من 12 مليون نسمة إلى أكثر من 40.. ارتفاع ملحوظ بعدد سكان العراق بعد 2003.. هكذا أثّرت الحروب العبثية على النمو
انفوبلس/ تقارير
أجرى العراق، في عام 1997، تعداده السكاني الأخير في عملية شابتها الكثير من المشاكل، فلم يشمل الاستطلاع إلا 15 محافظة بعد استبعاد محافظات إقليم كردستان، الأمر الذي دفع بعض الباحثين لعدم الاعتراف بنتائجه والاكتفاء ببيانات الإحصاء الذي سبقه بعشر سنوات وشمل جميع محافظات العراق.
شهد العراق ارتفاعا ملحوظا في عدد السكان بعد عام 2003، فمن 6 ملايين نسمة عام 1957، و12 مليون نسمة عام 1977، تجاوز التعداد عام 2021 الـ40 مليون نسمة، وهذا يعود لعدة عوامل، أبرزها الاستقرار النسبي الذي شهده العراق بعد 2003 وعدم وجود حروب عبثية تفتك بأبنائه كما كانت سائدة في الثمانينيات والتسعينيات.
*أكبر فئة عمرية في العراق
أكبر فئة عمرية في العراق تضم 37،5 مليون شخص (59٪ من مجموع السكان)، وتتراوح أعمارهم بين 16 و 64 سنة ويشكلون غالبية هذه الفئة العمرية، أصغر فئة عمرية هي 0-14 سنة، وتضم 3،5 مليون شخص (6٪ من إجمالي السكان) .
عدد سكان العراق الذين هم فوق 65 سنة ويتألفون من 1،4 مليون شخص (3٪ من مجموع السكان)، قُدر النمو السكاني في العراق بين عامي 2015 و2017 بنحو 2،3٪، حيث وصل إلى 38،1 مليون شخص في عام 2018 .
*نمو حجم سكان العراق 1947 – 2007
يتمثل نمو السكان سواء أكان موجباً أم سالباً بثلاثة متغيرات هي: المواليد (الخصوبة)، الوفيات، الهجرة الصافية. ولا يمكن أن يتقرر هذا النمو بمتغير واحد، وإنما بجميع تلك المتغيرات ولكن بدرجات متفاوتة، وتؤثر هذا المتغيرات مباشرة في خصائص السكان الرئيسية من حيث حجمهم وتوزيعهم وتركيبهم، ويظهر من خلال الشكل أدناه التطور العددي لسكان العراق ومعدلات النمو السنوية، فقد بلغ عدد سكان العراق بحسب تعداد عام 1947 نحو (4816185) نسمة وتواصل حجم السكان بالزيادة فأصبح في تعداد عام 1957 (6339960) نسمة.
*عدد السكان عام 1965 وتعداد عام 1977
وفي عام 1965 بلغ عدد سكان العراق (8097230) نسمة وبنسبة نمو بلغت 3,10%، وفي عام 1977 أُجري في العراق أنجح تعداد وأضخمه في تاريخ التعدادات العراقية، وقد بلغ عدد السكان (12,000,497) نسمة وبنسبة نمو (3,4 %) وهي نسبة مرتفعة تفوق سابقاتها على أن هذا التفوق يُعزا إلى الزيادة الطبيعية، إذ لم يكن للهجرة من العراق وإليه آنذاك تأثير كبير في هذا المجال.
*عدد السكان عام 1987
واستمر حجم السكان بالتغير لصالح النمو، حتى بلغ في تعداد عام 1987 نحو (16,335,199) نسمة وبذلك حصلت زيادة سكانية بمقدار (4335000) نسمة تقريباً أي بمتوسط سنوي مقداره (362223) نسمة وبنسبة نمو (3.0 %) وكان لظروف الحرب العراقية – الإيرانية الأثر الواضح في الزيادة السكانية إذ إن السياسة السكانية في العراق آنذاك كانت تتجه إلى تأييد الموقف الذي يدعو إلى دعم الإنجاب وتشجيعه بهدف زيادة حجم السكان.
*تأثر عدد السكان بحروب الـ 80 والـ 90
كانت الدولة تتجه قبل عام 2003 إلى إشعال الفتنة والحروب مع دول الجوار وبدأتها في عام 1980 مع إيران ثم مع الكويت عام 1990. أما خلال المدة 1987 – 1997 فقد أشارت نتائج تعداد عام 1997 إلى أن حجم سكان العراق بلغ (22046244) نسمة وبنسبة نمو بلغت (3%) وهي أخفض مما كانت عليه عام 1977 يُعزا ذلك إلى الوفيات والهجرة إلى الخارج خلال الحرب العراقية – الإيرانية والعدوان الأمريكي وما رافقه من حصار اقتصادي.
*وفيات الأطفال في التسعينيات وتأثر نمو السكان
كان لنقص الغذاء في عموم العراق آثاره الواضحة على وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة من العمر، فقد كانت المعدلات لعام 1989 (2,3) بالألف ارتفعت إلى (2,8) و(9,5) و(15,9) و(16,6) بالألف للأعوام 1990 و 1991 و 1992 و 1993 على التوالي ولإمراض سوء التغذية فقط، أما معدلات وفيات الخدّج أقل من 2,5 كغم عند الولادة أخذت تتزايد تدريجياً إذ ازدادت من 4,5% لعام 1990 إلى 10,8 و 17,6 و 19,7 للأعوام 1991 و1992 و1993 على التوالي وبلغت عام 1994 نحو 21,7%.
*معدل نمو السكان حسب النوع والبيئة 1977 – 2007
معدل نمو السكان الذكور ينحدر بصورة ظاهرة لعامي 1987، 1997 وهذا الانخفاض في تعداد عام 1987 يعكس التأثير السلبي للحرب العراقية – الإيرانية على الذكور ممن ساهموا في القتال ومات عدد كبير منهم، أما الانخفاض في المعدل عام 1997 فهو ناجم عن هجرة أعداد كبيرة من الذكور إلى خارج العراق طلباً للعمل وتوفيراً لِمتطلبات الحياة الضرورية داخل العراق فأدى ذلك إلى انخفاض أعداد الذكور وانحدار معدلهم قياساً بمعدل نمو الإناث. أما بعد عام 2003 والغزو الأمريكي للعراق فتُشير تقديرات عام 2007 إلى ارتفاع معدل نمو الذكور قياساً بالمدة السابقة (1987 – 1997) بسبب عودة الكثير من المهاجرين والمهجّرين إلى العراق.
ويبيّن الشكل أعلاه، نمو السكان بحسب البيئة حيث إن المعدلات تشير إلى ارتفاع مستوياتها في المناطق الحضرية إلى 5,3 % خلال المدة 1965- 1977 مقابل 0,9 % لسكان الريف وهو يعكس الهجرة المستمرة من الريف إلى المناطق الحضرية وانخفض المعدّل المُشار اليه خلال المدة 1987 – 1997 إلى نحو 2,3 % لسكان الحضر مقابل ارتفاع معدل نمو المناطق الريفية إلى 4,1 % وذلك بسبب ظروف الحصار التي جعلت حرفة الزراعة حرفة رئيسية لجذب الأيدي العاملة فغادرت أعداد كبيرة إلى الريف وقلّت الهجرة نحو المدينة.
*عدد سكان العراق 2022
قُدِّر عدد سكان العراق لعام 2022 بحوالي 42،248،883 نسمة، بزيادة 2،5٪ عن العام الذي قبله، كان هذا النمو في اتجاه ثابت منذ عام 2015، عندما كان عدد السكان 35،212،600 .
منذ ذلك الحين، زاد عددهم بنحو 7 ملايين شخص، ففي عام 2021 وحده زاد عدد السكان بمقدار 1،190،658 نسمة، وهذا يشير إلى معدل نمو مرتفع ويوحي بأن عدد سكان العراق سيستمرون في النمو في السنوات القادمة.
*عدد سكان العراق 2023
وبحسب وزارة التخطيط العراقية، فقد تجاوز عدد سكان العراق 42 مليونا في عام 2020، وبلغ عدد المواطنين في عاصمته 9 ملايين .
وتتوقع الوزارة أيضًا أن يصل إجمالي عدد سكان البلاد إلى 50 مليونًا بحلول عام 2030، ومع ذلك، تشير التقديرات الحالية إلى أن عدد سكان العراق سيصل إلى ما بين 47 و 48 مليونًا بحلول عام 2023 .
ومن المتوقع أن تحتل الهند المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد السكان في عام 2023، تجاوزت الصين التي يبلغ عدد سكانها 1،4 مليار نسمة، مع انخفاض عدد سكان الصين العام الماضي لأول مرة منذ عام 1961، يُعد هذا تحولًا تاريخيًا لكلا البلدين.
*آخر إحصائية
في مطلع العام الحالي، أعلنت وزارة التخطيط، أن عدد سكان البلاد تجاوز 42 مليون نسمة وفق تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء في عام 2022.
وقالت الوزارة في بيان: "إن تقديرات عدد سكان العراق لسنة 2022 بلغ 42 مليونا و248 ألفا و883 نسمة بمعدل زيادة سنوية بلغت 2.5 في المائة".
ويشكل الذكور 50.5 في المائة من عدد السكان، فيما بلغت نسبة الإناث 49.5 في المائة، وفق البيان.
وأوضح البيان، أن عدد الولادات خلال العام الماضي بلغ مليوناً و310 آلاف و894 مولودا، مشيرا إلى أن عدد الوفيات بلغت 236 ألفا و469 وفاة.
وأشار إلى، أن نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة بلغت 40.5 في المائة من مجموع السكان، أما نسبة من هم في سنّ العمل بعمر 15 - 64 سنة فقد بلغت 56.5 في المائة.
وبلغت نسبة كبار السن من عمر 65 سنة فأكثر 3.1 في المائة من مجموع السكان.
وشكل سكان الحضر نسبة 69.9 في المائة مقابل 30.1 في المائة نسبة سكان الريف، وفق البيان.
وبحسب البيان، كانت بغداد أكبر محافظات العراق سكانا، إذ تجاوز عدد سكانها تسعة ملايين نسمة بنسبة 21.3 في المائة من مجموع سكان البلاد، فيما جاءت محافظة المثنى بالمرتبة الأخيرة بعدد سكان أكثر من 900 ألف نسمة بنسبة 2.1 في المائة.
ولم يُجرِ العراق أي تعداد للسكان منذ الاحتلال الأمريكي في عام 2003، لكن الجهاز المركزي للإحصاء يجري تقديرات بناء على معلومات من الجهات الرسمية، حيث يُقدر زيادة عدد السكان بمليون نسمة سنويا.

