عمر بازياني والأخوان آسو ووريا هوليري.. ماذا تعرف عن مؤسسي العنف بعد 2003؟
انفوبلس/ تقرير
في إقليم كردستان وبعد عام 2003، ظهرت وبقوة شخصيات كردية تؤسس للعنف والإرهاب والذين كانوا يتلقون تدريباتهم في معسكرات تنظيم القاعدة بأفغانستان، وفي هذا التقرير سنستعرض أبرز محطات "عمر بازياني" والأخوان "آسو ووريا هوليري".
*عمر بازياني العقل المدبّر لـ"أنصار الإسلام"
بازياني كان أحد العناصر القليلة من جماعة "أنصار الإسلام" الكردية التي تلقت تدريباتها في معسكرات تنظيم "القاعدة" في أفغانستان إلى جانب القيادات المعروفة في جماعة أنصار الإسلام، مثل آسو هوليري ووريا هوليري المعروف بـ(أبو عبد الله الشافعي) الزعيم آنذاك لجماعة أنصار الإسلام وأيوب الأفغاني وغيرهم ممن ذهبوا إلى أفغانستان وتلقوا هناك أوامر بتشكيل جماعة أنصار الإسلام في كردستان العراق في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.
في عام 2001 اندمجت ثلاث جماعات إسلامية هي "جند الإسلام" و"حماس الكردية" و"حركة التوحيد" وألّفت جماعة واحدة أُطلق عليها "أنصار الإسلام" وأبرز قادتها الملا فاتح كريكار واسمه الحقيقي نجم الدين فرج. وهكذا صارت هناك ثلاث جماعات إسلامية مسلحة في كردستان هي: "الحركة الإسلامية" ومقرّها حلبجة قبل أن تنتقل إلى قرى مجاورة بعد ذلك، و"الجماعة الإسلامية" ومقرّها في "خورمال"، و"جماعة أنصار الإسلام" ومقرّها في بيارة.
كما كان بازياني من العناصر المتطرفة داخل الحركة الاسلامية بزعامة علي عبد العزيز، وانشق عنها ليشكل "جماعة التوحيد" التي توحدت مع تنظيم "جند الإسلام" بقيادة أبو عبد الله الشافعي الذي توحد بدوره مع جماعة الملا كريكار ليشكلا معاً تنظيم أنصار الإسلام، وأن بازياني كان ضمن عناصر التنظيم التي هربت من كردستان باتجاه إيران عند اندلاع القتال في معاقلهم على الجبهة الشمالية بالقرب من مدينة حلبجة عند بداية الحرب على النظام العراقي السابق في مارس (آذار) من العام 2003.
وتتبنى جماعة أنصار الإسلام الفكر السلفي السُنّي الجهادي متأثرة بالنموذج السلفي السعودي من الناحية العلمية، والنموذج الفكري لسيد قطب، والمنهج الحركي لجماعة الجهاد المصرية وغيرها، كما تتأثر بنهج ابن تيمية.
إلى ذلك، قال مدير أمن السليمانية في عام 2004 إن بازياني يُعتبر العقل المدبّر لجماعة أنصار الإسلام، لكنه لم يشارك في العمليات العسكرية التي يقوم بها عناصرها لأنه "جبان"، ولكنه خبير متمكن في إدارة أمور التنظيم والتوجيه والتخطيط للعمليات الإرهابية، وكان له دور كبير في إفشال جميع الاتفاقات الموقَّعة بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والجماعات الإسلامية، وكان يردد دائما "عدم جواز الاتفاق مع (الكَفَرة) في إشارة إلى أعضاء الاتحاد الوطني".
بازياني انشق عن "أنصار الإسلام" ليتحالف مع الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، كما أنه قاد في عام (2004) جماعة أنصار السُنة، والتي قامت بإجراء عمليات الخطف والتفجيرات الانتحارية والهجمات، بحسب مدير أمن السليمانية.
جماعة أنصار السُنة: هي منظمة عراقية مسلحة أُسِّست قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، وانبثقت من جماعة أنصار الإسلام الكردية التي كانت تحارب جلال طالباني ومسعود برزاني في كردستان، كما سيطرت وقتها على بعض المدن والقرى في كردستان ولقد تبنت الجماعة مسؤولية العديد من العمليات العسكرية في العراق.
وفي 2004، اعتقلت الشرطة العراقية، عمر بازياني أحد أعوان الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، الذي يعتبر "المشتبه فيه الأول" في سلسلة اعتداءات وقعت في العراق منذ سقوط نظام الطاغية صدام حسين.
وقالت الشرطة آنذاك، إن "عمر بازياني، الذي تمكنت الشرطة من اعتقاله في الثلاثين من مايو (أيار) 2004، كان أحد المسؤولين في حركة التوحيد الإسلامية في كردستان، وأحد الناشطين في مجموعة "أنصار الإسلام"، وشارك في المذبحة البشعة التي ارتُكِبت ضد البيشمركة الكردية في قرية "خيلي حمة" قبل أكثر من عامين (2002)، وكذلك ارتبط اسمه بجرائم في منطقة "بيارة"، التي كانت تحت سيطرة أنصار الإسلام.
وأضافت، إن بازياني يتحدّر من مدينة كركوك، ولكنه فرّ إلى منطقة الحدود مع إيران عندما بدأت القوات الأميركية ملاحقة العناصر التابعة للمجموعات الإسلامية المتطرفة.
