edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. عندما يتحول الوقود إلى رعب يومي: صهاريج النفط تجوب شوارع بغداد كقنابل موقوتة و”المرور” تكتفي...

عندما يتحول الوقود إلى رعب يومي: صهاريج النفط تجوب شوارع بغداد كقنابل موقوتة و”المرور” تكتفي بالتحذير

  • 30 تشرين اول
عندما يتحول الوقود إلى رعب يومي: صهاريج النفط تجوب شوارع بغداد كقنابل موقوتة و”المرور” تكتفي بالتحذير

انفوبلس/..

في كل صباح، وبين هدير المركبات المتزاحمة على طرقات العاصمة بغداد، تمرّ صهاريج ضخمة تحمل آلاف اللترات من المشتقات النفطية، تلمع أجسادها المعدنية تحت شمس النهار، وتجرّ خلفها رائحة الخطر. ليست مجرد شاحنات نقلٍ عادية، بل “قنابل متحركة” تسير وسط الناس، تحوّل أي احتكاك بسيط أو حادث عابر إلى كارثة مروعة، قد تمتدّ أَلسنة نيرانها لعشرات الأمتار وتحرق ما حولها.

وبينما يتصاعد الجدل الشعبي والإعلامي حول ضرورة منع هذه الصهاريج من السير في ساعات الذروة، تكتفي مديرية المرور العامة بإصدار “توجيهات شكلية” تتعلق بوضع علامات تحذير ومثلثات فسفورية، ما يثير تساؤلات حول مدى إدراك الجهات المعنية لحجم الخطر الذي تتسبب به تلك الناقلات على حياة المدنيين والبيئة على حد سواء.

قنابل تسير على شكل عجلات

يصف المواطنون مشهد مرور صهاريج النفط في شوارع العاصمة بأنه “مشهد الرعب اليومي”، إذ يمكن لتسرب بسيط في إحدى الصهاريج أو احتكاك ناري أن يشعل حريقاً هائلاً، لا سيما أن البنزين والغاز من أكثر المواد القابلة للاشتعال، ومع ازدحام الشوارع وقرب المركبات من بعضها، تصبح احتمالات الكارثة مضاعفة.

وفي مشاهد وثقتها حوادث سابقة، تحوّلت بعض الطرقات إلى ساحات لهب بعد انقلاب ناقلات محمّلة بالنفط أو الغاز، ما أدى إلى احتراق سيارات ومواطنين كانوا في طريقهم إلى أعمالهم أو مدارسهم. وهذه الذكريات الدامية ما تزال محفورة في ذاكرة العراقيين، خصوصاً أولئك الذين شاهدوا كيف تتحول لحظة عابرة إلى مأساة جماعية.

يقول المواطن محمد حسين: “الصهاريج التي تحمل المشتقات النفطية تمثل خطراً على الجميع، لذلك كان على مديرية المرور أن تصدر قراراً بمنعها من السير في أوقات الصباح التي تمثل ذروة الزحام في شوارع العاصمة بغداد.”

ويضيف بأسى: “الكثير من الحوادث وقعت في فترات سابقة، كانت سبباً في كوارث بشرية، لأن هذه الصهاريج قنابل موقوتة تتحرك بيننا. البلاد تحتاج إلى صيانة طرق وإجراءات أمان أكثر من حاجتها إلى هذه الصهاريج التي يجب أن تُمنع نهاراً ويُسمح فقط بصهاريج المياه.”

تعليمات لا تمنع الخطر

في المقابل، اكتفت مديرية المرور العامة بإصدار بيان تضمّن جملة من التعليمات الإجرائية، دون أن تصل إلى مستوى المنع الصارم.

