edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. "طنطل سومر".. حين تحوّلت أسطورة شعبية إلى كابوس يومي هزّ الناصرية

"طنطل سومر".. حين تحوّلت أسطورة شعبية إلى كابوس يومي هزّ الناصرية

  • 27 تشرين ثاني
"طنطل سومر".. حين تحوّلت أسطورة شعبية إلى كابوس يومي هزّ الناصرية

انفوبلس/ تقرير

في قلب مدينة الناصرية، وتحديداً داخل حيّ "سومر" المعروف بهدوئه النسبي وابتعاده عن مظاهر العنف والمشاكل الاجتماعية، عاش السكان خلال الأسابيع الماضية تجربة غريبة ومقلقة، تجاوزت حدود الوقائع المألوفة، ولامست الخوف الجمعي المستحكم في التراث الشعبي الجنوبي، لتعيد إلى الواجهة واحداً من أعتى الرموز الأسطورية في الذاكرة العراقية: "الطنطل".

ما بدأ بحادثة اعتداء غامضة على أحد المواطنين تحوّل سريعاً إلى سلسلة هجمات مجهولة المصدر، أوقعت إصابات متتالية، وأدخلت الحي في حالة ذعر حقيقية، حتى إن الأهالي فرضوا على أنفسهم حظر تجوال غير معلن يبدأ مع صلاة المغرب ويستمر حتى بزوغ الفجر. 

ومع غياب تفسير منطقي للظاهرة، لم يجد السكان سوى الأساطير القديمة ليعلّقوا عليها خوفهم، فاستعادوا "الطنطل" بوصفه حلاً أو تفسيراً، لا لشيء إلا لأن العقل الجمعي، في لحظات العجز، يذهب نحو الموروث أكثر مما يذهب نحو الوقائع.

شرارة البداية.. ضربة غامضة تغيّر كل شيء

بحسب روايات الأهالي، فإن القصة بدأت عندما ادعى أحد المواطنين تعرضه لضربة مفاجئة في أحد شوارع الحي، دون أن يرى الفاعل أو يسمع صوتاً ينبئ بحركة بشرية. لم يُعر الناس الأمر أهمية في بادئ الأمر، واعتُقد أنه مجرد حادث عرضي. لكن تكرار الأمر جعل الشك يكبر: إصابات تطال أطفالاً، ثم مراهقين، ثم رجالاً، حتى أصبح الخروج ليلاً مخاطرة لا تُحمد عقباها.

يقول أحد سكان الحي: "في البداية ظننا أن أحد العابثين يمزح، لكن الإصابات كانت موجعة، وبعضها استدعى تدخلاً طبياً… الأمر لم يعد نكتة، بل رعب يومي". 

القلق تصاعد يوماً بعد يوم، ومع كل إصابة جديدة كانت الشائعات تزداد حضوراً: هل هناك أحد يتعمد إيذاء الناس؟ هل هي عصابة؟ هل هو مجنون؟ أم أن هناك شيئاً خارقاً لا يمكن تفسيره؟ وفي مجتمعات تمتلك إرثاً من الأساطير المرتبطة بالمجهول، كانت الإجابة جاهزة: "الطنطل رجع". 

الطنطل.. الأسطورة التي وجدت أرضاً خصبة لتعود

الطنطل، كائن خرافي من عمق الموروث العراقي، غالباً ما يُقدَّم على أنه مخلوق ليلي يتربص بالناس في الأزقة المهجورة، طويل الجسد، عيونه واسعة، وقدماه تشبهان قدمي الماعز. ورغم أن الأجيال الحديثة بدأت تنظر إليه بوصفه رمزاً فكاهياً أو شخصية تُستخدم لتخويف الأطفال، فإن هذه الحكاية ظلت مختزنة في اللاوعي الجمعي، تنتظر لحظة ضعف كي تتجسد واقعاً.

ولعل ما ساعد على عودة هذا الكائن من ذاكرة الجدات إلى أحاديث الشارع هو عاملان أساسيان: غياب التفسير العلمي للحدث في بدايته، وكذلك الظرف الاجتماعي المتوتر الذي يهيئ البيئة لتصديق غير المعقول.

ومع الوقت، لم يعد الحديث عن الطنطل مجرد تندر، بل أصبح جزءاً من سلوك السكان اليومي: البعض يرتدي خوذات، وبعض الآباء منعوا أطفالهم من اللعب خارج البيت خوفاً من "الضربة المجهولة".

السلطات الأمنية تتحرك.. والدرون تفشل

مع ازدياد البلاغات واتساع دائرة القلق، تدخلت قيادة شرطة ذي قار، التي سرعان ما وجدت نفسها أمام ظاهرة غير تقليدية، فلا أثر لفاعل، ولا شهود قادرين على التحديد، ولا خيط واضح يقود إلى العقل المدبّر. استخدمت القوات الأمنية كاميرات، دوريات راجلة، ومفارز سرية، بل لجأت — وهو الأغرب — إلى طائرات الدرون بحثاً عن اليد التي تُنزل "اللعنة الحجرية" على السكان!

لكن كل ذلك لم يُجدِ نفعاً، وكأن الفاعل كان ينتمي حقاً إلى عالم غير مرئي، يتحرك في الخفاء ويضرب ثم يتلاشى.إلى أن قرر أحد الضباط كسر أنماط التفكير التقليدي ووضع خطة معاكسة: بدل البحث في الشوارع، فلنبحث فوقها". 