* بازياني شريك للإرهابي أبو مصعب الزرقاوي
وتابعت الشرطة، إن "بازياني هو شريك للإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، وهو معروف بعلاقته مع العديد من المجموعات المتطرفة الإرهابية في العراق ويشتبه في علاقته بقتل الكثير من المواطنين العراقيين الأبرياء"، كما وصف البيان بازياني بأنه "أحد أهم عناصر مجموعة الزرقاوي".
*الأخوان آسو ووريا هوليري
آسو هوليري ووريا هوليري الزعيم لجماعة أنصار الإسلام عام 2004، كانا قياديين بارزين في جماعة أنصار الإسلام، اللذان ذهبا إلى أفغانستان وتلقوا هناك أوامر بتشكيل جماعة أنصار الإسلام في كردستان العراق في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.
كما كان آسو هوليري المعروف باسم أسعد محمد حسن المسؤول المكتب العسكري في جماعة "أنصار الإسلام" والذي تزعمهما أخيه وريا هوليري المعروف بـ(أبو عبد الله الشافعي).
* أنصار الإسلام" الكردية.. من التأسيس حتى "داعش"
وفي يوم 5 ديسمبر 2001 تم نشر البيان التأسيسي لتشكيل "أنصار الإسلام" في كردستان الذي تشكل من توحيد "جند الإسلام" و"جمعية الإصلاح"، و"حماس الكردية"، و"حركة التوحيد"، واختير نجم الدين فرج أحمد (الملا كريكار) زعيمًا لها.
وحصّنت "أنصار الإسلام" مواقعها بشكل قوي وكبير، فقد نشروا الألغام على كل الطرق المؤدية إلى بيارة، وخزنوا مزيدًا من الأسلحة في الكهوف في تلك الجبال. ويشبّه القادة الأكراد تحصينات "الأنصار" بتلك الشبكة من الأنفاق التي كان يقيم فيها زعيم القاعدة أسامة بن لادن بجبال تورا بورا بشرق أفغانستان، والتي كانت مسرحًا لقتال دموي بين القوات الأمريكية وقوات "القاعدة".
ومع بداية التأسيس كان لدى جماعة أنصار الإسلام 27 مركز تدريب، فيما يُقدَّر عدد عناصرها بـ 5600.
وبعد الاحتلال الأمريكي انضم عدد من قيادات حزب البعث والجيش والأمن العراقي إلى تنظيم "أنصار الإسلام"، فقد ذكر تقرير نيوزويك، أن "مقاتلي الأنصار يضمون قوات من البعثيين".
في يوم 4 مايو/ أيار 2010، تم القبض على أبو عبد الله الشافعي (وريا هوليري) من قبل القوات الأمريكية في بغداد.
قام التنظيم بالعديد من العمليات الإرهابية ضد أهداف كردية وصحفيين وأجانب ومسيحيين في المناطق الكردية، فبعد أيام من فتوى تكفير المجتمع، هجمت قوات "أنصار الإسلام" قبل الفجر على قرية بالقرب من حلبجة، وقتلت 43 من المقاتلين الأكراد ومثّلت بجثثهم.
ذكرت تقارير إعلامية أجنبية أن قيادات تنظيم القاعدة في المنطقة العربية كان المموِّل الأبرز فقد بلغ حجم الأموال التي دعمت بها "أنصار الإسلام" من قبل قيادات القاعدة والتيارات السلفية الجهادية أكثر من "3 - 6" مليون دولار أمريكي.
في سبتمبر 2003، أعلن أعضاء من جماعة أنصار الإسلام الذين فرّوا إلى إيران بعد عملية مشتركة عام 2003 من قبل القوات العراقية والأمريكية ضدهم إنشاء مجموعة تسمى جماعة "أنصار السُنة". وأصبحت أنصار السُنة جماعة بارزة نشطة فيما يسمى بالمثلث السُني، وقامت بإجراء عمليات الخطف والتفجيرات الانتحارية والهجمات.
وتغير اسم "أنصار السُنة" إلى "جماعة جيش الإسلام"، ليعود مرة أخرى إلى تسمية "أنصار الإسلام" منذ 2007 وحتى الوقت الحالي.
كما أقامت جماعة أنصار الإسلام لها وجودًا في سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية السورية، في البداية تحت اسم "أنصار الشام". وقد لعبت المجموعة دورًا في معركة حلب بتنسيق مع متمردين آخرين بما في ذلك جبهة النصرة.
ومع ظهور تنظيم "داعش"، أعلنت قيادات بجماعة "أنصار الإسلام" في 29 أغسطس/آب عام 2014، البيعة لأبي بكر البغدادي زعيم "داعش".
اتسمت العلاقة بين "أنصار الإسلام" وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بالعدائية الشديدة؛ حيث اندلعت حروب طاحنة بين الفريقين، فرغم تفوق الاتحاد الوطني من حيث العدد والعتاد إلا أنه مُنِي بخسائر فادحة على يد "جند الإسلام"، التي اندمجت في أنصار الإسلام فيما بعد نتيجةً لاعتماد هذه الجماعة حرب العصابات؛ لذلك فقد كان عدد قتلى الاتحاد الوطني (طالباني) يناهز ألف قتيل وجريح، بينما عدد قتلى جند الإسلام حوالي 74 قتيلاً وجريحاً.