وقال الفريق عدي سمير حليم، مدير المرور العام، في بيانه الأخير: “استناداً إلى الصلاحية المخولة لنا بموجب أحكام المادة (47) ثانياً من قانون المرور رقم (8) لسنة 2019، وللحد من الحرائق المصاحبة لحوادث الطرق، وللحفاظ على أرواح وممتلكات مستخدمي الطريق، تقرر التزام أصحاب المركبات والصهاريج التي تحمل المشتقات النفطية بالأمور الآتية: وضع علامة (خطر) خلف المركبة وعلى جانبيها، وكتابة عبارة (ابتعد عن الناقلة مسافة 150م)، ووضع مثلثين تحذيريين وعلامات فسفورية عند توقف المركبة على الطرق الرئيسة.”

لكن، وبحسب مختصين في السلامة العامة، فإن هذه الإجراءات لا ترتقي إلى مستوى الوقاية الفعلية، إذ لا يمكن لعلامة فسفورية أن تمنع انفجاراً أو تسرّباً في حال وقوع حادث بسيط. كما أن الاكتفاء بالتحذير لا يعني الحماية، خصوصاً في ظل غياب الرقابة الصارمة على الصيانة الدورية لتلك الناقلات، التي تعاني بعضها من تقادم الهيكل واهتراء الأنظمة الميكانيكية.

شوارع مزدحمة وصهاريج خطيرة

تُعدّ بغداد واحدة من أكثر العواصم ازدحاماً في الشرق الأوسط، حيث تسلك شوارعها يومياً قرابة مليوني مركبة في أوقات الذروة، وهو ما يجعل أي حادثٍ صغيرٍ يتحول إلى أزمة مرورية كبرى. فكيف الحال إن كانت الناقلة المتورطة في الحادث تحمل عشرات الأطنان من الوقود القابل للاشتعال؟

يقول السائق ماجد سالم وهو أحد الذين يعملون في نقل البضائع على الطرق الخارجية: “الكثير من السائقين يصابون بالذعر عند اقتراب الصهاريج منهم، لأنهم يعرفون أن أي خلل في توازنها قد يعني الموت. شهدنا أكثر من حادث خلال السنوات الماضية كانت نتيجته احتراق الناس داخل سياراتهم.”

ويضيف: “الوضع في الصباح كارثي، الزحام يملأ الطرق، والكل مستعجل. إذا لم يكن سائق الصهريج منتبهاً بدرجة عالية، فسيكون هو نفسه من بين الخسائر البشرية. لذلك يجب أن يُمنع سيرها في النهار، لأن مجرد وجودها خطر على الجميع.”

خطر بيئي وصحي متنامٍ

لا يقتصر الخطر على الحوادث المميتة فحسب، بل يمتد إلى آثار بيئية وصحية خطيرة. فالصهاريج القديمة أو المتضررة قد تتسبب في تسرب كميات من النفط أو المشتقات إلى التربة والمجاري المائية، ما يؤدي إلى تلوث بيئي يصعب السيطرة عليه.

كما أن الأبخرة المنبعثة من فتحات الصهاريج أو من التبخر في درجات الحرارة العالية تحتوي على غازات سامة مثل البنزين والتولوين، وهي مركبات تؤثر مباشرة على الجهاز التنفسي وتزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة.

ويحذر خبراء البيئة من أن استمرار مرور هذه الصهاريج عبر المناطق السكنية والأسواق الشعبية يشكل انتهاكاً صريحاً لمعايير السلامة البيئية، إذ يفترض أن تُخصص لها طرق خارجية بعيدة عن التجمعات البشرية.

أين التخطيط المروري؟

يرى مختصون في شؤون النقل أن الحل لا يكمن في إصدار بيانات شكلية، بل في وضع خطة تنظيمية حقيقية لتحديد ساعات سير الصهاريج.

يقول المهندس المروري أحمد الربيعي: “في كل دول العالم، هناك نظام دقيق لسير ناقلات الوقود، وغالباً ما يُمنع مرورها داخل المدن خلال النهار. لكن في العراق، نجدها تتسلل في أوقات الذروة دون حسيب أو رقيب.”

