاء.

في ظل الأرقام المخيفة، والتصريحات المتكررة، يبقى السؤال: هل تتحرك الحكومة لإنقاذ "إمارة الوقود" من موتها الصامت؟ أم يبقى السرطان قدرًا يتوارثه الأبناء عن الآباء في بيئة سامة؟ إنها صرخة بيجي التي تبحث عن عدالة بيئية وصحية غائبة، صرخة ينبغي أن تسمعها بغداد قبل أن يتسع الخطر ليشمل العراق بأكمله.

أخبار مشابهة

جميع
وثائق مسربة تشعل الشارع: غضب يتصاعد في القائم.. كيف تحول حقل عكاز من بوابة أمل إلى رمز “تهميش ممنهج” لأبناء الأنبار؟

وثائق مسربة تشعل الشارع: غضب يتصاعد في القائم.. كيف تحول حقل عكاز من بوابة أمل إلى رمز...

  • اليوم
الدوحة تشتعل بالأهازيج العراقية.. جماهير “أسود الرافدين” تخطف الأنظار في كأس العرب والعين على النجمة الخامسة

الدوحة تشتعل بالأهازيج العراقية.. جماهير “أسود الرافدين” تخطف الأنظار في كأس العرب...

  • اليوم
الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

  • 4 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة