edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. من عتاب إلى عراك إلى موت.. "إنفوبلس" تفصّل قصة دهس "صادمة" إثر خلاف بسيط في بغداد

من عتاب إلى عراك إلى موت.. "إنفوبلس" تفصّل قصة دهس "صادمة" إثر خلاف بسيط في بغداد

  • 29 أيلول
من عتاب إلى عراك إلى موت.. "إنفوبلس" تفصّل قصة دهس "صادمة" إثر خلاف بسيط في بغداد

انفوبلس/ تقرير

في لحظة واحدة، يمكن أن تتحول الحياة اليومية إلى مأساة لا تُنسى، حين يلتقي الغضب مع التهور في تصرف لا يُقدِّر الثمن. شهدت بغداد مؤخراً جريمة قتل هزت المجتمع بأكمله، حين انتهت مشادة بسيطة بين شاب وسائق شاحنة بمأساة أودت بحياة الضحية، وكشفت عن هشاشة التحكم بالعواطف، وأهمية الانضباط القانوني والاجتماعي في الحياة اليومية.

القصة التالية تسلّط الضوء على واحدة من أبشع جرائم القتل التي كان السبب وراءها لا يستحق شيئاً، لدرجة تجعل السؤال يتردّد في ذهن كل من يسمع بها: كيف يمكن أن تُزهق روح بشرية لأجل "لا شيء"؟

سلك مقطوع هو السبب

القضية بدأت عندما استخبر مركز الشرطة بوجود حالة وفاة داخل ردهة الطوارئ في مستشفى الكرامة التعليمي ببغداد. وبحسب أقوال ذوي المجني عليه المتواجدين في مكان الحادث، فإن ابنهم قُتل عمداً بعدما دهسه صاحب شاحنة حمل (لوري).

المدان، وخلال قيادته للشاحنة ومروره بجوار دار المجني عليه – بحسب تقارير حصلت عليها شبكة "انفوبلس" - تسبب بقطع سلك كاميرات المراقبة المنصوبة على المنزل، لكنه واصل مسيره دون أن يتوقف. هذا التصرف أثار حفيظة المجني عليه وأشقائه الذين لاحقوه بسيارتهم وأوقفوه لمعاتبته على ما حصل.

ما بدأ كـ"عتب" سرعان ما تطور إلى مشادة كلامية حادة. تبادل الطرفان الصياح والسب والشتم أمام أنظار المارة، وتدافعوا بالأيدي. عندها تدخل شخص من أبناء المنطقة، وهو قريب المدان، محاولاً فض النزاع سلمياً. تبادل مع والد المجني عليه أرقام الهواتف، وتعهد بإصلاح الضرر الناجم عن قطع السلك الكهربائي، ليتم الاتفاق على التهدئة وانصراف الطرفين.

بدا المشهد وكأنه انتهى، إذ استقل المدان شاحنته بينما عاد المجني عليه وأشقاؤه سيراً على الأقدام باتجاه سيارتهم المركونة على مسافة من مكان الحادث. لكن النهاية لم تكن كما توقعها أحد. ففي لحظة صادمة، قرر المدان أن يدهس المجني عليه بشاحنته، ثم لاذ بالفرار، غير آبه بصراخ الناس المتجمعين الذين هتفوا: "أوكف... أوكف". الزجاج المفتوح للشاحنة لم يمنعه من سماعهم، لكنه تجاهل النداءات وأكمل طريقه.

أصيب المجني عليه إصابة بليغة في الرأس، وحاول أشقاؤه إنقاذه عبر نقله إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة متأثراً بجراحه، بحسب التقارير الأمنية وشهود العيان. 

والدي المجني عليه عبّرا عن صدمتهما العميقة وغضبهما الشديد لفقدان ابنهما بطريقة مأساوية وغير متوقعة. أما أشقاء الضحية شعروا بصدمة كبيرة، مطالبين بالعدالة القصوى ومعاقبة الجاني بالسجن المؤبد لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. كما بعض أفراد العائلة أعربوا عن استيائهم من ضعف الرقابة على الطرق وانعدام الوعي بأهمية تهدئة النزاعات البسيطة قبل تصاعدها.

في المقابل، عبّر العديد من المغردين عن استنكارهم وغضبهم من تصرف الجاني، مشددين على أن "غضب اللحظة يمكن أن يحرق كل شيء". وكتب بعض الشباب تحذيرات للآخرين بضرورة ضبط النفس والهدوء عند وقوع خلافات أو مشادات على الطرق العامة.

وتمرّ العراقية بغداد بسلسلة من الحوادث المؤسفة التي تكشف الوجه المظلم للانفعالات البشرية غير المسيطر عليها. كثير من هذه الجرائم لا تنشأ عن خلافات عميقة أو صراعات طويلة الأمد، بل عن انفعال لحظي أو غضب مفاجئ يحوّل خلافاً بسيطاً إلى مأساة.

التحقيق والاعتراف

بعد القبض على المدان، اعترف صراحة بما نُسب إليه، مؤكداً أنه تعمد دهس المجني عليه. وقد وجدت المحكمة أن الأدلة المتحصلة في الدعوى كافية ومقنعة لإدانته، بحسب مصادر قضائية. 

  • القبض على مفتعلي الحرائق في دور المواطنين وعجلاتهم ومحالهم التجارية في جانب الرصافة

واعتمدت المحكمة في حكمها على المادة 405 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، والتي تنص على أن "من قتل عمداً نفساً بشرية يُعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت". وبناءً على ذلك، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المؤبد على المدان.

هذه الحادثة ليست مجرد جريمة فردية – بحسب باحثون - بل تطرح أسئلة جوهرية حول ثقافة الحوار وطرق إدارة الغضب في المجتمع العراقي. فالكثير من النزاعات اليومية يمكن أن تنتهي بتفاهم بسيط إذا ما تم التعامل معها بعقلانية وهدوء. عدم القدرة على التحكم بالعواطف يمكن أن يحول إنساناً عادياً إلى قاتل، كما تظهر هذه الواقعة بوضوح.

كما أن الحادثة تؤكد على أهمية الالتزام بالقوانين والتعليمات المرورية، وعدم الاستهانة بأي تصرف يمكن أن يشكل خطراً على الآخرين. قطع سلك بسيط وتحريك شاحنة دون وعي يمكن أن يكون البداية لمأساة حقيقية، ما يعكس دور المسؤولية الفردية في الحفاظ على سلامة المجتمع.

أثر الجريمة على أسر الضحايا

الحادثة لم تنته بموت الضحية فقط، بل تركت أثراً نفسياً واجتماعياً عميقاً على أسرته. فالأب والأم والأشقاء فقدوا شخصاً عزيزاً بطريقة مأساوية، بينما يعيشون صدمة دائمة من لحظة غير محسوبة. من ناحية أخرى، أصبح المدان خلف القضبان، محملاً بعذاب الضمير والعقوبة القانونية، ليكون مصيره موازياً لفقدان الضحية، إن لم يكن أكبر، بسبب الانعكاسات الاجتماعية والنفسية لحياته.

يمكن استخلاص عدة دروس- بحسب باحثون - من هذه الحادثة: أولها التحكم بالغضب إذ ان الغضب العابر يمكن أن يقود إلى قرارات قاتلة، والانفعال اللحظي يمكن أن يغير مسار حياة الإنسان بالكامل. بالإضافة الى أهمية الحوار حيث التعامل مع النزاعات بحكمة وبالحوار السلمي قد يمنع العديد من الحوادث المميتة. وكذلك الالتزام بالقانون حيث ان احترام القوانين والتعليمات يعزز السلامة العامة ويقلل من احتمالية وقوع الحوادث. 

وأيضا التأثير الاجتماعي إذ ان الجرائم العمدية لا تؤثر فقط على الضحايا، بل تمتد لتشمل أسرهم والمجتمع المحيط، ما يخلق دائرة من الألم النفسي والاجتماعي. واخيراً ثقافة التهدئة حيث ان المجتمع بحاجة لتعزيز ثقافة التهدئة وحل النزاعات بطرق حضارية بعيداً عن العنف.

وفي المقابل، ناشد كثير من المختصين الجهات المعنية بالعمل على حملات توعية لتعزيز ثقافة ضبط النفس وإدارة الغضب، خصوصاً بين الشباب، وتفعيل الرقابة المرورية والأمنية على الطرقات لمنع تصاعد الخلافات الصغيرة إلى أعمال عنف.

وفي النهاية يمكن القول ان الحادثة المأساوية التي شهدتها بغداد نتيجة دهس شاب بشاحنة بسبب خلاف تافه، تبرز هشاشة توازن الحياة والموت، وكيف يمكن لانفعال لحظي أن يقود إلى كارثة إنسانية. فحياة أزهقت بسبب "لا شيء"، وحياة أخرى دُمّرت خلف القضبان، لتكون هذه الواقعة مثالاً صارخاً على خطورة الغضب والانفعال، وأهمية ثقافة الحوار والالتزام بالقانون لحماية المجتمع من مثل هذه المآسي.

في النهاية، تظل الحقيقة المؤلمة أن هذه الجريمة لم تكن بحاجة للوقوع، وأن حياة بشرية لا تُقدر بثمن، وأن التسرع والغضب يمكن أن يبدداها في لحظة، لتترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة كل من عاش تفاصيلها.

أخبار مشابهة

جميع
الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

الإنجاب في العراق.. قرار عاطفي يتحوّل إلى معادلة اقتصادية ونفسية واجتماعية معقّدة

  • 4 كانون الأول
ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

  • 4 كانون الأول
صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

صور تُشعل الغضب والحشد يتدخل.. 1450 مريضاً تحت رحمة 11 طبيباً في مستشفى الرشاد!

  • 3 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة