عمليات تجسس داخل مطار بغداد.. المسافرون في "حيرة" وانفوبلس تكشف القصة الكاملة
انفوبلس/ تقارير
كاميرات مراقبة في كل الأروقة،30 جهازاً وُزّع على الشركة الأمنية لمراقبة الوافدين، مطار بغداد الدولي يتحول إلى وكر للتجسس، كارثة جديدة.. مَن راقبنا وحاول الوصول الى معلوماتنا؟ يتساءل المسافرون بغرابة! فماذا جرى؟
تذكير
في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من التقارير حول اكتشاف أنشطة تجسس في مطار بغداد الدولي.
ففي يناير 2020، تم الكشف عن شبكة تجسس داخل المطار كانت متورطًة في اغتيال قادة النصر، الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني.
وذكرت التقارير، أن الشبكة كانت تتألف من أربعة موظفين في أمن المطار واثنين من شركة طيران في مطار دمشق.
في حادثة أخرى، بسبتمبر 2024، كشفت وسائل إعلام عن وجود مافيات تقف وراء عمليات التجسس في مطار بغداد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير عن إسقاط طائرة تجسس إسرائيلية الصنع بالقرب من مطار بغداد الدولي في وقت سابق من العام الماضي، في أنباء لم يتسنَّ التأكد من صحتها.
كاميرات محمولة في أروقة مطار بغداد
تكررت المشاهد أعلاه مؤخرا، وعاد شريط الفضائح، إذ كشفت مصادر صحفية، أن منتسبي مديرية حماية مطار بغداد الدولي وضعوا كاميرات محمولة في مطار بغداد لغرض المراقبة.
وأكدت المصادر، أن الكاميرات آنفة الذكر توضع في الرقبة والأحزمة وتقوم بالتصوير صورة وصوت لغرض التجسس على المسافرين والشخصيات الوافدة والمغادرة بصورة غير رسمية.
30 جهازاً وُزّع على الشركة الأمنية للتصوير
اللافت في الأمر، أن عمليات التجسس حدثت بعلم أمن المطار، إذ أكدت المصادر، أن 30 جهازا تم توزيعها على الشركة الامنية في مطار بغداد للتصوير ومتابعة الأشخاص.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الأجهزة تُربط في الأحزمة على شكل جهاز لاسلكي وأماكن تواجد الأجهزة عند نقاط التفتيش وعند الممر وقرب الجوازات والتوجيه.
ولفتت إلى أن وضع هذه الأجهزة كان من مدير مديرية حماية المطارات.
ليست كاميرات محمولة فقط!
وبحسب المصادر، فإن عمليات التجسس في مطار بغداد الدولي لم تكن عبر كاميرات محمولة فقط، بل كانت عبر كاميرات موضوعة أيضا بصالات التشريفات وعند التذاكر وحتى بممرات الحقائب.
وتؤكد المصادر، أن تلك الكاميرات كانت تعمل لمدة 23 ساعة مقابل إطفاء ساعة واحدة لغرض شحنها.
تجسس على المسافرين والشحنات!
تؤكد المصادر، أنه تم اكتشاف الأجهزة التجسسية في أجزاء مختلفة من المطار، بما في ذلك صالات المسافرين والشحنات.
وأضافت، أن الأجهزة كانت تُستخدم لجمع معلومات عن المسافرين، بما في ذلك أسماؤهم وأرقام جوازات السفر والهواتف المحمولة.
كما كانت الأجهزة تُستخدم لجمع معلومات عن الشحنات، بما في ذلك أنواع البضائع وقيمتها، وفق المصادر.
غضب
تسببت الحادثة بغضب عارم، وأثارت بالوقت ذاته مخاوف المسافرين بشأن أمن المعلومات والخصوصية في العراق.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الحادثة قد تؤثر على الثقة بين المسافرين والمطار وكذلك قد تؤثر على الاقتصاد العراقي.
وبهذا الصدد، طالب المسافرون السلطات المعنية وأمن المطار وسلطة الطيران المدني، بضرورة التدخل وكشف ملابسات ما حدث والإفصاح عن سبب التجسس على المسافرين ومن يقف خلفه.
هل يلفظ المطار أنفاسه الأخيرة؟
بحسب ناشطين عبر منصة "أكس"، فإن مطار بغداد الدولي يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن كان من أفضل المطارات في الشرق الأوسط، مشيرين الى تصاعد الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي لسوء إدارة المطار وخصوصا في صالات وكراج المطار، مؤكدين أن ما حصل انعكاس للوضع العام الذي تعاني منه مؤسسات الدولة.
ويقول المواطن علي الشمري، إن "مشاكل مطار بغداد الدولي لا تُعد ولا تُحصى تبدأ من عراقيل دخول المسافرين بسياراتهم الى المطار وفرض مبالغ معينة، وصولاً الى نوع الخدمات المقدمة في المطار وحمامات المطار وصالاته".
وشدد الشمري على ضرورة الإيفاء بمتطلبات "منظّمة الطيران المدني الدولي"، ومواكبة التطوّر العالمي في مجال النقل الجوي للمسافرين والبضائع.
وغالباً ما يوجه مسافرون عراقيون انتقادات شديدة إلى التأخير المتواصل في الرحلات، إلى جانب ضعف الخدمات والنظافة في المرافق الصحية، فضلاً عن المعاناة التي يواجهها المواطن خلال رحلة الوصول إلى المطار.
صالات الـvip دون المستوى المطلوب
في المقابل، كشف المواطن خضير الفرطوسي، عن أن مطار بغداد يعاني من فوضى وفساد ومشاكل كبيرة، منها كراج المطار ونوع الخدمات المقدمة في المطار ونوع الأطعمة، وخدمات نقل الأمتعة، وصالات المطار من بينها الـvip (تم الاستثمار بها لكن دون المستوى المطلوب) الى الإجراءات الروتينية ومشاكل الإرباك التي تحدث بين الحين والأخر.
ويبين الفرطوسي، أن المشاكل التي يعاني منها مطار بغداد منذ عام 2003 سببها تعيين أشخاص وفقاً للمحسوبية والمحاصصة وعدم تقديم شخصيات ذات إمكانات لإدارة المطار"، داعيا إلى "ضرورة الاستعانة بموظفين على دراية بطرق التسويق الحديثة وخدمة المسافرين وتطوير المكاتب والحجز والدفع الإلكتروني وتسهيل دخول المواطنين من المطارات الرئيسية داخل العراق على الأقل، مع توفير خدمات تليق بسمعة الطائر العراقي".