ويضيف أن “المرور كان عليه أن يحدد ساعات معينة للسير في منتصف الليل أو بعد منتصفه، مع فرض غرامات مشددة على أي ناقلة تخالف التعليمات، بدلاً من الاكتفاء بلافتة كتب عليها (ابتعد 150 متراً).”

ويشير الربيعي إلى أن “البنية التحتية المتهالكة للطرق في بغداد والمحافظات تجعل خطر الانقلاب أو الانفجار مضاعفاً، خصوصاً مع الحفر والتشققات التي تؤدي إلى اختلال توازن الصهاريج الثقيلة.”

كوارث يمكن تلافيها

تشير تقارير ميدانية إلى أن عشرات الحوادث التي شهدتها المحافظات خلال السنوات الماضية كان سببها المباشر هو ناقلات النفط والغاز. ففي بعضها، أدى انقلاب الصهريج إلى اشتعال حرائق ضخمة امتدت إلى المنازل والمحلات المجاورة، وفي أخرى تسببت تسريبات الوقود في تسمم التربة وتلف المزروعات.

وتُظهر الحصيلة الأخيرة من مديريات الدفاع المدني أن أكثر من 40 حادث احتراق لناقلات مشتقات نفطية سُجل خلال العامين الماضيين، أغلبها في بغداد وديالى والبصرة، فيما نُقل عدد من السائقين والمارة إلى المستشفيات بحروق متفاوتة الخطورة.

هذه الوقائع، بحسب ناشطين بيئيين، تؤكد أن الخطر ليس افتراضياً بل واقعي، وأن أي إهمال بسيط في تطبيق إجراءات السلامة سيقود إلى كارثة جديدة في أي لحظة.

مطالبات بقرار حازم

تتزايد المطالبات الشعبية باتخاذ قرار رسمي يمنع سير صهاريج المشتقات النفطية داخل المدن خلال ساعات النهار.

يقول المواطن كرار عبد الله من منطقة الشعلة: “نخاف كل صباح حين نرى الصهاريج تمر أمام مدارس أولادنا. هذه ليست ناقلات عادية، بل موت يسير على عجلات. إذا وقع حادث بسيط فستتحول المنطقة إلى جحيم.”

وطالب الجهات المختصة “بإعادة النظر في تصاريح المرور، وجدولة حركة هذه الصهاريج ليلاً فقط، مع مراقبة صارمة لحالتها الفنية والتأكد من سلامة أنظمتها.”

بين الروتين والموت المجاني

في النهاية، تبقى المشكلة عالقة بين بيروقراطية القرارات وروتين المؤسسات، فبينما تنتظر الناس حلاً جذرياً، يكتفي المسؤولون بتوجيهات لا تمنع وقوع الكارثة المقبلة.

إن استمرار سير صهاريج النفط والغاز في أوقات الذروة داخل بغداد يعني ببساطة أن الخطر ما زال قائماً، وأن أي صباح قد يتحول إلى مأساة جديدة تضاف إلى سجل الحوادث التي يمكن تلافيها بسهولة لو فُرض النظام بصرامة.

أخبار مشابهة

جميع
افتتاح كلية الأسباط الجامعة يرسخ دعم الأيتام بتعليم مجاني ومبانٍ أكاديمية متطورة

افتتاح كلية الأسباط الجامعة يرسخ دعم الأيتام بتعليم مجاني ومبانٍ أكاديمية متطورة

  • 2 كانون الأول
لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

لماذا يهرب العراقيون من القطاع الخاص؟ سر الجاذبية الخفية للوظيفة الحكومية

  • 2 كانون الأول
قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول نموذج شيعي حوزوي داخل الذكاء الاصطناعي

قد يغيّر مستقبل الفقه والعقيدة والتعليم الديني.. ثورة الذكاء الديني: "نور الحوزة" أول...

  • 2 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة