سجال بين البرلمان والاتصالات.. الوزارة متهمة بالتعاقد مع شركة مُهربة لسعات الإنترنت وتنأى بنفسها

انفوبلس/ تقرير

بالرغم من نفي وزارة الاتصالات، إلا أن "ضجة كبيرة" أُثيرت مؤخراً، وصفتها برلمانية مخضرمة بـ"الكارثة"، وجهت فيها اتهامات خطيرة ضد إحدى الشركات المتعاقدة مع الوزارة.

النائب حنان الفتلاوي، قالت يوم أمس، إن وزيرة الاتصالات تعاقدت من جديد مع شركة تهرب سعات الإنترنت بخسارة نحو 991 مليار دينار.

الشركة تتسبب بخسائر تقدر بـ991 مليارا

وذكرت الفتلاوي في تغريدة عبر منصتها على "إكس"، أن الشركة المعنية تم ضبطها في مدينة كركوك متلبسة بتهريب سعات الإنترنت لأكثر من عامين، وهو ما تسبب في خسائر ضخمة تقدر بـ991 مليار دينار عراقي.

وأوضحت الفتلاوي، أن الوزارة قامت بتضمين هذه الخسائر ضمن حساباتها، لكنها فشلت في تحصيل الأموال من الشركة المخالفة، التي رفضت دفع المبلغ المصادرة. وأضافت الفتلاوي، أن الوزارة قامت بفرض غرامة تصل إلى 10% عن كل يوم تأخير في الدفع، لكن الشركة استمرت في التهرب من السداد.

وفي تطور مفاجئ، كشفت الفتلاوي عن توقيع وزارة الاتصالات عقدًا جديدًا مع نفس الشركة لتمرير الترانزيت لمدة عشر سنوات قادمة، ما أثار تساؤلات عن كيفية السماح لهذه الشركة بالاستمرار في العمل رغم المخالفات التي ارتكبتها.

ودعت الفتلاوي رئيس الوزراء العراقي، ورئيس هيئة النزاهة، وقاضي النزاهة إلى التحقيق في هذه القضية، مؤكدة ضرورة أن يتم اتخاذ إجراءات حازمة ضد المتورطين في هذا الفساد.

كما أرفقت الفتلاوي في تغريدتها صورة لتوضيح من تعود له الشركة المتورطة، في خطوة تهدف إلى كشف المزيد من التفاصيل حول القضية أمام الرأي العام.

من المالك؟

من جهته، تساءل النائب ناظم الشبلي حول تناقض وزيرة الاتصالات بوضع شركة IQ ضمن القائمة السوداء ومن ثم التعاقد مع ذات الشركة لعشر سنوات.

وقال الشبلي في تغريدة عبر منصة "إكس": "معالي الوزيرة محاربة الفساد كما تقولين .. أدناه قرار بتوجيهك بوضع الشركة المهربة لسعات الإنترنت بالقائمة السوداء ومنع التعامل معها ثم بقدرة قادر تتعاقدين مع نفس الشركة لعشر سنوات للترانزيت فما حدا مما بدا أم لأن مالك الشركة هو ابن من ؟؟ وزوج ابنة من ؟؟؟".

الوزارة تتنصل!

من جهتها، نفت وزارة الاتصالات، وجود تعاقد جديد مع شركة IQ لمدة عشر سنوات.

وذكرت الوزارة في بيان تلقته "انفوبلس"، إنها "تود التنويه الى عدم صحة المعلومات التي صرحت بها إحدى النائبات من وجود تعاقد جديد مع شركة IQ لمدة عشر سنوات".

وأضافت، أن "الشركة لديها عقد استثماري قديم مبرم منذ عام 2010 وما زال نافذا بموجب إجازة استثمارية نافذة".

وأشار البيان إلى أن "الوزارة تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يشهر بها ويضلل الرأي العام".

ونوه، أن "القضاء سبق وأن أصدر قراراً مكتسب الدرجة القطعية بتبرئة الشركة المذكورة من تهمة التهريب المنسوبة اليها قبل عدة سنوات".

الفتلاوي تهدد  الياسري

ردت النائب حنان الفتلاوي، بعدها على بيان وزيرة الاتصالات هيام الياسري بشأن تعاقد جديد مع شركة لمدة عشر سنوات.

وقالت الفتلاوي في تغريدة على منصة "اكس"، "معالي الوزيرة منزلة بيان تهدد بمقاضاتي وتقول لا يوجد عقد جديد مع الشركة المهربة للإنترنت".

وأضافت، "تدللي راح انزلك أمر إيفاد بتوقيعك لموظفيك لتركيا على نفقة نفس الشركة للتباحث حول التعاقد مع الشركة لتمرير الترانزيت"، مشددة بالقول "أنا من سيقاضيك لتضليلك الرأي العام وهدرك لأموال الدولة".

الاتصالات النيابية "تستغرب"

من جانبها، استغربت رئيسة لجنة الاتصالات النيابية زهرة البجاري، من توقيع وزارة الاتصالات هيام الياسري عقد مع شركة متهمة بتهريب سعات الانترنت.

وقالت البجاري: " كان الأجدر بوزارة الاتصالات أن تتأكد من جميع المعلومات الخاصة بالشركات، وأيضاً كان الأجدر أن يعلن مشروع الترانزيت لفتح باب المنافسة أمام الشركات لأجل الدخول بهذا المشروع الاستثماري الكبير".

وأضافت، أن "الوزارة كانت دعواتها مباشرة واعتدنا على هذه الدعوات المباشرة وتجسيد الاحتكار في وزارة الاتصالات".

وأبدت البجاري، استغرابها من "وزارة الاتصالات وموقفها من توقيع العقد والاحتفالية الكبيرة بعدها صرحت وزيرة الاتصالات بأن هذا الموضوع غير حقيقي ولم يتم التعاقد مع الشركة لغرض الترانزيت".

وذكرت، أنه "إذا كان هناك عقد فلا يمكن التراجع عنه لأن من حق الشركة اللجوء إلى القضاء".

وفي وقت سابق، أعلنت لجنة الاتصالات النيابية، عن جمع تواقيع أكثر من 90 نائبا لاستجواب وزيرة الاتصالات هيام الياسري.

من هي هيام الياسري؟

هيام عبود كاظم الياسري هي وزيرة الاتصالات العراقية في حكومة محمد شياع السوداني.

ولقد صوّت لها مجلس النواب يوم 27 تشرين الأول سنة 2022. 

الياسري من مواليد عام 1967 في العاصمة بغداد.

حاصلة على شهادة في برنامج توجيه وقادة الموظفين من جامعة كرتن للتكنولوجيا في استراليا.

كما أنّها حصلت على شهادة دكتوراه في هندسة الاتصالات من جامعة التكنولوجية في بغداد.

المناصب والسيرة المهنية

تدرّجت الياسري في المناصب التالية:

- مديرة دائرة الإدارية والمالية في مؤسسة الشهداء حاليا

- المستشارة الفنية لمؤسسة الشهداء

- تدريسية في الجامعات العراقية (1991_2006)

- معاونة رئيس قسم الشؤون العملية والدراسات العليا في جامعة التكنولوجية (2001_2002)

-رئيسة فرع هندسية المعلومات في الجامعة التكنولوجية (2002_2003)

- مستشارة وزير الاتصالات (2007_2021)