كسر اللغز.. الحقيقة أقسى من الأسطورة

تم نصب نقاط مراقبة على أسطح عدد من المنازل، وبعد ساعات من الرصد، انكشف المشهد الصادم: الطنطل لم يكن أسطورة.. بل إنسان، شخص يدعى "حمصه"، يعتلي سطح منزله في موقع استراتيجي مطل على الشارع، ويشن هجماته مستخدماً قطع الطابوق، وبنادق الصجم، وأدوات رمي محلية الصنع. 

لم يكن الأمر مجرد عبث صبياني، بل سلوك مؤذٍ تسبب بكسور زجاج السيارات، وإصابات متوسطة وخفيفة، بعضها في مناطق حساسة، لدرجة أن أحد الضباط أصيب أثناء عملية الاقتحام.

تمت مداهمة المنزل وإلقاء القبض على "حمصه"، ومصادرة الأدوات المستخدمة، ليتبين أن كل هذا الرعب كان صنيعة شخص واحد، استطاع — لوحده — أن يُوقظ أسطورة نائمة منذ عقود. 

من المسؤول؟ الأسطورة أم المجتمع؟

هذه الواقعة المثيرة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق الاجتماعي والثقافي. فالسؤال الجوهري ليس فقط: من هو حمصه؟، بل كيف استطاع رجل واحد أن يزرع الخوف في حي كامل، دون أن يتأكد السكان من حقيقة ما يحدث طوال 40 يوماً؟

هنا يبرز بوضوح الدور الخفي للثقافة الشعبية، فالمجتمع الذي يمتلك مخزوناً أسطورياً جاهزاً يجد في الظواهر الغامضة فرصة لإعادة إنتاج هذا الموروث. وعندما تغيب الدولة أو تتأخر مؤسساتها في تقديم تفسير منطقي، يصبح الخيال أقوى من الحقيقة.

أثر الحادثة على النسيج الاجتماعي

يمكن تلخيص أبرز الآثار بما يلي: عودة الخوف البدائي، إذ تحولت الشوارع إلى أماكن محظورة، وأصبح الليل زمناً لا يُطمأن إليه، وعاد الناس إلى ما يشبه سلوك التجمعات القديمة التي تهاب الظلام.

وكذلك سيادة الشائعة على المعلومة، حيث قبل قبل تدخل الأمن، كانت التفسيرات المتداولة أكثر تأثيراً من البيانات الرسمية. بالإضافة الى اختلال الثقة بين الأفراد، إذ بات كل مجهول مصدر تهديد محتمل، وكل صوت في الليل مقدمة لهجوم مرتقب.

  • الداخلية تنفي صدور قرارات تتعلق بهيكلة أفواج الطوارئ وقوات الشرطة الاتحادية

رسائل الواقعة.. ما الذي يجب أن نتعلمه؟

هذه التجربة المرعبة ـــ رغم طرافتها بعد انكشاف ملابساتها ـــ تقدم دروساً مهمة، وهي أن الإشاعة في مجتمع هش يمكنها أن تصنع واقعاً كاملاً، وأن الخوف حين لا يجد تفسيراً، يصبح قوة قد تفوق السلاح، وأن الموروث الشعبي ليس مجرد حكاية.. بل عنصر مؤثر في السلوك الجمعي، وأن الأمن الوقائي والاستخبار التكنولوجي ضرورة لا ترف. 

الطنطل لم يمت.. لكنه تغيّر شكلاً

قد يظن البعض أن القبض على "حمصه" أعاد الطمأنينة، لكن الحقيقة أعمق من ذلك: الطنطل لم يعد مجرد كائن أسطوري، بل تحوّل إلى رمز لغياب الوعي الجمعي، ولسرعة سقوط المجتمع في فخ الخوف حين تغيب الثقة وتتفوق الأسطورة على الحقيقة.

وإن ما حدث في حي سومر ليس حكاية طريفة ولا حادثة معزولة، بل مؤشر على هشاشة البنى الثقافية أمام المجهول، وعلى قدرة فرد واحد — بلا قدرات خارقة — على تحريك خوف موروث منذ مئات السنين. فالأساطير لا تموت.. لكنها تنتظر اللحظة المناسبة لتعود.

أخبار مشابهة

جميع
عاصفة التقنية تضرب عرش الطيران العالمي.. كيف تحول العراق إلى ساحة اختبار لصلابة أسطوله الجوي؟

عاصفة التقنية تضرب عرش الطيران العالمي.. كيف تحول العراق إلى ساحة اختبار لصلابة أسطوله...

  • 30 تشرين ثاني
ديالى بين مستشفى معلّق منذ 2009 ومشاريع مجارٍ لا تنتهي… أين اختفت المليارات؟

ديالى بين مستشفى معلّق منذ 2009 ومشاريع مجارٍ لا تنتهي… أين اختفت المليارات؟

  • 30 تشرين ثاني
المحتوى الهابط في العراق: تيك توك والمال السريع.. بين الابتذال والأرباح الطائلة

المحتوى الهابط في العراق: تيك توك والمال السريع.. بين الابتذال والأرباح الطائلة

  • 30 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة